حذر الباحث والكاتب الإسرائيلي أفرايم إنبار من تصاعد نفوذ تركيا في الشرق الأوسط على حساب إيران، معتبراً أن المرحلة الحالية تشهد "تحولاً استراتيجياً كبيراً" في موازين القوى الإقليمية.

وفي تحليل مطوّل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، أشار إنبار، وهو رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إلى أن "الفوضى التي تعصف بالشرق الأوسط منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وانهيار الدولة السورية لاحقًا، ساهمت في إضعاف المعسكر الإيراني"، ممهداً الطريق أمام أنقرة للتمدد السياسي والعسكري في المنطقة.



وبحسب المقال فإن الحرب الإسرائيلية متعددة الجبهات، خاصة تلك التي تركزت في غزة وجنوب لبنان، أضعفت الأذرع الإقليمية لإيران، وأضعفت "موقع طهران الاستراتيجي" كقوة إقليمية.

ويذهب الكاتب إلى أبعد من ذلك، حين يقول إن نظام بشار الأسد "سقط فعليًا"، وإن قوى إسلامية مدعومة من تركيا باتت تُحكم قبضتها على دمشق، ما يعكس تراجع النفوذ الإيراني في سوريا لصالح أنقرة.


وفي هذا السياق، يرى إنبار أن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب التدريجي من شمال سوريا منح تركيا أفضلية استراتيجية، خاصة مع "طمأنة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لأنقرة"، وهو ما جعلها تتحرك بثقة أكبر لتوسيع نفوذها في مناطق النزاع، مستندة إلى خطابها العثماني القديم – كما يقول.

ولفت الكاتب إلى أن خطاب أردوغان عام 2011، والذي تحدث فيه عن "نهضة تمتد إلى سراييفو وبيروت ودمشق ورام الله والقدس"، يجسد الرؤية العثمانية الجديدة التي تسعى تركيا لإحيائها، عبر أدوات سياسية وعسكرية واقتصادية.

ووفقاً للمقال، فإن عقيدة "الوطن الأزرق" (Mavi Vatan) التركية، التي تقوم على تعزيز السيطرة البحرية في شرق المتوسط وبحر إيجه، تأتي ضمن هذا التصور الاستراتيجي، وتُترجم ميدانياً عبر صفقات التسليح البحري وتوسيع الأسطول التركي لحماية مصالح أنقرة في الطاقة والغاز شرق المتوسط.

وأشار إنبار إلى أن "السخاء المالي القطري" كان أحد العوامل الأساسية في دعم صعود تركيا الإقليمي، من خلال الاستثمارات المباشرة والدعم المالي أثناء الأزمات الاقتصادية، مما سمح لأنقرة بتجاوز الضغوط المالية واستمرار مغامراتها الخارجية.


ولم يُخفِ الكاتب موقفه الرافض للدور القطري، قائلاً إن الدوحة باتت "أحد أكبر ممولي الإسلام السياسي في العالم"، منتقدًا ما وصفه بـ"تجاهل الغرب لدورها في تمويل الإرهاب ودعم حركات مثل حماس وداعش".

ويختتم إنبار مقاله بتحذير من مرحلة جديدة يراها "أكثر خطورة"، معتبراً أن "إضعاف إيران الشيعية لا يعني بالضرورة الاستقرار، بل قد يؤدي إلى بروز تحالف سني راديكالي"، داعياً الدول الديمقراطية إلى "إدراك هذا التهديد ومواجهته".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية تركيا إيران سوريا إيران سوريا تركيا نفوذ تركيا صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

باحث أمني إسرائيلي: نزع سلاح حماس غير ممكن والحرب في أزمة شرعية 

#سواليف

كتب الباحث والمستشار في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، عازر غات، في تحليل مطوّل نُشر مؤخرًا أن “إسرائيل” تواجه اليوم مفترق طرق سياسيًا وعسكريًا، في ظل غياب يقين سياسي أو جدوى عسكرية واضحة لاستمرار الحرب في قطاع #غزة. ويشير إلى أن أي تقييم جاد للوضع يستلزم الابتعاد عن الوهم، ورفض خداع الذات بالافتراضات التي تروّج لها بعض #الأوساط_السياسية لدى الاحتلال بشأن صفقات #إنهاء_الحرب.

يرى غات أن الانقسامات الداخلية حول #الحرب وشروط إنهائها تتقاطع إلى حد كبير مع الانتماءات السياسية، معتبرًا أن الخطاب المتطرف الذي بدأ في هامش الحكومة الحالية وانتقل إلى مركزها، ألحق ضررًا جسيمًا بمكانة “إسرائيل” في أوروبا، وفاقم أزمة الشرعية الدولية، في ظل تدهور العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وتغير المزاج السياسي الأميركي منذ ولاية ترامب. ويضيف أن تسييس قضية الحرب و #الأسرى وتغليب الاعتبارات الأيديولوجية والفردية على الاعتبارات الاستراتيجية، يدفع بالنقاش العام في “إسرائيل” نحو الانغلاق والتحزب على حساب الواقعية.

وفي ما يتعلق بما يسمى بـ”الخطة المصرية” لإنهاء الحرب، يشير غات إلى أن التفاؤل بشأن نزع سلاح حماس غير واقعي، بل إن الدول العربية التي دعمت هذه الخطة كانت على دراية كاملة بحدود الممكن. ووفقًا لرأيه، فإن دخول قوات عربية إلى غزة لم يعد مطروحًا، كما أن لا السلطة الفلسطينية ولا الفصائل الموالية لها قادرة على حكم القطاع أو مواجهة حماس عسكريًا. ورغم دعمه المبدئي لإعادة السلطة إلى غزة بعد الحرب، يرى أن ذلك لن يتحقق إلا إذا أضعفت حماس بشكل جوهري.

مقالات ذات صلة لازاريني: لا يمكن لألعاب الجوع المرعبة أن تصير واقعاً في غزة 2025/06/12

ويُفنّد غات ادعاءات المتفائلين بإمكانية منع تكرار هجوم مشابه لـ7 أكتوبر حتى لو أعادت #حماس بناء قوتها، مؤكدًا أن التهديد الصاروخي بحد ذاته كافٍ ليُعيد شبح فقدان الردع، ويحذر من أن انسحاب “إسرائيل” في ظل هذه المعطيات سيُعدّ إخفاقًا مدويًا في نظر الجمهور الإسرائيلي. كما يرفض فرضية أن الهدف العسكري يتمثل بالقضاء على “آخر عنصر في حماس”، معتبرًا أن الأهداف الواقعية تتعلق بإضعاف القيادة، وتفكيك البنى التنظيمية، وكسر السيطرة الفعلية لحماس على الإمدادات والمعابر.

ويشدد غات على أن “أحد مطالب حماس الصريحة في أي #صفقة_تبادل هو عودة الإمدادات إلى ما كانت عليه”، وهو ما يعكس سعي الحركة لاستعادة نفوذها الميداني. ويضيف أن “حماس ربما تقبل بالتخلي عن الإدارة المدنية، لكنها لا تتنازل عن السيطرة العسكرية الفعلية”.

ويحذر من مقولة “يمكننا استئناف الحرب لاحقًا”، إذ يعتبرها وهمًا خطيرًا، لأن حماس في حال إعادة ترميم قدراتها، ستتحصن في شبكة الأنفاق، ولن تكون الغارات الجوية أو العمليات المحدودة قادرة على كسر قوتها. كما يشير إلى أن المجتمع الدولي، بما فيه إدارة ترامب، لن يمنح “إسرائيل” هامش المناورة الذي حظيت به خلال هذه الحرب، خصوصًا مع اشتداد الانتقادات الأوروبية.

ويخلص غات إلى أن الجمع بين تصريحات متطرفة مثل “سنُبيد كل غزة من أجل إسقاط حماس” التي يرددها الوزير بتسلئيل سموتريتش، وبين تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن “تحقيق رؤية ترامب في غزة”، ينذر بكارثة سياسية واستراتيجية على المستويين الدولي والداخلي. ويعرب عن اعتقاده أن نتنياهو يدرك استحالة تنفيذ ترحيل جماعي أو إقامة مستوطنات جديدة في القطاع، لكنه يستمر بلعب الورقة الخطابية من أجل إرضاء شركائه المتطرفين، ما يمنع الحكومة من تبني هدف واقعي.

مقالات مشابهة

  • متخصص في شؤون الشرق الأوسط: المملكة باتت تمثل محورًا رئيسًا في إعادة تشكيل كرة القدم العالمية
  • باحث : الغارة الإسرائيلية على إيران تستهدف قيادات عسكرية ومنشآت استراتيجية
  • تصعيد إسرائيلي-إيراني غير مسبوق يشعل الشرق الأوسط وتحذيرات أمريكية من "صراع واسع النطاق"
  • باحث أمني إسرائيلي: نزع سلاح حماس غير ممكن والحرب في أزمة شرعية 
  • ترامب: نخرج موظفين أميركيين من الشرق الأوسط بسبب “الخطر” المحتمل في ظلّ التوتّرات الراهنة مع إيران
  • توتر الشرق الأوسط يشعل أسعار النفط عند 70 دولارًا… والبنزين في تركيا سيتجاوز 50 ليرة
  • تقرير إسرائيلي: إنذارات أمنية بريطانية دفعت أميركا لإخلاء رعاياها من الشرق الأوسط
  • إعلام إسرائيلي: دول غربية تحذر رعاياها من تطورات أمنية محتملة في الشرق الأوسط
  • إيران تهدد أمريكا باستهداف قواعدها في الشرق الأوسط وتتوعد: خسائركم ستكون أكبر