اشتباكات دامية في تشاد واعتقال زعيم المعارضة.. خطر يهدد النازحين السودانيين
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
تعيش تشاد على وقع تطورات أمنية، يخشى متابعون أن تتطور إلى حرب أهلية في البلد الأفريقي المثقل بالحروب والصراعات وغير المستقر والذي يعرف انتشارا واسعا للسلاح، فيما يحذر متابعون من مخاطر تهدد النازحين السودانيين بفعل الصراع المحتدم بتشاد.
وعرفت الأيام الماضية اشتباكات مسلحة دامية بإقليم "لوجون" الغربي في جنوب غربي تشاد، بالقرب من الحدود الكاميرونية، وقالت السلطات التشادية إن الاشتباكات تسببت في مقتل 41 شخصا على الأقل.
واندلعت الاشتباكات بسبب نزاع على الأراضي بين رعاة ومزارعين، وأسفر عن مقتل أكثر من 41 شخصا وإصابة العشرات بجروح، وإحراق الكثير من المنازل وتشريد مئات السكان.
وذكرت تقارير إعلامية محلية أن معظم القتلى من النساء والأطفال، وتم إجلاء الجرحى إلى مستشفى منطقة بينامار.
تمدد الصراع
وقالت وكالة الأنباء التشادية، إن تداعيات الصراع العنيف، امتدت إلى منطقة مانكاي بياندجي، الواقعة في كانتون كيوني، بمنطقة ناناي الواقعة في ولاية مايو-كيبي الغربية.
ودفعت الحكومة التشادية بمئات الجنود إلى المنطقة التي عرفت الاشتباكات، كما أوفدت وزراء ومسؤولين إلى منطقة الاشتباكات في محاولة منها لتهدئة الأوضاع.
وأوفدت السلطات المندوب العام للحكومة لدى ولاية مايو-كيبي الغربية، عبد المنان خطّاب، إلى المنطقة وقالت إنه اتخذ إجراءات لمنع تمدد الصراع وحماية السكان في المنطقة.
اعتقال زعيم المعارضة
وقد اعتقلت السلطات التشادية زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق سوكسيه ماسرا على خلفية الاشتباكات العنيفة.
وقال المدعي العام في تشاد، عمر محمد كيدلاي، إن الشرطة اعتقلت ماسرا في منزله، وإنه يجري التحقيق معه بتهم تشمل "التحريض على الكراهية والعصيان، والتواطؤ في القتل، وانتهاك حرمة المقابر".
وأشار المدعي العام، إلى أن التحقيقات الأولية تفيد بتورط ماسرا في أعمال العنف التي قتل فيها العشرات.
وقال مقربون من السياسي المعارض، إن السلطات تسعى إلى أن تحمله مسؤولية "فشلها في احتواء النزاعات المجتمعية" فيما يخشى متابعون أن تؤدي الملاحقات القانونية ضد ماسرا إلى مزيد من التوتر في البلد.
ويأتي توقيف ماسرا بعد أيام من تصريحات إعلامية انتقد فيها السلطات الحاكمة، وطريقة تطبيقها لاتفاق كينشاسا، الذي أوصله لمنصب الوزير الأول في الحكومة الانتقالية الأخيرة.
ويُعد ماسرا من أبرز المعارضين في تشاد وتولى رئاسة الوزراء في يناير 2024، في محاولة لتهدئة المعارضة قبيل الانتخابات التي فاز بها محمد إدريس ديبي بنسبة 61%، وشكك ماسرا حينها في نزاهة الاقتراع، وأعلن فوزه قبل صدور النتائج الأولية، متهمًا السلطات بالتخطيط للتزوير، ثم قدّم استقالته قبل تنصيب ديبي رسميا.
قلق من انعكاسات خطيرة
ويبدي مراقبون قلقهم من أن تتسبب موجة العنف الحالية بتشاد، في تفاقم أوضاع السكان في المنطقة، في ظل تدفق مستمر لآلاف النازحين من السودان المجاور.
ووفق الأمم المتحدة "فإن نحو 20 ألف سوداني نزحوا إلى تشاد خلال الأيام الماضية معظمهم من النساء والأطفال المنهكين والمصدومين".
ويستمر تدفق النازحين السودانيين إلى تشاد، رغم تصاعد حدة الأزمة بين الخرطوم وانجمينا، حيث يتهم الجيش السوداني الحكومة التشادية بمنح تسهيلات كبيرة للإمارات من أجل نقل السلاح إلى قوات الدعم السريع.
وكان الجيش السوداني لوح بضرب مطار العاصمة التشادية انجمينا، متهما السلطات التشادية بدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة، بما في ذلك نقل أسلحة وذخائر مصدرها الإمارات.
وتقول الأمم المتحدة إن المجتمعات والسلطات المحلية، تبذل جهودا كبيرة لاستضافة النازحين السودانيين "لكن القدرة على استيعاب الوافدين الجدد مُرهقة بشدة حيث تستضيف تشاد بالفعل 1.3 مليون لاجئ سوداني، من بينهم 794 ألف شخص عبروا الحدود مع السودان منذ بداية الصراع.
ووفق الأمم المتحدة فإنه "ورغم أن تشاد تواصل إظهار تضامن ملحوظ في استضافة اللاجئين، فإنها لا تستطيع تحمل هذا العبء بمفردها، حيث لا تزال الموارد الإنسانية في جميع أنحاء البلاد محدودة للغاية، بينما تزداد الاحتياجات للمياه والمأوى والصحة والتعليم والحماية".
رحلة محفوفة بالمخاطر
ويرى متابعون أن احتدام الصراع في تشاد، من شأنه أن يجعل رحلة نزوح السودانيين إلى تشاد محفوفة بالمخاطر، حيث تستغل في التنظيمات وشبكات الإجرام الأوضاع الأمنية غير المستقرة للسطو على النازحين وتعريض حياتهم للخطر.
وترتبط السودان وتشاد بحدود تمتد لنحو 1403 كيلومترات، وهي الأطول بعد حدود السودان مع جنوب السودان، فيما يجمع البلدان تداخل اجتماعي معقّد يبرز في وجود 13 قبيلة مشتركة على جانبي الحدود.
وتعتبر تشاد إحدى الدول الأفريقية غير الساحلية نصفها الشمالي صحراوي، استقلت عن فرنسا عام 1960 وتحدها من الشمال ليبيا، ومن الشرق السودان، ومن الجنوب أفريقيا الوسطى، ومن الجنوب الغربي الكاميرون، ومن الغرب نيجيريا والنيجر.
تبلغ مساحتها 1.284 مليون كيلومتر مربع، فيما يبلغ عدد سكانها نحو 17.7 مليون نسمة، وفق أرقام عام 2023 المستمدة من قاعدة بيانات البنك الدولي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية تشاد السودانيين اشتباكات المعارضة السودان اشتباكات معارضة تشاد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النازحین السودانیین فی تشاد
إقرأ أيضاً:
شبح المجاعة يلاحق اللاجئين السودانيين وسط تحذيرات أممية من توقف المساعدات
في خضم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم اليوم، يلاحق شبح المجاعة ملايين اللاجئين السودانيين الهاربين من الحرب، وسط تحذيرات صارخة أطلقها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن نقص التمويل الحاد يهدد بوقف المساعدات المنقذة للحياة في عدة دول مستضيفة. اعلان
بحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن المساعدات الغذائية قد تتوقف بالكامل خلال الأشهر المقبلة في كل من جمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا، نتيجة نفاد التمويل.
وفي تشاد، التي تستقبل نحو ربع عدد اللاجئين السودانيين، والمقدر عددهم بأربعة ملايين عبروا الحدود، من المتوقع تقليص الحصص الغذائية بشكل كبير إذا لم تُسجَّل مساهمات جديدة.
أما في أوغندا، فيتلقّى آلاف اللاجئين حصصًا غذائية لا تتعدى 500 سعرة حرارية في اليوم، أي ما لا يتجاوز ربع الحد الأدنى المطلوب للبقاء على قيد الحياة. وتضيف المنظمة الأممية أن الوافدين الجدد يرهقون أنظمة الاستقبال والدعم، ما يزيد الضغط على الخدمات الأساسية ويؤدي إلى تدهور الوضع الغذائي والصحي بشكل متسارع.
الأطفال يدفعون الثمنالفئات الأشد ضعفًا، خصوصًا الأطفال، يواجهون خطرًا مضاعفًا. فقد تجاوزت معدلات سوء التغذية في مراكز استقبال اللاجئين بأوغندا وجنوب السودان العتبات الطارئة، بينما يعاني كثير من الأطفال من سوء التغذية الحاد حتى قبل بلوغهم الدول المجاورة.
ويؤكد شون هيوز، منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي لأزمة السودان: "هذه أزمة إقليمية كاملة، تدور في دول تعاني أصلًا من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي والنزاعات".
ويضيف: "الملايين ممن فرّوا من السودان يعتمدون بالكامل على مساعدات برنامج الأغذية العالمي، وإذا لم نحصل على تمويل إضافي، فسنضطر إلى تقليص المساعدات أكثر، مما يعرض الأسر الضعيفة، وخاصة الأطفال، لخطر الجوع وسوء التغذية بشكل متزايد".
أكبر أزمة نزوح في العالممنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023، دخل السوجان في دوامة من العنف والصراع على السلطة خلّفت آلاف القتلى، ودفعت البلاد نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة.
Relatedمن الخرطوم إلى كريت اليونانية..لاجئو السودان يبحثون عن حياة آمنة في أوروبامثلث العوينات في السودان... ما أهمية سيطرة الدعم السريع على المنطقة؟السودان: خمسة قتلى وعدد من الجرحى في الهجوم على قافلة إغاثة أممية في دارفوروخلال عام واحد فقط، تحوّلت الأزمة السودانية إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، إذ نزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل البلاد، فيما عبر أكثر من أربعة ملايين آخرين الحدود إلى دول الجوار. وكانت تشاد ومصر وجنوب السودان من أبرز الدول التي استقبلت الفارين، إلى جانب جمهورية أفريقيا الوسطى، إثيوبيا، ليبيا وأوغندا.
ومع استمرار الحرب وتعمّق الأزمة، تتدهور أوضاع اللاجئين السودانيين الذين لم يبقَ أمامهم سوى ترقّب دعم دولي يتأخر عن اللحاق بحجم المأساة التي تتسع على مرأى ومسمع من العالم.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة