دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عَثَر باحثون على صفحات من مخطوطة نادرة تعود إلى العصور الوسطى كانت مخفية كغلاف ومُخيَّطة في تجليد كتاب، وفقًا لخبراء في مكتبة جامعة كامبريدج بإنجلترا. وشملت القطعة قصصًا عن ميرلين والملك آرثر.

تعود الصفحتان إلى نسخة من القرن الـ13 لمخطوطة "Suite Vulgate du Merlin"، التي دوّنها كاتب من العصور الوسطى يدويًا باللغة الفرنسية القديمة، وتُعد تكملةً لأسطورة الملك آرثر.

قالت الدكتورة إيرين فابري-طهرانجي، المتخصصة باللغة الفرنسية في المجموعات والمسؤولة الأكاديمية في مكتبة جامعة كامبريدج، إن الرواية المتعلقة بالملك آرثر، التي كانت جزءًا من سلسلة تُعرف باسم دورة "كأس لانسلوت" (Lancelot-Grail)، كانت شائعة بين الأرستقراطيين والملوك. 

تم التقاط صور داخل طيات مخطوطة من العصور الوسطى استُخدمت كغلاف لكتاب آخر في وقت لاحق.Credit: Cambridge University Library

وأضافت أنّ القصص كانت تُقرأ بصوت عالٍ أو تؤدَّى من قِبَل شعراء كانوا يتنقلون من بلاط ملكي إلى آخر.

بدلاً من المخاطرة بإتلاف الصفحات الهشة من خلال إزالة الغرز وفتحها، استغل فريق بحثي فحوصات التصوير المقطعي المحوسب لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد للأوراق، وفتحها افتراضيًا لقراءة القصة.

أكّدت فابري-طهرانجي، وهي من أوائل من أدركوا ندرة المخطوطة، أنّ العثور عليها شكل "تجربة لا تتكرّر سوى مرةً في العمر".

مختبئة على مرأى من الجميع تم طيّ الصفحات وتمزيقها وخياطتها معًا، لتُستخدم كغلاف لكتاب يحتوي على سجلات عقارية من القرن الـ16. Credit: Cambridge University Library

اكتشفت أمينة أرشيف كامبريدج السابقة، سيان كولينز، المخطوطة لأول مرة في عام 2019 أثناء إعادة فهرسة سجلات عقارية تعود إلى قصر "هانتينغفيلد"، المملوك لعائلة فانيك من هيفينينغها بإنجلترا. 

استُخدِمت الصفحات كغلاف لسجل أرشيفي لعقار، وتم تسجيلها سابقًا على أنّها قصة من القرن الرابع عشر عن السير جواين.

سمحت النقوش الزرقاء والحمراء على بعض الحروف للباحثين بتأريخ المخطوطة إلى أواخر القرن الـ13وبدايات القرن الـ14. تصوير: Błażej Mikuła/Amélie Deblauwe/Cambridge University Library

لكن لاحظت كولينز، التي تشغل الآن منصب رئيسة قسم المجموعات الخاصة والمحفوظات في جامعة "ويلز ترينيتي سانت ديفيد"، أنّ النص كُتب بالفرنسية القديمة، وهي اللغة التي استخدمتها الطبقة الأرستقراطية والبلاط الملكي الإنجليزي بعد الغزو النورماندي في عام 1066.

تتبع رحلة الكتاب كانت بعض النصوص، المكتوبة باللغة الفرنسية القديمة، باهتة بمرور الزمن، ويُرجّح أن السبب في ذلك هو احتكاك حزام جلدي بها.تصوير: Błażej Mikuła/Amélie Deblauwe/Cambridge University Library

كانت الصفحات ممزقة، ومطوية، ومخيَّطة، ما جعل فك رموز النص أو تحديد تاريخ كتابته أمرًا مستحيلاً. 

واجتمع فريق من الخبراء من جامعة كامبريدج لإجراء مجموعة مفصلة من التحليلات.

بعد تحليل الصفحات، رجّح الباحثون أنّ المخطوطة كُتبت بين عامي 1275 و1315 شمال فرنسا، ومن ثم نُقلت لاحقًا إلى إنجلترا.

ويعتقد العلماء أنّها نسخة مختصرة من "Suite Vulgate du Merlin"، إذ أنّ كل نسخة من هذا العمل كُتبت يدويًا على يد كاتب من العصور الوسطى، وهي عملية قد تستغرق شهورًا.

قالت فابري-طهرانجي: "كل نسخة من نص يعود إلى العصور الوسطى فريدة من نوعها، فهي تُظهر العديد من الاختلافات لأن اللغة المكتوبة كانت أكثر سلاسة وأقل تنظيمًا مما هي عليه اليوم"، مشيرةً إلى "وضع القواعد النحوية والإملائية في وقتٍ لاحق بكثير".

بحلول نهاية القرن الـ16، كان التخلص من المخطوطات القديمة وإعادة استخدامها شائعًا، إذ أصبحت الطباعة أكثر انتشارًا، وأصبحت القيمة الحقيقية لتلك الصفحات تكمن في متانتها، ما سمح باستخدامها كأغلفة للكتب.

أتاحت عمليات المسح عبر أطوال موجية مختلفة من الضوء للباحثين رؤية تفاصيل وتعليقات مخفية. تصوير: Błażej Mikuła/Amélie Deblauwe/Cambridge University Library

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أدب إنجلترا كتب من العصور الوسطى

إقرأ أيضاً:

انتقادات فرنسية لاذعة لمونديال الأندية.. «أوقفوا هذه المذبحة»!

معتز الشامي (واشنطن)

أخبار ذات صلة تشيلسي يقترب من مهاجم برايتون سيدة أعمال تتسلّم رئاسة ليون

شنّ اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين في فرنسا، هجوماً لاذعاً على كأس العالم للأندية، قائلاً: إنه «يجب وقف هذه المذبحة» وسط مخاوف مستمرة بشأن أعباء العمل الشاقة على اللاعبين.
واتهم اتحاد اللاعبين المحترفين أيضاً رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو بالعيش «في برج عاجي» من خلال تجاهل تأثير الأجندة المزدحمة على اللاعبين في جميع أنحاء العالم.
وقال الاتحاد في بيانه: «لا يخفى على أحد تناقض هذا الوضع، باستثناء جياني إنفانتينو ومن يمدحونه بالطبع، من برجه العاجي الذي يستعرضه حول العالم، لا يكترث رئيس «فيفا» بالمصير الذي يخبئه التقويم الدولي لأبرز لاعبي كرة القدم»، وأضاف: «تُثبت مشاركة إنفانتينو في كأس العالم للأندية، إلى حد السخافة، ضرورة وقف هذه اللعبة المرعبة، إنه يهين الصحة البدنية والنفسية للاعبين مقابل بضعة دولارات إضافية».
وأشار إلى أن كأس العالم للأندية تأتي في نهاية موسم مرهق بالفعل، وبالتالي تتجاهل اتفاقيات التفاوض الجماعي التي تنص في كل مكان تقريباً على فترة راحة غير قابلة للضغط تبلغ ثلاثة أسابيع للاعبي كرة القدم بين المواسم، وقبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية التي تستمر شهراً، وتنتهي في 13 يوليو، واجه مسؤولو كرة القدم دعوات متجددة لحماية اللاعبين وسط مخاوف متزايدة من الإصابات والإرهاق، وواجهت البطولة الموسعة حديثاً، والتي تضم 32 من أفضل فرق العالم، معارضة منذ أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إضافتها إلى جدول مباريات مكتظ أصلاً، حيث ستُقام البطولة كل 4 سنوات، إلى جانب البطولات الدولية الكبرى.

مقالات مشابهة

  • تَشَدُّدْ إبن تيمية .. كَفَّرَ إبن رُشد .. وأضاعنا
  • أسرار قطع أثرية يمنية نادرة تعرض في مزاد دولي.. وخبير يطالب الحكومة بالتحرك فوراً!
  • انتقادات فرنسية لاذعة لمونديال الأندية.. «أوقفوا هذه المذبحة»!
  • آثار ونقوش “العرضيات” شاهدة على العصور البائدة
  • إجابات امتحان اللغة الإنجليزية الورقة الثانية 2025 توجيهي أدبي فلسطين
  • بريطانيا.. العثور على مستشفى عمره 900 سنة تحت مبنى مسرح حديث
  • الدور التدميري لبني إسرائيل في ضياع العلوم والمعارف على مر العصور
  • اتفاق مع شركة فرنسية لتأهيل 37 جسراً في سوريا
  • إجابات امتحان الرياضيات 2025 في الأردن – الورقة الثانية أدبي وعلمي
  • ضـبط موظـف في تربيـة ذي قـار اختـلس قرابة 13 ألف كتاب مدرسي