استضافت مكتبة الإسكندرية اليوم الاثنين الشاعر الدكتور مسعود شومان، أحد أبرز شعراء العامية المعاصرين، وذلك ضمن فعاليات منتدى الشعر العربي الذي تنظمه المكتبة بشكل دوري، في إطار حرصها على إثراء المشهد الشعري العربي و توفير منبر تفاعلي يجمع بين المبدعين من مختلف الأجيال و البيئات.

و تأتي استضافته في المنتدى انطلاقًا من إيمان المكتبة بدور شعر العامية في التعبير عن الوجدان الشعبي، وامتداده التاريخي من رموز مثل ابن عروس والشيخ الشربيني، مرورًا بكبار الشعراء صلاح جاهين وبيرم التونسي، وصولًا إلى الأصوات المعاصرة.

شهد اللقاء تفاعلاً مثمرًا بين الشاعر والجمهور، حيث أجاب شومان عن عدد من الأسئلة التي طُرحت من المنصة والحضور، وتناولت موضوعات تتعلق بعلاقة شعر العامية بالبحث الأكاديمي، ودوره في تفكيك الذاكرة الجمعية، إضافة إلى أهمية هذا الشعر في رسم صورة اجتماعية دقيقة للمجتمع المصري.

و اختُتم اللقاء بورقة نقدية قدمها الدكتور محمد شوشة، أستاذ النقد الأدبي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، تناولت تحليلًا نقديًا لتجربة مسعود شومان الشعرية، مؤكدة على فرادة صوته وثراء منجزه الإبداعي.

جدير بالذكر أن الدكتور مسعود شومان يُعد من رواد التجديد في شعر العامية المصرية، وله إسهامات بارزة سواء على مستوى الإبداع أو النقد، ويُعرف بمتابعته الدقيقة لمسيرة هذا الفن الشعبي العريق وقد شغل عدة مناصب ثقافية بارزة، منها مدير أطلس المأثورات الشعبية، ورئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة ومن أبرز مؤلفاته: الخطاب الشعري في الموال، مربعات ابن عروس (دراسة وتحقيق)، بيجرب المشي على رجل واحدة، الديك الفنان (شعر للأطفال)، إضافة إلى ببليوجرافيا شعر العامية المصرية من 1952 حتى الآن، والمؤتلف والمختلف: دراسات في شعر العامية المصرية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية مكتبة الإسكندرية الشاعر مسعود شومان شعر العامية البحث الأكاديمي شعر العامیة

إقرأ أيضاً:

لماذا وضعت اليونسكو مدينة الإسكندرية المصرية في برنامج الاستعداد للتسونامي؟

في مايو/أيار 2024 أعلنت منظمة اليونسكو مدينة الإسكندرية المصرية كأول مدينة في أفريقيا ومصر تنضم لبرنامج "الاستعداد للتسونامي"، وذلك يلزم المدينة بالجاهزية لمواجهة التسونامي من خلال التخطيط والإنذار المبكر وتدريب السكان.

شارك في الاتفاقية من الجانب المصري محافظ الإسكندرية، والمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، وهيئة حماية الشواطئ إلى جانب مؤسسات محلية أخرى.

يعرف برنامج الاستعداد للتسونامي بأنه برنامج دولي تطوعي يهدف إلى جعل المجتمعات الساحلية مستعدة للتعامل مع موجات التسونامي، ومن ثم حماية الأرواح والممتلكات والمعيشة من خلال التوعية والاستعداد المسبق.

ملايين الناس يعيشون قرب السواحل وهم في خطر دائم من التسونامي (أسوشيتد برس) لماذا الإسكندرية؟

في عام 2024 حذر خبراء من لجنة اليونسكو الحكومية لعلوم المحيطات من أن هناك احتمالًا بنسبة 100% لحدوث تسونامي في البحر الأبيض المتوسط خلال 30 عامًا القادمة.

وتوقع الباحثون أن ارتفاع موجات التسونامي سيكون أكبر من 1 متر، وذلك يعني أنه سيكون تسونامي صغيرا إلى متوسط، ولن يكون شبيها بموجات التسونامي التي تنشأ في المحيطات، إلا أنه لا يزال مستوى خطيرا.

ضمت المناطق التي يتوقع أن يضربها التسونامي كل سواحل البحر المتوسط من تركيا إلى إسبانيا ومرورا بدول مثل مصر والجزائر.

إعلان

وكانت دراسة في عام 2024 في دورية "أبلايد ساينس" قد أشارت إلى أن منطقة الإسكندرية معرضة لمخاطر زلزالية متوسطة إلى عالية.

حددت الدراسة المناطق الأكثر تأثرًا، مثل حي الجمرك وحي المنتزه، والتي قد تتعرض لأضرار كبيرة في حال حدوث زلزال قوي، وأنشئت خرائط تفصيلية لتحديد مناطق الغمر المحتملة نتيجة لتسونامي ناتج عن زلازل في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأظهرت الدراسة أن متوسط وقت وصول موجات التسونامي إلى الإسكندرية يراوح بين 75 إلى 80 دقيقة بعد حدوث الزلزال.

وأضاف الباحثون أن المناطق الشرقية من المدينة، مثل حي المنتزه، تعتبر الأكثر عرضة للغمر، بينما المناطق الغربية محمية جزئيا بواسطة حافة كربوناتية طبيعية.

وأوضحت دراسة صدرت في عام 2017 أنه خلال 4 آلاف سنة، سُجّل على الساحل المصري 14 حادثة تسونامي، أشهرها وأخطرها وقعا في عام 365م و1303م وكان ارتفاع الموج فيهما قد وصل إلى 6 أمتار أو أكثر، وكان مصدر معظم هذه الموجات الزلازل أو البراكين في منطقة كريت واليونان.

وأوضحت الدراسة أن معدل تكرار التسونامي الخطير (فوق 6 أمتار) يقدّر بأنه قد يحدث كل 600 إلى 1000 سنة، والارتفاع المتوقع للموج خلال 1000 سنة في أماكن مختلفة على الساحل من 0.8 إلى 3.5 أمتار حسب المنطقة.

وفي المجمل، فإن الدراسات في هذا النطاق تبين أن احتمال إصابة سواحل الإسكندرية بالتسونامي تظل قليلة، إلا أن الأمر يتطلب تدخلا حكوميا للتجهز على أي حال.

ما الهدف من البرنامج؟

يستهدف برنامج "الاستعداد للتسونامي" المجتمعات الساحلية المعرضة للخطر، حيث يعيش ملايين الناس قرب السواحل وهم في خطر دائم من التسونامي، وكذلك الهيئات المختصة بالتحذير وإدارة الطوارئ التي تلعب دورًا محوريا في الاستعداد والاستجابة وقت الطوارئ والسلطات الحكومية (محلية ووطنية) والقادة المجتمعيون والجمهور، إذ يُشجع أصحاب التأثير في المجتمع على نشر رسائل التوعية.

إعلان

ويعتمد البرنامج على نظام تقييم مكوّن من 12 مؤشرًا، ويجب تحقيقها كلها للحصول على "الاعتراف" بأن المجتمع "مستعد لتسونامي".

هذه المؤشرات موزعة على 3 محاور، تبدأ بالتقييم، ويتضمن تحديد مناطق الخطر من التسونامي على الخرائط، وتقدير عدد السكان المعرضين للخطر في هذه المناطق، وتحديد الموارد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتاحة في المجتمع.

يلي ذلك محور الاستعداد، ويعني إعداد خرائط إخلاء من التسونامي مفهومة وسهلة الاستخدام، ووضع لافتات وتحذيرات عامة حول خطر التسونامي، وتوزيع مواد توعية وتعليم للجمهور، وتنظيم أنشطة توعية، وتنفيذ تدريب ميداني كامل على سيناريو تسونامي مرة كل سنتين على الأقل.

وأخيرا يأتي محور الاستجابة، ويتضمن وجود خطة طوارئ مجتمعية معتمدة لمواجهة التسونامي، ووجود قدرة واضحة ومجربة على إدارة عمليات الطوارئ أثناء حدوث تسونامي، ووجود وسائل متعددة ومضمونة لتلقي التحذيرات الرسمية على مدار 24 ساعة، ووجود وسائل متعددة وفعالة لنقل التحذيرات للسكان بسرعة.

ما سبق مهم لأن الدقائق الأولى بعد وقوع تسونامي قد تُحدد من يعيش ومن يُصاب، والمجتمعات التي حصلت على اعتراف "تسونامي ريدي" تكون أكثر تنظيمًا وأقل خسارة في الأرواح وقت الكوارث.

مقالات مشابهة

  • لماذا وضعت اليونسكو مدينة الإسكندرية المصرية في برنامج الاستعداد للتسونامي؟
  • تأرجح النص بين المباشرة والرمزية مع أزمة المعنى في الشعر العربي
  • حاكم الشارقة يوجّه بتنظيم الدورة الرابعة لملتقيات الشعر العربي في أفريقيا
  • سلطان يوجّه بتنظيم الدورة الرابعة لملتقيات الشعر العربي في إفريقيا
  • لقبت بـ سيدة المسرح العربي.. وفاة الممثلة المصرية سميحة أيوب عن عمر 93 عامًا
  • محاضرة عن رقمنة المخطوطات في مركز توثيق التراث بمكتبة الإسكندرية
  • نزار قبيلات يكتب: النثر العربي القديم وتقبّل الآخر
  • بحضور المحافظ..ندوة "رؤية القيادة السياسية لإدارة وحماية مواقع التراث العالمي" بمكتبة الإسكندرية
  • «رؤية القيادة السياسية في إدارة وحماية مواقع التراث العالمي» ندوة بمكتبة الإسكندرية