نيفين عباس

[email protected]
@NevenAbbass

ليس من السهل أبدًا إدارة ملايين البشر في وقتٍ واحد، داخل رقعة جغرافية محدودة، وفي ظروف مناخية شاقة ومع ذلك، تبدو المملكة العربية السعودية كل عام كأنها تتقن المستحيل، وفي موسم حج 2025 تحديدًا، بدا الأمر أكثر من مجرد “تنظيم”؛ كان تجسيدًا حيًا لفكرة الدولة الحديثة التي تحترم الإنسان وتُعلي من قيمة الشعيرة، لقد نجحت السعودية هذا العام في تحويل الحج إلى تجربة متكاملة تجمع بين الروحانية والانسيابية والأمان، لم يكن الحديث عن الذكاء الاصطناعي والطائرات المُسيّرة وتقنيات التبريد الشامل استعراضًا تكنولوجيًا، بل كان وسيلة لحماية الأرواح وتيسير العبادات، ولتقديم خدمة تليق بمكانة الحج كأحد أركان الإسلام، ولأن القِيَم لا تُقاس بالخُطب، بل بالأفعال، فقد كانت طريقة المملكة في التعامل مع الحشود نموذجًا للرؤية التي لا ترى في الحاج “رقمًا”، بل “قيمة”، تسهيل إجراءات الدخول، توفير مراكز طبية متكاملة، استخدام أساور ذكية لسلامة الحجاج، وتوزيع المياه والظلال في صيفٍ حارق، كل ذلك ليس ترفًا إداريًا، بل احترامٌ للإنسان، ووسط هذا النجاح اللافت، لا يمكن إغفال البصمة الواضحة لسيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي نقل ملف الحج من كونه مهمة موسمية إلى كونه مشروعًا استراتيجيًا تتقاطع فيه التقنية مع الإدارة، والبُعد الإنساني مع الرؤية الاقتصادية، إشرافه الدقيق، ودفعه نحو رقمنة الخدمات، وتوجيهه بأن تكون تجربة الحاج “سهلة ومُلهمة”، يعكس فهمًا عميقًا لموقع الحج في قلب كل مسلم، ولدور المملكة كراعية له، ما يلفت النظر في موسم هذا العام ليس فقط التقدّم التقني، بل الانسجام الإداري الواضح بين الوزارات والهيئات المختلفة، لا فوضى في المهام، ولا ارتباك في الطوارئ، بل خطة دقيقة تشي بأن الدولة لم تترك شيئًا للصدفة، وأن إدارة الحشود في أقدس مكان على الأرض، باتت تُدار بعقل مؤسسي يُحتذى، ومع كل ذلك يبقى الأهم من التنظيم هو الرسالة التي تحملها هذه التجربة: أن السعودية لا تنظر للحج بوصفه “موسمًا” فحسب، بل كمناسبة مقدسة، تتعامل معها بما يليق بها من جدّية وهيبة وأنها لا تسعى فقط لتيسير الشعيرة، بل لصياغة مستقبلها على أسس مستدامة تحفظ كرامة الحاج، وتُبرز الوجه الحضاري للإسلام، في موسم حج هذا العام لم تُثبت المملكة قدرتها فقط بل أثبتت نُضجها وهذا هو الفارق الحقيقي بين أن تُدير حشدًا وأن ترعى أمة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

راح وساب 3 أطفال .. تفاصيل صادمة وراء مصرع شخص علي يد عاطل بحلوان

دون ذنب نزفت دماء أب لثلاثة أطفال.. لا يعلم الأطفال الثلاثة ما تخبئ لهم الحياة بعد أن فقدوا والدهم والسند الحامي لهم من مصاعب الحياة. القصة هنا يرويها شهود عيان، ليسوا جيرانًا، بل إخوة مكتوفي الأيدي، يرون أخاهم يلفظ أنفاسه الأخيرة.

مطروح .. التحفظ على 61 ألف عبوة سجائر مهربة ومجهولة المصدربتهمة التحـ.رش بابنته .. والد تلميذة يُحرّر محضرًا ضد مدير معهد أزهري بقناشائعات إخوانية.. مصدر أمني ينفي إضراب نزلاء أحد مراكز الإصلاح والتأهيل عن الطعام أو تعرضهم لانتهاكاتاعترافات مثيرة أمام النيابة في هتك رجل عرض طليقته بالتجمع

تفاصيل مأساوية

هنا منطقة حلوان، حيث روى الحاج عيد، شقيق المجني عليه، تفاصيل مقتل شقيقه على يد آخر، قائلًا: "في البداية كان شاب مولعًا بسيجارة حشيش أمام البيت، وقتها كان أخي راجعًا من الشغل وسأله: أنت قاعد هنا ليه؟ رد عليه أحد أقارب الجاني: وأنت مالك؟ يعمل اللي هو عاوزه ويقعد براحة في الحتة اللي هو عاوزها. وقتها حصلت مشكلة، بعدها جلسنا معًا عشان نصفي المشكلة".

وتابع شقيق المجني عليه: "وأثناء تصفية المشكلة، هدد القاتل أخي وقال له: والله هيتم عيالك. وبعدها مضينا نحل المشكلة، وده كان من ثلاث أيام وانتهت بالصلح. بعدها فجأة جاء شاب يجري لي عند البيت ويقول: إلحق، في ناس بيضربوا أخوك في الجراج. وقتها كان أخي لسه راجع من الشغل وبيركن التوك توك بتاعته، فقاموا وجريوا عليه وبدأوا يضربوه. لم يخطر في بالي أن السبب هو الموضوع القديم، واعتقدت أنها خناقة عادية، وللأسف فوجئت أنهم جاؤوا جاهزين لارتكاب الجريمة، حاملين سنج ومطاوي".

وواصل الحاج عيد: "ظلوا يضربون أخي ويسحبونه من الجراج حتى باب بيتنا، وعندما نزلت لأراه فوجئت أن أختي أيضًا مضروبة، هي وأخواتي الثلاثة، وأنا كذلك مصاب في يدي ورأسي، رغم أن نيتي كانت حل المشكلة مرة أخرى وليس التصعيد".

وكشف شقيق المجني عليه: "عندما سحلوه من عند الجراج، كان قصدهم ترهيب المنطقة وإظهار أن لا أحد يستطيع مواجهتهم، حتى حدث ما حدث، وأخي ذهب ضحية، تاركًا ثلاثة أطفال".

واختتم عيد حديثه مطالبًا بـ القصاص العادل للمتهمين، داعيًا للشفاء العاجل له ولأمه التي شهدت موت نجلها أمام أعينها، دون أن يرتكب أي ذنب.

طباعة شارك الحاج عيد شقيق المجني عليه قتل مقتل شقيقة لمشكلة 3 أطفال دماء واقعة حلوان

مقالات مشابهة

  • المجلس التنفيذي لـ “الألكسو” برئاسة المملكة يختتم أعماله دورته 124
  • الحفرة التي سقطت فيها الفتاة: أهمية منع الإهمال لمنع الكارثة قبل أن تقع
  • مهرجان إعداد الرياضيين للهوكي.. تقييم فني لمخرجات موسم تدريبي كامل
  • راح وساب 3 أطفال .. تفاصيل صادمة وراء مصرع شخص علي يد عاطل بحلوان
  • «طلاب عسير» يحققون مراكز متقدمة في اللغة العربية والمهارات الأدبية والفنون على مستوى المملكة
  • بشارة بحبح لـعربي21: إعلان لجنة إدارة قطاع غزة قبل نهاية العام
  • وزيرة التربية تعليقًا على المدارس التي ستُقفل: اتخذت قرارًا بمنحها فرصة هذا العام
  • الحكومة الإسرائيلية تصادق على ميزانية العام 2026.. كم حصة الجيش؟
  • منح أوسمة التميز للوحدات الكشفية الأكثر عطاءً في موسم الحج
  • وفيات الجمعة .. 5 / 12 / 2025