توجيهات بخروج الإصدارات العلمية الصادرة عن مجمع البحوث بشكل يليق بمكانة الأزهر
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
التقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أ.د. محمد الجندي بالإدارة العامة للمطبوعات بالمجمع لمتابعة العمل على المشروعات العلمية الجديدة الجاري تنفيذها وطباعتها، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب – شيخ الأزهر واهتمامه بالجانب العلمي ودوره في معالجة القضايا المعاصرة وتقديم رؤية علمية تحقق رسالة الأزهر ودوره محليًا وعالميًا.
وناقش الأمين العام خلال اللقاء مع الإدارة ضرورة الاهتمام بخروج الإصدارات العلمية الصادرة عن المجمع بشكل يليق بمكانة الأزهر ورؤيته من خلال تطوير هذه الأعمال شكلًا ومضمونًا، مؤكدًا على أهمية التنوع في طرح ومعالجة القضايا التي تتناولها هذه الإصدارات بما يلبي المتطلبات المعرفية لجمهور القراء على اختلاف اهتماماتهم وتنوع احتياجاتهم.
يأتي هذا اللقاء في إطار اللقاءات الدورية التي يعقدها الأمين العام مع إدارات المجمع المختلفة لمتابعة العمل اليومي ودعم الجهود المتنوعة سواء العلمية منها أو الدعوية، بما ينعكس على تحقيق رسالة الأزهر ومنهجه المنضبط، وبما يحقق رؤية الدولة المصرية في رفع الوعي العام وتحصين العقول والحفاظ عليها من كل فكر منحرف يهدد الاستقرار المجتمعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد الجندي مجمع البحوث الإسلامية شيخ الأزهر مكانة الأزهر الأزهر
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية: الطلاب الوافدون يسيرون على خُطى المهاجرين الأوائل.. صور
عقدتِ الأمانة العامَّة للجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة، ندوةً دِينيَّةً تحت عنوان: (الهجرة النبويَّة.. دروسٌ للمغتربين في طلب العِلم والإيمان)، وذلك في إطار جهود المجمع في الاحتفاء بالمناسبات الدِّينيَّة الكبرى، ورَبْطها بواقع المجتمع، وتعزيز الاستفادة منها في المجالَين التربوي والدعوي، بما يرسِّخ القِيَم الإسلاميَّة في نفوس الطلاب الوافدين، ويُعمِّق انتماءهم للرسالة الحضاريَّة للأزهر الشريف.
وجاء تنظيم هذه الندوة التي عُقِدَت بعد صلاة المغرب بمدينة البعوث الإسلاميَّة، ضِمن خطَّة متكاملة تنفِّذها اللجنة العُليا للدعوة لتوجيه الخطاب الدِّيني نحو القضايا الحيويَّة، وتفعيل دَور مدينة البعوث كمركزِ إشعاعٍ عِلميٍّ وثقافيٍّ يلتقي فيه طلاب العِلم مِن مختلِف دول العالَم.
وحاضر في الندوة كلٌّ مِن: الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور عبد الفتَّاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا للدعوة.
وهدفتِ الندوة إلى إبراز البُعد التربوي والتعليمي للهجرة النبويَّة، بوصفها محطَّةً فاصلةً في مسيرة بناء الأمَّة الإسلاميَّة، وترسيخها كنموذجٍ حيٍّ يمكن أن يُستلهم في واقع الطلاب الوافدين، من خلال غَرْس قِيَم الصبر والعزيمة، ورَبْط تجرِبة الهجرة بتكوين الشخصيَّة المؤمنة الواعية بدورها، والمتمسِّكة بهُويَّتها الدِّينيَّة والحضاريَّة، رغم اختلاف البيئات والثقافات، إلى جانب بيان أنَّ الغربة التي يعيشها الطالب في رحلته العِلميَّة مرحلة لصقل الذات، وفرصة لبناء الشخصيَّة وتحقيق التمكين العِلمي والدعوي.
وفي كلمته خلال الندوة، أكَّد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ الهجرة النبويَّة الشريفة كانت تحوُّلًا إنسانيًّا وحضاريًّا بالغ العمق، بدأت بخطوات صابرة على دروب الغربة، وانتهت ببناء مجتمعٍ تأسَّس على الإيمان والعِلم والرحمة.
وأوضح الدكتور الجندي، أنَّ هذه المعاني ليست بعيدةً عن واقع الطلاب الوافدين؛ فهم يسلكون اليوم طريقًا يُشبِه في روحه طريق المهاجرين الأوائل؛ إذْ يتركون أوطانهم وأحبابهم، ويخوضون تجرِبة الاغتراب من أجل غاية نبيلة؛ هي: طلب العِلم، وهي تجرِبة لا تخلو مِنَ المشقَّة، لكنها تُثمر شخصيَّةً قويَّةً قادرةً على حَمْل رسالة الدِّين.
وأشار إلى أنَّ شخصيَّة النبي في الهجرة كانت مدرسةً متكاملةً في التخطيط والتوكُّل والصبر، وتحويل الشدَّة إلى فرصة، والغربة إلى بناء، وأنَّ هذا ما يجب أن يتعلَّمه كل طالب عِلم مغترب؛ فيتعلَّم أنَّ الصبر في سبيل الحق ليس ضعفًا، وأنَّ العزلة المؤقَّتة قد تكون جسرًا للتمكين والفتح، لافتًا إلى أنَّ الطلاب الوافدين هم سفراء للأزهر في بلدانهم، وحَمَلَة لراية العِلم والوسطيَّة، وأنه مِن واجبنا جميعًا أن نغرس فيهم هذا الوعي النبوي العميق، الذي يرى في كل تحدٍّ فرصةً للسُّمو والارتقاء.
من جانبه، أوضح الدكتور عبد الفتَّاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ الهجرة تمثِّل لحظةً حضاريَّةً عظيمةً، انتقل بها المسلمون مِنَ الضعف إلى التمكين، ومِنَ التضييق إلى الأُفُق المفتوح، مؤكِّدًا أنَّ الطلاب الوافدين -اليوم- يُعيدون تمثيل هذه الرحلة الإيمانيَّة بمعناها العميق؛ حين يتركون أوطانهم طلبًا للعِلم الشرعي، ويتحمَّلون مشاقَّ الغربة من أجل بناء الذَّات، وخدمة أوطانهم في المستقبَل، داعيًا الطلاب الوافدين إلى أن يجعلوا مِنَ الهجرة وسيرة النبي منهاجًا يسيرون عليه في صبرهم وعِلمهم وتواصلهم مع الناس.
في حين بيَّن الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا للدعوة، أنَّ موضوع هذه الندوة يُلامِس واقع الطالب الوافد بشكل مباشر؛ إذِ الهجرة النبويَّة كنموذج عملي يجسِّد معاني الصبر والغاية والتضحية، وكيف أنَّ الغربة في سبيل طلب العِلم كانت طريقًا للتمكين وصناعة القادة؛ مِن خلال استعراض تجرِبة الصحابة الكِرام الذين هاجروا مع النبي وواجهوا التحديات بإيمان راسخ، مشيرًا إلى أنَّ المدينة المنوَّرة كانت مجتمعًا راقيًا احتضن المهاجرين وصقل شخصيَّاتهم، وهو ما يدعو إليه الأزهر اليوم في احتضانه طلابَه الوافدين، وصَقْلم فكريًّا وروحيًّا؛ ليكونوا خير مَن يمثِّل الإسلام والأزهر في بلدانهم بعد تخرُّجهم في هذه المؤسَّسة العِلميَّة العريقة التي تَجاوز عمرها ألف عام.