في خطوة تعكس تصاعد المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي، وافقت شركة xAI الناشئة التابعة لـ إيلون ماسك على دفع 300 مليون دولار لتضمين روبوت الدردشة الذكي Grok داخل تطبيق تيليجرام، بهدف الوصول إلى قاعدة مستخدميه التي تتجاوز مليار مستخدم حول العالم.

وبحسب منشور نشره مؤسس تيليجرام بافل دوروف عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، فإن الصفقة تمتد لمدة عام وتشمل تقاسم الإيرادات، حيث ستحصل تيليجرام على 50% من عائدات الاشتراكات التي تجرى داخل التطبيق لصالح خدمات Grok، وأوضح دوروف أن المبلغ سيتم دفعه مزيجا من السيولة النقدية والأسهم.

فيتنام تأمر بحجب تطبيق تيليجرام .. ماذا يحدث؟مؤسس تيليجرام يفتح النار على واتساب.. وجائزة ضخمة لمن يكشف تقليده

هذه الخطوة تعني أن مستخدمي تيليجرام سيحصلون على مساعد ذكي متكامل، قادر على تقديم اقتراحات، البحث عن المعلومات، كتابة النصوص، وحتى تقديم استشارات أعمال، تجربة تشبه "سيري"، لكن بمستوى ذكاء أعلى، ومباشرة داخل منصة المراسلة المفضلة لدى الملايين.

تحول في تجربة المستخدم ونموذج الأعمال

من الناحية العملية، تعني هذه الشراكة أن تيليجرام سيتحول إلى منصة رقمية شاملة، لا تقتصر فقط على المحادثات، بل توفر أيضا خدمات ذكية مخصصة للمستخدمين. 

كما تمثل خطوة نوعية في استراتيجية تيليجرام للربح، إذ تفتح مصادر دخل جديدة عبر خدمات مدفوعة، إلى جانب الإعلانات.

قفزة في عملة "Toncoin"

سجلت عملة Toncoin، المرتبطة بنظام تيليجرام البيئي، ارتفاعا كبيرا في قيمتها، لتصل إلى 3.68 دولار، مع نمو في حجم التداول بنسبة 300% خلال يوم واحد، ويبدو أن المستثمرين يرون في دمج Grok خطوة من شأنها تعزيز الطلب على المنصة والعملات المرتبطة بها.

يرى الخبراء أن هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة من دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة الرقمية اليومية، حيث تصبح تطبيقات الدردشة أدوات متكاملة تتجاوز حدود التراسل. 

ومع ذلك، فإن ردود الفعل بين المستخدمين منقسمة بين متحمس للإمكانات الجديدة، ومتخوف من مخاطر الخصوصية والاعتماد المفرط على التكنولوجيا.

طباعة شارك تيليجرام Grok صفقة الذكاء الاصطناعي شركة xAI

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تيليجرام صفقة الذكاء الاصطناعي شركة xAI

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟

تحوّل الذكاء الاصطناعي في العقود الأخيرة من فكرة خيالية ظهرت في روايات وأفلام الخيال العلمي إلى تقنية تحيط بنا في كل مكان، وواقع ملموس يؤثر في حياتنا اليومية.
من الترجمة الفورية إلى السيارات ذاتية القيادة، ومن التنبؤ بالأمراض إلى الروبوتات التي تتفاعل مع البشر، بات الـ(AI) قوة تقنية تغير ملامح العالم بسرعة غير مسبوقة.
وتُظهر بيانات شركة "OpenAI" أن نموذج "GPT-4" يستخدمه أكثر من 100 مليون شخص أسبوعياً.

من البداية إلى اليوم
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في منتصف القرن العشرين، وكان يُنظر إليه آنذاك كهدف بعيد المنال.
لكن اليوم، وبفضل التطورات الكبيرة في قدرات الحوسبة وتوفر البيانات الضخمة، تمكن الباحثون من بناء أنظمة ذكية قادرة على التعلم، والتكيف، واتخاذ قرارات معقدة مشابهة إلى حد كبير قدرات العقل البشري.
الأنظمة الحديثة لا تقتصر على أداء مهام محددة مسبقاً، بل يمكنها تحليل كميات هائلة من المعلومات، واكتشاف الأنماط، وحتى ابتكار محتوى جديد مثل النصوص والوسائط المتعددة.
وأثبتت النماذج مثل "ChatGPT" و"Gemini" أنها قادرة على توليد نصوص تفاعلية وإبداعية، تُغيّر قواعد اللعبة في مجالات متعددة.

أين وصل الذكاء الاصطناعي الآن؟
يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي حالياً في شتى المجالات، من الرعاية الصحية حيث يُستخدم في تشخيص الأمراض بدقة متزايدة، إلى التعليم حيث يقدم دعماً مخصصاً للطلاب، كما أصبح عنصراً رئيسياً في الصناعات الثقيلة، وتحليل البيانات المالية، وخدمات العملاء، وغيرها.
التعلم العميق والتعلم الآلي ساعدا على تطوير أنظمة تفهم اللغة الطبيعية وتترجمها، وتتعرف على الصور والأصوات، مما أتاح تطوير مساعدات رقمية ذكية وروبوتات قادرة على العمل بجانب الإنسان.

الذكاء الاصطناعي العام (AGI).. الحلم المخيف
يتحدث العلماء والمختصون عن مفهوم الذكاء الاصطناعي العام (Artificial general intelligence)، وهو الذكاء الذي يستطيع أداء أي مهمة عقلية يقوم بها الإنسان.
رغم أن (AGI) ما زال هدفاً بعيد المدى بحسب خبراء، يعتقد إيلون ماسك مالك شركة "إكس آيه آي" للذكاء الاصطناعي، أنه سيصبح حقيقة بحلول 2029.
وفي ظل التقدم المتسارع الذي نعيشه الآن، يتم طرح تساؤلات حول مدى قربنا من بناء أنظمة تستطيع التفكير والإبداع والتعلم بشكل مستقل.
ويمكن لهذا النوع من الذكاء أن يحدث ثورة حقيقية في حل المشكلات الكبرى مثل التغير المناخي، الأمراض المستعصية، والابتكارات العلمية، إلا أنه يثير في الوقت نفسه مخاوف كبيرة تتعلق بالسيطرة عليه، وتأثيره على سوق العمل والحياة الاجتماعية.

التحديات والاعتبارات الأخلاقية
بينما يستمر الذكاء الاصطناعي في التوسع، تتصاعد المخاوف حول خصوصية البيانات، التحيزات الخوارزمية، واستخدامه في مجالات حساسة مثل الهجمات السيبرانية والحروب، هناك ضرورة ملحة لوضع أطر قانونية وأخلاقية تنظم تطوير واستخدام هذه التقنيات، للحفاظ على حقوق الأفراد والمجتمعات.
كما يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للإنسان والذكاء الاصطناعي أن يتعايشا ويتكاملا بشكل آمن وفعال، دون أن يفقد الإنسان دوره الأساسي في اتخاذ القرارات ومراقبة هذه الأنظمة؟

بين الحلم والواقع
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة، بل هو تحول شامل يعيد تشكيل مستقبل البشرية، ومع كل خطوة نتقدمها نحو تقنيات أكثر تطوراً، نواجه مسؤولية كبيرة لضمان أن هذه الأدوات تخدم مصلحة الإنسان وتحترم القيم الإنسانية.
إلى أين سيقودنا الذكاء الاصطناعي؟ الإجابة لا تزال مفتوحة، وتعتمد كثيراً على كيفية تعاملنا اليوم مع هذه التقنية، وكيف نضع لها قواعد واضحة تساعد في الاستفادة منها بأمان وعدالة.

أمجد الأمين (أبوظبي)

أخبار ذات صلة طحنون بن زايد يلتقي مايك بلومبرغ الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق

مقالات مشابهة

  • الرسوم الجمركية وتوقعات أوبك بلس تدفع النفط نحو خسارة أسبوعية جديدة
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام
  • الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل
  • الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
  • رعى الحفل الختامي لمعسكر الذكاء الاصطناعي لأيتام "إخاء".. نائب أمير المنطقة الشرقية: تزويد الأيتام بالمهارات التقنية خطوة مهمة للمشاركة في التحول الرقمي
  • الذكاء الاصطناعي والدراما العراقية.. صراع بين تطور التقنية السريع وبطء الواقع
  • مدبولي : افتتاح مقر حماية المستهلك خطوة نحو رقمنة خدمات الجهاز
  • جولد بيليون: عمليات شراء الذهب تدفع الأونصة للصعود عند 3323 دولارًا
  • الذكاء الاصطناعي واقـــع لا مفـــرّ منـــه