وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت الحرب التي تشنها حكومة بلاده في قطاع غزة بأنها بلا جدوى ولا هدف أو تخطيط واضح ومن دون فرص للنجاح.

وقال إن دولة إسرائيل لم يحدث أن خاضت حربا كهذه منذ تأسيسها، وإن "العصابة الإجرامية" التي يقودها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سجّلت سابقة لا مثيل لها في تاريخ إسرائيل في هذا المجال.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2منظومة صاروخية أميركية جديدة استعدادا لأي حرب مع الصينlist 2 of 2لوفيغارو: هذه خطة وزير الداخلية ضد تغلغل الإخوان المسلمين في فرنساend of list

واعتبر أن ما يجري هو حرب بدوافع سياسية خاصة ولا علاقة لها بأهداف مشروعة، وأن نتيجتها المباشرة أنها أحالت قطاع غزة إلى منطقة كوارث إنسانية.

ورغم هجوم أولمرت اللاذع على الحكومة الإسرائيلية الذي ورد في مقال رأي نشرته صحيفة هآرتس اليسارية، فإنه بدا -في بعض الأحيان- متفهما لجوانب من العمليات العسكرية في قطاع غزة، خاصة عندما يتعلق الأمر بدفاعه عن جيش الاحتلال في وجه الاتهامات التي تلاحقه من كل أنحاء العالم، وتحديدا من زعماء دول أوروبية وغربية تُعد صديقة لبلاده.

فقد أشار إلى أن اتهامات قاسية من جميع أنحاء العالم ظلت تُوَجّه إلى الحكومة الإسرائيلية وسلوك جيشها في غزة، بما في ذلك اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب.

ورغم أن أولمرت يقول إنه لم يتردد في انتقاد حكومة نتنياهو، فإنه رفض كل تلك التهم بحزم في المناظرات العامة داخل إسرائيل وخارجها.

إعلان

وقال "لم أتردد في إجراء مقابلات في أيرلندا وإيطاليا وهولندا وبريطانيا وأماكن أخرى في الساحة الدولية. في كثير من الأحيان، خيبت آمال المحاورين عندما أكدت بشدة أن إسرائيل لم ترتكب جرائم حرب في غزة".

وأضاف "انتهزت كل فرصة متاحة للتمييز بين الجرائم التي اتُّهمنا بها والتي رفضتُ الاعتراف بها، وبين الإهمال واللامبالاة تجاه الضحايا في غزة والتكلفة البشرية التي لا تطاق التي فرضناها هناك".

بيد أنه استدرك بالقول إنه لم يعد قادرا على تبرير تلك الأفعال، واصفا الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بأنها تدميرية وإجرامية وتتسم بقتل عشوائي للمدنيين بلا حدود.

ومع إقراره بأن ما حدث قتل مفرط، إلا أنه أكد أنه على قناعة بأنه ما من مسؤول في حكومة إسرائيل أصدر أوامر باستهداف المدنيين في غزة عشوائيا.

وبدا تناقض رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق واضحا حين وصف سقوط أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء قتلى في غزة بأنه تصرفات يصعب فهمها وغير مقبولة وغير مبررة، ثم ما لبث أن اعتبرها نتيجة حرب شرسة.

وقال إنه كان ينبغي أن تنتهي هذه الحرب بحلول أوائل عام 2024، مضيفا أنها استمرت دون مبرر ودون أي هدف واضح ودون أي رؤية سياسية لمستقبل قطاع غزة والشرق الأوسط بشكل عام.

ووفقا له، فقد تصرف الجيش الإسرائيلي في كثير من الحالات بتهور ولا مبالاة وبعدوانية مفرطة، ودون أن يتلقى أي أوامر أو تعليمات أو توجيهات من القيادات العسكرية العليا بضرب المدنيين بشكل عشوائي.

ومع أنه يعترف بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، إلا أنه يعزوها إلى سياسة "متعمدة وخبيثة وغير مسؤولة" تمليها الحكومة، سياسة تقوم على تجويع سكان غزة، في حين يحاول نتنياهو -كعادته- التعتيم على نوع الأوامر التي كان يصدرها من أجل التهرب من المسؤولية القانونية والجنائية في الوقت المناسب، حسب تعبير أولمرت في مقاله.

إعلان

ثم يعود رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق فيقول إن بعض من يسميهم بـ"المتزلفين" من أتباع نتنياهو يتباهون بتجويع غزة ظنا منهم أن كل سكان غزة هم من أنصار حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومن ثم فليس هناك قيود أخلاقية أو عملياتية تحول دون إبادتهم جميعا.

ويحذر أولمرت من خطر أن تتعرض إسرائيل لعتاب ملموس بسبب تجاوزها إجراءات خطوات المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مع ما يترتب على ذلك من تبعات مالية ودبلوماسية قاتلة.

ومضى في تحذيره متوقعا أن "جوقة البلطجية" التابعة لحكومة نتنياهو وآلة الدعاية السامة التي تديرها ستشجب على الفور استهداف "الأغيار" من غير اليهود الذين دأبوا على معاداة السامية.

وزعم أنه ما من عدو خارجي حاربته إسرائيل على مدى 77 عاما من وجودها، ألحق بها ضررا أفدح مما فعلته حكومة تضم نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسئليل سموتريتش.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

آسيان تعتمد رؤية 2045 وتدين جرائم إسرائيل في غزة

كوالالمبور- طالب وزير الخارجية الماليزي محمد حسن، بكسر الصمت تجاه جرائم إسرائيل في فلسطين وحصار التجويع والقتل في قطاع غزة، وقال للجزيرة نت، إن دول آسيان متفقة على إدانة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل وعلى دعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير.

وفي كلمته الافتتاحية في اجتماع وزراء خارجية آسيان، ربط حسن بين الأعمال الوحشية التي تمارسها إسرائيل في غزة وما وصفه بتآكل حرمة وقداسة القانون الدولي.

وأضاف أن "الأزمات في العالم مستمرة دون حل، وحصار إسرائيل الكامل لغزة يتسبب في مجاعة وموت شاملين، والفظائع التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني مستمرة بما يعكس التناقض والمعايير المختلفة، وهي نتيجة مباشرة لتآكل قداسة القانون الدولي، ولا يمكن لآسيان أن تبقى صامتة".

على المحك

وأكد الوزير أن وحدة آسيان ومركزيتها على المحك، داعيا إلى رفض الضغوط الخارجية التي تدعوها للتراجع عن مبادئها في الحوار والتنوع، في ظل تزايد الاستقطاب في العالم.

وشدد وزير الخارجية الماليزي على ضرورة وقوف آسيان إلى جانب الشعوب المظلومة لا سيما فلسطين، قائلا: "علينا أن نفكر كثيرا في إمكانية المساهمة بإيجابية في التنمية العالمية، وهذا يقتضي أن نتخذ موقفا موحدا وصارما عند الحديث عن قضايا السلام والعدالة والمساواة والإنسانية والقانون الدولي".

إعلان

أما وزير خارجية الفلبين إنريكي مانالو فقال: إن الحل في فلسطين يكمن في تطبيق القانون الدولي، وتوقع أن تتخذ آسيان قرارات في هذا الصدد لمعالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة.

ميانمار والنقاط الخمس

وبشأن الأزمة في ميانمار، أكد وزراء خارجية آسيان على تمسك المنظمة بالنقاط الخمس التي اتخذتها بالإجماع عقب انقلاب فبراير/شباط 2021، وتنص على وقف شامل لجميع أعمال العنف، والدخول في حوار شامل لجميع الأطراف، وقبول النظام العسكري بمبعوث خاص لآسيان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق، وحوار مع جميع المعنيين في الصراع للوصول إلى حل.

واحتلت قضية ميانمار حيزا مهما من مناقشات وزراء الخارجية في آسيان، ودعا وزير الخارجية الماليزي في مؤتمر صحفي إلى توسيع نطاق وقف إطلاق النار المعلن بعد الزلزال الذي ضرب البلاد في 28 نيسان/أبريل الماضي، على أن يشمل جميع أنحاء البلاد، والبدء بإجراءات بنَّاءة لوقف جميع أنواع العنف.

من ناحيته أعرب وزير خارجية إندونيسيا سوغيونو عن دعمه الكامل للخطوات التي اتخذتها ماليزيا لإيجاد حل سياسي للصراع الدائر في ميانمار، والتي بدأها رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم بلقاءات مع كبار المسؤولين في حكومة النظام العسكري وحكومة المنفى المعروفة بحكومة الوحدة الوطنية.

وقال سنغيونو في بيان عشية القمة الـ 46 لآسيان إن وحدة المنظمة مرهونة بموقف موحد تجاه أزمة ميانمار وتنفيذ النقاط الخمس المجمع عليها.

قمة آسيان في كوالالمبور تتبى شعار الشمولية والاستمرارية وتضع رؤي للتكامل الاقتصادي والاجتماعي بحلول عام 2045  (الجزيرة) رؤية 2045

وأعلنت سكرتارية آسيان عن اتفاق الدول الأعضاء على رؤية موحدة لمستقبل المنظمة أطلق عليها "رؤية مجتمع آسيان 2045″، إضافة إلى جملة من القضايا ناقشها وزراء الخارجية في اجتماعهم عشية القمة الـ 46 للمنظمة التي تأسست عام 1967.

إعلان

وقال وزير الخارجية الماليزي محمد حسن، إن الرؤية التي اعتمدها وزراء الخارجية تؤسس لعقدين من التعاون والتكامل الاقتصادي والاجتماعي، وتبنَّت شعار "الشمولية والاستمرارية" للدورة الحالية، وهي المرة الخامسة التي تتولى فيها ماليزيا رئاسة المنظمة منذ تأسيسها عام 1967.

وعلى الصعيد الأمني توصل اجتماع لممثلين عن دول آسيان إلى اتفاق بشأن ملاحق لاتفاقية تنص على خلو جنوب شرقي آسيا من السلاح النووي، بحيث تضمن إجراءات قانونية محلية لكل دولة تحول دون اقتنائه.

وتضم آسيان 10 دول في جنوب شرقي آسيا هي بروناي وكمبوديا وإندونيسيتا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلند وفيتنام، إضافة إلى تيمور الشرقية بصفة مراقب، وتُعقد قمم آسيان مرتين في العام، وتترأس ماليزيا دورتها الحالية لعام 2025.

ومن أبرز القضايا التي تواجهها القمة الـ 46 قضية التعريفات الجمركية، والجدل في اتخاذ موقف موحد أو مواقف منفردة والصراع في بحر جنوب الصين، والقضايا الاقتصادية، بما فيها التعامل بالعملات المحلية وبريكس والتكامل الاقتصادي بين دول المجموعة والصين ودول الخليج العربي.

إضافة إلى التعاون بين المجموعتين (آسيان والخليج) في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والتجارة والأمن الغذائي والتعليم وتنسيق المواقف السياسية، وتطمح ماليزيا إلى أن تكون جسرا في التواصل بين شرق آسيا وغربها، بحكم موقعها الإستراتيجي بين المجموعتين.

ويعتبر محللون سياسيون، أن الاجتماعات الحالية تصلح لأن تكون نواة لتشكيل تكتل جديد في عالم متغير، على غرار منظمة عدم الانحياز التي أنشئت في مؤتمر باندونغ بإندونيسيا عام 1955 مع بداية الحرب الباردة، وتراجع أداؤها، والمنظمات الأخرى مثل منظمة المؤتمر الإسلامي.

ويتحدث ساسة من دول جنوب شرقي آسيا عن تشكل تكتل لدول الجنوب والحاجة إلى نهوضها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • أولمرت: حكومة نتنياهو تقودنا إلى الهاوية بارتكاب جرائم حرب في غزة
  • صحف عالمية: حكومة نتنياهو ترتكب جرائم حرب وتتخذ التجويع سلاحا
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: "كفى.. طفح الكيل! إسرائيل ترتكب جرائم حرب"
  • ‏المدعية العامة في إسرائيل تعتبر تعيين نتنياهو لرئيس جهاز الشاباك الجديد "غير قانوني"
  • نتنياهو: إسرائيل تخوض حربا صعبة في غزة
  • الاحتلال يعمق جرائم الإبادة في غزة وإسبانيا تدرس فرض عقوبات على “إسرائيل”
  • آسيان تعتمد رؤية 2045 وتدين جرائم إسرائيل في غزة
  • مسؤولون: إن بدأت العملية البرية الشاملة بقطاع غزة فلن تنسحب إسرائيل من المناطق التي تدخلها حتى بعد التوصل لاتفاق
  • أسلحة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة