أكثر من أربعة أشهر متواصلة لم يخرج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأي مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام الإسرائيلية، مما يشير لعملية تآكل مستمرة في مكانتها، بقيادته وتوجيهه هو، وهذه هي أطول فترة منذ هجوم السابع من أكتوبر يرفض فيها نتنياهو عقد مؤتمر صحفي، والإجابة على أسئلة الصحفيين، قبل ذلك، لم يعقد أي مؤتمرات صحفية على الإطلاق.



شافي غاتنيف الكاتب الصحفي الإسرائيلي في موقع "العين السابعة"، أكد أنه "على مدى السنوات الأربع الماضية، قاطع نتنياهو وسائل الإعلام الإسرائيلية، واقتصر على إجراء مقابلات للصحافة في الخارج، خلال عام ونصف العام منذ اندلاع الحرب، عقد 19 مؤتمرًا صحفيًا عامًا، أولها بعد 21 يومًا من أفدح خطأ في تاريخ الدولة، وذلك فقط إثر ضغط شعبي طالبه بالظهور أمام وسائل الإعلام، لكنه لم يتحمّل مسؤولية الفشل، لا في ذلك الوقت، ولا في أي وقت مضى".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "في المؤتمرات الخمسة الأولى، ظهر نتنياهو أمام الصحفيين برفقة وزير الحرب السابق يوآف غالانت ورئيس المعسكر الرسمي بيني غانتس، الذي انضم للحكومة بعد الفشل الأمني الخطير، وساهم بمنع سقوطها، وفي هذه المؤتمرات، رأى الإسرائيليون نتنياهو شاحبًا ومفتقرًا للثقة بالنفس، محاولًا استغلال زميليه لإيصال رسالة الوحدة المزيفة، وخلق انطباع وهمي بتقاسم تحمّل مسؤولية الفشل، وبعد أن استعاد ثقته بنفسه، بعد شهرين تقريبًا من الهجوم، في ديسمبر عقد مؤتمره الصحفي الأول منفردًا".

وأشار إلى أن "تحليل المؤتمرات الصحفية التي عقدها نتنياهو منذ هجوم السابع من أكتوبر يُظهر أن قسمها الأول تم في الأشهر الستة الأولى من الحرب، عُقدت المؤتمرات الصحفية على فترات تتراوح من 3-14 يومًا، حيث جاء المؤتمر الثاني أواخر مارس 2024، بمؤتمر بعد توقف دام ثلاثين يومًا، وهو أطول توقف حتى تلك النقطة، وبالنظر للماضي كان نقطة تحول أشارت لتراجع مؤسسة المؤتمرات الصحفية، وهي الرابط المباشر الوحيد المتبقي بين نتنياهو ووسائل الإعلام الإسرائيلية".

وأوضح أن "القسم الثاني من هذه المؤتمرات الصحفية جاء بعد فترة صمت أطول، حيث عُقد المؤتمر التالي في 13 يوليو بعد توقف دام 104 أيام، ثم في 2 سبتمبر بعد 51 يومًا، وفي 9 ديسمبر مرة أخرى، بعد 98 يومًا من الصمت، ومنذ ذلك الحين، حافظ نتنياهو على مقاطعة كاملة وشاملة للصحافة الإسرائيلية، ولم يظهر إلا بمقاطع فيديو مُحرّرة ينشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو في عروض منظمة على القناة 14، قناته الدعائية المخصصة".

وأكد أنه "مع استمرار رفض نتنياهو عقد مؤتمر صحفي، يتزايد التساؤل حول ما إذا كانت دولة الاحتلال على أعتاب الفترة الثالثة حيث سيتوقف فيها عن عقد المؤتمرات الصحفية تمامًا، لأنه بينما تتناقص مؤتمراته الصحفية، فإنه يختار التواصل مع الجمهور بطريقة أحادية الاتجاه من خلال عشرات مقاطع الفيديو لتصريحات مسجّلة مسبقًا، دون فرصة للأسئلة؛ ومئات البيانات الصحفية والمنشورات ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل؛ ومقابلات في الخارج، لاسيما على قناة "فوكس نيوز" الترامبية، ومع المؤثرين على الشبكات".

ولفت إلى أن "ظهور نتنياهو داخل دولة الاحتلال فهو مقتصر على قناته الدعائية 14، فيما استمرت مقاطعته للمقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية لأكثر من أربع سنوات، وضد البث العام لأكثر من خمس سنوات ونصف، وبهذه الطريقة، يمنع الجمهور الإسرائيلي من تلقي رواية منه غير مُعدّة سلفًا ولا مُحرّرة من قِبل دعايته، في وقتٍ تُواجه فيه الدولة حربًا مُتعددة القطاعات، وتُوشك أن تكون الأطول في تاريخها، فضلًا عن حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي، وعشرات المختطفين الذين لم يعودوا بعد".


وأكد أنه "في الوقت نفسه، زاد نتنياهو من وتيرة هجماته على الإعلام الإسرائيلي، وتبنّى المصطلحات المُحرّضة والمُثيرة للجدل لـ"آلة السموم"، وهي آلية الدعاية التي تُروّج لرسائله، مما مكّنه في السنوات الأخيرة من تمييز نفسه عن الرسائل الأكثر سميةً وضراوة، وتهدف مقاطعته هذه لمنعها من توجيه أسئلة مُحرجة وغير سارة إليه، بعد أن كانت المؤتمرات الصحفية بمثابة حل وسط، حيث سُمح لعدد محدود فقط من الصحفيين بطرح سؤال واحد لكل منهم، ولكن مع تدهور وضعه، يبدو أن هذا الوضع كان مُرهقًا للغاية بالنسبة له".

وأشار أن "قائمة الأسئلة المُحرجة لنتنياهو حول مواضيع مُتنوّعة، كان من المفترض أن تُوجّه إليه تطول، إضافة للأسئلة البديهية حول رفض إطلاق سراح الرهائن، وفشل صفقات إعادتهم، ورفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وإطالة أمد الحرب بلا هوادة بدافع المصلحة الائتلافية، وأموال الائتلاف التي نمت رغم امتدادها لأزمة اقتصادية، وغيرها، ومحاولة إقالة النائب العام ورئيس الشاباك، وغيرها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو غزة نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وسائل الإعلام الإسرائیلیة المؤتمرات الصحفیة

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي .. نحن عالقون في وحل حكومة نتنياهو 

#سواليف

قال المحلل السياسي لصحيفة #هآرتس، #يوسي_فيرتر، إن #إسرائيل تعرضت لإهانة موجعة من الرئيس الأميركي دونالد #ترامب لأنه أجرى #مفاوضات مباشرة، من وراء ظهر #حكومة رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو، مع حركة #المقاومة_الإسلامية ( #حماس ) تكللت بإطلاق سراح الأسير عيدان ألكسندر يوم الاثنين الماضي.

ويعود السبب في نجاح عملية الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأميركي، كما يعتقد الكاتب، إلى أن الولايات المتحدة تعلمت من تجاربها السابقة، وحافظت على سرية وأمن المعلومات حتى لا يقوم أي إسرائيلي بإفشال #الصفقة مرة أخرى.

وتخيل الكاتب كيف كان سيكون رد فعل نتنياهو -عندما كان زعيم المعارضة السابقة داخل البرلمان الإسرائيلي- لو أن الحكومة التي تناوب على رئاستها نفتالي بينيت ويائير لبيد استيقظت ذات صباح واكتشفت أن الرئيس الأميركي قد رتب لإطلاق سراح جندي يحمل جنسية مزدوجة من خلال مفاوضات مع حركة حماس.

مقالات ذات صلة اجتماع مغلق بالدوحة برئاسة ترامب بخصوص غزة ومشاركة غير مباشرة من حركة “حماس” 2025/05/14

ووفق المحلل السياسي، لم يكن الرئيس الأميركي وقتها، جو بايدن، ولا نائبته كامالا هاريس ليجرؤا على القيام بما فعله ترامب، ولكان نتنياهو عرف ماذا يفعل، “ففي النهاية، فإن كل الخبرة التي جمعها هي الفساد والدمار، وليس البناء وإشاعة الأمل”.

وجاء مقال فيرتر في الصحيفة حافلا بعبارات اتسمت بالسخرية والشماتة في نتنياهو وحكومته، حيث قال إن إطلاق سراح ألكسندر كان بمثابة #كارثة حلت على مكتب رئيس الوزراء، وأصابت من بداخله بالهلع والفزع.

وأشار إلى أن نتنياهو ظل مستيقظا طوال الليل، مما اضطر محاميه إلى أن يطلب من القضاة الذين يحاكمونه في قضية فساد أن يطلقوا سراحه، لأنه لم ينم سوى “ساعة ونصف الساعة فقط”.

كما سارع المتحدثون باسم رئيس الوزراء في وسائل الإعلام إلى توبيخ ترامب يوم الاثنين، وتساءلوا “كيف يجرؤ على التحدث مباشرة مع منظمة إرهابية متمردة؟”.

وسخر فيرتر من هؤلاء المتحدثين، مضيفا أنهم هم أنفسهم كانوا قد وبخوا إدارة بايدن السابقة لتجرئها على وقف تزويد إسرائيل بأسلحة معينة.

وأراد الكاتب أن يجاري معاوني نتنياهو في تصريحاتهم، متسائلا “كيف تجرؤ دولة تابعة مثل الولايات المتحدة، مرة تلو الأخرى، على الاستخفاف بإرادة القوة العظمى، إسرائيل؟”.

وخلص إلى أن إدارة ترامب توصلت بسرعة كبيرة إلى الاستنتاج الذي استغرق بايدن وقتا طويلا لاستيعابه، مشيرا إلى أن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين أن الحرب في قطاع غزة لا معنى لها ولا هدف، لكن نتنياهو مصمم على مواصلة القتال.

واعتبر أن الطريقة التي أُفرج بها عن ألكسندر تتناقض مع التصرفات الإجرامية لحكومة نتنياهو، التي قال إنها لا تبادر إلى أي شيء، ولا تحرك ساكنا، ولا تبذل جهدا لإنقاذ الأسرى الأحياء العشرين المتبقين لدى حماس وإعادة جثامين من لقوا حتفهم إلى إسرائيل لدفنهم بشكل لائق.

وانتقد فيرتر إقدام نتنياهو على الإطاحة برئيس جهاز الشاباك الأسبق رونين بار ورئيس الموساد ديفيد برنيع من الفريق الذي كان مكلفا بالتفاوض بشأن الأسرى، والذي يعود الفضل إليه في إطلاق سراح 33 منهم.

واستغرب الكاتب من إسداء نتنياهو الشكر لترامب على “ما قدمه من مساعدة في إطلاق سراح” عيدان ألكسندر. وتساءل عن أي مساعدة قدمها له الرئيس الأميركي، وما علاقة نتنياهو بذلك، وقد كان آخر من يعلم.

وفي النهاية، لم يشكره ترامب على الإطلاق، بل أثنى على قطر ومصر فقط، بحسب فيرتر الذي أشار إلى أن ترامب التقى بزعيم شاب في الرياض هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسيقابل قائدين شابين في الدوحة وأبو ظبي، هما الأمير تميم بن حمد آل ثاني، والشيخ محمد بن زايد، على التوالي.

ولكن أين نتنياهو من كل ذلك؟ يتساءل الكاتب قبل أن يجيب بالقول إنه اضطر إلى إرسال وفد للتفاوض في الدوحة.

ولفت إلى أن إسرائيل الآن في مأزق حرج، حيث يستعد جيشها لشن “عملية جدعون”، وهي خطة إسرائيلية جديدة تهدف لتهجير سكان غزة واحتلالها لمدة طويلة.

واختتم تحليله بالقول إن الشرق الأوسط برمته ينتظر بقلق “عربات ترامب” -في إشارة إلى خططه- وينتاب الخوف عائلات الأسرى، بينما الإسرائيليون عالقون في وحل حكومة نتنياهو.

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي يدعو المعارضة الإسرائيلية لـ إسقاط نتنياهو
  • كاتب إسرائيلي يدعو إلى إسقاط نتنياهو
  • وزارة الصحة تُكذّب شائعات الإصابات والوفيات في طرابلس: التصريحات الرسمية فقط عبر منصاتنا
  • أحمد موسى: إعلام إسرائيلي أكد أن أمريكا تمارس ضغوطا عليهم وحماس لقبول صفقة تبادل
  • خبير إسرائيلي .. نحن عالقون في وحل حكومة نتنياهو 
  • وسائل الإعلام السلوفينية: زيارة الرئيس تبون تكتسي أهمية استراتيجية
  • 5توصيات لدورة «الاتحاد الأوروبي» للصحافة المحلية بالإسكندرية حول مشروعات المياه
  • أصداء عالمية لسباق القفال 34 في وسائل الإعلام
  • منتدى التواصل الحكومي يستضيف رئيس هيئة الخدمة والإدارة العامة