دبي: «الخليج»

ناقشت المؤتمرات والجلسات الاستراتيجية والورش في اليوم الختامي من أعمال القمة الشرطية العالمية، التي انطلقت فعالياتها في «مركز دبي التجاري العالمي»، 4 محاور رئيسية، تمثلت في: مكافحة الجريمة ، الشرطة المجتمعية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي، وتنمية قدرات الضباط المبتدئين وتأهيلهم، وأمن المرور وشرطة الطرق.

وأقيمت القمة تحت شعار «تصميم المستقبل القادم من العمل الشرطي» وركّزت هذا العام على استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي، والجرائم العابرة للحدود، ودمج استراتيجيات الأمن بين القطاعين العام والخاص.

ويشمل برنامج القمة 12 محوراً شرطياً رئيساً، ضمن أربعة مؤتمرات متخصصة، تتناول قضايا عدة، منها الجريمة السيبرانية، وأمن الحدود، ومكافحة المخدرات، وسلامة الطرق، والاتجار بالبشر.

وشهد اللواء الدكتور عبد القدوس العبيدلي، مساعد القائد العام لشؤون التميز والريادة، انطلاق جلسة «حماية الطفل وصون حقوقه...عالم رقمي أكثر أماناً وخالٍ من إساءة معاملة الأطفال للأجيال القادمة» وركزت على دور جهات إنفاذ القانون وشركات التكنولوجيا والحكومات في حماية الأطفال المعرضين للخطر وضمان الحفاظ على حقوقهم في عالم يزداد ترابطاً وتعقيداً.

وتطرقت الجلسة التي جاءت ضمن محور «مكافحة الجريمة والشرطة المجتمعية»، إلى أن التعاون الدولي والممارسات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، والشراكات المتعددة التخصصات، ضرورة لخلق مشهد رقمي أكثر أماناً.

وشاركت فيها الدكتورة إلود ترانشيز، كبيرة المحاضرين في معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب، وسايمون بيلي، مدير المعهد الدولي لبحوث الشرطة والأمن العام (IPPPRI)، ونينا فارينين فالكونين، مديرة تنفيذية ومؤسسة مشاركة، وباراغاثي تومولا، المدير التنفيذي للجمعية الدولية لمنع إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم، وبيّنوا بروتوكول حماية الطفل، والتنسيق المتعدد التخصصات بين القطاعات لحماية الطفل، وأحدث الأبحاث في استراتيجيات إنفاذ القانون، وأفضل الممارسات لإنفاذ القانون في مجال دعم حقوق الطفل، والاستجابة العالمية للناجين من الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت.

خطة استراتيجية

وفي محور الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي، تناولت جلسة «الخطة الاستراتيجية لدبي للريادة العالمية في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031 وما بعده»، دور الذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل العمل الشرطي. وتمكينه الجهات الأمنية من الاستجابة بشكل أسرع، واتخاذ قرارات أكثر ذكاءً، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد.

وأكد اللواء خالد ناصر الرزوقي، مدير الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي في شرطة دبي، أن تناول القمة الشرطية العالمية لموضوع الذكاء الاصطناعي، يؤكد أنه لم يعد مجرد أداة، بل أصبح محوراً أساسياً في العمل الشرطي والأمني، وكل القطاعات الأخرى.

وأضاف «لقد مكّننا الذكاء الاصطناعي من الاستجابة بسرعة أكبر وتخصيص الموارد بشكل أكثر فاعلية، لكن التكنولوجيا وحدها لا تكفي. وما يهم حقاً هو كيفية تطبيقها بشكل أخلاقي، هادف، وفي خدمة بناء مجتمعات أكثر أمناً وترابطاً. ولم نكتف في شرطة دبي بتبنّي الابتكار، وإنما عملنا على تنفيذه وتوظيفه على نطاق واسع. كاستخدامه في الدوريات الذكية، وفي تقنيات الرصد الفوري، وفي التحقيقات الذاتية والخدمات المتكاملة المقدمة للمتعاملين. هذا الزخم في التوظيف، لم يأتِ مصادفة، بل بتخطيط وتعاون بين القطاعات، ورؤية طويلة المدى ترتكز على الأولويات الوطنية والمكانة الدولية الرائدة».

أمن الطرق

وفي محور «أمن المرور وشرطة الطرق»، أضاءت جلسة «التجارب والنجاحات الدولية في تطبيق الشرطة المرورية المبنية على الأدلة» على الدور المحوري للشرطة القائمة على البيانات والأدلة في الحدّ من الوَفَيات والإصابات الناتجة عن حوادث المرور.

وشارك كبار الضباط من جمهورية التشيك وكينيا ونيوزيلندا وجهات نظر متنوعة عن كيفية مساهمة الاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية الرقمية، والتعاون الدولي، وتطبيق القانون الموجه في تعزيز السلامة على الطرق في العالم.

وقالت النقيب جانا بيليشكوفا، رئيسة مجموعة العمل التشغيلية في منظمة ROADPOL، «إن التعاون يتيح نهجاً أكثر تماسكاً للسلامة المرورية، ما يجعل من الممكن تنفيذ حلول فعالة ليس محلياً، فقط بل إقليمياً وعالمياً. وفي منصات ومؤتمرات دولية مثل هذه القمة، نتمكن من تبادل أفضل الممارسات وتعزيز الشراكات التي تنقذ الأرواح عبر الحدود».

وقال العميد بونيفيس أوجالا، من جهاز الشرطة الوطنية الكينية «ندعو إلى الاستثمار في البنية التحتية والبرمجيات، حتى نتمكن من الحصول على البيانات الصحيحة، وبيانات محمية ودقيقة وقابلة للتنفيذ. والقمة هي المكان الذي تبدأ فيه مثل هذه الحوارات، ما يتيح لبلدان مثل كينيا الانخراط في النقاش العالمي في إنفاذ القوانين المبنية على الأدلة».

واختتم المشرف ستيف غريلي، من شرطة نيوزيلندا مشاركته قائلاً: «عبر هذه المنصات العالمية، نتشارك الاستراتيجيات التي تنقذ الأرواح فعلاً. نجاحنا في نيوزيلندا أدى إلى خفض الإصابات الخطرة بنسبة 36% خلال عامين، وهذا تحقق بالتركيز على الأدلة، والمحاسبة، والاستفادة من النماذج الدولية مثل رؤية السويد للوفيات الصفرية».

وفي محور «تنمية قدرات الضباط المبتدئين وتأهيلهم» تناولت جلسة «القيادة في إنفاذ القانون في عالم سريع التغير» ضرورة تعامل القادة مع التهديدات المتعددة والناجمة عن الهجمات السيبرانية والمخاطر الأمنية الدولية.

وقال فيليب تيخيرا، رئيس قسم في مكتب التحقيقات الفيدرالي، الولايات المتحدة «من الضرورة الاستثمار في الكوادر البشرية، يجب أن نضع أهدافاً واضحة لنستثمر في الآخرين، ولتُنشئ قادة، لا تابعين. وبينما نتقدم في التكنولوجيا، يجب أن نأخذ في الحسبان، الآثار الأخلاقية لكيفية استخدام هذه التقنيات. من المهم أن نفهم متى ينبغي أن نثق بالخوارزميات، ومتى نعتمد على الكوادر البشرية لمراجعة الأمور وتعزيز هذا التوازن؛ فهل ينبغي للذكاء الاصطناعي أن يقودنا؟ هل ينبغي له أن يوجه البشر، أم ينبغي أن يقدم التوجيه بينما نتخذ نحن البشر قرارات سليمة استناداً إلى مبادئ القيادة الأساسية».

وفي محور الذكاء الاصطناعي، تطرقت جلسة «الذكاء الاصطناعي لتعزيز التحقيقات في الجرائم السيبرانية الدولية العابرة للحدود»، وكيف يمكّن المحققين من التصدي لهذا النوع من الجرائم.

وفي جلسة «إلهام الجيل القادم من النساء في الشرطة»، تحدثت كاثي لانير، الرئيسة السابقة لشرطة العاصمة، واشنطن دي سي، الولايات المتحدة، عن خبرتها وعملها امرأة في القطاع الشرطي.

كما شهدت القمة، تنظيم «مؤتمر جامعة نيويورك»، وتضمن نقاشات معمّقة جمعت بين الخبراء الأكاديميين والمتخصصين في إنفاذ القانون، عن العلاقة المتطورة بين الجريمة والتكنولوجيا والتنظيم الدولي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات شرطة دبي مؤتمر الذکاء الاصطناعی فی فی العمل الشرطی إنفاذ القانون وفی محور

إقرأ أيضاً:

القضايا العابرة للحدود على طاولة مناقشات القمة الشرطية العالمية

دبي: سومية سعد


انطلقت الثلاثاء فعاليات القمة الشرطية العالمية لعام 2025، بمشاركة رفيعة من أجهزة إنفاذ القانون والمنظمات الدولية والخبراء من مختلف دول العالم، وتستمر ثلاثة أيام في «مركز دبي التجاري العالمي».

تتناول القمة التي تعقد تحت شعار «تصميم المستقبل القادم من العمل الشرطي»، التحديات الأمنية الحديثة، بمشاركة نحو 300 متحدث وخبير دولي، وسط توقعات بنمو الحضور بنسبة 25% مقارنة بالعام الماضي.

وتناقش القمة في دورتها الرابعة مجموعة من المحاور الحيوية المرتبطة بمستقبل العمل الشرطي، تشمل الأمن السيبراني، ومكافحة الجريمة المنظمة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في العمليات الشرطية، وقضايا السلامة المجتمعية والتحديات الأمنية المستجدة، لتعزيز التعاون الدولي وتبادل أفضل الممارسات بين الجهات المعنية بإنفاذ القانون في العالم.

وناقشت المؤتمرات والجلسات الاستراتيجية وورش العمل، في اليوم الأول من أعمال القمة الشرطية العالمية، عدة محاور رئيسية، تمثلت في الجريمة المنظمة، ومكافحة غسل الأموال، وما بعد التحول الرقمي، وشرطة بلا حدود.

تركز القمة التي تقام تحت شعار «تصميم المستقبل القادم من العمل الشرطي»، على استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي، والجرائم العابرة للحدود، ودمج استراتيجيات الأمن بين القطاعين العام والخاص.

واستُهل اليوم الأول بالجلسة العامة، التي شهدت مشاركة قادة من الإنتربول، والأمم المتحدة، وشرطة نيويورك، وعدد من أبرز الهيئات الشرطية، وتم تبادل الرؤى حول مستقبل العمل الشرطي في ظل التحديات المعقدة والمتنامية.

كما تطرقت الجلسات إلى سبل مكافحة غسل الأموال، والجرائم المالية، وأدوات وتقنيات التحقيق في الجرائم الرقمية والمُشفرة، والتوازن بين الأمن الوطني والتعاون العالمي، وكسر قيود الاتجار بالبشر من خلال التمكين والوعي، وغيرها من المواضيع ذات الشأن الدولي.

وقال الدكتور حاتم علي، الممثل الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي: «نحن نعيش في عصر ثورة تكنولوجية ففي العديد من القضايا الجنائية حول العالم، أصبحت الشبكات الإجرامية الدولية تستغل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لارتكاب الجرائم».

وأكد أن هذه الحقيقة تستدعي وجود إطار قانوني وتنظيمي قادر على التكيف مع هذه الثورة وتسخير إمكاناتها كما تتطلب وجود هيكل مؤسسي لإنفاذ القانون والعدالة الجنائية يتمتع بالقدرة على بناء القدرات اللازمة للتأثير في النظام القانوني الدولي.

فيما قال المقدم الدكتور راشد حمدان الغافري، نائب مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة للشؤون الإدارية في شرطة دبي، الأمين العام للقمة، إن القمة تحمل كل عام، شعارًا موجهًا يعكس أولوياتنا وطموحاتنا في عامها الأول، وضعنا الأساس لعصر جديد من التعاون الدولي، واليوم، ننطلق برؤية جديدة تدعونا إلى التفكير خارج حدود الأنظمة والأطر، بل وحتى خارج حدود الشارة نفسها، نتحدّى أنفسنا للنظر بعمق أكبر لتجاوز الأطر التقليدية، وللقيادة بالابتكار، ولصنع مجتمعات أكثر أمنًا وقوة لأجيال قادمة.

وأكد أن النقاشات ستمتد لتشمل مجموعة واسعة من الأولويات المترابطة، بدءًا من المجالات الحيوية مثل الجرائم السيبرانية، واستراتيجيات مكافحة المخدرات، وأمن الطيران، والجريمة المنظمة، مشيراً إلى أن القمة تسلط الضوء أيضاً على بناء قدرات الشباب، ومنع الجريمة، ونماذج الشرطة المستقبلية، لضمان أن يكون الجيل القادم من ضباط إنفاذ القانون مزودًا بأدوات الحاضر، وبالعقلية والمرونة اللازمتين لمواجهة تحديات المستقبل.

وشهدت القمة جلسة نقاشية عن إعادة التأهيل المهني لمواجهة تهديدات العصر الجديد، شارك فيها نخبة من الخبراء الدوليين، من بينهم إريك سنويك، كبير المفوضين في بلجيكا، وروبرتو ريوس، مساعد رئيس شرطة نيويورك، وكايودي إغبيتوكون، المفتش العام للشرطة النيجيرية، والفريق طارق بن حسن الحسن، رئيس الأمن العام في مملكة البحرين.

وأكد المشاركون ضرورة تعزيز التعاون العابر للحدود، والدعوة إلى وضع أطر قانونية أقوى، وبناء الثقة بين الوكالات الدولية، مشددين على أهمية تطوير قادة شرطة المستقبل من خلال الابتكار، والتكيف مع التقنيات الحديثة، خصوصاً الذكاء الاصطناعي، وأهمية التدريب المستمر لمواجهة التحديات المعاصرة.

مقالات مشابهة

  • قادة بريطانيون: القمة الشرطية فرصة محورية لتعزيز التعاون الدولي
  • مفاجأة.. إدارة ترامب تلغي قانون لانتشار الذكاء الاصطناعي
  • سيف بن زايد: القمة الشرطية العالمية بدبي تحولت إلى منارة دولية لتلاقي العقول
  • سيف بن زايد: القمة الشرطية العالمية منارة دولية لتلاقي العقول
  • القضايا العابرة للحدود على طاولة مناقشات القمة الشرطية العالمية
  • «الذكاء الاصطناعي ودوره في البحث الجنائي» في ندوة بجامعة بنها بالعبور
  • قادة الإنتربول والأمم المتحدة وشرطة نيويورك يتبادلون الرؤى حول مستقبل العمل الشرطي
  • انطلاق القمة الشرطية العالمية في دبي
  • انطلاق القمة الشرطية العالمية 2025 في دبي