بعد زوال الخطر عن موقعه الأثري.. «دير مار مينا العجايبى» مزار للحج وشاهد على الاضطهاد
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
فى حضن التاريخ الحى الذى يرويه دير القديس" مار مينا العجايبى" الذى تحولت بسببه هذه البقعة من الصحراء غرب الأسكندرية إلى مزار لثمانية ملايين ونصف المليون زائر سنويا، مرشحين للزيادة بمزيد من الدعاية للموقع بعد استكمال ترميم عناصره المعمارية واستمرار حالته الممتازة التي وصل إليها بعد الانتهاء من شفط المياه الجوفية، وهو ما تم تحت بصر اليونسكو التى تتابع عن قرب نتائج العمل الجاد لإبعاد شبح هذه المياه عن ثانى منطقة للحج المسيحى فى العالم بعد القدس، كما أنها الموقع المسيحى الوحيد بمصر المسجل على قائمة التراث العالمى المعرّض للخطر، والأثر رقم 90 على مستوى العالم فى مناطق التراث العالمى.
هذا الموقع التاريخى الديني، استقبل يوم الثلاثاء 20 مايو الجارى مسؤولين وصحفيين وإعلاميين فى ضيافة البابا تواضروس بطريرك الكنيسة الأرثوذوكسية والكرازة المرقسية بالأسكندرية، بحضور وزير السياحة والآثار شريف فتحى ومحافظ الأسكندرية الفريق أحمد خالد حسن سعيد، والدكتورة نوريا سانز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، والسفير خالد ثروت المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار ومحمد متولي مدير عام آثار الإسكندرية للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية.
و كان الأنبا كيرلس أفا مينا، أسقف ورئيس دير مارمينا فى استقبال الجميع فى أجواء احتفالية تؤكد زوال الخطر عن أحجار الأسوار والمبانى والأبيار المتبقية من دير المنطقة الأثرية "أبو مينا"، وهو المكان الذى تكاد تكتمل ملامحه القديمة مع كل كشف جديد تعود معه إلى سطح الأرض قطعة من أحجار بناء الدير الذى ذاع صيت صاحبه فى كل أنحاء العالم، وانتشرت القوارير الفخارية الصغيرة التى تحمل اسمه بين مختلف بلدان أوروبا، وتناقلت كتب التاريخ سيرته كأشهر شهيد مسيحى فى القرن الثالث الميلادى واشتهر عن مكان قبره أنه منطقة يُشفى فيها المرضى.
وهناك حيث الصحراء الممتدة بمنطقة كينج ماريوت فى محافظة الأسكندرية، يجتمع الموقع الأثرى للدير مع بناء آخر فخم حديث لدير باسم نفس القديس المسيحى مارمينا، قطعة من جمال المعمار تحيط بها عشرات الأفدنة وتجتمع فيها مفردات وإبداع الفن القبطى، وتضم أيضا قبر البابا كيرلس السادس يحيط به متحف صغير لمتعلقاته وملابسه وصور تجمعه بشخصيات هامة منها الرئيسان الراحلان جمال عبد الناصر وأنور السادات، وهيلا سلاسى إمبراطور إثيوبيا، وشيخ الأزهر الأسبق حسن مأمون، بالإضافة إلى صورته مع الشماس الخاص به، الذى أصبح فيما بعد الأنبا مينا أفا مينا، أول رئيس للدير.
وكان موقع الدير القديم قد اكتشف عام 1905على يد عالم الآثار الألمانى كاوفمان، حيث توجد الكنيسة الخشبية الأثرية وسط الموقع.
وأثناء الاحتفالية تبادل رجال وزارة الآثار ورجال الدين المسيحى شرح التاريخ الخاص بالقديس مار مينا الذى ولد فى محافظة المنوفية وجىء بجثمانه إلى هذا الموقع بعد استشهاده، كما تمت الإشارة إلى الجهود المبذولة لإنقاذ الأثر وإعادته إلى ما كان عليه قبل قرون، تمهيدا لإخراجه من قائمة التراث المعرص للخطر والمعروفة بـ«القائمة الحمراء»، بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة"اليونسكو"، التى أدرجت فى عام ١٩٧٩موقع آثار أبومينا ضمن قائمة التراث العالمى، ليصبح واحدا من أهم الأماكن التاريخية والأثرية فى العالم..
ومع تأكيدات الدكتور جمال مصطفى بأن العمل مستمر لإعادة موقع الدير إلى ما كان عليه باكتمال الاكتشافات ووجود الخرائط التى تحدد تفاصيل موقع أبو مينا الأثري وكافة عناصره المعمارية، ومع شرح مدير آثار الأسكندرية للجهود التى بذلت وتعاون محافظة الأسكندرية المستمر وجهودها الكبيرة، تعرف الجميع على تفاصيل المشروع الذى بلغت تكلفته 60 مليون جنيه وتم من خلاله خفض منسوب المياه الجوفية باستخدام طلمبات سحب وخطوط للطرد ومصارف لتجميع المياه، وهو المشروع الذى من المنتظر أن يؤدى مع استكمال الاكتشافات الأثرية إلى زيادة ضخمة فى أعداد زوار هذه المنطقة.
وأوضح قداسة البابا تواضروس الثاني في تصريحات له أن منطقة آثار أبو مينا تعد مقصدًا سياحيًا وطنيًا، مشيداً بدور الدولة ووزارة السياحة والآثار وكافة الجهات المعنية ومنظمة اليونسكو للاهتمام بهذا الأثر التاريخي والديني الهام، واصفاً إياه بالعمل العظيم الذي يعد صورة وطنية تظهر حرص الدولة على الحفاظ على تراثها الحضاري وتؤكد أن التاريخ حى.
وأشاد وزير السياحة والآثار شريف فتحي بما تم تنفيذه من أعمال بالموقع ككل من مشروع خفض منسوب المياه الجوفية ومشروع ترميم العناصر المعمارية للدير الأثري وتطوير الخدمات بالموقع العام بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار وإدارة الدير ومنظمة اليونسكو، التي تهدف إلى صون هذا الموقع الاستثنائي وضمان استدامة مكوناته الأثرية للأجيال القادمة، بما يتفق مع المعايير الدولية في مجال الحفظ والترميم.
كما أكد أهمية الترويج لمنطقة دير أبو مينا كواحد من أبرز المواقع الأثرية والدينية ذات القيمة الدولية، مشيرًا إلى ضرورة توظيف أدوات التكنولوجيا الحديثة، وفي مقدمتها تقنيات الذكاء الاصطناعي، لخلق حالة من التفاعل المستمر والفعّال مع الجمهور المحلي والدولي، بما يعزز الوعي بالموقع، ويُظهر التجربة السياحية الفريدة التي يقدمها، كما وجه بضرورة إعداد برامج تدريبية متخصصة للمرشدين السياحيين لتعريفهم بالعناصر المعمارية والتاريخية الفريدة للدير، وذلك لضمان تقديم تجربة معرفية متميزة للزائرين.
كما شدد على أهمية اختيار عناصر مدرّبة من داخل الدير للمشاركة في شرح الموقع للسائحين الذين لا يصحبهم مرشدون سياحيون، مشيرًا إلى أن الوزارة سوف تقوم بعمل الدراسات اللازمة لإعداد مخطط تسويقي متكامل للترويج للموقع، يشمل استخدام الوسائط الرقمية والمنصات التفاعلية، بالإضافة إلى تخصيص مساحات ضمن الأجنحة السياحية المصرية المشاركة في المعارض والمحافل الدولية، للتعريف بدير أبو مينا، على غرار ما تم سابقًا مع المتحف المصري الكبير ومواقع أخرى بارزة.
وتقدم فتحى بخالص الشكر والتقدير لقداسة البابا تواضروس الثاني ولجميع القائمين على دير أبو مينا على اليوم الاستثنائي في هذا الموقع الأثري والديني العريق، مشيراً إلى أن دير أبو مينا ليس مجرد مَعْلَم ديني، بل هو رمز للتراث الإنساني المشترك، ومكوّن أساسي على الخريطة السياحية والدولية لمصر. وأن الوزارة ستعمل بكل جهد لإحياء هذا الموقع ووضعه في المكانة التي يستحقها بما يليق بتاريخه وقيمته الحضارية والدينية.
وكان قد تم الانتهاء من مشروع خفض منسوب المياه الجوفية وتشغيله منذ عام 2022، وجاءت الزيارة فى إطار المتابعة والاطمئنان على سلامة الموقع وبقائه فى حالة ممتازة منذ انتهاء أعمال شفط المياه الجوفية، حيث يسهم استمرار حالة الموقع الجيدة بشكل مباشر في رفع تصنيف دير أبو مينا من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر. كما تم ترميم العناصر المعمارية للدير وعمل صبات معدنية للحفاظ على الأجزاء المهددة من أسواره.
اقرأ أيضاًمحافظ أسيوط يلتقى الأنبا بيسنتى أسقف أبنوب ووفدا كنسيا لبحث سبل التعاون
محافظ أسيوط يشهد قداس عيد القيامة بمطرانية أبنوب ويقدم التهنئة لقيادات وشعب الكنيسة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اليونسكو المیاه الجوفیة قائمة التراث هذا الموقع
إقرأ أيضاً:
وائل الفنشي يحيي حفلًا بساقية الصاوي في هذا الموعد
يستعد الفنان وائل الفشني، لإحياء حفل غنائي 26 يونيو، القادم،وذلك في ساقية عبد المنعم الصاوي على مسرح قاعة النهر في تمام الساعة الثامنة مساءً.
وقال الفنشى خلال برنامج واحد من الناس، الذى يقدمه الإعلامى عمرو الليثى، علي قناة الحياة، أنه يتمنى السفر للخارج وغناء كل مقامات الأغنية المصرية لـ يعرفها العالم.
وأكد وائل الفشنى، أنه لا يهاجم مطربى المهرجانات، معقبا:" اول مرة شوفت أوكا وأورتيجا كان فى باريس وانبسطت جدا".
ولفت الفنان وائل الفشني، إلى أنه يجب التنويع في الأعمال الفنية التي يقدمها.
وتابع الفنشي "الصوت الجميل جينات تميز بها أفراد العائلة، والفنان على الحجار بالنسبة لى حاجة كبيرة جدا، وفور أن جاء إلى طلب للعمل معه لم أتردد لحظة واحدة، وبعد أول مقابلة معه، قال لى ستغنى، وكانت مفاجأة كبيرة، لا يوجد نجم يتعامل بهذه الطريقة".
وروي موقف غير مجري حياته، :" حياتي قبل الحادث كانت متوترة ولم أكن فيها ملتزما بالصلاة، ولكن بعد الحادث الذى تعرضت له، تعلمت منه أن هذه الدنيا لا تسوى شيئاً، وتعاهدت أمام الله ألا أقوم بإيذاء من قاموا بإيذائى”.
وأكمل :" الحمدلله بعد الحادثة حياتي تغيرت وبقيت بقلل السهر والخروجات أكتر من الأول ومش بنزل من بيتي غير في الضرورة القصوى".