وفد كبير من حزب الشراكة يزور الزعبي بمنزله / صور
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
#سواليف
قام وقد كبير من قيادات #حزب_الشراكة_والانقاذ وأصدقائهم بزيارة تضامنية للكاتب الحر الاستاذ #أحمد_حسن_الزعبي بمنزله في مدينة #الرمثا.
وعبر الوفد الذي ترأسه الاستاذ #سالم_الفلاحات، الأمين العام للحزب، عن تضامنه مع الاستاذ الزعبي، وتأكيده على أن #حرية_الرأي والتعبير قضية أساسية كفلها الدستور الأردني، وأن أي قانون يحد من هذه الحرية هو قانون مخالف لروح الدستور ولنصوصه الواضحة.
وعبر الاستاذ الزعبي عن بالغ تقديره للوفد الزائر، وأكد على أن الإساءة للآخرين ليست من أخلاق الأردنيين، إلا أن نقد الهيئات الرسمية وبيان جوانب التقصير لديها، والتحذير من المخاطر التي تهدد المجتمع وأمنه، لا تمثل إساءة لأحد، بل هي أدوار أساسية يجب أن يمارسها أي صحفي يحترم ذاته ويخلص لرسالته، وأن محاصرة الرأي المعارض للسلطات هو إمعان في تعميق #الأخطاء والخطايا التي تؤثر على حياة #الأردنيين.
وأكد الأستاذ الفلاحات على موقف الحزب الثابت في الوقوف مع #الأحرار والمناضلين في هذا الزمن الصعب، الذي يزيد فيه الحصار والملاحقة و #الاعتقال و #التضييق على كل من يعارض سياسات الحكومات ونهجها، والذي أدى إلى نراجع مستوى الأردن في مؤشرات الديمقراطية، وازدياد المديونية إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، كما أشار الأمين العام إلى أن التضامن مع الاستاذ أحمد الزعبي عضو الحزب هو تضامن مع الصحافة الحرة، والكتاب الأحرار الذين يرفضون الخضوع والسكوت عن كشف المخاطر التي تتعرض لها البلاد.
وتحدث عدد كبير من أعضاء الوفد عن واقع الحريات العامة، والتضييق على #المعارضين واعتقالهم، و #قانون_الجرائم_الإلكترونية الجديد الذي سيحاصر الكلمة الحرة، وسينعكس سلببا على الحياة السياسية والاقتصادية للاردنيين، وعلى سمعة الأردن لدى منظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الرمثا سالم الفلاحات حرية الرأي الأخطاء الأردنيين الأحرار الاعتقال التضييق المعارضين
إقرأ أيضاً:
احتمالات تعاظم الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والصين
د. كلثوم لغدايش **
يتّسم التعاون الاقتصادي بين الصين والمغرب بالدينامية والحداثة المتسارعة. واليوم تسير الصين والمغرب في مسارٍ متقارب نحو ترقية العلاقات الثنائية من مستوى دبلوماسي إلى شراكة استراتيجية، وذلك بعد توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة خلال الزيارات الرسمية التي قام بها العاهل المغربي للصين في ماي 2016، وقد شملت هذه الاتفاقيات إحداث منطقة صناعية، وتعزيز التعاون في مجالات الاستثمار، المالية، والنقل السككي، الجيولوجيا والمعادن، الهيدروكربونات والطاقة، السياحة وغيرها، والتي ستساهم في سد الفجوة الاقتصادية بين البلدين. ورغم أهميتها الكبرى، إلا أن هذه الشراكة الاستراتيجية جاءت متأخرة نوعا ما، نظرا إلى أن العلاقات المغربية الصينية كانت قائمة منذ عام 1958، وكان المغرب ثاني بلد إفريقي وعربي يعترف بجمهورية الصين الشعبية، في خضم الحرب الباردة، لكنها بقيت محدودة التأثير على المستويين الإقليمي والدولي، بخلاف علاقات الصين مع دول عربية أخرى كجمهورية مصر التي عرفت انفتاحا شاملا على الصين. وفي وقت مبكر شمل التبادل الثقافي، والمنح الدراسية، وتبادل الوفود… بالتالي شكل البعد الجغرافي الكبير بين البلدين عائقًا طبيعياً أمام نشوء علاقات قوية ومباشرة، كما ساهمت الحرب الباردة في تعميق الفجوة السياسية والإيديولوجية بين البلدين، حيث كان المغرب أقرب إلى المعسكر الغربي (فرنسا، أمريكا)، في حين كانت الصين ضمن المعسكر الشيوعي. هذا التناقض الإيديولوجي ساهم في إبطاء تطور العلاقات المغربية-الصينية، وجعلها تقتصر لسنوات طويلة على مجرد تمثيل دبلوماسي دون تفعيل فعلي على أرض الواقع. غير أن هذا الواقع بدأ يتغير تدريجيًا، لتشهد العلاقات بين البلدين تطورا مفاجئا وسريعا بعد أن وسّعت الصين في السنوات الاخيرة من رؤيتها الاستراتيجية لتشمل شمال إفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، خاصة بعد الإعلان عن مبادرة الحزام والطريق سنة 2013 والمعروفة أيضا بطريق الحرير الجديد في تعزيز هذا التحول، رغم أن تركيزها الأولي كان منصبًا على الدول الآسيوية. وقد انخرط المغرب رسميا في المبادرة سنة 2017، بعد أربع سنوات من إطلاقها، وذلك بعد اتباعه نهجًا استراتيجيًا قائمًا على المراقبة الدقيقة لتطور المبادرة وتقييم أهدافها بعيدة المدى ومنافعها الفعلية. ثم تعزز هذا الانخراط في يناير 2022، حين وقّع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة على خطة التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وهي اتفاقية تحدد سُبل التعاون العملي والمجالات ذات الأولوية بين البلدين في إطار المبادرة. وقد انعكست هذه الدينامية الجديدة على مستوى الشراكة الاقتصادية، إذ أصبحت الصين في سنة 2022 ثالث شريك اقتصادي للمغرب بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. أما في سنة 2023، فقد احتل المغرب المرتبة الثالثة ضمن أكثر الدول الإفريقية جذبًا للاستثمارات الصينية، بعد كل من مصر وجنوب إفريقيا. هذا التسارع في وتيرة التعاون المغربي الصيني تم خلال فترة زمنية قصيرة، وبإيقاع لم تعرفه حتى بعض الدول التي تربطها بالصين علاقات ممتدة منذ عقود. ويُعزى ذلك إلى الدور المحوري الذي أصبح المغرب يلعبه في إنجاح هذه المبادرة العملاقة على مستوى القارة الإفريقية، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل الجديدة التي أعادت تشكيل العلاقة الثنائية. فقد نجح المغرب في جذب اهتمام الصين بفضل مجموعة من المعطيات الاستراتيجية والاقتصادية والجيوسياسية، جعلت منه شريكًا محوريًا لها في شمال إفريقيا، ومن أبرز هذه العوامل: 1. الاستقرار السياسي الذي يتمتع به المغرب في المنطقة، والذي جعله شريكًا موثوقًا ويشجع على إقامة مشاريع طويلة الأمد في المملكة. 2. السياسة الخارجية المتوازنة للمغرب تفتح المجال للتعاون مع القوى الكبرى دون انحياز، والانفتاح على تنويع شركائه الاقتصاديين والدبلوماسيين، في إطار سياسة متعددة الأقطاب، بالاضافة لتشارك الصين والمغرب في عدد من الرؤى السياسية والاقتصادية: عدم التدخل في الشؤون الداخلية والاهتمام بالاقتصاد الافريقي 3. الأهمية الاستراتيجية للموقع الجغرافي للمغرب؛ باعتباره بوابة محورية للصين نحو شمال وغرب إفريقيا، ونقطة عبور حيوية نحو السوق الأوروبية 4. امتلاك المغرب بنية تحتية متطورة تشمل موانئ حديثة، وشبكة طرق وسكك حديدية متقدمة، إضافة إلى مدن صناعية ذكية، وهو ما يعزز مكانتها كحلقة وصل استراتيجية في سلاسل التوريد بين القارتين الإفريقية والأوروبية. 5. توفر المغرب على أكبر احتياطات الفوسفات في العالم، إلى جانب موارد معدنية استراتيجية تدخل في صلب الصناعات التكنولوجية المتقدمة، لا سيما تلك المرتبطة بصناعة البطاريات والطاقات المتجددة 6. التواجد القوي للمغرب في القارة الإفريقية، ومساهمته الراسخة في تطوير اقتصادات الدول الإفريقية، وهو ما يتجلى في مبادراته الرائدة، وعلى رأسها المبادرة الأطلسية، التي تعكس التزامه الراسخ بتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي وبناء شراكات جنوب-جنوب مستدامة 7. المغرب "همزة وصل اقتصادية" يمكن للصين التعاون معها لتصدير منتجاتها الصناعية إلى أوروبا وأميركا الشمالية وقد بدأت ثمار هذه الشراكة تظهر اليوم، إذ أصبحت المملكة المغربية وجهة رئيسية للاستثمارات الصينية، خصوصًا في قطاعات البنية التحتية، والتكنولوجيا، إلى جانب إطلاق عدد من المشاريع التنموية والاستثمارية المشتركة وهي خطوة مهمة جدا بالنسبة للمغرب من أجل خلق مزيد من فرص العمل، وتطوير مهارات الموارد البشرية، والموازنة اعتمادها على اقتصاداتها ما بعد الاستعماري. وفي مارس 2024 خلال زيارته إلى المغرب، التقى وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو وزير التجارة المغربي رياض مزور، وعرض الأخير إمكانات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، والتي تعد وسيلة لتطوير المنتجات المغربية والصينية للأسواق الأفريقية الواعدة، وأشار وانغ إلى أن المملكة أصبحت وجهة مفضلة للشركات الصينية. باختصارٍ.. يتّضح أن المغرب والصين يسيران بخطى ثابتة نحو بناء شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد. غير أن هذا التقارب يطرح تساؤلات جوهرية: هل سينجح المغرب في الحفاظ على توازن دبلوماسي دقيق بين شراكته الجديدة مع الصين وعلاقاته التقليدية والراسخة مع المعسكر الغربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة؟ أم أن تنامي التعاون مع بكين قد يُلقي بظلاله على تحالفاته التاريخية؟ كما يبقى السؤال مطروحًا حول مدى تأثير التنافس الصيني الأمريكي على مستقبل العلاقات الصينية المغربية ومسار تطورها. ** باحثة وأستاذة جامعية مغربية مختصة باللغة الصنية والعلاقات العربية الصينية
** يُنشر بالتعاون مع مركز الدراسات الآسيوية والصينية في لبنان