عقدتِ الأمانة العامَّة للجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة، ندوةً دِينيَّةً تحت عنوان: (الهجرة النبويَّة.. دروسٌ للمغتربين في طلب العِلم والإيمان)، وذلك في إطار جهود المجمع في الاحتفاء بالمناسبات الدِّينيَّة الكبرى، ورَبْطها بواقع المجتمع، وتعزيز الاستفادة منها في المجالَين التربوي والدعوي، بما يرسِّخ القِيَم الإسلاميَّة في نفوس الطلاب الوافدين، ويُعمِّق انتماءهم للرسالة الحضاريَّة للأزهر الشريف.

كيف أقضى ما فاتني من صلوات منذ عدة سنوات؟.. الأزهر يجيبشيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بالذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو

وجاء تنظيم هذه الندوة التي عُقِدَت بعد صلاة المغرب بمدينة البعوث الإسلاميَّة، ضِمن خطَّة متكاملة تنفِّذها اللجنة العُليا للدعوة لتوجيه الخطاب الدِّيني نحو القضايا الحيويَّة، وتفعيل دَور مدينة البعوث كمركزِ إشعاعٍ عِلميٍّ وثقافيٍّ يلتقي فيه طلاب العِلم مِن مختلِف دول العالَم.

وحاضر في الندوة كلٌّ مِن: الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور عبد الفتَّاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا للدعوة.

وهدفتِ الندوة إلى إبراز البُعد التربوي والتعليمي للهجرة النبويَّة، بوصفها محطَّةً فاصلةً في مسيرة بناء الأمَّة الإسلاميَّة، وترسيخها كنموذجٍ حيٍّ يمكن أن يُستلهم في واقع الطلاب الوافدين، من خلال غَرْس قِيَم الصبر والعزيمة، ورَبْط تجرِبة الهجرة بتكوين الشخصيَّة المؤمنة الواعية بدورها، والمتمسِّكة بهُويَّتها الدِّينيَّة والحضاريَّة، رغم اختلاف البيئات والثقافات، إلى جانب بيان أنَّ الغربة التي يعيشها الطالب في رحلته العِلميَّة مرحلة لصقل الذات، وفرصة لبناء الشخصيَّة وتحقيق التمكين العِلمي والدعوي.

وفي كلمته خلال الندوة، أكَّد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ الهجرة النبويَّة الشريفة كانت تحوُّلًا إنسانيًّا وحضاريًّا بالغ العمق، بدأت بخطوات صابرة على دروب الغربة، وانتهت ببناء مجتمعٍ تأسَّس على الإيمان والعِلم والرحمة.

وأوضح الدكتور الجندي، أنَّ هذه المعاني ليست بعيدةً عن واقع الطلاب الوافدين؛ فهم يسلكون اليوم طريقًا يُشبِه في روحه طريق المهاجرين الأوائل؛ إذْ يتركون أوطانهم وأحبابهم، ويخوضون تجرِبة الاغتراب من أجل غاية نبيلة؛ هي: طلب العِلم، وهي تجرِبة لا تخلو مِنَ المشقَّة، لكنها تُثمر شخصيَّةً قويَّةً قادرةً على حَمْل رسالة الدِّين.

وأشار إلى أنَّ شخصيَّة النبي في الهجرة كانت مدرسةً متكاملةً في التخطيط والتوكُّل والصبر، وتحويل الشدَّة إلى فرصة، والغربة إلى بناء، وأنَّ هذا ما يجب أن يتعلَّمه كل طالب عِلم مغترب؛ فيتعلَّم أنَّ الصبر في سبيل الحق ليس ضعفًا، وأنَّ العزلة المؤقَّتة قد تكون جسرًا للتمكين والفتح، لافتًا إلى أنَّ الطلاب الوافدين هم سفراء للأزهر في بلدانهم، وحَمَلَة لراية العِلم والوسطيَّة، وأنه مِن واجبنا جميعًا أن نغرس فيهم هذا الوعي النبوي العميق، الذي يرى في كل تحدٍّ فرصةً للسُّمو والارتقاء.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد الفتَّاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ الهجرة تمثِّل لحظةً حضاريَّةً عظيمةً، انتقل بها المسلمون مِنَ الضعف إلى التمكين، ومِنَ التضييق إلى الأُفُق المفتوح، مؤكِّدًا أنَّ الطلاب الوافدين -اليوم- يُعيدون تمثيل هذه الرحلة الإيمانيَّة بمعناها العميق؛ حين يتركون أوطانهم طلبًا للعِلم الشرعي، ويتحمَّلون مشاقَّ الغربة من أجل بناء الذَّات، وخدمة أوطانهم في المستقبَل، داعيًا الطلاب الوافدين إلى أن يجعلوا مِنَ الهجرة وسيرة النبي منهاجًا يسيرون عليه في صبرهم وعِلمهم وتواصلهم مع الناس.

في حين بيَّن الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا للدعوة، أنَّ موضوع هذه الندوة يُلامِس واقع الطالب الوافد بشكل مباشر؛ إذِ الهجرة النبويَّة كنموذج عملي يجسِّد معاني الصبر والغاية والتضحية، وكيف أنَّ الغربة في سبيل طلب العِلم كانت طريقًا للتمكين وصناعة القادة؛ مِن خلال استعراض تجرِبة الصحابة الكِرام الذين هاجروا مع النبي وواجهوا التحديات بإيمان راسخ، مشيرًا إلى أنَّ المدينة المنوَّرة كانت مجتمعًا راقيًا احتضن المهاجرين وصقل شخصيَّاتهم، وهو ما يدعو إليه الأزهر اليوم في احتضانه طلابَه الوافدين، وصَقْلم فكريًّا وروحيًّا؛ ليكونوا خير مَن يمثِّل الإسلام والأزهر في بلدانهم بعد تخرُّجهم في هذه المؤسَّسة العِلميَّة العريقة التي تَجاوز عمرها ألف عام.

طباعة شارك البحوث الإسلامية الطلاب الوافدون الهجرة النبوية المهاجرين الأزهر الشريف

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الطلاب الوافدون الهجرة النبوية المهاجرين الأزهر الشريف البحوث الإسلامی الطلاب الوافدین الهجرة النبوی الأمین العام إلى أن الع لم

إقرأ أيضاً:

أكادير…تنفيد هادئ لعملية ترحيل عشرات المهاجرين غير النظاميين إلى الحدود بعد صدور أحكام قضائية في حقهم.

 

بقلم شعيب متوكل.

شهدت المحطة الطرقية للمسيرة بمدينة أكادير، مساء الخميس، عملية ترحيل عدد من المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، في إطار تنفيذ أحكام قضائية تقضي بترحيلهم من التراب الوطني.

وقد جرى نقل المعنيين بالأمر نحو الحدود الجنوبية للمملكة، في اتجاه موريتانيا، عبر أربع حافلات، تحت إشراف مباشر من السلطات المحلية وبحضور أمني مكثف، وذلك وفقًا للمساطر القانونية الجاري بها العمل.

وتأتي هذه العملية في ظل تنامي ظاهرة الهجرة غير النظامية، وما يرتبط بها من تحديات أمنية واجتماعية. وتشير معطيات ميدانية وتقارير محلية إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تورط بعض الأفراد من هذه الفئة في أعمال شغب، واستغلالات جنسية، وسلوكيات تمس بالأمن العام، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في التعاطي مع حالات الإقامة غير القانونية.

ومع ذلك، تواصل المملكة المغربية التعامل مع ملف الهجرة في إطار مقاربة مزدوجة، ترتكز على احترام السيادة الوطنية، وفي الوقت ذاته على الالتزام بالمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وحماية المهاجرين، خاصة في ما يخص الفئات الهشة.

 

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي تعلن الحدود الدنيا لقبول الطلاب الوافدين بالجامعات الخاصة والأهلية
  • حصار المهاجرين في عقر ديارهم آخر تكتيكات أوروبا لمكافحة الهجرة
  • القيادات الإسلامية البريطانية تستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في المركز الإسلامي بلندن
  • بعد حادث بنات المنوفية.. البحوث الإسلامية يمدد حملة سلوكك مرآتك على الطريق
  • البحوث الإسلامية يعلن تمديد حملة سلوكك مرآتك على الطريق
  • البحوث الإسلامية يعقد ندوة دِينيَّة احتفاءً بذكرى الهجرة النبوية.. غدًا
  • أكادير…تنفيد هادئ لعملية ترحيل عشرات المهاجرين غير النظاميين إلى الحدود بعد صدور أحكام قضائية في حقهم.
  • البحوث الإسلامية يعلن أسماء الفائزين في مسابقة ثقافة بلادي
  • الداخلية تطور آليات التصدي لـ«تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر»