الحوز :غياب شبه تام لبعض أساتذة التعليم الأولي : تساؤلات حول دور المتفقدين المكافئين في تقييم العمل
تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT
تحرير :زكرياء عبد الله
يشهد قطاع التعليم الأولي في إقليم الحوز، وخاصة في المناطق الجبلية والنائية، حالة من الغياب شبه التام للأساتذة، ما يثير العديد من التساؤلات حول دور المسؤولين في محاربة هذه الظاهرة. هذا الغياب لا يقتصر على فترات معينة، بل يمتد بشكل متواصل مما يهدد فعالية العملية التعليمية بشكل عام، ويؤثر سلباً على جودة التعليم المقدم للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة.
ومع استمرار هذه الظاهرة، يتساءل العديد من المهتمين بالشأن التعليمي عن دور المندوبية الإقليمية والجهات المسؤولة، خصوصاً المتفقدين المكافئين الذين من المفترض أن يتابعوا ويقيموا سير العملية التعليمية. إذ تقتصر مهام هؤلاء المتفقدين على ضمان احترام البرامج والمناهج، إلا أن الواقع يبين تقاعساً واضحاً في تحقيق هذا الهدف في بعض المناطق.
قد يرى البعض أن المتفقدين المكافئين يعانون من صعوبات متعددة في أداء مهامهم في المناطق الوعرة أو ذات التوزيع السكاني الضعيف، وهو ما يساهم في عدم قدرتهم على متابعة جميع المدارس بشكل منتظم. غير أن هذا التفسير لا يعفيهم من مسؤولية إيجاد حلول عملية لهذه المشكلة. من بين الحلول المقترحة، يمكن تعزيز التنسيق بين السلطات المحلية ووزارة التربية الوطنية لتوفير وسائل نقل مناسبة للأساتذة، وكذلك تحسين ظروف العمل في هذه المناطق لجذب المعلمين إلى هذه المناطق التي تشهد نقصاً حاداً في الموارد البشرية.
من جهة أخرى، تبرز أهمية البرنامج المسطر للتعليم الأولي الذي تم تحديده في إطار الجهود الحكومية لتطوير هذا القطاع. إلا أن عدم التزام بعض الأساتذة به يجعل من المستحيل تحقيق الأهداف المنشودة. يتطلب هذا الأمر تقييمًا دقيقًا من قبل المتفقدين المكافئين الذين يتعين عليهم متابعة ومراقبة مدى تطبيق هذه البرامج في الميدان. فإذا لم يتم الاهتمام بهذه النقطة، قد تتسبب هذه الفجوة في إعاقة تقدم العملية التعليمية وتفاقم الوضع.
إن الحلول التي يمكن اعتمادها تتطلب تنسيقاً جيداً بين كافة الأطراف المعنية: من وزارة التربية الوطنية والمندوبية الإقليمية وصولاً إلى المعلمين أنفسهم. فكلما كان هناك التزام قوي من قبل جميع الأطراف بالبرنامج التعليمي، سيتحقق الهدف الأسمى وهو ضمان توفير تعليم أولي جيد للأطفال في مختلف مناطق الحوز.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
دواوير الحوز تطلب فك العزلة بعد واقعة “نعش تغزيرت”
زنقة 20 | متابعة
عادت معاناة ساكنة جماعة تغدوين بإقليم الحوز إلى الواجهة، بعد حادث مأساوي شهدته منطقة تغزيرت، اضطر خلاله السكان إلى نقل سيدة مريضة على نعش خشبي تقليدي لمسافة طويلة نحو دوار أمركن، بسبب غياب طريق صالح يتيح لسيارة إسعاف الوصول إلى المكان.
هذا المشهد، الذي وصفه الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية بـ”الفاضح لواقع الإقصاء والتهميش”، دفع النائبة البرلمانية حنان فطراس إلى مساءلة وزير التجهيز والماء عن الإجراءات العاجلة والملموسة التي تعتزم الحكومة اتخاذها لفك العزلة عن هذه الدواوير، خاصة من خلال تأهيل المسالك الطرقية الضرورية لضمان الحد الأدنى من كرامة العيش والحق في العلاج.
وسجلت فطراس، في سؤالها، أن دواوير الزات ونوفلا وغيرها لا تزال تعاني من غياب البنية التحتية، ما يجعل من أبسط الحقوق، كالتنقل والولوج إلى الخدمات الصحية، أمراً بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً، في وقت يفترض أن تكون هذه المناطق جزءاً من الدينامية التنموية الوطنية.
وأضافت النائبة أن الحادث الأخير بمنطقة تغزيرت ليس معزولاً، بل يعكس واقعاً مراكمًا من الإهمال، رغم النداءات المتكررة من الساكنة والفعاليات المحلية، متسائلة عن مدى التزام الحكومة بتوفير الشروط الدنيا للكرامة الإنسانية والتنمية المجالية المتوازنة.