نقلت صحيفة معاريف عن قائد كبير باللواء السابع بجيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إنهم أخطؤوا في تقدير أمد الحرب وطريقة إدارتها، في إشارة إلى حرب الإبادة الجماعية التي تواصلها إسرائيل على قطاع غزة.

وقال رئيس العمليات السابق بالجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يضع الجيش في فخ"، مضيفا أن "التخبط العسكري في غزة وصل لأقصى حد من خلال عمليات بلا هدف".

وأكد زيف أن "الواقع الجديد لأطول حرب بتاريخنا بدأ يراكم سلسلة إخفاقات، وهناك إصرار على مواصلة الحرب في ظل ارتجال يتعرض للفشل"، مضيفا أن "إسرائيل أصبحت عبئا إقليميا يهدد استقرار المنطقة، وصورة (حركة المقاومة الإسلامية) حماس في نجاحها بالصمود في الحرب تحظى بالتمجيد".

عميق وواسع

من جهته، قال الرئيس المُعيّن لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) ديفيد زيني إن الفشل في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول كان "عميقا وواسع النطاق"، وذلك في تصريحات نقلتها عنه هيئة البث الإسرائيلية، خلال حديثه في حفل وداع له بقاعدة عسكرية في هضبة الجولان السورية المحتلة.

وقال رئيس الشاباك المُعيّن في إشارة إلى هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول: "إن فشلا بهذا الحجم ليس محددا، بل عميق وواسع النطاق، ونحن جميعا نشارك فيه"، وتابع: "سأغادر إلى مساحة جديدة وصعبة ومثيرة للاهتمام ولكنها غير واضحة"، في إشارة إلى رئاسة الشاباك.

إعلان نحو الهاوية

وفي مقال له بنفس الصحيفة قبل يومين، قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك إن إسرائيل تسير نحو الهاوية بسبب "سيطرة المتشددين على مقاليد الحكم، وانخداع القيادة الإسرائيلية بأوهام دينية" لا تمت بصلة إلى الواقع الأمني والعسكري الذي تواجهه إسرائيل.

وفي تحليله للوضع العسكري الراهن، قال الجنرال المتقاعد إن الجيش "عاجز عن تحقيق أهداف الحرب المعلنة" والمتمثلة في "القضاء على حماس، وإطلاق سراح الرهائن" معتبرا أن استمرار القتال بهذه الطريقة لا يؤدي إلا إلى مزيد من الإخفاقات، ويهدد بفشل مدوٍّ في أي حرب متعددة الجبهات.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 يرتكب الاحتلال حرب إبادة جماعية في غزة، متجاهلا النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، نحو 180 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج

إقرأ أيضاً:

هل تتعنت فصائل المقاومة في التفاوض؟

تقدم ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمقترح لوقف إطلاق النار وافق عليه سريعا رئيس وزراء الكيان الصهيوني المحتل، وتعني الموافقة السريعة أن المقترح كان يلبِّي طلبات الكيان المحتل، خاصة إمكانية العودة إلى الحرب بعد استعادة الأسرى من أيدي فصائل المقاومة.

قبيل إعلان المواقف الرسمية، استبق ترامب الأمور وأعلن أن هناك أمورا جيدة بخصوص غزة قد يعلن عنها في اليوم نفسه أو اليوم التالي، ما رفع سقف التوقعات بإنهاء عملية إبادة الشعب الفلسطيني في غزة بعد 20 شهرا من مشاهدة العالم لها، وهذا بحد ذاته ضغط على الحركات المقاوِمة في القطاع بين الأوساط الشعبية، إذ إن تعثُّر وقف إطلاق النار قد يؤدي إلى أن يُرجِع المجتمع أسباب استمرار أزمته إلى تلك الحركات، وهذا ما يتغيَّاه المحتل وراعيه الأمريكي.

