ما دلالات شنّ إسرائيل هجمات على جبهات متعددة؟
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
مع تصاعد التوترات الإقليمية في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023، وسّعت إسرائيل نطاق عملياتها العسكرية لتشمل عدة جبهات دفعة واحدة، في مشهد غير مسبوق يعكس تحوّلات في العقيدة الأمنية الإسرائيلية. هذه التحركات أثارت تساؤلات محلية ودولية حول الأهداف الحقيقية، والتحديات المحتملة، والسيناريوهات المقبلة في منطقة تعيش على حافة الانفجار.
أبعاد الهجمات: سبع جبهات مشتعلة
حسب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، فإن بلاده تتعرض لهجمات من سبع جبهات مختلفة: غزة، الضفة الغربية، لبنان، سوريا، العراق، اليمن، وإيران، موضحًا أن الجيش الإسرائيلي قد نفّذ عمليات رد في ست منها.
وأضاف غالانت: "كل من يعمل ضدنا هو هدف محتمل، لا حصانة لأحد."
هذه الجبهات المتعددة تعكس ليس فقط تنوّع التهديدات التي تواجه إسرائيل، بل أيضًا درجة التنسيق المتزايدة بين ما يُعرف بـ "محور المقاومة" بقيادة إيران، ما يفرض على إسرائيل إعادة تشكيل استراتيجيتها العسكرية.
الدوافع العسكرية: الردع والاستباق والرسائل السياسية
تهدف إسرائيل من وراء هذه العمليات إلى:
ردع التهديدات: منع الجماعات المسلحة من تنفيذ عمليات ضد أراضيها أو مواطنيها.
تقويض البنية التحتية للخصوم: من خلال استهداف مقرات القيادة ومخازن الأسلحة وأنظمة الاتصالات.
إيصال رسائل ردع إقليمية: مفادها أن إسرائيل قادرة على خوض حرب متعددة الجبهات دون انهيار داخلي أو عسكري.
قراءة استراتيجية: دراسات أجنبية تؤكد عمق التحول
تشير دراسات أجنبية صادرة عن مراكز تحليلية مثل Belfer Center وMiddle East Forum إلى أن إسرائيل تطبّق ما يُعرف بمبدأ "العمق الاستراتيجي"، أي تنفيذ ضربات استباقية خارج حدودها لتعويض ضيق مساحتها الجغرافية. كما تعتمد على التفوق الاستخباراتي والتكنولوجي لضرب أهداف محددة بدقة عالية، بما يعزّز قدرتها على الردع دون الانجرار إلى حرب شاملة في كل جبهة.
تحديات معقّدة: استنزاف الموارد وتآكل الشرعية الدولية
رغم الأهداف العسكرية المعلنة، تواجه إسرائيل جملة من التحديات:
استنزاف الموارد البشرية والعسكرية نتيجة توزيع القوات على أكثر من جبهة.
تزايد الانتقادات الدولية خاصة فيما يتعلق بالعمليات في غزة، حيث أُثيرت أسئلة قانونية وأخلاقية حول استخدام الحصار كسلاح، وتأثير الضربات على المدنيين.
خطر التصعيد الإقليمي: إذ يمكن أن يؤدي توسيع العمليات إلى دخول أطراف إقليمية كبرى في المواجهة، بما في ذلك إيران وحلفائها في العراق واليمن.
في النهاية شنّ إسرائيل هجمات على جبهات متعددة تحولًا لافتًا في سياستها الأمنية، من الدفاع إلى الهجوم الاستباقي متعدد المسارات. ورغم فعالية هذه الاستراتيجية في تقويض بعض التهديدات المباشرة، فإنها تُهدّد في الوقت ذاته بتوسيع رقعة الصراع ورفع تكلفة الحرب سياسيًا وإنسانيًا واقتصاديًا.
التوصيات والتحذيرات
تحذر تقارير دولية من أن الاستمرار في هذا النهج دون ضبط إقليمي أو تفاهمات دولية قد يُقود إلى انفجار أوسع، خاصة إذا ما تكرّرت الضربات على الأراضي السورية أو الإيرانية بشكل مباشر،و كما يُوصى بفتح قنوات دبلوماسية موازية لتقليل احتمالات التصعيد، وضمان حماية المدنيين من تبعات المواجهة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسرائيل هجوم 7 أكتوبر جبهات متعددة غزة الضفة الغربية لبنان سوريا اليمن ايران العراق محور المقاومة يوآف غالانت الردع العمق الاستراتيجي الصراع الإقليمي الحصار المدنيين الشرعية الدولية التصعيد العسكري التحليل الاستراتيجي التوترات الإقليمية السياسة الإسرائيلية مراكز أبحاث
إقرأ أيضاً:
«قبضة القوة».. خبير يوضح دلالات لغة الجسد للرئيس الأمريكي لحظة وصوله إلى الرياض
قال الخبير في الشأن الأميركي، حسن الطرزي، أن قبضة القوة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحظة وصوله إلى الرياض تحمل معاني القوة والفرح والابتهاج وتحية مباشرة.
وأضاف خلال مداخلة مع قناة «العربية» أن الابتسامة والوقفة بعد رحلة سفر طويلة امتدت لمدة 14 ساعة يعكس مدى الفرح والاستبشار بوصوله إلى أرض المملكة وبدء هذه الزيارة.
"قبضة القوة" على أرض الرياض... الخبير في الشأن الأميركي حسن الطرزي يشرح دلالات لغة الجسد في لحظة خروج ترمب من الطائرة لدى وصوله العاصمة السعودية #قناة_العربية #العربية_ويكند #ترمب_في_الرياض pic.twitter.com/1XwzUXqOTD
— العربية السعودية (@AlArabiya_KSA) May 16, 2025 اخبار السعوديةالعلاقات السعودية الأمريكيةاخر اخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.