كييف – بعد طول انتظار وأيام من الإعداد والترقب حبست أنفاس العالم، شهدت مدينة إسطنبول يوم الجمعة 16 مايو/أيار مفاوضات أوكرانية روسية مباشرة، لكنها انتهت سريعا ومن دون أي نتائج تذكر.

وبحسب وسائل إعلام محلية وغربية، لم تستغرق المفاوضات أكثر من ساعتين فقط، ومخرجاتها لم تتطرق إلى أي شيء يتعلق بإنهاء الحرب وإحلال السلام، أو حتى وقف مؤقت لإطلاق النار.

تبادل الأسرى

ولعل الإنجاز العملي الوحيد الذي اتفق عليه الفرقاء هو تبادل جديد للأسرى، يشمل ألف أسير من كل جانب بين جنود ومدنيين وحتى أطفال، وهو أكبر رقم يسجل في إطار عمليات التبادل منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.

إنجاز أشبه بذرّ للرماد في العيون، إذ لم يكن في حقيقته نتيجة توافق بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، بل استجابة لمقترح تركي بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، بحسب الإعلام الأوكراني أيضا.

وفي حديث مع الجزيرة نت، قال ميلان ليليتش نائب رئيس تحرير موقع "آر بي كا" الأوكراني "قد يقول البعض إنه لو كانت نتيجة الاجتماع الوحيدة هي إطلاق سراح ألف أوكراني، فإن الأمر يستحق ذلك. لكن هذا لا يلغي حقيقة أن المفاوضات فشلت بتحقيق أي نتيجة تتعلق بأي من الأهداف الرئيسة التي أقيمت من أجلها".

إعلان تبادل الشتائم

أما تبادل الشتائم والاتهامات اللاذعة والتشكيك بالنوايا والصلاحيات، فكان السمة الأبرز لما سبق أن تخلل وتلا هذه المفاوضات، وفيه تفسير تعثرها وسرعة انتهائها.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي انتظر بلا جدوى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول وصف مستوى الوفد الروسي "بالمهين"، لترد عليه المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وتصفه "بالمهرج الفاشل".

وبدورها، صعّدت أوكرانيا نبرة الخطاب، واعتبر المتحدث باسم خارجيتها هيورهي تيخي أن دور الخارجية الروسية هو "النباح من موسكو".

وفي ما يتعلق بمضمون المفاوضات نفسها، فقد وصفه وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها "بالهراء الروسي".

وعن تفاصيل ما طالبت به موسكو، قال النائب البرلماني أوليكسي هونتشارينكو للجزيرة نت "باختصار، وضع الروس مجددا على الطاولة ما يحتاجونه لتسلم أوكرانيا بالأمر الواقع، وتستسلم".

وأضاف موضحا "يريدون عودة البلاد إلى الحياد، وعدم وجود قوات أجنبية على أراضيها. ويريدون ألا نطالبهم بتعويضات عن أضرار حربهم، وأن نحفظ حقوق الناطقين بالروسية".

والأخطر من كل هذا، حسب هونتشارينكو، "إصرار موسكو اليوم على اعتراف أوكرانيا بسيطرة روسيا الشرعية والقانونية على 5 مقاطعات (لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون وشبه جزيرة القرم)، والانسحاب من كامل أراضي تلك المقاطعات كشرط لوقف إطلاق النار".

سلاح الضغط وخداع ترامب

بمجرد أن انتهى اللقاء التاريخي القصير، عاد وزير الخارجية سيبيها للتلويح بعصا العقوبات الغربية على روسيا، مؤكدا أن نتائج الاجتماع دليل على ضرورة تشديدها، وأن "استفزازات موسكو وخطط بوتين لم تمر".

ودعا إلى استمرار الضغط على روسيا، ودفع بوتين إلى اللقاء مع زيلينسكي وجها لوجه، لأن "الوفد الروسي لا يتمتع بالصلاحيات الكافية، خاصة في ما يتعلق بمبادرة وقف إطلاق النار".

إعلان

ولم يكتف الأوكرانيون بتوجيه اتهامات لروسيا تتعلق بصدق النوايا تجاه عملية السلام ومحاولة كسب الوقت والرغبة باستمرار الحرب، بل ألقوا بلوم كبير على الوسيط و"القاضي" الأميركي أيضا.

