قافلة الصمود لـعربي21: نواصل مسيرتنا نحو معبر رفح ولن نتراجع عن حراكنا
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
أكد عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين والمتحدث الرسمي باسم "قافلة الصمود"، وائل نور، أن "القافلة التي انطلقت من تونس يوم الجمعة 9 حزيران/ يونيو الجاري لا تزال في طريقها وتواصل مسيرتها بشكل طبيعي حتى الآن، ومن المقرر أن تصل إلى معبر رفح يوم 15 حزيران/ يونيو الجاري، وسنكون حينها إلى جوار كل الفعاليات الأخرى التي ستتحد في هذا اليوم"، مُشدّدا على أنهم لن يتراجعوا عن حراكهم الداعم لغزة.
وعلّق على البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية المصرية بخصوص فاعليات «المسيرة العالمية إلى غزة»، قائلا: "هذا البيان غير موجّه لنا على وجه الخصوص؛ فلسنا وفود أجنبية بل نحن وفود عربية، وما يحتوي عليه البيان لا ينطبق علينا؛ فقد قمنا بكل الإجراءات الرسمية المطلوبة، وأرسلنا ملف كامل خاص بقافلة الصمود إلى السلطات المصرية".
وأضاف المتحدث الرسمي باسم "قافلة الصمود"، : "مَن يتصور أننا سنعود بعد قطع كل هذه المسافة الطويلة بسبب بيان أو أي شىء آخر فهو ساذج، ولن يحول أحد بيننا وبين غزة، وثقتنا في الشعبين الليبي والمصري لا حدود لها. نحن متشبثون بالوصول إلى معبر رفح، ومتمسكون أيضا بأن يكون ذلك بموافقة السلطات المصرية وبالتنسيق معها، ولن نعود إلى تونس إلا بعد تحقيق أهدافنا".
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعربت عن تمسكها بالضوابط التنظيمية لزيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة من أجل ضمان أمن الوفود الزائرة.
جاء ذلك في بيان للوزارة تزامنا مع اقتراب وصول قافلة تضم ناشطين مغاربة إلى حدود مصر، على أمل الوصول لمدينة رفح الحدودية مع غزة.
وعن ردود الأفعال بخصوص حراكهم، أوضح نور، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "القافلة لاقت استقبالات جماهيرية كبيرة في تونس وليبيا، وهذا الدعم الشعبي يبرز مكانة القضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية، ويظهر تمسكهم بوحدتهم ورفضهم للإبادة والحصار في غزة".
وعلى المستوى الرسمي، قال نور إن "القافلة لم تتلق تواصلا مباشرا كبيرا من الحكومات، لكنها تتواصل مع جمعيات ومنظمات تنسق بدورها مع حكوماتها، وقد سُجّلت تسهيلات في الجوانب القانونية والإدارية والأمنية منذ انطلاق القافلة دون أي تعطيل إلى الآن".
وردا على اتهامات بعض وسائل الإعلام المصرية بأن القافلة تنفذ "أجندات خارجية"، أوضح نور: "هذه اتهامات ساذجة وغير جدية. القافلة تنظمها منظمات قانونية تونسية وطنية تقدمية، لها سجل نضالي معروف مع شعوب الجزائر وليبيا ومصر وفلسطين"، متابعا: "لا أفهم لماذا يُعدّ دعم غزة استفزازا للسلطات المصرية. هل المطالبة بكسر الحصار عن غزة تُعدّ عملا عدائيا؟".
وإلى نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
ما آخر التطورات الخاصة بقافلة الصمود؟ وإلى أين وصلت اليوم؟
قافلة الصمود التي انطلقت من تونس يوم الجمعة في التاسع من حزيران/ يونيو، ودخلت إلى ليبيا يوم الثلاثاء الماضي، ما زالت في طريقها وتسير نحو هدفها. خرجت الأربعاء من مخيم جودايم بمدينة الزاوية الليبية، ومرت بطرابلس ثم تاجوراء، ودخلت إلى زليتن. والمقرر أن نمر بعد ذلك إلى مصراتة، ثم نبيت في مصراتة، لكن ربما نضطر إلى المبيت في زليتن حسب تفاصيل العملية.
نحن نتهيأ الخميس لمغادرة غرب ليبيا والدخول إلى شرق ليبيا، سواء كان المبيت في مصراتة أو غيرها. وفي كل الأحوال، سنتحرك الخميس نحو الشرق.
متى من المقرر أن تصل القافلة إلى معبر رفح؟
من المقرر أن نصل إلى معبر رفح يوم 15 حزيران/ يونيو، ونكون حينها مع كل الفعاليات الأخرى، وخاصة فاعليات «المسيرة العالمية إلى غزة»، التي ستتواجد في رفح في اليوم ذاته.
كم يبلغ عدد المشاركين في "قافلة الصمود" حتى الآن؟
عدد المشاركين في قافلة الصمود في ازدياد يوما بعد يوم، خاصة مع انضمام الإخوة الليبيين.
كما شهدنا مطالب جديدة للانضمام إلى القافلة، حتى من التونسيين الذين التحقوا بسياراتهم إلى ليبيا.
العدد الذي أحصيناه الخميس كان 1500 شخصا، وهو في تزايد مستمر، لكن لا يمكننا تقديم عدد رسمي ونهائي قبل أن تستكمل هذه الزيادة.
نحن نجري العدّ يوميا الساعة السادسة أو السابعة مساءً، ونُعلن الرقم، وأعتقد أن العدد اليوم الخميس سيكون أعلى من العدد الخاص بيوم الأربعاء.
هناك آلافا يساهمون في تشيع القافلة، وهم في ازدياد كبير جدا، لكنهم ليسوا مشاركين فيها بمعنى حقيقي، إذ لن يعبروا الحدود المصرية معنا، حتى لو توفرت الموافقات، لأنهم لم يستكملوا الشروط القانونية اللازمة للسفر عبر الحدود.
هناك آلاف من المرافقين، لكن عدد المشاركين الحقيقيين لم يتجاوز بعد 2000 مشارك.
ما هي أهداف قافلة الصمود بشكل محدد، وماذا تختلف عن القوافل السابقة التي حاولت كسر الحصار؟
هدف قافلة الصمود هو كسر الحصار على قطاع غزة، ووقف جريمة الإبادة، وإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية، وإدخال الوفود الطبية والصحفية وطواقم الدفاع المدني، وكذلك الانطلاق في عمليات الإعمار.
هذه هي المطالب، وهذه هي الأهداف الرئيسية والأساسية لقافلة الصمود. وهي تختلف عن القوافل السابقة؛ لأن القوافل الماضية كانت تركز على إيصال مساعدات إنسانية فقط.
نحن نعتقد أنه لم يعد هناك جدوى من إيصال المساعدات؛ لأنها تراكمت وتكدست على معبر رفح وفي العريش، وكل حاوية أو شاحنة مساعدات ترسل تُرصف وتنتظر لأشهر.
الغزاويون لا يشتكون من عدم وصول المساعدات، بل يشتكون من عدم دخولها، والمتوفر منها على معبر رفح. لذلك، تختلف قافلتنا بأنها قافلة شعبية هدفها الضغط على الكيان الصهيوني لإدخال هذه المساعدات إلى غزة.
ما تقييمكم لردود الفعل الشعبية والرسمية إزاء قافلة الصمود؟
ردود الفعل الشعبية كانت عظيمة ورائعة، في تونس وليبيا، ومن كل مكان مررنا به.
استقبلت القافلة باستقبال كبير من قِبل الجماهير العربية التي حضرت لتحية القافلة ودعمها ومشاركتها وتشجيعها ومعاونتها.
هذا الأمر يبرز دور القافلة في دعم الشعب الفلسطيني، ويُظهر تشبث شعبنا العربي بوحدته تجاه المهام الملقاة عليه، وهي: وقف الإبادة، وكسر الحصار على قطاع غزة.
أما بالنسبة لردود الفعل الرسمية: فمنذ انطلاق القافلة وحتى هذه اللحظة، لا يوجد لدينا تواصل رسمي كبير مع الحكومات، لكننا نتواصل مع منظمات وجمعيات تتابع الأمور مع حكوماتها، كما أننا نتواصل بشكل مباشر فيما يتعلق بالإجراءات القانونية والإدارية.
منذ بداية القافلة وحتى الآن، لم نواجه أي تعطيل، بل وجدنا تفاعلا وتسهيلات في الإجراءات الإدارية والقانونية والأمنية.
لكن هل تتوقعون أن تواجه القافلة عوائق ميدانية أو أمنية خلال رحلتها؟ وكيف تستعدون لذلك؟
كان هناك تخوف من الجانب الليبي فيما يتعلق بالوضع الأمني المُعقّد في ليبيا، لكن كما أبلغنا مسبقا، وكما شهدنا بأم أعيننا عند قدومنا إلى هنا، فإن هذا الأمر غير موجود تماما، نحن نتحرك بحرية مع الليبيين، ونلقى ترحيبا في كل مكان.
كل الجهات الأمنية، بمختلف تشكيلاتها وتفرعاتها، ترافقنا وتصحبنا وتُحيينا، وقد أصبحت كأنها جزء من القافلة.. إذا، كان هذا التخوف في غير محله.
وكما أكد لنا الجميع قبل انطلاق القافلة أن الوضع في ليبيا، مهما كان مُعقّدا، ومهما اختلف الليبيون فيما بينهم، فإنهم لا يختلفون على القضية الفلسطينية.
أما بالنسبة للتعقيدات الإدارية والقانونية، فالوصول إلى رفح يحتاج إلى تراخيص إدارية وقانونية خاصة، فيما يتعلق بمصر؛ من حيث الفيزا الخاصة بالدخول إلى مصر، ثم التصريح الأمني الخاص بالدخول إلى العريش ورفح، وقد قدمّنا طلباتنا، ونحن الآن بانتظار رد السلطات المصرية عليها.
هل تواصلتم رسميا مع السلطات المصرية بشأن عبور القافلة من معبر رفح، وكيف كان الرد؟
تواصلنا مع السلطات المصرية بالفعل، حيث أرسلنا كتابةً إلى وزارة الخارجية المصرية، كما تم اتصال بشكل رسمي بين الهلال الأحمر التونسي ونظيره المصري.
بالإضافة إلى ذلك، قدمنا أوراقنا الرسمية لطلب الفيزا والدخول إلى مصر في إطار قافلة الصمود لدى السفارة المصرية.
وكان هناك لقاء بيننا وبين السفير المصري في تونس، وأوضحنا له طبيعة القافلة، وطلبنا منه تسجيل طلب الحصول على الفيزا، وقد تعهد سعادته بالرد، لكن حتى هذه اللحظة، لم يصلنا رد من السلطات المصرية، لا بالموافقة ولا بالرفض.
كيف استقبلتم قيام السلطات المصرية باحتجاز وترحل مشاركين بقافلة الصمود من مطار القاهرة؟
نحن نستنكر ونستغرب ما حدث، وهذا سلوك لا مبرر له؛ فالقانون يسمح لهؤلاء النشطاء بدخول مصر بعد أن حصلوا على تأشيرات دخول الأراضي المصرية، وقد راعوا الإجراءات المصرية، وبالتالي لديهم حق التظاهر والتعبير عن الرأي في إطار القوانين المعمول بها، وبالتالي فهذه الإجراءات في غير محلها، ونرى أنه من الأفضل وقف هذه الإجراءات غير القانونية والتي ستُعقّد الأوضاع أكثر في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
ما تعقيبكم على البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية المصرية بخصوص فاعليات «المسيرة العالمية إلى غزة»؟
نعتقد أن هذا البيان غير موجّه لنا على وجه الخصوص؛ فلسنا وفود أجنبية بل نحن وفود عربية، وما يحتوي عليه البيان لا ينطبق علينا؛ فقد قمنا بكل الإجراءات الرسمية المطلوبة، وأرسلنا ملف كامل خاص بقافلة الصمود إلى السلطات المصرية ومنها السفارة المصرية في تونس فضلا عن مراسلة وزارة الخارجية المصرية.
وإجمالا، مَن يتصور أننا سنعود بعد قطع كل هذه المسافة الطويلة بسبب بيان أو أي شىء آخر فهو ساذج، ولن يحول أحد بيننا وبين غزة، وثقتنا في الشعبين الليبي والمصري لا حدود لها، ولن نعود إلى تونس إلا بعد تحقيق أهدافنا.
ما خيارات القافلة في حال رفض السلطات المصرية للقافلة؟ وهل ربما تتراجعون عنها تحت أي ظرف؟ وهل هناك خطة طوارئ؟
نحن نأمل أن نحصل على الموافقة من السلطات المصرية، وهذه هي خطتنا الأساسية.
لا نود الحديث عن خطط بديلة، ولكن في كل الأحوال، لا يمكن لعاقل أن يعتقد أننا بعد أن عبرنا تونس وليبيا، وقطعنا آلاف الكيلومترات، سنعود بكل بساطة؛ فنحن متشبثون بالوصول إلى رفح، ومتمسكون أيضا بأن يكون ذلك بموافقة السلطات المصرية وبالتنسيق معها. ونحن نؤكد دائما أن إرادتنا من إرادة الشعوب وإرادة الشعوب لا تقهر مهما حدث.
كيف تردون على الاتهامات التي تُوجَّه إليكم في بعض وسائل الإعلام المصرية بأنكم تنفذون أجندات خارجية أو تستفزون السلطات المصرية؟ وهل يعد ذلك مُقدمة لمنع دخولها؟
الاتهامات الموجهة إلينا بتنفيذ أجندة خارجية هي اتهامات ساذجة وغير جدية؛ فقافلة الصمود ومنظميها والمنظمات المنضوية تحتها معروفة وطنيا، ومعروف انتماؤها وتوجهاتها، وهي توجهات وطنية تقدمية.
نحن منظمات قانونية ومنظمات تونسية، لدينا تاريخ طويل وحافل، تقاسمنا فيه النضال مع شعبنا الجزائري والليبي والمصري والفلسطيني، وهذه الاتهامات في غير محلها على الإطلاق.
أما من حيث استفزاز السلطات المصرية، فالحقيقة أننا لم نفهم لماذا طُرحت هذه النقاط، وهل القول بأننا نريد كسر الحصار عن قطاع غزة يعتبر استفزازا للسلطات المصرية؟
في الحقيقة، لم أفهم هذا الطرح، ولا سبب اعتبار بعض وسائل الإعلام أن مطالبتنا بالوصول إلى رفح والاحتجاج على الحصار هو استفزاز للسلطة المصرية.
هل المشاركين في القافلة يتبعون تيارات سياسية بعينها كما يقول البعض؟
قافلة الصمود هي قافلة شعبية مستقلة، ليس لها أي توجه حزبي أو أيديولوجي، وهي تتكون من مواطنين داعمين للحق الفلسطيني، ويشمل هؤلاء المواطنين أفرادا لديهم أفكار سياسية متنوعة أو مختلفة، ومن كل التوجهات، وهم جزء من شعبنا.
وعلى الرغم من الاختلافات في توجهاتهم الفكرية، فإن القضية الفلسطينية دائما ما تكون عاملا موحدا لهم، وهؤلاء المشاركون ملتزمون التزاما كاملا وخالصا بالخط السياسي للقافلة، والذي يمنع أي تصادم مع الأنظمة، ويتمسك بالخطاب الإنساني، والنضال المدني السلمي.
ما الرسالة التي ترغبون في توجيهها للشعب المصري في ظل ما تتعرض له القافلة من تشويه إعلامي؟
رسالتنا للشعب المصري هي أن يستقبل قافلة الصمود، وأن يحميها، ويحيط بها، ويدعمها، وأن يكون مثل الشعب التونسي والشعب الليبي.
وأعتقد أنه لو مرت هذه القافلة في أي شبر من الأراضي العربية، لكان استقبالها ضخما.
ونحن على يقين بأن الشعب المصري لا يحتاج إلى أي رسالة في هذا الخصوص، وسيكون استقباله للقافلة ودعمه لها أكثر حتى من استقبال التونسيين والليبيين، ونحن واثقون من ذلك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات قافلة الصمود معبر رفح المصرية غزة مصر إسرائيل غزة معبر رفح قافلة الصمود المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزارة الخارجیة المصریة السلطات المصریة قافلة الصمود إلى معبر رفح إلى غزة فی تونس
إقرأ أيضاً:
السلطات المصرية تغلق المدارس السودنية بالإسكندرية و مخاوف من ضياع العام الدراسي
أصدرت السلطات المصرية قراراً قضي بـ«إغلاق جميع المدارس السودانية» العاملة في مدينة محافظة الإسكندرية، ما أثار قلقًا واسعًا داخل أوساط الجالية السودانية المقيمة في مصر خاصة بعد فتح المدارس السودانية إجراءات تسجيل الطلاب و دفع الرسوم.
الإسكندرية ـــ التغيير
و جاء هذا القرار بعد توجيه سلسلة من التحذيرات إلى إدارات المؤسسات التعليمية في الاسكندرية، بخصوص ما وصفته الجهات المختصة بـ«مخالفات تنظيمية وإدارية جسيمة».
و أثار هذا الإغلاق المفاجئ دون إعلان مسبق تساؤلات حول مستقبل آلاف الطلاب السودانيين الذين يعتمدون على هذه المدارس مصدرًا أساسيًا للتعليم، لا سيما في ظل محدودية البدائل المتاحة في المدينة الساحلية.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن قرار الإغلاق يأتي ضمن خطة أوسع تنفذها وزارة التربية والتعليم المصرية، لإعادة تنظيم أوضاع المدارس الأجنبية داخل البلاد، بما يتماشى مع القوانين التعليمية المعتمدة.
وتستهدف الخطة ضبط العملية التعليمية في ظل تزايد أعداد الجاليات الأجنبية، عبر فرض معايير جودة صارمة تضمن التوافق مع السياسات التربوية الوطنية، وسبق أن أوضحت السلطات المصرية إن هذه الإجراءات تعتبر جزءًا من استراتيجية حكومية تهدف إلى تعزيز الرقابة على المؤسسات التعليمية غير المصرية، وضمان التزامها بالضوابط القانونية والإدارية.
و أكدت السلطات المصرية على أن التراخيص المستقبلية لن تُمنح إلا للمؤسسات التي تلتزم بشكل كامل باللوائح الرسمية المعمول بها، وشددت على أن توفير بيئة تعليمية آمنة ومؤهلة يمثل أولوية قصوى في السياسات التعليمية للدولة، ونوهت إلى أن استقرار الطالب وولي الأمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال مؤسسات تعليمية تلتزم بالمعايير المهنية والإدارية، وقال إن هذا الأمر دفع الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه المدارس التي لم تستوفِ تلك الشروط، بما في ذلك «المدارس السودانية في الإسكندرية».
و تُعد المدارس السودانية في مصر خيارًا تعليميًا أساسيًا لآلاف الطلاب من أبناء الجالية، لا سيما أن معظمها يعتمد «المنهج السوداني الرسمي»، ما يجعل من قرار الإغلاق تحولًا مفصليًا في مستقبلهم الدراسي ويكتسب القرار أهمية خاصة في مدينة الإسكندرية التي تستضيف عددًا كبيرًا من الأسر السودانية، حيث تعتمد هذه العائلات على تلك المدارس لتوفير تعليم يتماشى مع خلفياتهم الثقافية والأكاديمية ويُتوقع أن يواجه الطلاب وأولياء الأمور تحديات كبيرة في البحث عن بدائل تعليمية مناسبة خلال الفترة المقبلة.
ووفقًا لبيانات غير رسمية، تستضيف مصر أكثر من مليون سوداني مقيم، من بينهم عدد كبير من الأسر التي تعتمد على المدارس السودانية بشكل رئيسي لتعليم أبنائها ومع إغلاق هذه المؤسسات في الإسكندرية، يُرجّح أن يتصاعد الطلب على حلول بديلة، سواء عبر الالتحاق بمدارس دولية أخرى أو البحث عن خيارات تعليمية عبر الإنترنت ويأتي هذا الضغط في وقت تشهد فيه المنظومة التعليمية المصرية تحديات متزايدة في استيعاب الطلاب الأجانب، ما يفتح الباب أمام نقاشات موسعة حول سياسات التعليم للجاليات.