علي جمعة: العلاقة بين العلماء والناس رعاية وعناية وليست وصاية
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، أن الفقه الإسلامي يجب أن يُعامل بمنطق التخصص كما يُعامل الطب في الحالات الحرجة، حيث يُعرض المريض على مجموعة من الأطباء في تخصصات مختلفة للوصول إلى قرار علاجي موحد دون تحميله مسؤولية المفاضلة بين الآراء الطبية، مشيرًا إلى أن هذه المقارنة توضح دور العلماء في صون العامة من الحيرة في أمور الدين.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر الأسبق، خلال تصريح اليوم الثلاثاء، أن "الكونسلتو" الطبي، المكوَّن من متخصصين في القلب والرئة والعيون وغيرهم، يناقش الحالة فيما بينهم، وغالبًا يتحدثون بمصطلحات علمية قد لا تُفهم من قبل المريض عمدًا، حرصًا على نفسيته وعدم إرباكه، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب المتبع في الطب هدفه الوصول إلى أفضل قرار دون تعريض المريض للتفاصيل الجدلية التي قد تزيد حالته سوءًا.
وقال: "هكذا هو دور العلماء، يصونون المستفتي من الغرق في التفاصيل الفقهية أو الترجيح بين أقوال لا يملك أدواتها، فليست كل معلومة تُقال لكل أحد، وأن هذا الأسلوب ليس وصاية، كما يدعي البعض، بل هو رعاية وعناية ورحمة بالمستفتي، شأنه في ذلك شأن المريض الذي يُصان عن المعاناة النفسية الناتجة عن كثرة الخيارات".
وانتقد جمعة الدعوات التي تروج لرفع ما يسمونه بـ"سلطان العلماء عن رقاب الناس"، مؤكدًا أن هذه الدعوات تهدف لهدم مرجعية العلم والتخصص، مشيرًا إلى أن العلماء الحقيقيين لم يُفرضوا على الناس بل أحبهم الناس والتفوا حولهم بإرادتهم، مستشهدًا بمواقف العلماء الكبار مثل الإمام الدردير الذي واجه الحكام بالحق دون تردد.
وأوضح الدكتور علي جمعة: “كان أيام الشيخ الدردير، رحمه الله عليه، كان للشيخ الدردير سلطان، فذهب إلى علي بك الكبير، ولما وجده غير مهتم بكلامه وبيعلب في الأرض كده، سَبَّه وهدده، علي بك الكبير كان من الحكام وقتها، وكان أكبر حاكم، الوالي بتاع مصر، ومعه الجيوش ومعه كذا، لكن الشيخ الدردير قال له: 'لعنه الله عليك وعلى النخاس الذي أتى بك'، فارتعد الرجل! ده العلماء ساعتها، بمقتضيات زمنهم، كان لهم سلطان على الناس، عوامهم وكبيرهم وصغيرهم، النهارده، العلماء بيحبوا العوام، والعوام بيحبوا العلماء، والعلاقة بين العلماء والناس رعاية وليست وصاية.”
وفي رده على من يقول إن الفقه ظني والمسائل نسبية، قال جمعة: "حتى في حال اختلاف العلماء، يبقى منهج الجمهور هو المعيار، وقد أوصانا النبي ﷺ بقوله: إذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم، ومن شذ شذ في النار"، مضيفا أن تتبع الآراء الشاذة يوقع الناس في الحرج، وأن الله أمرنا باتباع سبيل الجماعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الفقه الطب العلماء وصاية علی جمعة
إقرأ أيضاً:
تقني: ستارلينك تقنية غير مكلفة تخدم المناطق النائية وليست المدن .. فيديو
الرياض
كشف المحرر التقني عبد الله السبع عن تقنية ستارلينك وطبيعة استخدامها في المملكة.
وقال السبع من خلال مداخلة له بقناة الإخبارية: “التصريح لاستخدام ستارلينك في المملكة هو للاستخدام البحري والجوي فقط، أما الربع الخالي وداخل المدن فهو غير متاح حالياً”.
وأوضح السبع الفرق بين تقنية ستارلينك وتقنية الـ5G، قائلاً إن الـ5G يمكن استخدامها في الجوال، ولكن تقنية الإنترنت الفضائي غالباً غير موجهة للمدن، بل موجهة للمناطق النائية التي لا تتوفر فيها 4G أو 5G، نظراً لتكلفتها العالية.
ونوه التقني قائلاً إن تقنية الإنترنت الفضائي تقلل التكلفة بشكل بسيط على الاستدامة حتى تكون موجودة في هذه المناطق النائية وغير المأهولة.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/26eLMKCRPuwKvy_L.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/l_aX3S1Rm_BxNdVy.mp4