وقال الكاتب والصحفي ليليتش "يعتقد البعض أن موسكو في الأسابيع الأخيرة لم تعد طرفا مفضلا لدى القاضي ترامب الذي عين نفسه للبت في قضية الحرب الروسية الأوكرانية، لكني أعتقد أنه لم يصبح قاضيا نزيها يستوجب عبارات الإشادة والمديح التي تكررها السلطات الأوكرانية".

وأضاف "لا يزال ميّالا لمصلحة الروس. ولإقناعه أننا نريد السلام كان علينا تقديم تنازلات حقيقية، والتوقيع على اتفاقية باطن الأرض. وبالمقابل، قال إن روسيا تريد السلام، بمجرد الإشارة إلى أنها ذاهبة للمفاوضات".

"هدف الروس كان مجرد الحضور، وسقف مطالبهم تجاوز كثيرا ما طالبوا به في 2022″، حسب ليليتش الذي رأى أن "إدارة ترامب تتحمل جزءا كبيرا من أسباب فشل مفاوضات إسطنبول، لأنها تعاملت بسذاجة مع خداع الروس لترامب، ولم تمارس ضدهم ما يدفع إلى مفاوضات جادة".

سيارة محترقة وبداخلها جثة شخص مقتول إثر هجوم بطائرة من دون طيار في كوستيانتينيفكا بمنطقة دونيتسك (الفرنسية) عودة التشاؤم

نتائج المفاوضات أعادت التشاؤم سريعا إلى الشارع الأوكراني، بعد أن أحيت الأيام السابقة أملهم بنهاية قريبة للحرب، أو اتفاق يوقف إطلاق النار.

وبحسب استطلاع للرأي أجرته مجموعة "ريتينج"، فإن 25% من الأوكرانيين يرون أن المفاوضات مع الروس ستقرّب السلام فعلا، بينما اعتبر 54% منهم أن "بوتين لا يريد إنهاء الحرب".

وفي محاولة لجمع آراء العامة، تحدثت الجزيرة نت إلى عدد من سكان العاصمة كييف، ومنهم أنتون الذي قال إن "بوتين يماطل. يخدعنا ويخدع الأميركيين والعالم المتحضر. نحن بحاجة إلى المفاوضات لوقف الحرب، لكننا لن نتنازل عن بلادنا وحريتنا. نحن مع مفاوضات موضوعية عادلة، ونريد أن يلتقي زيلينسكي ببوتين وجها لوجه، ليقول له كل شيء، ويصلا معا إلى حل وسط".

إعلان

وتقول الشابة كسينيا "لا أؤمن بإمكانية الوصول إلى نتائج عبر المفاوضات. أعتقد أن روسيا ستستمر بقصف المدن وقتل المدنيين. بوتين قاتل في عيون الأوكرانيين. الحرب قد تتحول إلى البرود، لكنها لن تتوقف".

أما الشاب فيكتور فيعتقد أن "الروس يتلاعبون لكسب الوقت لا أكثر. قواتهم تتحرك بلا توقف والتعبئة في بلادنا كذلك. ما من أفق واضح لنهاية الحرب. آمل أن أكون مخطئا. انتهاؤها حلم بكل بساطة، لكنه بعيد المنال كما نرى".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

كيف نفهم ما وراء قرار ترامب بشأن غزة؟

تبدو غزة على موعد قريب مع الفرج والانفراج، وتبدو حرب التطويق والتطهير والإبادة والتجويع، التي تُشنّ عليها منذ أزيد من عشرين شهرًا، في مربعها الأخير. غزة على موعد لإحصاء شهدائها وجرحاها والمفقودين من أبنائها وبناتها، وثمة ما يشير إلى أرقام صادمة، تفوق بكثير ما نعرفه حتى الآن.

تأسيسًا على الخبرات السابقة مع نتنياهو وأركان حكومة اليمين الفاشي، الذين لم يحفظوا عهدًا ولم يلتزموا باتفاق، لا يمكن إطلاق العنان للتفاؤل، بل ولا يمكن الجزم به قبل أن يتجسّد واقعًا معاشًا في القطاع المنكوب.

التفاؤل بقرب توقف الكارثة قائم، بيد أنه نسبي ومشروط.. ثمة عوامل موضوعية وذاتية، تعزز هذا التفاؤل، وثمة عوامل أخرى، تتهدده في مهده.

خمسة عوامل للتفاؤل

خمسة عوامل تعزز الاعتقاد بأن الفرصة هذه المرة، تبدو مختلفة عن مرات سابقة:

أولها؛ وأهمها على الإطلاق، نتائج وتداعيات الحرب الأميركية – الإسرائيلية على إيران، إذ بات بمقدور نتنياهو وفريقه اليميني، أن يزعموا أنهم حققوا "انتصارًا تاريخيًا"، حتى وإن انطوى على قدر كبير من المبالغة.

صورة النصر التي بحث عنها نتنياهو ولم يجدها في غزة، يحاول تظهيرها من إيران ولبنان وسوريا، وفي ذلك تعويض كبير له عن الفشل والمراوحة على جبهة غزة والمقاومة.

وقد دللت استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي، أن نتنياهو وحزبه، كان لهما ما أرادا، وأن الذهاب إلى صفقة تعيد الرهائن اليوم، قد تكون مدخلًا للحفاظ على هذا التفوق، قبل أن يبدأ بالتآكل على وقع الكمائن والخسائر في حرب التي لا أفق لها.

ثانيها؛ وهو لا يقل أهمية عن أولها، أن نتنياهو بحث عن "شبكة أمان" لمستقبله الشخصي والسياسي، فلم يجدها عند حلفائه وخصومه في الداخل الإسرائيلي، إلى أن مدّه دونالد ترامب بطوق نجاة، طال انتظاره.

تدخُل ترامب في المسار القضائي الإسرائيلي، وتهديده بالويل والثبور إن استمرت محاكمة "بيبي"، لم يكن بعيدًا عن رغبة نتنياهو وطلبه، والبحث جارٍ اليوم، في "التخريجة" المناسبة لإتمام مشيئة ترامب، والتي أظهرت إسرائيل تحت قيادة "الملك"، كجمهورية موز، غير قادرة على إتمام محاكمة فاسد ومرتشٍ، من دون ضوء أخضر أميركي.

ما يهمنا، ويهم غزة في هذا المقام، أن الخشية من كابوس اليوم التالي للحرب على مستقبل نتنياهو، في طريقها للتبدد، وأن الرجل إن حالفه الحظ، سيخوض غمار انتخابات قادمة، مبكرة أو في موعدها، ومن موقع أعلى، لم يسبق أن بلغه منذ صدمة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

نتنياهو اليوم، أكثر قدرة على التحرر من قيود الحلفاء ومكائد خصوم الداخل، وهو يعرف أن "الصفقة" وحدها، هي "المخرج" و"الفرصة"، وبخلاف ذلك، سيكون قد غامر بعلاقاته الحميمة مع سيد البيت الأبيض و"الكرياه" معًا، وقامر بتبديد رصيده المرتفع على وقع الضربات على إيران، ووضع رأسه من جديد، تحت مقصلة القضاء.

ثالثها؛ أن "مايسترو" الحرب والتهدئات في واشنطن، بات ينظر لغزة من منظور أبعد وأشمل، يمتدّ إلى الإقليم ومنظومته الأمنية وفرصه الاقتصادية الإستراتيجية، وليس من "ثَقب إبرة" الرهائن ووقف إطلاق النار فحسب، وأن الرجل الذي قامر بإشعال حرب مع إيران- خروجًا عن صورته كبطل للسلام توّاق لجائزة نوبل- يريد أن يقطف ثمار هذه المقامرة، وأن يغلق جملة من الصفقات الكبرى، دفعة واحدة، وأن يكون لإسرائيل نصيب منها على صورة تطبيع إبراهامي متسارع ومغانم اقتصادية متعاظمة.

هذه حسابات كبرى، لا يحتملها "ضيق أفق" بن غفير ولا "قصر نظر" سموتريتش.. نتنياهو، بطل الحرب والسلام، كما وصفه ترامب، شريك محتمل في إبرام هذه الصفقات والتسويات، وقطف ثمارها، ولعل هذا هو ما دار حوله البحث في قمتهما الأخيرة، وما سيستكمله الرجلان في قمتهما المقبلة.

لا شيء ينبغي أن يعطل هذا المسار، وأن يبدد هذه الفرصة، لا القضاء الإسرائيلي ومحاكماته الماراثونية الممتدة، ولا مناكفات وزراء، يرون السماء من ثقب إبرة مستوطنة هنا، أو بؤرة استيطانية هناك.

رابعها؛ أن جيش الاحتلال ما انفك يكرر أن الحرب استنفدت أغراضها، وأن ما بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع القطاع تحت سيطرته، وأن المضي في بسط السيطرة على كامل القطاع، ينطوي على مقامرة بمصير الرهائن، ويتطلب شهورًا عدة، وتكلفة بشرية ومادية كبيرة، وأن خسائره من جنود وضباط في الشهر الأخير من هذه الحرب (يونيو/ حزيران) فقط، تفوق أعداد الأسرى الأحياء لدى المقاومة، وأن قواته في حالة إجهاد وإعياء جراء استطالة أمد الحرب وتعقد مناخاتها.

قد يقول قائل إن الجيش سبق أن جأر بالشكوى منذ عدة أشهر، ولم يستمع له المستوى السياسي المحكوم بأجندات أخرى.. هذا صحيح من قبل، ولكنه قد لا يظل صحيحًا في الظروف التي أعقبت حرب إسرائيل على إيران وتداعياتها.

خامسها؛ لم يعد الاحتجاج في الشارع مقتصرًا على أسر وعائلات الأسرى والرهائن فحسب، فقد انضمت إليهم عائلات الجنود الأحياء، الذين يقاتلون في قطاع غزة، بعد أن تزايدت الخسائر في صفوف أبنائهم، وتكاثرت أعداد التوابيت العائدة من أرض المعركة، وتَعرُض ألوف منهم، لإصابات جسدية ونفسية، تلامس ضفاف الإعاقة المزمنة.. ثمة فاتورة عالية يدفعها الجيش وعائلات منتسبيه، نظير أهداف يعتقد كثيرون في إسرائيل، أنها لا تمتّ لأمنهم الشخصي والقومي بصلة. عقبات وفخاخ على الطريق

لا يعني ذلك كلّه، أن الطريق للصفقة في غزة وحولها، قد بات معبدًا، أو ذا اتجاه واحد، فنتنياهو في جوهر تكوينه، لا يختلف في شيء عن زميليه من "عظمة يهودية" و"الصهيونية الدينية"، وإن كان أقدر منهما على تغليف مواقفه الأكثر تطرفًا، بلبوس دبلوماسي مناور ومراوغ.

إعلان

و"الكتلة الصلبة" من اليمين المتطرف، ما زالت قادرة على تعطيل نصاب الحكومة والكنيست، إن هي أضافت ثقلها إلى ثقل "كتلة حريدية" لديها أسبابها الخاصة "للحرد" والتعطيل، فيما سيناريوهات المخرج الآمن من المسار القضائي ما زالت غير محسومة تمامًا، ومفتوحة على احتمال "العفو مقابل الانسحاب من الحياة السياسية".

أما الانتخابات المبكرة، فما زالت في حكم التكهنات لجهة إجرائها أو عدم إجرائها، والأهم لجهة الظروف التي ستحيط بتنظيمها والنتائج التي ستفضي إليها.

والأهم، من كل هذا وذاك، أنه لا أحد يدري ما الذي يجول في ذهن ترامب، وما هي مكونات "الرزمة الأشمل" التي سيعرضها لغزة والإقليم من حولها.. لا أحد لديه يقين، بأن ما يفكر به ترامب اليوم، سيظل عليه غدًا، إذا ما استجد جديد في الأمر.

لا أحد يعرف كيف  يفكر الرجل بغزة ومقاومتها، الضفة وتوزيعاتها، السلطة ومآلاتها، وأي نظام إقليمي جديد، يجول في خاطره، وكل واحدٍ من هذه العناوين، كفيل وحده، بقلب المشهد رأسًا على عقب.

في ضوء المعطيات القائمة، فلسطينيًا وإقليميًا، والأهم إسرائيليًا من وجهة النظر الأميركية، فإن الصفقة، لكي تمر، يتعين أن تتوزع على مراحل متعاقبة، متصلة ومنفصلة، من ضمن رؤيةٍ و"إطارٍ" قد يقتصران على العموميات والمبادئ العامة.

هنا، يمكن التفكير باتفاق على مراحل، يبدأ بخطة ويتكوف معدّلة، هدنة الستين يومًا المصحوبة بالإفراج عن جميع الرهائن، وإدخال المساعدات، يمكن أن تكون "مدخلًا" للرؤية الأميركية الأشمل، تتعهد خلالها واشنطن بالسعي لإنجاز اتفاق أوسع وأشمل حول إنهاء الحرب وأسئلة اليوم التالي، توازيًا مع مسعى إقليمي لضم دول جديدة للمسار الأبراهامي.

إسرائيل قد تبتلع الخطة، دون التزام رسمي وعلني بوقف الحرب، ولكن سيكون معروفًا للقاصي والداني، أنها لن تعاودها ولن تعود إليها، لأنها ببساطة، تتعارض مع الطموح الأكبر والأوسع لرجل الصفقات في البيت الأبيض.

نجح ترامب في "طي نتنياهو تحت إبطه"، ولست شخصيًا أذكر، عهدًا أو مرحلةً، بلغت فيه سطوة واشنطن على مطبخ صنع القرار الإسرائيلي هذا المستوى من التغوّل.. وهو يريد لنتنياهو أن يكون عونًا له في تنفيذ مآربه الكبرى، نظير الحماية من الملاحقة القضائية، والدعم المفرط لإسرائيل في حروبها كما في "سلامها" المفروض بالقوة مع الأطراف العربية (وإيران) بالطبع.

وسيكون مثيرًا للاهتمام، تتبع كيف سيعمل ترامب على استرضاء نتنياهو وتسهيل مهمته مع حلفائه الأكثر نهمًا للعربدة والاستيطان، وكم ستدفع القضية الفلسطينية، من كيس القدس والضفة الغربية، نظير ذلك، وإلى أي حد ستقبل السلطة بالتساوق مع هكذا تصورات ورؤى، وكيف ستتكيّف معها، وكيف ستتصرف بعد أن تكون "السكرة" بانتهاء حكم حماس لغزة قد تبددت، لتحل محلها "فكرة" ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية؟

سيكون مثيرًا معرفة ما المقصود بإعادة إصلاح وتأهيل السلطة، وما إن كان دورها سيقتصر على "تدريس الكارثة والبطولة" في المناهج الفلسطينية، وتقويض "السردية الكفاحية" للشعب الفلسطيني وتحطيم "أيقوناته"، وتكريس الوقت والجهد والموارد، لحماية أمن المستوطنات وطرقها الالتفافية.

إعلان

على أن عنصر الإثارة الأكبر، سيكون في تتبع مواقف الدول العربية الوازنة، وهل ستلتزم بمبادرة السلام العربية، أم ستهبط إلى ما هو أقل من ذلك بكثير، في غياب "محور المقاومة" الذي تراجع دوره وتآكل، في حروب العامين الفائتين؟

والختام، فإن غزة قد تكون على قريب مع فرج وانفراجة، لكن فلسطين، قضية وشعبًا وحقوقًا، ما زالت على موعد لولوج عتبات مرحلة إستراتيجية جديدة، عنوانها الصراع بأشكال وأدوات ورؤى جديدة، أما "السلام القائم على العدل"، فليس ثمة ما يشير إلى أنه على مرمى حجر، أو أنه تخطى لعبة الاتجار بالأوهام.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • بوتين لـ ترامب: روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا ولا تراجع عن إزالة الأسباب الجذرية للنزاع
  • بوتين لترامب: روسيا لن تتخلى عن أهدافها في أوكرانيا
  • بوتين يعتزم إجراء اتصال هاتفي مع ترامب.. اليوم
  • الكرملين يراقب إمدادات السلاح لأوكرانيا عن كثب ويرجح مكالمة بين بوتين وترامب
  • روسيا تدعو رعاياها في أذربيجان إلى "توخي الحذر الشديد"
  • الرئيس المصري يدعو روسيا وأوكرانيا لتغليب الحوار
  • كيف نفهم ما وراء قرار ترامب بشأن غزة؟
  • هجمات متبادلة بعشرات الطائرات المسيرة بين روسيا وأوكرانيا وإصابات
  • بعد 12 يوما من الحرب مع الاحتلال والولايات المتحدة.. هل تعثر النظام الإيراني؟
  • ما وراء الخبر يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب