كثيرة هي الروايات والتقارير والمعلومات التي تنشر عن جزيرة سقطرى ومن يوم لآخر يكشف عن مزايا واكتشافات جديدة تضاف إلى سجل الجزيرة الغنية والفريدة بالثروات والأصناف النباتية والحيوانية والطبيعية النادرة، وكأنها جوهرة تتجدد مع مرور الوقت ويزداد بريقها وقيمتها يوماً بعد يوم، رغم ما تتعرض له من محاولات تدمير وتجريف وعبث متعمد من قبل الاحتلال الإماراتي الذي حول الجزيرة اليمنية إلى ثكنة عسكرية ومسرح لتحركاته المشبوهة، كرس كل إمكانياته وأدواته في الجزيرة لصالح أهداف دنيئة تخدم الأطماع الإماراتية الصهيونية وفي مساعي سلخها من هويتها اليمنية ومكانتها الاستراتيجية الضاربة في عمق التاريخ.

الثورة / مصطفى المنتصر

من بين 900 ألف جزيرة على وجه الأرض، حيث يرى العلماء والباحثون في مجال الطبيعة أن جزيرة سقطرى اليمنية هي الواجهة الأجمل والأبرز من بين ذلك الكم الهائل من الجزر مترامية الأطراف ومتعددة الثقافات، لما تتمتع به الجزيرة من تعدد فريد في الثروات والموارد والطبيعة الخلابة ذات الطابع الفريد والنادر.
وتعرف جزيرة سقطرى باسم أرخبيل سقطرى، وتتكون من أربع جزر شبه صحراوية مختلفة ويبلغ طوله 250 كيلومتراً، ولطبيعتها الفريدة والخلابة تم تصنيفها من قبل اليونسكو على أنها “ذات أهمية عالمية” بسبب تنوعها البيولوجي الحصري، كما تم تصنيفها كموقع للتراث العالمي في عام 2008م ووفقا لليونسكو فإن من بين 825 نوعاً من النباتات الموجودة في الجزيرة، لا يمكن العثور على ثلثها تقريبًا إلا في سقطرى، بالإضافة إلى أن 90% من أنواع الزواحف و95 % من أنواع القواقع البرية لا توجد في أي مكان آخر في العالم سوى في جزيرة سقطرى .
تحذيرات من كارثة حقيقية تهدد الجزيرة
بالمقابل تتزايد الأخطار المهددة بإخراج جزيرة سقطرى (أهم محميات الطبيعية اليمنية) يوما بعد آخر من قائمة التراث العالمي نتيجة الممارسات العبثية التدميرية من قبل الاحتلال الإماراتي الذي يتعمد إلحاق الضرر بالجزيرة من خلال تجريف الحياة الطبيعية وشراء الأراضي والمحميات التي تتميز بالتنوع الكبير في نباتاتها المستوطنة والحاضنة لعشرات الأنواع من النباتات النادرة بالإضافة إلى المنتجعات الترفيهية التي تدمر الحيود المرجانية والشواطئ التي تعشش فيها السلاحف وأنواع أخرى من الزواحف والحلزونيات البرية النادرة التي لا توجد في أي منطقة بالعالم سوى في جزيرة سقطرى.
وبحسب مختصين وخبراء فإنه من المحتمل اتخاذ قرار تصنيف الجزيرة على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر من قبل لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو التي فتحت اجتماعات طارئة عن وضع جزيرة سقطرى في مدينة نيودلهي الهندية.
وتزامنت التحذيرات المحلية والدولية مع وصول فريق من المنظمة الدولية لتقييم الأوضاع البيئية في جزيرة سقطرى وسط مخاوف من احتمالية وضع الجزيرة على قائمة التراث المعرض للخطر، أو إزالتها نهائياً من قائمة التراث، بسبب الانتهاكات الجسيمة التي تهددها والتي من بينها الاستثمارات الإنشائية والتوسع العمراني المخالف، وعمليات الصيد المكثفة، وإدخال نباتات من خارج الجزيرة التي بدورها أثرت على الحياة النباتية وغيرها من الممارسات والسلوكيات التي تعبث بالجزيرة اليمنية وتراثها الفريد.
عن ذلك حذرت الخبيرة في استراتيجيات السياحة، إيزابيل موسك، من تهديدات خارجية تحدق بجزيرة سقطرى، والتي تعد واحدة من أغنى المناطق في العالم من حيث التنوع البيولوجي والثقافي، مشيرة إلى خطورة الاستثمار الإماراتي المتزايد في الجزيرة.
وأوضحت موسك أن الاستثمارات الإماراتية في الجزيرة تتمثل في شراء الأراضي عبر وسطاء محليين، رغم أن القانون اليمني يمنع بيع الأراضي للأجانب، واعتبرت أن هذه الاستثمارات قد تؤدي إلى تغييرات بيئية وثقافية خطيرة، مما قد يؤثر سلبًا على هوية الجزيرة.
وشددت الخبيرة السياحية على أهمية السياحة المستدامة، التي توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة، داعية إلى دعم منظمي الرحلات المحليين، واحترام النظام البيئي الفريد للجزيرة، بما يضمن تلبية احتياجات المجتمع المحلي وحماية التراث الثقافي.
محاولات إماراتية لاحتواء الفضيحة
وكانت الإمارات قد أرسلت لجنة عليا إلى أرخبيل سقطرى، وذلك بعد وصول بعثة من منظمة اليونسكو للتحقيق في الانتهاكات البيئية والعسكرية التي تشهدها المحمية الطبيعية اليمنية المهددة بكارثة حقيقية تستهدف تنوعها وتميزها الفريد على مستوى الجزر الطبيعية والنادرة في العالم.
وبحسب مصادر محلية فإن البعثة الدولية وقفت على انتهاكات خطيرة تشمل استحداث منشآت عسكرية ومشاريع استثمارية جائرة، أدت إلى تدمير مكونات طبيعية نادرة في الجزيرة ما دفع المليشيات الأمنية والعسكرية التابعة للاحتلال الإماراتي من منع بعثة اليونسكو من الوصول إلى مناطق حساسة، وأجبرتها على التنقل في أماكن محددة في محاولة لتضييق الخناق على اللجنة.
وذكرت المصادر أن الإمارات حاولت الحد من الفضيحة والنتائج الكارثية التي يمكن أن يتسبب بها تقرير الفريق الدولي لليونسكو وسعت إلى إرسال منتحل صفة محافظ سقطرى الموالي لها المدعو رأفت الثقلي وقطع إجازته في أبو ظبي بعد أيام من مغادرته الجزيرة، في محاولة منها لتبرير الواقع الكارثي في الجزيرة وإلقاء اللوم على مرتزقة الاحتلال السعودي الإماراتي أو ما يسمى السلطات المحلية في الجزيرة كونها الممثلة عن سلطة حكومة التحالف.
وأضاف المصدر أن الإمارات قامت بتشكيل لجنة عليا من ما يسمى “الديوان الأميري” إلى سقطرى في خطوة وصفت بأنها تهدف إلى احتواء الملاحظات الكارثية بحق التنوع البيئي من قبل لجنة اليونسكو بعد أن قامت بسرقة العديد من الأشجار والحيوانات والطيور النادرة ونقلها إلى الإمارات.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بدون دجاجة.. هل يمكن أن يحل البيض النباتي محل الحيواني؟

يعد البيض عنصرا أساسيا في مطابخ العالم وذلك لما يتمتع به من قيمة غذائية مرتفعة وتكلفة منخفضة، فطبقا لتقديرات منظمة الغذاء العالمي يبلغ متوسط استهلاك الفرد عالميا 161 بيضة سنويا وفي دول مثل الولايات المتحدة الأميركية تصل تلك النسبة إلى 300 بيضة سنويا للفرد الواحد.

ومع تزايد الوعي بالتغذية النباتية والمستدامة، ظهرت بدائل عديدة للمنتجات الحيوانية، ومن أبرزها البيض النباتي، وهو بديل خال من المكونات الحيوانية، ينتج من مكونات مثل البقوليات والنشويات، ويستخدم في الطهي والخبز. هذا البديل يجذب النباتيين والأشخاص الذين يعانون من حساسية البيض أو مشاكل الكوليسترول، ويقدم حلا صحيا وبيئيا حديثا.

لكن هل حقا البيض النباتي قادر على أن يكون بديلا عن البيض التقليدي الذي نعرفه؟

ما البيض النباتي؟

البيض النباتي هو بديل غذائي مبتكر يصنع بالكامل من مكونات نباتية، ويستخدم بفعالية في الطهي وصناعة المخبوزات، حيث يهدف إلى تقليد القوام، والطعم، والوظائف الحيوية للبيض الحيواني.

ورغم أن فكرة بدائل البيض ليست جديدة، فإنها شهدت تطورا ملحوظا، إذ كانت النسخ القديمة تستخدم غالبا كمادة رابطة في الخَبز فقط، أما اليوم فقد أصبحت تنتج للاستهلاك المباشر أيضا، وتتوفر بأشكال متعددة مثل المساحيق أو المنتجات السائلة الجاهزة.

إعلان

تتنوع المكونات المستخدمة في تصنيع البيض النباتي، وتشمل بروتينات نباتية كفول الصويا أو البازلاء لتوفير البنية البروتينية، إلى جانب نشا الذرة أو البطاطس التي تضيف التماسك والكثافة. كما يستخدم دقيق الحمص، خاصة في الأطباق المالحة، بفضل قوامه السميك وقدرته على الامتصاص. تضاف الزيوت النباتية والمستحلبات لتحسين الملمس والنكهة، بالإضافة إلى ألياف ومكونات أخرى تعزز القيمة الغذائية وتحافظ على تجانس المنتج. هذا التنوع في التركيبات يسمح بمرونة كبيرة في الاستخدام، ويمنح المستهلكين، خاصة النباتيين، خيارا و بديلا عمليا في مختلف الأطباق والوصفات.

ما القيمة الغذائية للبيض النباتي؟

عندما تفكر في استخدام البيض النباتي ربما لديك بعض المخاوف الغذائية تجاه هذا المنتج المصنع، لكن البيض النباتي خيار غذائي مثالي، خاصة لمن يسعون لتقليل تناول الدهون الحيوانية أو يعانون من أمراض القلب وارتفاع الكوليسترول. يتميز بخلوه التام من الكوليسترول، لاحتوائه على نسب منخفضة من الدهون المشبعة والسعرات الحرارية، مما يجعله بديلا صحيا مقارنة بالبيض التقليدي. كذلك، تقدم بعض الأنواع نسبة جيدة من البروتين (قد تصل إلى 5 غرامات)، خاصة تلك المصنوعة من بروتين البازلاء أو فول الصويا، وتقترب بذلك من محتوى البيضة العادية التي تحتوي على نحو 6 غرامات.

البيض النباتي أيضا غني بالألياف، لا سيما الأنواع المصنوعة من الحمص أو البقوليات، وهي ميزة تغيب عن البيض الحيواني. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي العديد من الأنواع على فيتامينات ومعادن ضرورية مثل "بي 12" (B12)، الحديد، والكالسيوم، لتلبية احتياجات من يتبعون نظاما غذائيا نباتيا. مع ذلك، من المهم الانتباه إلى أن بعض المنتجات تحتوي على كميات مرتفعة من الصوديوم، أو قد تفتقر إلى البروتين الكامل الموجود بالبيض الطبيعي، لذلك ينصح دائما بقراءة المكونات على الملصقات بعناية لضمان اختيار منتج صحي ومتوازن يفي بالاحتياجات الغذائية اليومية دون التنازل عن الفوائد الصحية.

إعلان ما استخداماته؟

إحدى أبرز مزايا البيض النباتي هي قدرته على أداء نفس الوظائف التي يوفرها البيض التقليدي، مما يجعله مناسبًا لمجموعة واسعة من الأطباق، إذ يمكن إدخاله في الطهي لإعداد أطباق مثل الأومليت، الفطائر، والكريب، حيث يمنح تماسكا جيدا ونكهة مقاربة للبيض العادي عند خلطه بالخضراوات أو المكونات السائلة. كما يستخدم في الخبز كمادة رابطة في وصفات مثل الكيك، البسكويت، الكوكيز، وخبز الموز، رغم أن بعض الأنواع قد تتطلب تعديلًا في الكمية للحصول على القوام المطلوب. بالإضافة لذلك، تُستخدم بعض بدائله في تصنيع منتجات مثل المايونيز النباتي، مما يعزز تنوعه كمكون عملي وصحي.

بعض الوصفات تتطلب تعديلا بسيطا في الكميات أو درجة الحرارة لضمان نفس القوام والنتيجة النهائية، خاصة أن المكونات النباتية تختلف في تفاعلها مع الحرارة مقارنة بالبيض الحيواني.

هل البيض النباتي أفضل من بيض الدجاج؟!

رغم أن البيض النباتي يصنع من مكونات نباتية، فإن ذلك لا يجعله تلقائيا خيارا غذائيا أفضل من البيض التقليدي.

من أبرز أوجه القصور فيه هو انخفاض محتواه من البروتين، حيث تتراوح كمية البروتين في البيضة الواحدة من 3 إلى 5 غرامات فقط لكل حصة، مقارنة بـ6 غرامات في بيضة دجاج كبيرة. كما يحتوي على كمية صوديوم أعلى تتراوح بين 150 و170 مليغرامًا، مقابل 65 مليغراما في البيض العادي.

إضافة إلى ذلك، يعتبر البيض النباتي طعاما معالجا بدرجة أكبر، ويحتوي على مكونات صناعية أكثر تعقيدا، مما قد يثير مخاوف غذائية لدى بعض المستهلكين. حيث إن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بزيادة أخطار السمنة وأمراض مزمنة أخرى. ورغم أن بعض المكونات غير المألوفة قد تكون آمنة، فإن بساطة مكون البيض التقليدي –وهو مجرد "بيض"– تظل نقطة قوة صحية. لذلك، من المهم تقييم المنتجات بعناية وعدم الافتراض أن البدائل النباتية دائمًا أكثر فائدة من نظيراتها الحيوانية.

إعلان

لم يعد البيض النباتي مجرد بديل مؤقت، بل أصبح خيارا غذائيا مستقلا يلائم أنماط الحياة المختلفة، خاصة النباتية والصحية. ومع تطور تقنيات التصنيع، بات يوفر تجربة مشابهة للبيض التقليدي من حيث الطهي والمذاق، دون التضحية بالقيمة الغذائية، ومع ذلك يواجه بعض التحديات مثل ارتفاع سعره في بعض الأسواق، واختلاف نسبي في النكهة أو القوام، خاصة في وصفات تعتمد على بياض البيض، إلى جانب احتوائه أحيانا على مكونات معالجة، مما يتطلب وعيًا استهلاكيا عند الاختيار.

مقالات مشابهة

  • "سقطرى" في دائرة الخطر والسقوط من "التراث العالمي" وأصوات المناشدة ترتفع وتُحذّر (تقرير)
  • وسط تحذيرات واسعة.. مخاطر بيئة متعاظمة تهدد سقطرى بخروجها من قائمة التراث العالمي
  • وثق جمال سقطرى منذ عقود… مصور يمني يخشى عليها من انتهاكات قد تخرجها من قائمة التراث العالمي
  • وادي مشار بحائل.. نموذج للطبيعة الغناء وجمال الغطاء النباتي الفريد
  • بدون دجاجة.. هل يمكن أن يحل البيض النباتي محل الحيواني؟
  • “المجاهدين” تشيد بـالعملية التي نفذتها القوات اليمنية على عمق الكيان
  • رويترز : طائرات اليمنية التي استهدفتها إسرائيل لم يكن مؤمناً عليها 
  • وكالة.. طائرات اليمنية التي دمرتها ضربة إسرائيلية لم يكن مؤمنا عليها
  • مخاطر تُحدق بسقطرى… اليونسكو قد تُدرجها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر