صدى البلد:
2025-06-30@22:35:07 GMT

نادية صبرة تكتب: جهود الوساطة وفشل نتنياهو

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

فى تطور لافت تم الإفراج عن الاسير الأمريكي الإسرائيلي (عيدان الكسندر) بعد مفاوضات مباشرة بين حركة حماس وواشنطن..هذه الخطوة تعكس عدة أبعاد سياسية ودبلوماسية تؤكد علي تغيرات في التوجهات الدولية وتكشف عن فشل الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو في تحرير الأسرى رغم الضغوط العسكرية التي مارستها إسرائيل على غزة علاوة على ذلك تسلط هذه الواقعة الضوء على دور الوسطاء فى هذه الأزمة وفى مقدمتهم مصر التي لعبت دورا محوريا في مسار المفاوضات بجانب جهود الولايات المتحدة وقطر كان لمصر دور كبير في المفاوضات التي أسفرت عن الإفراج عن الكسندر فمصر التي تحظي بعلاقات وثيقة مع حركة حماس في غزة تعد من أبرز اللاعبين الإقليمين الذين يتخذون من الدبلوماسية أداة لحل الازمات حيث تواصلت القاهره مع جميع الأطراف المعنية ولعبت دور الوسيط الذي يسهم في بناء الثقة مما ساعد في تسهيل التوصل إلى الاتفاق.

.هذا التحرك يعكس دور مصر فى تهدئة الأوضاع الإقليمية ويعزز مكانتها كقوة دبلوماسية فاعلة في القضايا الكبرى في الشرق الأوسط..

وعلى الرغم من الضغوط العسكرية الهائلة  فقد فشل نتنياهو وفريقه العسكري في تحقيق أهداف الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي سواء على صعيد تحرير الأسير الكسندر أو على صعيد العمليات العسكرية التي أسفرت عن إبادة جماعية على الأرض الفلسطينية ورغم استخدام القوة العسكرية الغاشمة لم يتمكن نتنياهو من إقناع حركة حماس بتسليم الأسير وهو ما يكشف عن محدودية القوة العسكرية في تحقيق الأهداف السياسية كما يبرز هذا الفشل مدي ضعف سياسات الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع الأزمات فى وقت كانت فيه الظروف الإقليمية والدولية تدفع باتجاه ايجاد حلول سلمية..ومع هذا الفشل تتضح بداية اختلاف الرؤية الأمريكية تجاه سياسة نتنياهو الفاشلة خاصة في سياق الحرب الأخيرة على غزة فقد حصل نتنياهو على وقت طويل من الدعم الأمريكي السخي جدا لتحقيق أهدافه المزعومة ولكن تلك الأهداف لم تتحقق بل وتسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية هذا الاختلاف يعكس تغيرا في المزاج الأمريكي الذي بدء يتجه نحو دعم سياسات أكثر توازنا وإيجاد حلول دبلوماسية للأزمات بدلاً من الاستمرار في سياسات القوة العسكرية التي لم تثمر عن نتائج إيجابية ولذا عرف الرئيس ترامب نفسه بأنه رجل سلام وصفقات وليس رجل حروب.

فى نهاية المطاف ومع التوصل إلى الاتفاق حول الإفراج عن الكسندر كان لافتاً أن الأسير نفسه رفض مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد قرر أن يتوجه مباشرة إلى الدوحة للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب..هذا الموقف يعكس بشكل غير مباشر فقدان الثقة في القيادة الإسرائيلية الحالية ويشير إلى تفضيل الأسير لقاء القادة الأمريكيين الذين كان لهم دور مؤثر فى المفاوضات كما حمل الكسندر أثناء نقله بالمروحية لافتة كتب عليها (شكرا الرئيس ترامب) وقد نشر البيت الأبيض الصورة على حسابه الرسمي أن هذا الرفض من جانب الأسير يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات الإسرائيلية الأمريكية فى ظل وجود نتنياهو وسياساته التي ربما تؤدي إلى تقويض بعض الدعم الأمريكي لإسرائيل على المدى الطويل خصوصا اذا استمر في رفض الحلول السياسية السلمية ورفض أي حديث عن حل الدولتين.

أخيرا تعد قصة الإفراج عن الاسير (عيدان الكسندر) بمثابة نقطة تحول في العديد من الملفات السياسية في المنطقة فمن خلال تحليل هذه الواقعة يمكننا أن نري تراجع قدرة الحكومة الإسرائيلية على تحقيق أهدافها العسكرية في ظل الدعم الأمريكي المشروط وتزايد دور الوساطات الإقليمية والدولية خاصه الدور المصري وفى الوقت ذاته تكشف عن بداية تباين في الرؤية بين واشنطن ونتنياهو مما قد يؤثر بشكل كبير على المستقبل السياسي للمنطقة..!

طباعة شارك عيدان الكسندر حركة حماس إسرائيل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عيدان الكسندر حركة حماس إسرائيل الإفراج عن حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

«قضاء أبوظبي» تخرج دفعة من برنامج «وسيط معتمد في المنازعات المدنية والتجارية»

أبوظبي/وام


نفذت دائرة القضاء - أبوظبي، برنامجاً تدريبياً متخصصا للوسطاء الخاصين المعتمدين في المنازعات المدنية والتجارية، وذلك في إطار الحرص على تطوير آليات حل المنازعات، وتكريس ثقافة الحلول البديلة لإنهاء المنازعات والتوصل إلى اتفاقيات الصلح وحل النزاع بالتراضي، من دون الإحالة إلى المحاكم، بما يلبي متطلبات التنمية الاقتصادية ويدعم بيئة الأعمال، ويعزز من جاذبية الإمارة للاستثمارات الأجنبية.


وأكد المستشار يوسف سعيد العبري، وكيل دائرة القضاء في أبوظبي، التزام الدائرة، بإثراء المعارف وصقل الخبرات لتطوير كفاءات المهن العدلية والقانونية وفق أفضل الممارسات الدولية، بما يعزز من تنافسية الإمارة على الساحة العالمية.

وأوضح أن البرنامج شمل تدريب المشاركين على أحدث ما استقر عليه القضاء من مبادئ وأسس الفصل في المنازعات المدنية والتجارية، إضافة إلى التركيز على تنمية المهارات الشخصية والمهنية، بالاعتماد على مواد تدريبية مبتكرة تجمع بين الجانب النظري والعملي، لتأهيلهم وتعزيز معارفهم القانونية في تسوية النزاعات، مشيراً إلى أن البرنامج يهدف إلى تطوير قدرات المشاركين على إعداد وصياغة محاضر الصلح والقرارات القانونية المرتبطة، وإعداد كوادر مؤهلة وتزويدهم بالمهارات الأساسية لتمكينهم من أداء أعمالهم بكفاءة، بما يسهم في تجويد الأداء القضائي.

ويأتي البرنامج، الذي شهد تخريج 21 وسيطاً في دفعته الأولى، في إطار سلسلة المبادرات الاستراتيجية للدائرة، التي تهدف إلى تعزيز الابتكار القضائي ودعم الحلول المتقدمة باستخدام أفضل الأساليب التكنولوجية، وتمكين القطاع الخاص لتقديم الخدمات القانونية والعدلية وفق الآليات والممارسات المعتمدة.

واشتمل البرنامج على 31 جلسة تدريبية، بإجمالي 49 ساعة تدريبية، تناولت التعريف بدور الوساطة الخاصة في دعم الاقتصاد الوطني وتشجيع الاستثمار، والمراحل والمحطات الرئيسية للوساطة، وأهمية التركيز على الحياد والسرية واستقلالية الأطراف، فضلاً عن التعريف بالمسؤولية المدنية والتأديبية للوسطاء، وتعزيز المعرفة بقوانين الوساطة المحلية والدولية، والتدريب على مهارات التواصل مع الأطراف المتنازعة.

كما تضمن دراسة الجوانب القانونية والإجرائية لاتفاقيات التسوية، والتدريب على مهارات إدارة جلسات الوساطة، وصياغة الاتفاقيات ومعالجة الأخطاء الشائعة في إعداد المحاضر، بالإضافة إلى استعراض تجارب عملية من قضايا واقعية، فضلاً عن التدريب على كيفية توظيف التقنيات الحديثة والفصل في المنازعات عن بُعد.

مقالات مشابهة

  • “حماس”: استشهاد الأسير نصر الله جريمة جديدة تكشف وحشية العدو بحق الأسرى
  • «قضاء أبوظبي» تخرج دفعة من برنامج «وسيط معتمد في المنازعات المدنية والتجارية»
  • نتنياهو يلمح إلى إنهاء الحرب في غزة وسط جهود أمريكية لـ"تسوية شاملة"
  • الإغاثة الطبية: جهود البحث عن المفقودين في غزة تصطدم بالتحديات التي فرضها الاحتلال
  • عاجل. القناة 12 الإسرائيلية: إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو التي كانت مقررة خلال الأسبوع المقبل
  • نتنياهو يلمح إلى إنهاء الحرب في غزة وسط جهود أمريكية لـتسوية شاملة
  • ليبيا ترحب باتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية وتُشيد بالدور الأمريكي في الوساطة
  • هل يحصل نتنياهو على عفو رئاسي من تهم الفساد التي تلاحقه؟
  • مادورو ليهود العالم: أوقفوا جنون الحرب التي يقودها نتنياهو
  • مجلس الشيوخ الأمريكي يرفض تقييد صلاحيات ترامب العسكرية ضد إيران