باحث إسرائيلي: تركيا تملأ فراغ إيران وتعيد تشكيل تحالفات الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
حذر الباحث والكاتب الإسرائيلي أفرايم إنبار من تصاعد نفوذ تركيا في الشرق الأوسط على حساب إيران، معتبراً أن المرحلة الحالية تشهد "تحولاً استراتيجياً كبيراً" في موازين القوى الإقليمية.
وفي تحليل مطوّل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، أشار إنبار، وهو رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إلى أن "الفوضى التي تعصف بالشرق الأوسط منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وانهيار الدولة السورية لاحقًا، ساهمت في إضعاف المعسكر الإيراني"، ممهداً الطريق أمام أنقرة للتمدد السياسي والعسكري في المنطقة.
وبحسب المقال فإن الحرب الإسرائيلية متعددة الجبهات، خاصة تلك التي تركزت في غزة وجنوب لبنان، أضعفت الأذرع الإقليمية لإيران، وأضعفت "موقع طهران الاستراتيجي" كقوة إقليمية.
ويذهب الكاتب إلى أبعد من ذلك، حين يقول إن نظام بشار الأسد "سقط فعليًا"، وإن قوى إسلامية مدعومة من تركيا باتت تُحكم قبضتها على دمشق، ما يعكس تراجع النفوذ الإيراني في سوريا لصالح أنقرة.
وفي هذا السياق، يرى إنبار أن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب التدريجي من شمال سوريا منح تركيا أفضلية استراتيجية، خاصة مع "طمأنة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لأنقرة"، وهو ما جعلها تتحرك بثقة أكبر لتوسيع نفوذها في مناطق النزاع، مستندة إلى خطابها العثماني القديم – كما يقول.
ولفت الكاتب إلى أن خطاب أردوغان عام 2011، والذي تحدث فيه عن "نهضة تمتد إلى سراييفو وبيروت ودمشق ورام الله والقدس"، يجسد الرؤية العثمانية الجديدة التي تسعى تركيا لإحيائها، عبر أدوات سياسية وعسكرية واقتصادية.
ووفقاً للمقال، فإن عقيدة "الوطن الأزرق" (Mavi Vatan) التركية، التي تقوم على تعزيز السيطرة البحرية في شرق المتوسط وبحر إيجه، تأتي ضمن هذا التصور الاستراتيجي، وتُترجم ميدانياً عبر صفقات التسليح البحري وتوسيع الأسطول التركي لحماية مصالح أنقرة في الطاقة والغاز شرق المتوسط.
وأشار إنبار إلى أن "السخاء المالي القطري" كان أحد العوامل الأساسية في دعم صعود تركيا الإقليمي، من خلال الاستثمارات المباشرة والدعم المالي أثناء الأزمات الاقتصادية، مما سمح لأنقرة بتجاوز الضغوط المالية واستمرار مغامراتها الخارجية.
ولم يُخفِ الكاتب موقفه الرافض للدور القطري، قائلاً إن الدوحة باتت "أحد أكبر ممولي الإسلام السياسي في العالم"، منتقدًا ما وصفه بـ"تجاهل الغرب لدورها في تمويل الإرهاب ودعم حركات مثل حماس وداعش".
ويختتم إنبار مقاله بتحذير من مرحلة جديدة يراها "أكثر خطورة"، معتبراً أن "إضعاف إيران الشيعية لا يعني بالضرورة الاستقرار، بل قد يؤدي إلى بروز تحالف سني راديكالي"، داعياً الدول الديمقراطية إلى "إدراك هذا التهديد ومواجهته".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية تركيا إيران سوريا إيران سوريا تركيا نفوذ تركيا صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مباحثات بين بوتين ونتنياهو حول 3 قضايا مهمة
ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع في غزة، في مكالمة هاتفية اليوم، وفقًا لبيان صادر من الكرملين.
وأوضح بيان الكرملين أن بوتين ونتنياهو أعربا عن اهتمامهما بإيجاد حلول تفاوضية للوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وتعزيز الاستقرار في سوريا.
وشدد بيان للكرملين على أن بوتين أكد لنتنياهو موقف روسيا الثابت المؤيد للتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي.
وأشاد كيريل دميترييف، رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة والممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي الدولي، بالدور البارز الذي لعبه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف في صياغة خطة الرئيس دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة.
وقال دميترييف في منشور عبر منصة "أكس"، أمس الأحد أن ويتكوف كان القوة الدافعة الأساسية خلف خطة ترامب للسلام في غزة، معتبراً أنها وضعت بهدف تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.
وأضاف أن وسائل إعلام أمريكية بارزة، وعلى رأسها صحيفة نيويورك تايمز، حاولت تقويض جهوده عبر تشويه سمعته والتشكيك في مصداقية العملية.