ملتقى للابتكار ونقل التكنولوجيا في تقنية مسندم
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
نظّمت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمحافظة مسندم ملتقى الابتكار ونقل التكنولوجيا، وذلك برعاية الدكتور علي بن سعيد البداعي، مساعد المدعي العام، مدير عام الادعاء العام، وبمشاركة واسعة من مؤسسات تعليمية وصناعية وحكومية، جاء هذا الملتقى في إطار دعم مسيرة التنمية الوطنية القائمة على المعرفة والتقنية، وسعي الجامعة إلى بناء مجتمع ابتكاري فعّال يسهم في تطوير القطاعات المختلفة عبر استثمار العقول الشابة والمواهب الواعدة.
يهدف الملتقى إلى توفير منصة تجمع المبتكرين والمهتمين بالتكنولوجيا لمناقشة أحدث المستجدات في هذا المجال، ودعم أصحاب المشاريع في تطوير أفكارهم وتحويلها إلى حلول قابلة للتنفيذ، إلى جانب تعزيز الشراكات مع المؤسسات الحكومية والخاصة، وتبادل التجارب والخبرات، والتعرّف على أحدث الابتكارات والتقنيات التي تشكّل مستقبل التنمية.
وقد تضمّن برنامج الملتقى عرضًا لعدد من المشاريع الابتكارية بلغ عددها 10 مشاريع، خضعت لتقييم لجنة التحكيم المختصة، كما شهد مشاركة سفراء التحول الرقمي بمحافظة مسندم الذين قدّموا عروضًا متقدمة توضح دور التكنولوجيا الرقمية في تطوير الأعمال والخدمات داخل المؤسسات والمجتمعات، مع تسليط الضوء على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، كذلك تم تقديم عرض مرئي تفاعلي يبرز أهمية الابتكار في تعزيز التنافسية، وتحقيق الاستدامة، وتحسين جودة الحياة.
جوهر التقدم
وفي كلمته خلال الملتقى، أكد الدكتور أحمد بن سعيد الشحري، مساعد الرئيس بالجامعة، أن الابتكار لم يعد خيارًا بل ضرورة، مشيرًا إلى أن "الابتكار هو جوهر التقدّم والنمو في عصرنا الراهن، في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم"، داعيًا إلى تبنّي أساليب جديدة والتفكير خارج الصندوق لتعزيز الإنتاجية وتقديم حلول فاعلة للتحديات المعاصرة.
وقد شارك في الملتقى عدد من المؤسسات الرائدة، من بينها مدينة محاس الصناعية (مدائن)، وشركة نماء لتوزيع الكهرباء، وعدد من المدارس بمحافظة مسندم، بالإضافة إلى جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسندم، وتم خلال الفعاليات عرض نماذج وتجارب ناجحة، والاستماع إلى قصص واقعية من مبتكرين استطاعوا ترجمة أفكارهم إلى مشاريع ملموسة، إلى جانب مناقشة أحدث التوجهات في عالم التكنولوجيا، وكيفية توظيفها بما يخدم أهداف الملتقى.
نتائج الملتقى
شهد الملتقى منافسة قوية بين المشاركين، حيث فاز بالمركز الأول المهندس خالد بن محمد بن عبدالله الكمزاري عن مشروع "أنظمة إطفاء الحرائق بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء"، في حين جاء مشروع "NEXO" المقدم من مدرسة جوهرة عمان للتعليم الأساسي (9–12) في المركز الثاني، بينما حلّت مدرسة المحمدية للتعليم الأساسي (5–12) في المركز الثالث عن مشروع "الجحلة المولّدة للطاقة الكهربائية (وعاء فخاري)". كما تم تكريم أحمد بن إبراهيم بن أحمد الشحي بجائزة "أفضل مشروع واعد" عن مشروعه "تحويل سعف النخيل إلى بلاستيك حيوي ونانو سيليلوز".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
في ملتقى الإعلام العربي بالكويت.. جمال السويدي يحدد الأسلوب الأمثل للتعامل مع التحول الرقمي في مجال الإعلام
شارك معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ورئيس منتدى الفكر والثقافة العربية، يوم أمس السبت، في فعاليات الدورة العشرين للملتقى الإعلامي العربي في دولة الكويت، برعاية الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتي، وتحت شعار “تحديات الإعلام في ظل تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي”.
وتم تكريم دولة الإمارات العربية المتحدة، التي حلّت ضيف شرف الملتقى، تقديراً لمكانتها الريادية في المجال الإعلامي ومواكبتها للتطورات التكنولوجية. ويأتي هذا التكريم عقب اختيار دولة الكويت “عاصمة الثقافة والإعلام العربي” لعام 2025، حيث تستمر فعاليات الملتقى حتى 12 مايو الجاري.
يُعقد الملتقى بمشاركة عدد من وزراء الإعلام والإعلاميين والكُتّاب والصحفيين والأكاديميين العرب، إلى جانب مجموعة من الشباب وصنّاع المحتوى والمهتمين بصناعة الإعلام وتطوير محتواه، لمناقشة واقع الإعلام العربي ومستقبله في ظل التحولات التكنولوجية وتعدد مصادر الأخبار.
وبدأ حفل الافتتاح بعزف السلام الوطني، تلاه عرض فيلم تسجيلي قصير بعنوان “الملتقى الإعلامي العربي: سيرة ومسيرة”، يروي تاريخ الملتقى وإسهاماته. كما أُلقيت كلمة نيابة عن الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، راعي الملتقى، رحّب فيها بالحضور وأكد أهمية الإعلام في مواجهة التحديات الراهنة. وتلتها كلمة دولة الإمارات العربية المتحدة، ضيف الشرف، التي أبرزت دورها في تطوير الإعلام الرقمي.
ومن جانبه، ألقى معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي كلمة ترحيبية تناول فيها أهمية تعزيز التعاون العربي لمواجهة تحديات التكنولوجيا. وقدّم السويدي شكره إلى دولة الكويت والكاتب والإعلامي ماضي عبدالله الخميس، الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، على دعوته للمشاركة في هذا الملتقى المميز، وعلى اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف الملتقى.
وقال السويدي، “لقد أصبح الإعلام العربي والعالمي، بلا شك، أمام لحظة تاريخية فارقة تتمثل في التحول الرقمي الكبير ودخول تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع مناحي الحياة الإعلامية والثقافية والاجتماعية. هذه اللحظة لا يمكن التعامل معها على أنها مجرد تطور تقني عابر، بل يجب أن تُقرأ في سياق حضاري أوسع يشمل إعادة تشكيل الوعي الإنساني وأساليب التواصل، الأمر الذي يدفعنا جميعاً إلى مزيد من الجدية والتفكير النقدي في مستقبل الإعلام وآلياته ومخرجاته”.
وأضاف السويدي أن التكنولوجيا الحديثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، لم تَعُد مجرد أدوات مساعدة، بل أصبحت الركيزة الأساسية التي تُعيد تشكيل المشهد الإعلامي وتحدد معالم المستقبل، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي يقدم اليوم فرصاً غير مسبوقة لتطوير المحتوى الإعلامي وتحليله وتوزيعه بشكل أكثر دقة وفاعلية، مما يسهم في الوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور بأساليب أكثر تفاعلية وجاذبية.
وأشار السويدي إلى أن هذه الإمكانات التقنية الهائلة تطرح تحديات جادة تتعلق بضمان النزاهة والشفافية والعدالة الإعلامية، وتفرض ضرورة وضع معايير واضحة وصارمة تنظم الاستفادة من هذه الأدوات وتحد من مخاطر سوء الاستخدام أو التضليل.
وأوضح السويدي أن التحولات الرقمية فرضت على المختصين مسؤوليات كبرى، خاصة فيما يتعلق بأخلاقيات الإعلام، قائلاً، إن التقنيات المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، توفّر قدرات استثنائية لإنتاج المحتوى وإدارته وتوزيعه بشكل فوري، مشيراً إلى أن هذه التحولات تثير أسئلة جوهرية حول أخلاقيات العمل الإعلامي، بدءاً من احترام خصوصية الأفراد وضمان حقوق الملكية الفكرية، مروراً بالحفاظ على الحقيقة والمصداقية، وانتهاءً بمسؤولية الإعلام في تعزيز الاستقرار والسلم الاجتماعي.
وأضاف السويدي، أن “الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي باتا ضرورة حتمية تستوجب منّا مواكبة واعية ومسؤولة. وهذا ما دفعني شخصياً إلى الخوض في تفاصيل هذه التقنيات وانعكاساتها المحتملة على مستقبل البشرية، من خلال كتابي الأخير “الرحم الاصطناعي: عالم ما بعد التكاثر البشري”، حيث حاولت استشراف المستقبل وتسليط الضوء على ضرورة مناقشة الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية والقانونية للتكنولوجيا”. وأكد على أهمية الحوار البنّاء والمستمر حول هذه القضايا المصيرية.
وتابع السويدي: إن الإعلام العربي في العصر الرقمي يقف أمام فرصة تاريخية غير مسبوقة لتأكيد حضوره وريادته، من خلال تعزيز قيم المسؤولية والنزاهة والشفافية، مضيفاً، “يمكن للإعلام العربي أن يلعب اليوم دوراً محورياً في توجيه وتوعية المجتمعات العربية حول الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي، بما يتوافق مع قيمنا الثقافية وهويتنا الحضارية، ويحمي مجتمعاتنا من المخاطر المحتملة للتقنيات الحديثة، مثل التضليل الرقمي واختراق الخصوصية وانتشار الأخبار الزائفة”.
وخلال كلمته، قال المستشار ماضي عبدالله الخميس، الأمين العام للملتقى، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تحل ضيف شرف الملتقى هذا العام تقديراً لمكانتها وإعلامها، الذي يخطو خطوات مميزة، ويواكب التطورات الإعلامية، مشيراً إلى أن فعاليات هذا العام تركّز على دور الإعلام العربي في مواجهة التحولات الرقمية المتسارعة، وما تفرضه من تحديات وفرص، وكيفية توظيف التقنيات الحديثة لتعزيز الحضور الإعلامي العربي وتوسيع نطاقه العالمي، مع تسليط الضوء على دور الإعلام في دعم التنوع الثقافي والحفاظ على الهوية العربية.
وفي النهاية وقع معالي الدكتور السويدي نسخ من كتابه “صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية” وكتابه “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، للمشاركين في الملتقى الإعلامي العربي الذين أبدو تقديرهم وشكرهم على هذه الإصدارات القيمة.