كرامة العراقي تُكتب بالحبر على جواز السفر
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
15 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تمضي بغداد نحو القمة العربية كمن يُهيئ طقوس الخروج من نفق التهميش، لتجعل من اللحظة فرصة ذهبية، لا لالتقاط الصورة الجماعية، بل لتمرير الحلم المؤجل: جواز عراقي يُعامل باحترام السيادة لا بشكوك العبور.
وتلوح القمة كنافذة إجرائية قبل أن تكون منصة دبلوماسية، إذ لا يريد العراق أن يكون مجرّد مضيف لحفلٍ سياسي، بل مهندسًا لاعتراف جماعي بدوره المتجدد، ومؤسسًا لمرحلة يُعامل فيها جوازه كسفرٍ في هوية مستقرة لا كمحاولة لاجتياز اختبار أمني على بوابات الآخرين.
ويغلي المزاج الشعبي بنبض الترقب، وقد تحوّلت الحوارات في المقاهي والتغريدات على المنصات إلى مرآة تعكس الإجماع النفسي: نريد عبورًا بلا إهانة، وانتماءً لا يحتاج إلى ختم إذن.
يرى العراقيون في الجواز مرآة للكرامة، لا ورقة عبور.
يريدونه أن يُفتح له الباب كما تُفتح الأبواب لذوي الهيبة، لا كما يُفتح تحقيق لمن يحمل شبه شك.
وهذا ما على الحكومة أن تحمله معها إلى الطاولة، حين تقترح على الأشقاء إعادة فتح بوابات السفر بلا تأشيرة.
لقد واكب العراق آفاق العصر حين أطلق الجواز الإلكتروني المتوافق مع معايير “الإيكاو”، لكنه لا يزال خطوة تقنية، تحتاج إلى إرادة سياسية تعيد رسم خريطة الانتماء العربي، من حدود العزل إلى فضاءات التكامل.
ومن واجب الدولة أن تُهندس مشهدًا جديدًا، لا تُوقّع فيه اتفاقيات عبور فقط، بل تُعلن فيه عن بداية حقيقية لوطن تُحترم وثيقته في المطارات كما يُحترم تاريخه في الذاكرة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
شبكات مشبوهة تتحكم في كهرباء بغداد
12 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تفاقمت أزمة الكهرباء في بغداد مع دخول فصل الصيف، حيث سجلت درجات الحرارة مستويات قياسية تجاوزت 45 درجة مئوية، مما زاد من الضغط على الشبكة الوطنية الضعيفة أصلاً.
ويعاني المواطنون من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، مما يدفعهم للاعتماد على المولدات الأهلية التي أصبحت عبئاً مالياً إضافياً على كاهلهم.
وأشارت عضو مجلس محافظة بغداد، علا التميمي، إلى وجود “شبكات مشبوهة” تتحكم في تشغيل وإطفاء الكهرباء في المناطق، بالتنسيق مع أصحاب المولدات، مما يثير تساؤلات حول دور الجهات المعنية في مراقبة وتنظيم هذا القطاع الحيوي.
وأوضحت التميمي أن هذه الشبكات تضم مدير الناحية والمختار وبعض منتسبي الأجهزة الأمنية، الذين يتعاونون مع أصحاب المولدات لتحقيق مكاسب شخصية على حساب معاناة المواطنين. وأضافت أن المولدات الكهربائية، سواء كانت تابعة للمحافظة أو أهلية، لا تلتزم بالتسعيرة المحددة، ويتذرعون بارتفاع أسعار زيت الغاز (الكاز) وصعوبة الحصول عليه.
وحددت محافظة بغداد تسعيرة الأمبير الواحد للتشغيل الذهبي (24 ساعة) بـ10 آلاف دينار، إلا أن العديد من أصحاب المولدات يفرضون أسعاراً أعلى بكثير، مستغلين ضعف الرقابة وغياب البدائل. ويُذكر أن وزارة الكهرباء كانت قد وعدت بتحسين تجهيز الكهرباء الوطنية، إلا أن الواقع يشير إلى تدهور مستمر في الخدمة، مما يفاقم معاناة المواطنين.
وفي ظل هذه الظروف، يتبادل المواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تجاربهم اليومية مع انقطاع الكهرباء، حيث غرد أحدهم قائلاً: “نعيش في جحيم يومي بسبب انقطاع الكهرباء، ولا أحد يهتم بمعاناتنا”. كما كتب آخر: “ندفع مبالغ طائلة لأصحاب المولدات، ومع ذلك لا نحصل على خدمة مستقرة”.
وتُظهر هذه الشهادات حجم الاستياء الشعبي من تردي خدمات الكهرباء، وتسلط الضوء على الحاجة الماسة لإصلاحات جذرية في هذا القطاع، تشمل تحسين البنية التحتية، وتعزيز الرقابة على المولدات، ومحاسبة المتورطين في الفساد.
وفي هذا السياق، دعا خبراء ومختصون إلى ضرورة تبني استراتيجية وطنية شاملة لإصلاح قطاع الكهرباء، تشمل تنويع مصادر الطاقة، وتشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة، وتطوير الشبكة الوطنية لتلبية الطلب المتزايد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts