زنقة 20. فاس

يجري حاليا تنزيل مشروع طموح للتنشيط الثقافي للمدينة العتيقة لفاس يروم إحياء الفنادق التاريخية التي تمت إعادة تأهيلها خلال السنوات العشر الأخيرة.

وأكد والي جهة فاس – مكناس عامل عمالة فاس، معاذ الجامعي، الذي كان يتحدث بمناسبة زيارة قامت بها عمدة مدينة غرناطة الإسبانية، ماريفران كارازو، للمدينة العتيقة لفاس، أن هذا المشروع الذي يحمل “الحواس الخمس” وتم إطلاقه بمبادرة من عمالة فاس يهدف إلى إحياء هذه البنايات العريقة، خصوصا أن أغلبها لا يزال خاليا.

وبعدما سلط الضوء على المجهود المالي الضخم الذي بذل من أجل ترميم هذه البنايات والذي بلغ 3 مليارات درهم خ صصت لترميم الفضاءات التاريخية للمدينة العتيقة، أعلن الوالي أنه سيتم تنظيم أول تجربة يوم 22 أكتوبر المقبل، تزامنا مع الذكرى الـ44 لإعلان فاس تراثا عالميا لمنظمة اليونسكو.

وأوضح أن هذا المشروع يطمح إلى فتح فنادق مخصصة لمهن الصناعة التقليدية من خلال تجربة تهم الشم والذوق والبصر واللمس والسمع.

وتابع “نريد حرفيا أن يعيش السائح التجربة بنفسه، ويشم الروائح ويقوم بصناعة منتجات للصناعة التقليدية المغربية في أفق كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030”.

ويتعلق الأمر أيضا، من خلال هذا المشروع، بخلق دينامية من خلال المدينة العتيقة، القلب النابض لفاس، عبر رفع معدل إقامة الزوار من 1,3 يوم إلى ما يقارب 5ر2 أو 3 أيام.

من جهتها، أكدت المهندسة المعمارية والمسؤولة عن المشروع، ليلى الصقلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا البرنامج يهدف إلى تحويل هذه الفضاءات التاريخية التي كانت تشكل في السابق ملتقى للتبادلات التجارية والثقافية، إلى فضاءات للإبداع والنقل والتقاسم.

وأضافت أن المشروع يندرج ضمن مقاربة حقيقية للهندسة الثقافية لإشعاع التراث اللامادي لفاس وتثمين المواهب الشابة للمدينة، مضيفة أنه من خلال برمجة فنية وثقافية تمتد على مدار السنة، ستصبح الفنادق “منصات حية لثقافة تتسم بالدينامية: موسيقى، مسرح، صناعة تقليدية، فنون بصرية، وفن الطبخ”.

وأضافت أنه سيتم أيضا تنظيم ورشات للتعلم بشراكة مع حرفيي المدينة العتيقة، من أجل نقل خبراتهم إلى الأجيال الجديدة، وخلق جسور بين التراث والابتكار.

وأبرزت السيدة الصقلي أن هذا المشروع يسعى إلى جعل المدينة العتيقة مختبرا إبداعيا حقيقيا، وفضاء لاحتضان الطاقات الشابة، ومحر كا لدينامية ثقافية مرتبطة بالتنمية الاقتصادية والسياحية للعاصمة الثقافية والروحية للمملكة.

وقامت عمدة مدينة غرناطة وووالي جهة فاس – مكناس بزيارة فندق الشماعين، الذي كان موضوع عملية ترميم كبرى، قبل أن يحلا بدار الرصيف حيث قاما بزيارة معرض يوثق للعلاقات الثقافية بين مدينتي فاس وغرناطة، وكذا أوجه الشبه بين المدينتين.

وخلال هذه الزيارة، تم تقديم شروحات حول أهداف برنامج “الحواس الخمس” ، بمشاركة مجموعة من أبرز الحرفيين التقليديين، لاسيما في النقش على الخشب، والدباغة، والخط العربي، وتقطير الورد، ونقش النحاس، وذلك على أنغام موسيقى تراثية عريقة.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: هذا المشروع من خلال أن هذا

إقرأ أيضاً:

"قرية القابل" بنجران.. موطن أشجار النخيل المعمِّرة والبيوت الطينية العتيقة

تجسِّد "قرية القابل" بنجران قصَّةً نابضةً بالحياة تُبرز تاريخًا عريقًا وثقافة غنيَّة، حيث تعانق أشجار النخيل المعمرة السماء، وتعبِّر البيوت الطينية القديمة فيها عن جوهر الأصالة والهويَّة الثقافية العريقة.

 وتتربَّع "قرية القابل" بتراثها الغني، حول الآبار القديمة التي كانت تشكِّل شرايين الحياة في القرية، بدءًا من حدودها الشرقية لمزارع "الحصين" وصولًا إلى حدود "قرية الجربة" في الجهة الغربية، ويحدَّها جنوبًا موقع "الأخدود الأثريِّ" حتى ضفاف "وادي نجران" في الجانب الشمالي، لتنسج بذلك لوحةً فنية تجسد عمق التاريخ وأصالة المكان.

وأوضح لوكالة الأنباء السعودية (واس) رئيس جمعيَّة الآثار والتَّاريخ بنجران (جاتن) محمد آل هتيلة، أن "قرية القابل" تتفرَّد بتاريخها الطَّويل، حيث يعود بناء عدد من قصورها الطينية إلى أكثر من 350 عامًا، وتحتوي على أكثر من 200 بيت طيني، تتفاوت في ارتفاعاتها وتصاميمها وتظهر الفترات الزَّمنية التي شهدت فترات بنائها، وتُبرز جمال الفن المعماري القديم لمنطقة نجران، إضافة إلى الآبار المطويَّة القديمة الَّتي تحيط بها أشجار النَّخيل المعمِّرة؛ ممَّا أضفى جمالًا ورونقًا معماريًا مميزًا، وأسهم في تصنيف القرى بها بصفتها مواقع أثريَّة، من أشهرها قرية "اللِّجام" الَّتي تعدُّ واحدةً من القرى التراثية الـ 34 بمنطقة نجران.

وأشار آل هتيلة إلى أن قرية "اللِّجام" تتميز بقصورها الطينية التي يعود تاريخ بنائها إلى مئات السِّنين، وتحتوي على أكثر من 20 بيتًا طينيًا، تتفاوت في الارتفاعات والتَّصاميم بين طراز البناء القديم والحديث، وتحتفظ بعدد من البيوت العتيقة، المعروفة بـ"الدُّروب"، الشَّامخة بقبابها التاريخية على ضفاف وادي نجران، التي تعزِّز الهويَّة العمرانيَّة، وتبرز عمق الإرث الثقافي الذي تزخر به المنطقة والمملكة بشكل عام.

بدوره أكد أحد سكَّان "قرية القابل" محمد خضير بالحارث، اعتزاز وحرص الأهالي وحفاظهم وترميم بيوتهم الطِّينية، لما تحمله في طيَّاتها من قيمةً تاريخيَّةً كبيرةً، وبين أن قرية "القابل" تحتضن الأنماط المعماريَّة الشَّهيرة للمباني الطينيَّة مثل: "المربَّع"، و"المشولق"، و"المقدَّم"، التي تشكِّل مع مزارع النخيل القديمة هوية مميزة، تتَّسم بتنوُّع أشكالها الهندسية وأحجامها المختلفة، مستعرضًا حدود سوق الخميس القديم والآبار والقرى المحيطة به مثل: "الجديدة"، و"بيحان "، وكذلك أسماء القرى وآبارها القديمة في قرية القابل ومنها "أمُّ الزَّوايا"، و"بهجة "، و"الصُّروف"، و"رقيبة "، و"الزُّجاج"، و"سعيدة" وغيرها من الآبار الشهيرة التي تحمل أسماؤها دلالات تاريخيةً وتعرف بها حتى اليوم.

اخبار السعوديةاخر اخبار السعوديةقرية القابلقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • سلطات فاس تشرع في تنزيل برنامج لإحياء الفنادق التاريخية للمدينة العتيقة
  • إعادة تنظيم المرور وتجميل الأرصفة.. خطة شاملة لإحياء شارع « النبي دانيال» بالإسكندرية
  • الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تعلن جاهزيتها لموسم حج 1446هـ
  • مستشفى أن أم سي التخصصي في أبوظبي يعيد الأمل لمرضى تعذر الارتخاء المريئي من خلال إجراء متطور بالمنظار دون تدخل جراحي
  • تحذيرات من تأثير التوهجات الشمسية القوية.. عاصفة جيومغناطيسية تصل الأرض غدا
  • السمنة.. قرص فموي ثوري يعيد تعريف العلاج بدون جراحة أو حقن
  • "قرية القابل" بنجران.. موطن أشجار النخيل المعمِّرة والبيوت الطينية العتيقة
  • الوالي مهيدية يقف على ترتيبات احتضان الجديدة للأبواب المفتوحة للأمن
  • خلال زيارته التاريخية إلى الدوحة.. ترامب يشيد بأمير قطر ويؤكد: "علاقاتنا وصلت لأعلى مستوياتها على الإطلاق"