حوار بيني وبين جدران بيتنا
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لست مجنونا حتى أخاطب جدران بيتي وأكلم الأبواب والنوافذ، لكنها عادة سومرية قديمة ورثناها عن جدنا (جلجامش) بطل ملحمة الطوفان. كان جدنا كلما تراكمت همومه يصعد فوق قمة الزقورة. يرفع عقيرته بالصياح قبل بزوغ الشمس، فيصيح:
يا جدار – يا جدار – اسمع يا كوخ القصب، وأفهم يا حائط. أيها الرجل الشروپاكي (ربما كان يقصدني أنا الشروگي)، يا ابن أوبارا توتو.
أما أنا فأقف اليوم حائراً فوق قمة الزقورة نفسها، وسط المدينة التي شهدت ولادة اجدادي كلهم منذ العصور الغابرة. أتنقل بين الجدران المتشققة من هول التصدعات والانقلابات. أتحاور معها بعدما تعطلت لغة الكلام بيني وبين اهلي وعشيرتي. اشعر انها تسمعني وتفهمني وتتألم لآلامي. احيانا تتحاور الجدران مع بعضها البعض. .
قال الجدار للجدار: لقد بلغ السيل الزبى ولم يعد في القوس منزع. .
رد الجدار على الجدار: لا بأس عليك فكل من عليها فان. ألا تعلم أن ربك يهلك ملوكاً ويستخلف آخرين ؟. لكن القوم لم يتعلموا من دروس الماضي القريب، ولم يحذوا حذو جيرانهم. .
قال الجدار للجدار: لا أحد كامل نحن جميعاً على بعد خطوة واحدة من التوحش، وعلى بعد خطوة واحدة من الأُلفة. .
اما عن الانتخابات فقال الجدار للعمود الذي يدعم السقف: الانتخابات هي ان يمد المواطن يده في كيس مملوء بالثعابين السامة متأملاً أن يحصل على سمكة. .
وقال جدارٌ آخر: إن اتباع الانسان للقطيع قد يشعره بالأمان والاطمئنان، ولكن بات من المؤكد أن مسارات الماشية تؤدي إلى المسالخ وليس إلى التنوير والفهم. ثم اتفقت الجدران كلها على ان الحقائق لا يمكن تغطيتها بغربال. فالجواد الجريح العائد بعد مصرع فارسه اخبرنا بكل شيء من دون ان يقول شيئا. .
واخيراً قال لي الجدار: إنك لن تعيش على ضفاف شط العرب سوى سبعين سنة في أحسن أحوالك، وربما يخطفك الموت فجأة قبل أن تبلغ العمر المقرر. فلماذا تهلك نفسك بالحزن والألم والخوف من الناس والمستقبل، وبالسعي لإصلاح دولة لن تعيش فيها إلا سنوات معدودات. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
محافظ المنيا في حوار مباشر مع أهالي مغاغة.. حلول عاجلة لمشكلات المياه والصرف وتوسعات تعليمية
عقد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، لقاءً جماهيريًا حاشدًا مع أهالي مركزي مغاغة، استمع خلاله إلى شكواهم ومطالبهم، مؤكدًا على تكثيف الجهود لتلبية احتياجاتهم وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
يأتي هذا اللقاء ضمن استراتيجية المحافظة لتعزيز الثقة بين الأجهزة التنفيذية والمواطنين، وتحقيق التنمية الشاملة التي تضمن حياة كريمة للجميع.
مساعدات فورية ومشاريع حيوية على طاولة النقاشاستهل المحافظ اللقاء بصرف مساعدات مالية عاجلة وبونات مواد غذائية لعدد من الحالات الإنسانية، موجهًا مديرية التضامن الاجتماعي بتقديم كافة أوجه الدعم اللازم لهم، كما ناقش مشكلات ضعف مياه الشرب وتأخر توصيل الصرف الصحي، مؤكدًا على الالتزام بالجداول الزمنية للانتهاء من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي وتشغيلها بحلول منتصف يوليو الجاري، مع ضمان أعلى معايير الجودة في التنفيذ.
توسعة تعليمية وتطوير للبنية التحتيةوفي قطاع التعليم، وجه المحافظ هيئة الأبنية التعليمية بمعاينة مواقع في مغاغة والعدوة لدراسة إمكانية إنشاء مدارس جديدة وتوسعة القائم منها، حيث وافق بالفعل على توسعة مدرسة بلهاسة بمركز مغاغة وإدراج سور مدرسة شارونة ضمن خطة الإحلال والتجديد.
وفي مجال الري، كلف المحافظ إدارة الموارد المائية بالتنسيق مع الوحدة المحلية لاستكمال مشروع تغطية ترعة السلام بمدينة مغاغة بطول 125 مترًا ضمن خطة 2024/2025، بهدف تحسين البيئة وتقليل المخاطر، كما وجه بصرف حصة خبز مجانية لأحد المواطنين لحين الانتهاء من تجديد بطاقته التموينية.
جولات ميدانية مستمرة لخدمة المواطنيناختتم اللواء كدواني اللقاء بالتأكيد على استمرار جولاته الميدانية في جميع مدن وقرى المحافظة، لمتابعة المشروعات التنموية والخدمية عن كثب والوقوف على احتياجات المواطنين، بهدف تقديم حلول عملية ومستدامة تتماشى مع القوانين واللوائح المنظمة.