سلَّم ويتكوف المقترح، وطالبت الحركات المقاوِمة بإدخال تعديلات تضمن حياة كريمة لشعبها في غزة بإدخال مساعدات دون قيود، وضمانات لإنهاء الحرب، ليتعالى بعدها الهجوم على المقاومة في الأوساط الصهيونية والأوساط المتصهينة، وتحميلها سبب استمرار المعاناة والحرب! فهل تتعنَّت الفصائل وتريد استمرار الحرب؟

لا بد من التفريق بين كون الحرب الحالية غاية لدى المقاومة ولدى العدو، فقيادة العدو ممثَّلَة في نتنياهو تعتبر الحرب غاية بحد ذاتها لاستمرار حكومته وبقائه السياسي، أما المقاومة فلا تريد استمرار المواجهة والإضرار بالشعب الفلسطيني كما يحدث الآن
قبل كل شيء لا بد من التفريق بين كون الحرب الحالية غاية لدى المقاومة ولدى العدو، فقيادة العدو ممثَّلَة في نتنياهو تعتبر الحرب غاية بحد ذاتها لاستمرار حكومته وبقائه السياسي، أما المقاومة فلا تريد استمرار المواجهة والإضرار بالشعب الفلسطيني كما يحدث الآن، وهذا منطلَق مهم في المواقف، خاصة أن المقاومة أعلنت في الأيام الأولى بعد عملية طوفان الأقصى، أنها تريد تسليم الأجانب دون مقابل، ونذكر إطلاق سراح امرأة -تحمل جنسية دولة الاحتلال- وطفليها يوم 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد العملية بأيام قليلة، وفي 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أطلقت المقاومة سراح محتجَزتَيْن أمريكيتَيْن (أُم وابنتها)، وفي 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت كتائب القسام أنها على استعدادٍ لأن تطلق سراح المحتجزتَين "نوريت" و"يوخفد" لأسباب إنسانية، إلا أن حكومة الاحتلال رفضت استلامهما، ثم أفرجت الكتائب عنهما يوم 23 دون مقابل أيضا.

وقد سبق للسيد خالد مشعل أن قال بعد مرور 50 يوما من بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة: "من اليوم الأول أبدينا استعدادنا للإفراج عن المدنيين بيد المقاومة والفصائل والأهالي، نظرا لأنهم أُسروا بسبب انهيار القوات الإسرائيلية، وأفرجنا عن بعضهم في البداية لمواجهة الرواية الإسرائيلية". إذا الحرب ليست غاية فلسطينية ولا اعتقال مغتصبي أرضهم غاية لهم كذلك، بل أرادت المقاومة إسماع أصوات الفلسطينيين للعالم بأسره، فأطلقوا طوفانهم.

أما عن المفاوضات وموقف المقاومة منها، فهناك ورقة ضغط وحيدة بيد الحركات المقاوِمة؛ ورقة الأسرى، والمطلوب منهم أن يسلموا هذه الورقة دون ضمانات!

إن تجربتيْ الهدنة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، واتفاق وقف إطلاق النار في كانون الثاني/ يناير 2024، أظهَرَا مدى خيانة الاحتلال لأي التزام، فالمساعدات لم تدخل إلى القطاع وفقا للاتفاقات، والمساعدات التي دخلت وُصفت بأنها غير ضرورية، كما عاد الاحتلال للقتال في المرتين، وتوقف عن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في اليوم الأخير من اتفاق وقف إطلاق النار، ولم ينسحب من الأراضي المتفق عليها في اتفاقية وقف إطلاق النار، ثم أعاد اعتقال أسرى فلسطينيين خرجوا وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

ورغم أن العالم بأسره يروج أن ترامب الوحيد القادر على الضغط على كيان الاحتلال، فقد استجابت المقاومة لطلب الوسطاء، فأفرجت عن الجندي الصهيوني الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر مقابل إدخال مساعدات إلى القطاع، لكن الأمريكي لم يلتزم باتفاقه، فكيف تُطالَب المقاومة بعد ذلك كله بتسليم ورقة الضغط الوحيدة المتبقية لديها دون ثمن أو دون ضمانات مقبولة!

في الوقت ذاته، يعلن نتنياهو بكل وضوح أنه سيعود إلى القتال بعد استلام أسراه من أيدي المقاومة، فأي عاقل يقبل بإعطائه ورقة الضغط الوحيدة مقابل إعادة القتال! أو يطرح أن تسلِّم حركة حماس أسلحتها وباقي فصائل المقاومة لتكون غزة منطقة منزوعة السلاح، وفي المقابل تقول المقاومة إن سلاحها خارج أي اتفاق. وهذا مفهوم لأن العدو سيستبيح القطاع -كما يفعل في الضفة- إذا لم يكن هناك ردع يمنع العدو من التجول وقتما يحب في القطاع المحرَّر.

يعلن نتنياهو بكل وضوح أنه سيعود إلى القتال بعد استلام أسراه من أيدي المقاومة، فأي عاقل يقبل بإعطائه ورقة الضغط الوحيدة مقابل إعادة القتال
لا أدلَّ على إجرام هذا العدو مما يفعله من قصف لخيام النازحين والأطفال والنساء والمسنين الذين تجاوزوا 60 في المئة من الشهداء الفلسطينيين، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في 28 أيار/ مايو الماضي، واستشهاد 102 وإصابة 490 فلسطينيا مُجَوَّعا في 8 أيام فقط عند ما تسمى "مراكز المساعدات"، بحسب بيانه في 3 حزيران/ يونيو الجاري. فالاحتلال يمعن في قتل الفلسطينيين ويهجِّرهم حتى في الضفة التي لم ينطلق منها مقاومون في يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بل وقبل ذلك في تهجيره للفلسطينيين وبناء المستوطنات، وحصار قطاع غزة طوال 17 عاما، وقبل ذلك بثمانية عقود عندما هجَّر الفلسطينيين من دُورهم وأراضيهم ولم يكونوا قد هاجموا "إسرائيليين"، فلم تكن هناك وقتها دولة بذلك الاسم، فما مبرر القتل والتهجير والإبادة وقتها؟!

هذا مشروع استعماري مجرم دموي منذ يومه الأول ولا يحتاج إلى مبرر يدفع به إجرامه، فهذه عادته منذ اليوم الأول وعادة قادته، يسبحون في دماء المدنيين، ويتترسون أمام المقاومين بكل وسائل التكنولوجيا خوفا وذعرا.

على مدى ثمانية عقود لم يجد الفلسطينيون سندا عربيّا أو إسلاميّا أو دوليّا لهم، ففقدوا حقوقهم الواحدة تلو الأخرى، بمباركة دولية، وتواطؤ عربي أو تخاذل، فقررت جماعات تحمل الهم الفلسطيني وتعيش بين أهلها وتحيا آلامه اليومية أن تُسمع العالم صوتها، وهي جماعات ليست بعيدة عن الواقع الفلسطيني اليوم.

السؤال ليس "هل تتعنت المقاومة الفلسطينية وتتجاهل أعباء الفلسطينيين؟"، بل لماذا يتجاهل العرب معاناة الفلسطينيين؟ ولماذا يغمض الغربيون أعينهم عن القتل البربري الوحشي للفلسطينيين؟ وهل نحن أمام عدو أخلاقي أو طبيعي؟ بل هل نحن أمام عدو لديه أي حق في صراعه على هذه الأرض؟ والسؤال المهم كذلك: متى انتكست الفطرة وخابت العقول لتكون هناك مقارنة أصلا، أو لنحتاج إلى طرح أسئلة بديهية، والإجابة عن أسئلة لم يكن هناك داعٍ لمناقشتها؟

مقالات مشابهة

  • سيناتور أمريكي سابق: زيلينسكي يريد استمرار الحرب
  • جنود باللواء السابع الإسرائيلي: نخوض حربا منذ عامين.. وهذا يؤدي إلى استهلاك هائل للمعدات
  • تقرير: الجيش الإسرائيلي يعاني من "الاستنزاف" بسبب حرب غزة
  • ضابط إسرائيلي كبير: لا يمكن وصف الفشل المهين الذي لحق لنا إثر هجوم 7 أكتوبر
  • معاريف: الحرب على غزة ساعدت في ترويج السلاح الإسرائيلي
  • معاريف: الحرب على غزة ساعدات في ترويج السلاح الإسرائيلي
  • شهداء في غزة بينهم أطفال ورئيس الأركان الإسرائيلي: لم نصل للنهاية
  • ياسر أبو شباب.. معتقل سابق بغزة متهم بالعمالة لإسرائيل
  • هل تتعنت فصائل المقاومة في التفاوض؟