لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يفقد فيها الصحفي المتعاون مع الجزيرة نت إسماعيل مقبل أفرادا من عائلته خلال حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ نحو 19 شهرا، لكن هذه المرة كانت المأساة أكبر وأشد إيلاما.

ففي قصف استهدف منزلا مأهولا بالسكان في مخيم جباليا شمال القطاع، استُشهد أكثر من 15 فردا من عائلة مقبل، من بينهم أقارب وأطفال ونساء، في مشهد مأساوي آخر يُضاف إلى سجل الجرائم بحق المدنيين في غزة.

"تلقيت الخبر بصدمة كبيرة"

يروي الصحفي إسماعيل مقبل في حديثه لـ"الجزيرة نت" تفاصيل اللحظات الأولى لتلقيه نبأ المجزرة قائلا "تلقيت الخبر بصدمة كبيرة، لأن عددهم كان كبير جدا.. وكان من الممكن تكون الفاجعة أكبر من ذلك، لكن بحمد الله، معظمهم نزحوا قبل أسبوع تقريبا بسبب التكدس الكبير في المنزل. لو ظلوا في البيت، كانت المجزرة ستكون مضاعفة".

وأشار إلى أن ابن عمه علاء وزوجته هما الناجيان الوحيدان من المجزرة، حيث كانا يعيشان في غرفة أعلى المنزل الذي تم قصفه من الأسفل، ما حال دون إصابتهما.

فواجع متكررة

لم تكن هذه الخسارة هي الأولى للعائلة، إذ فقد مقبل من قبل شقيقه الأكبر أحمد، إثر قصف استهدف أحد مراكز الإيواء في جباليا. كما استُشهدت اثنتان من عماته برفقة زوجيهما وأحفادهما، بعد أن نزحوا من الشمال إلى الجنوب بحثا عن الأمان.

إعلان

ويشير الصحفي إسماعيل مقبل إلى أن من بين ضحايا المجزرة أيضا عمه "أبو علاء" (55 عاما)، أحد أبرز الممرضين في شمال قطاع غزة، والذي كان يعمل في مستشفى الرنتيسي ومستشفى النصر للأطفال.

ورغم اشتداد القصف وتدهور الأوضاع، واصل "أبو علاء" أداء واجبه الإنساني في المستشفيين طوال الحرب، مخاطِرا بحياته في سبيل إنقاذ الآخرين، رغم أن زوجته كانت تعاني من أمراض مزمنة وتحتاج إلى الأكسجين باستمرار، مما شكّل تحديا كبيرا للعائلة في الحفاظ على حياتها وسط انهيار النظام الصحي في القطاع.

يقول الصحفي مقبل بأسى "أتوقع أنه قد تم استهدافه بسبب عمله الطبي".

حلم لم يكتمل

وفي ختام حديثه، يروي الصحفي مقبل مشهدا موجعا عن أحد أقاربه "ابن عمي كان على موعد مع خطيبته في اليوم نفسه للنظرة الشرعية، وقد اشترى ملابس خصيصا لهذه المناسبة، لكن القصف باغته قبل أن يحقق حلمه، في مشهدٍ يختزل قسوة الحياة في غزة المحاصرة".

وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 173 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

استشهاد صحفي و11 من أفراد عائلته جنوب قطاع غزة

استشهد الصحفي الفلسطيني حسن سمور، فجر الخميس٬ إلى جانب 11 من أفراد عائلته، جراء قصف جوي للاحتلال الإسرائيلي استهدف منزلهم في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية ومحلية بأن طواقم الدفاع المدني انتشلت جثامين 13 شهيدًا من تحت أنقاض المنزل المدمر، من بينهم الصحفي سمور وعدد من أقربائه، فيما أصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، في وقت تتواصل فيه جهود البحث عن مفقودين تحت الركام.

وأوضحت مصادر إعلامية أن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن تدمير المنزل بالكامل، وسط مشاهد مأساوية لعائلات دفنت تحت الأنقاض.
مجزرة ارتكبها الاحتلال بحق عائلة سمور في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خانيونس، عرف من الشهداء:

1-محمد مرزوق سمور
2-حسن محمد مرزوق سمور
3-سوار محمد مرزوق سمور
4-صهيب حسن مرزوق سمور
5-شام حسن مرزوق سمور
6-كارمل حسن مرزوق سمور
7-صبا محمد مرزوق سمور
8- سما محمد مرزوق سمور
9-… pic.twitter.com/h15hefyDs8 — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 15, 2025
#عاجل | استشهاد الزميل الصحفي حسن سمور وعدد من أفراد عائلته جراء قصف الاحتلال لمنزله في بلدة بني سهيلا شرق خانيونس، فجر اليوم. pic.twitter.com/fo7Lua7aIp — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) May 15, 2025
وضمت قائمة الشهداء كلاً من: محمد مرزوق سمور، حسن محمد مرزوق سمور، سوار محمد مرزوق سمور، صهيب حسن مرزوق سمور، شام حسن مرزوق سمور، كارمل حسن مرزوق سمور، صبا محمد مرزوق سمور، وسما محمد مرزوق سمور، إلى جانب شهداء آخرين لم تُعلن أسماؤهم بعد.

من جانبها، أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الجريمة، واعتبرت استهداف الصحفي سمور وعائلته "جريمة حرب مكتملة الأركان" تهدف إلى "إسكات الصوت الفلسطيني الحر"، مطالبة المؤسسات الدولية بالتحقيق في الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه.


ويأتي هذا القصف ضمن سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة التي تطال المدنيين في قطاع غزة، وأسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، وسط تدهور متصاعد في الوضع الإنساني.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد أعلن، الثلاثاء الماضي، ارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين إلى 215 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بعد استشهاد الصحفي حسن أصليح، مدير وكالة "علم 24" للأنباء، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في قصف سابق استهدفه أثناء تلقيه العلاج داخل مجمع ناصر الطبي.

وأشار البيان إلى أن أصليح كان قد نجا من محاولة اغتيال سابقة في 7 نيسان/أبريل الماضي، إثر قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف خيمته أمام المجمع الطبي ذاته، ما أدى حينها إلى استشهاد اثنين من زملائه الصحفيين.

ودان المكتب الإعلامي الحكومي هذه الجريمة، متهمًا الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة سياسة "الاغتيال الممنهج للصحفيين الفلسطينيين"، داعيًا المؤسسات الحقوقية والصحفية حول العالم إلى إدانة هذه الانتهاكات المتكررة بحق الصحافة في غزة.

كما حمّل الاحتلال إلى جانب الولايات المتحدة والدول الداعمة للعدوان مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والمدنيين، مطالبًا المجتمع الدولي بتحرك فاعل لوقف جرائم الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق سكان القطاع، ولتوفير الحماية الكاملة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية.


يُذكر أن حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل دعم أمريكي وصمت دولي مستمر رغم أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

مقالات مشابهة

  • كاريكاتير د. علاء اللقطة
  • استشهاد صحفي و11 من أفراد عائلته جنوب قطاع غزة
  • جدل بخصوص تداول صور كارثية لمجزرة جماعية بنواحي الصويرة (+صور)
  • ارتفاع حصيلة شهداء قصف منزل في جباليا إلى 7
  • أسرتا إسماعيل وكتوعة تستقبلان المعزين في يوسف
  • أمين عدلي يقضي العطلة مع عائلته بمراكش
  • الاحتلال يرتكب مجزرة في جباليا ويقصف خياما ومنازل بخان يونس
  • دهوك.. رجل يقتل ثلاثة من أفراد عائلته بسبب خلافات
  • إسماعيل نبهان يحصل على زمالة كلية الدفاع الوطني حول المناطق اللوجستية