الإفتاء: الإسلام كرَّم ذوي الهمم ورفع عنهم المشقة وحرَّم السخرية منهم
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن الشريعة الإسلامية أولت ذوي الهمم اهتمامًا بالغًا، سواء في جوانب التكليف أو الحقوق، انطلاقًا من مبدأ أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين، وراعى في شرعه الحكيم تلك الفروق، فأحاط كل فئة بما يتناسب مع حالها من عناية ورحمة.
وردًا على سؤال تلقته الدار بشأن كيفية تعامل الشرع الشريف مع ذوي الهمم من حيث التكاليف والحقوق، أوضحت أن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018 عرَّف ذوي الهمم بأنهم الأشخاص الذين يعانون من قصور أو خلل كلي أو جزئي – سواء كان بدنيًا، ذهنيًا، عقليًا أو حسيًا – يمنعهم بشكل دائم من التفاعل الكامل والفعّال مع المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين.
وبيّنت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية خفّفت عن هذه الفئة الكريمة من أبناء المجتمع في جانب التكاليف الشرعية، مراعاةً لظروفهم، كما منحتهم مكانة متميزة في منظومة الحقوق، وحرصت على كفالة كرامتهم الإنسانية، محذرةً من كل مظاهر السخرية أو الاستهزاء التي قد تُوجَّه إليهم.
واستدلت الدار بقول الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ...﴾ [الحجرات: 11]، مؤكدةً أن هذه الآية الكريمة تمثل أصلًا شرعيًا قاطعًا في تحريم السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، لما في ذلك من انتقاص لحقوق الإنسان وكرامته.
كما شددت على أن السخرية من ذوي الهمم قد تخرج عن حدود الأدب إلى السبّ والبذاءة، وهما منهي عنهما شرعًا، ويُعدّان من خصال الفسوق، مستشهدةً بما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ» (متفق عليه).
وأكدت دار الإفتاء على أن احترام ذوي الهمم واجب شرعي، وأن أي انتقاص من شأنهم يخالف تعاليم الإسلام السمحة التي جاءت لترسيخ مكارم الأخلاق، والعدل، والرحمة بين الناس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء ذوي الهمم السخرية قانون حقوق الأشخاص دار الإفتاء ذوی الهمم
إقرأ أيضاً:
قدوة في نشر العلم.. عضو الأزهر للفتوى: أول معلمة في الإسلام هي الشفاء بنت عبد الله
أجابت الدكتورة إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن سؤال حول مكانة المعلمة ودورها في الإسلام، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمعلم الذي يوافق الخامس من أكتوبر من كل عام، مؤكدة أن المعلمات هن بنات الأوطان وصانعات الحضارة وناقلات العلم والحكمة، وأن النصوص الشرعية كلها أكدت على ضرورة احترام المعلمين وتقديرهم لما يحملونه من رسالة عظيمة في بناء الإنسان والمجتمع.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن أول معلمة في التاريخ الإسلامي هي السيدة الشفاء بنت عبد الله القرشية، وكانت من القلائل من الصحابيات اللواتي أتقنّ القراءة والكتابة في صدر الإسلام، وكان لها دور كبير في تعليم النساء والأطفال القراءة والكتابة، كما علمت أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها – زوجة النبي صلى الله عليه وسلم – الكتابة، فكانت قدوة في نشر العلم والمعرفة بين نساء المسلمين.
في يومهم الدولي.. مجلس حكماء المسلمين: المعلمون هم الركيزة الأساسية في بناء الإنسان وصناعة الوعي
وزير الأوقاف يهنئ الرئيس بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة
الأوقاف: التعليم من أشرف المهن وأعظمها أثرًا في بناء الإنسان
رمضان عبدالمعز: العلم منحة إلهية يجب أن نحافظ عليها ونتواضع بها لله
وأضافت الدكتورة إيمان أن السيدة الشفاء رضي الله عنها كانت من أوائل المهاجرات اللواتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لها مكانة كبيرة عند رسول الله، فكان يزورها في بيتها، ويكرمها، ويأخذ برأيها، كما كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقدّمها في المشورة، ويُجلّ رأيها لمكانتها وفضلها وعلمها.
وأشارت إلى أن مكانة المعلمة في الإسلام عظيمة منذ فجر الدعوة الإسلامية، مستشهدة بدور السيدة عائشة رضي الله عنها التي كانت من أعلم الصحابة بعلم الفرائض – أي علم المواريث – وكان كبار الصحابة يرجعون إليها في كثير من المسائل الشرعية. فقد ورد عن الصحابي أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قوله: "ما أشكل علينا أمر في الدين إلا وأتينا عائشة فوجدنا عندها منه علمًا".
وأكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن هذا يدل على المكانة الرفيعة التي احتلتها المرأة العالمة والمعلمة في الإسلام، فهي ليست فقط ناقلة علم، بل صانعة أجيال، ومربية قلوب وعقول، ولها أثر بالغ في تهذيب النفوس وغرس القيم.
وأكدت الدكتورة إيمان أبو قُورة، على أن المعلمة المتعلمة الواعية بدينها ودنياها قادرة على صناعة جيلٍ ينهض بالمجتمع، يقوده بالعلم والخلق، مشيرة إلى أن الإسلام منذ بدايته رفع مكانة المرأة المعلمة وأعلى من شأنها، فهي شريكة في بناء الأمة وتحصينها بالعلم والإيمان.