اتفاق واشنطن وبكين يُنقذ محصول الفستق الأميركي من الانهيار
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
تنفّس مزارعو الفستق في ولاية كاليفورنيا الصعداء هذا الأسبوع بعد إعلان اتفاق مبدئي بين الولايات المتحدة والصين لتخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة، مما يُنهي مرحلة من التوترات التي كادت تعصف بأحد أهم المحاصيل الزراعية الأميركية الموجهة للتصدير.
فبحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الاثنين، وافقت بكين على خفض الرسوم الانتقامية المفروضة على واردات الفستق الأميركي من 125% إلى 10%، الأمر الذي وصفه المزارعون بأنه "خبر ممتاز في زمن تسيطر عليه الضبابية.
وتشير البيانات الفدرالية إلى أن قيمة صادرات الفستق الأميركي إلى الصين ارتفعت بشكل مذهل من 42 مليون دولار في عام 2017 إلى 842 مليون دولار في عام 2024، ما يعادل تقريبًا ثلث المحصول الأميركي الإجمالي البالغ 3 مليارات دولار.
ويشتهر الفستق الأميركي في الصين باسم "المكسرات السعيدة" لما يحمله من دلالة على الصحة والطاقة الإيجابية، مما يجعله سلعة مطلوبة بشدة لدى المستهلك الصيني.
وقال ستيوارت وولف، رئيس مجلس إدارة شركة وولف فارمينغ في مقاطعة فريسنو بولاية كاليفورنيا: "الحياة كانت ستكون أفضل مع قدر أقل من عدم اليقين، لكن لا شك أن المزارعين يشعرون بتحسن بعد الاتفاق الأخير".
إعلانومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف من أن الرسوم المخفّضة، وإن كانت أقل حدة، قد تستمر في الضغط على الأسعار قبل موسم الحصاد المقبل.
إنتاج متزايد وأسواق متقلبةوتعد الولايات المتحدة -وتحديدًا منطقة سنترال فالي بولاية كاليفورنيا- المنتج الأول للفستق في العالم، وقد بلغ حجم الإنتاج ذروته في 2023 عند 680 مليون كيلوغرام، مع توقّعات بتحقيق مستويات مماثلة هذا العام.
لكن فائض الإنتاج وضع ضغوطًا كبيرة على الأسعار، في وقت يبحث فيه المزارعون عن أسواق بديلة وسط تصاعد التوتر مع الصين.
وقال ديف بوليا، الرئيس التنفيذي لجمعية ويسترن غروورز، "عندما يتم إغلاق باب السوق الصينية، تبدأ الأسئلة الحقيقية: إلى أين نذهب بكل هذا الإنتاج؟".
وفي هذا السياق، أضاف بوليا أن الاتفاق الأخير "قد يشكل بداية لتحول علاقة السوق الصينية من كونها ظرفًا مؤقتًا إلى ركيزة دائمة في العلاقات التجارية الزراعية".
ورغم أن ولاية كاليفورنيا تُعد معقلًا سياسيًا ليبراليًا، فإن الرئيس دونالد ترامب يحظى بدعم قوي في أوساط المزارعين في الوسط الزراعي للولاية، لا سيما بعد دعمه لهم في نزاعهم حول توزيع المياه بين السلطات الفدرالية وحكومة الولاية.
ومع تصاعد المخاطر، بدأت بعض الجهات في قطاع الفستق الأميركي بالبحث عن أسواق بديلة.
وقال زاكري فريزر، رئيس جمعية أميركان بيستاشيو غروورز، إنه يتنقل هذا الأسبوع في أوروبا لعرض المحصول الأميركي على مشترين جدد، وكتب في رسالة نصية من فرانكفورت: "نركض في كل اتجاه للعثور على أسواق جديدة".
وخلال الولاية الأولى لترامب، تراجعت حصة الولايات المتحدة من صادرات اللوز والمكسرات إلى الصين من 94% إلى 53%، بعدما لجأت بكين إلى أستراليا كمورد بديل، وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في الأسعار، لم يتعافَ منه السوق إلا مؤخرًا، وفقًا لما ذكره كولين كارتر، أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة كاليفورنيا–ديفيس.
إعلانمع ذلك، يبقى الفستق من قصص النجاح النادرة في الزراعة الأميركية، إذ أصبح ثالث أكبر سلعة تصديرية زراعية بعد اللوز ومنتجات الألبان في كاليفورنيا، ويعوّل عليه القطاع لتعويض أي خسائر في المحاصيل الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
يتمحور حول المعادن النادرة.. الولايات المتحدة تعلن توقيع اتفاق تجاري مع الصين
أعلن البيت الأبيض عن توقيع اتفاق تجاري جديد مع الصين يركّز على تسريع صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد مفاوضات امتدت من جنيف إلى لندن. اعلان
أعلن البيت الأبيض، الخميس، عن إحراز تقدم في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، من خلال المصادقة على اتفاق يركّز بشكل خاص على تسريع صادرات المعادن النادرة من الصين إلى السوق الأميركية.
وخلال مناسبة رسمية في واشنطن، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "تم للتو توقيع اتفاق تجاري مع الصين"، دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية.
وفي وقت لاحق، أكد مسؤول في البيت الأبيض لوكالة "فرانس برس" أن الاتفاق المُعلن عنه هو نتيجة مفاوضات طويلة سابقة بين البلدين، وقد نال مصادقة نهائية من الجانبين.
وفي مقابلة مع قناة "بلومبرغ"، أشار وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك إلى أن الاتفاق أُبرم رسميًا في لندن، موضحًا أنه "وقّع وخُتم" بعد موافقة القيادة العليا في كلا البلدين.
ويعود أصل الاتفاق إلى منتصف يونيو/حزيران، حين توصّل الوفدان الأميركي والصيني إلى "إطار عام" لتسوية الخلافات التجارية، خلال محادثات في العاصمة البريطانية، ليُحال بعدها إلى رئيسي البلدين للمصادقة عليه.
Relatedاليابان تكتشف مخزوناً هائلاً من المعادن النادرة يكفي العالم لقرونأزمة المعادن النادرة تضرب صناعة السيارات الأوروبية.. ومصانع توقف الإنتاج تحسبًا للخسائرأوكرانيا والولايات المتحدة تبرمان صفقة المعادن النادرةوكانت هذه الخطوة تتويجًا لمفاوضات أولية جرت في جنيف في مايو/أيار، وأسفرت حينها عن اتفاق مؤقت لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة.
وشكلت صادرات المعادن النادرة الصينية محورًا أساسيًا في هذه المحادثات، إذ تسعى واشنطن إلى استعادة مستويات الإمداد السابقة، بعدما اعتبر البيت الأبيض أن الكميات الواردة باتت متدنية بشكل مقلق.
وتُعد هذه المعادن حيوية لصناعة البطاريات الكهربائية، وتوربينات الرياح، والأنظمة الدفاعية مثل الصواريخ والرادارات والأقمار الاصطناعية.
في المقابل، طالبت بكين بتخفيف القيود الأميركية المفروضة على بعض الصادرات، لا سيما المنتجات التكنولوجية، في محاولة لاستعادة توازن أكبر في التبادل التجاري بين الطرفين.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة