فِيبا أحمد نائب رئيس قسم المبيعات العقارية – بيوت: في مدينة تتلاحم فيها البنية التحتية مع الابتكار، تواصل دبي ترسيخ مكانتها كرمز عالمي للتخطيط الحضري الطموح. فقد بدأت أعمال تنفيذ خط المترو الأزرق، والذي سيضم قريبًا أعلى محطة مترو في العالم عند خور دبي، في إنجاز يتجاوز كونه تطورًا في قطاع النقل، ليُشكل محطة محورية في مستقبل سوق العقارات.

وبتكلفة إجمالية تبلغ 18 مليار درهم إماراتي (4.9 مليار دولار)، سيمتد هذا المشروع الجديد على طول 30 كيلومترًا، رابطًا بين مناطق سكنية رئيسية مثل مردف وواحة دبي للسيليكون، وداعمًا في الوقت ذاته لتحول دبي كريك هاربور إلى وجهة حضرية عالمية. وعند اكتماله، ستصل شبكة مترو دبي إلى 131 كيلومترًا، تخدم 78 محطة، مما يعزز الوصول، ويعيد تشكيل أنماط التنقل والاستثمار في المدينة.

البنية التحتية محرك للطلب العقاري
لطالما كانت مشاريع النقل الكبرى في دبي مرتبطة بشكل مباشر بارتفاع الطلب العقاري. فعند الإعلان عن تطوير طريق أو محطة جديدة، نشهد عادةً ازدياد ملحوظ في نسب الإقبال على المناطق المجاورة خلال فترة زمنية قصيرة. وقد رصدت منصة بيوت هذا التأثير سابقًا وذلك مع توسيع نطاق الخطين الأحمر والأخضر للمتروك حيث ارتفعت معدلات البحث في مناطق مثل الفرجان، ودبي للاستثمار (DIP)، ودبي الجنوب.

ومع انطلاق أعمال خط المترو الأزرق، يُتوقع أن تشهد المناطق الواقعة على مساره – لا سيما واحة دبي للسيليكون ومردف – طفرة جديدة في الطلب. فالأولى توفر قيمة عقارية جذابة لقربها من مجمعات التقنية الحيوية، بينما تقدم الثانية بيئة مثالية للعائلات، مع مدارس ومرافق مجتمعية متكاملة. ويُعزز المترو من جاذبية هذه المناطق بشكل كبير.

دعم لرؤية دبي الحضرية 2040
لا يُعد المشروع مجرد حل لمشكلة الازدحام، بل هو تجسيد عملي لرؤية دبي الحضرية 2040، التي تهدف إلى تنمية محاور عمرانية عالية الكثافة ومتصلة بوسائل نقل مستدامة، ما يضمن استدامة النمو وارتباطه بجودة الحياة.

بالنسبة للوسطاء العقاريين، يمثل هذا التوسع دعوة للبقاء في المقدمة. فالمشتري الآن لا يبحث فقط عن عقار، بل عن أسلوب حياة، وكفاءة تنقل، وعائد استثماري طويل الأمد. وهنا يبرز دور المنصات الذكية مثل بيوت، المصممة خصيصًا لمساعدة الباحثين عن عقار على اتخاذ قرارات مدروسة مبنية على البيانات والتحليلات.

وقد بدأت بيوت بالفعل برصد التأثير الإيجابي لمشاريع البنية التحتية على السوق من خلال أدواتها المعززة بالذكاء الاصطناعي، مثل تروإستميت TruEstimate™ و تروبروكر TruBroker™، التي تُمكّن المستخدمين من تقييم العقارات ليس فقط بناءً على السعر أو المساحة، بل أيضًا على أساس الإمكانات المستقبلية التي تولّدها مشاريع كبرى مثل مشروع المترو الأزرق.

مستقبل مشرق – محطة تلو الأخرى
تكتب دبي اليوم فصلًا جديدًا في مسيرتها التنموية – محطة تتلوها محطة. ومع كل تطور حاصل على البنية التحتية، تتغير معالم سوق العقارات من حيث الطلب، والفرص، والقدرة على تحقيق عوائد طويلة الأجل. إن هذه ليست مجرد خطوة تختص بالمواصلات والتنقل… بل هي قصة عن النمو الحضري المدروس والمستدام.

 


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: البنیة التحتیة

إقرأ أيضاً:

بيوت تُمحى وأسر تُشرّد..مجزرة المساكن وجه آخر للحرب في غزة

د. حكمت المصري

يجلس رامي أبو ليلة (35 عامًا) داخل خيمته التي نصبها فوق أنقاض منزله في حي الزيتون، كان البيت العائلي القديم يحتضن ثلاث أسر وذكريات أربعة أجيال.

يقول وهو يحدّق في الركام: "كان بيتنا محور كل شيء، الأعياد، السهرات، الخلافات، والصلح.عاش فيه جدي وأبي وأنا وأطفالي".

عاد رامي بعد توقف القصف ليجد أن الشارع الذي احتضن طفولته قد اختفى بالكامل: "مش قادر أستوعب، المكان اللي قضيت عمري فيه صار كأنه صحراء".

اليوم يعيش رامي مع 14 فردًا من عائلته في خيام متواضعة. يبدأ يومه بالانتظار الطويل للحصول على دلو ماء، بينما يعجز عن توفير أبسط احتياجات أطفاله.

يقول بحسرة: "أنا الأب بس مش قادر أحميهم، لا من البرد ولا المرض ولا الجوع".

سميرة مطر، بيتٌ من محبة ينقلب إلى ظلام من بيت حانون، تروي سميرة مطر (44 عامًا) لحظة انهيار منزلها في الأشهر الأولى من الحرب: "أول صوت كان صراخ ابني، وثاني صوت كان سقوط الجدار".

كان منزلها بسيطًا، لكنه مليئ بالتفاصيل الصغيرة التي صنعتها بيديها.

تقيم اليوم في مدرسة مكتظّة بالنازحين، وتتقاسم غرفة لا تتجاوز 20 مترًا مربعًا مع أربع عائلات أخرى.

وتصف حال أطفالها: "طفلي صار يخاف من أي صوت، حتى صوت تكسير الحطب بيبكيه".

سائد لافي، حلم غرفة جديدة يتحول إلى ركام أنهى سائد لافي (31 عامًا) قبل أشهر من بدء الحرب بناء غرفة جديدة لأطفاله.

كان يعمل بنّاءً ويعرف كل حجر في منزله.

يقول: "اليوم ما بقي من البيت إلا ركام، ما بتعرف إذا هذا الحجر من غرفة النوم ولا من المطبخ".

نزح أكثر من أربع مرات، ليستقر أخيرًا في خيمة لا تقيه الرياح ولا البرد.

وتؤلمه لحظة تعلّق ابنته الصغيرة بقطع القماش وهي تحاول تنظيف الخيمة قائلة: "هذا بيتنا الجديد يا بابا؟" مرام علي، أم تفقد زوجها وبيتها وعالمها مرام علي (32 عامًا)، أم لطفلين من جباليا، فقدت زوجها في الأيام الأولى للحرب، كانت تعمل معلمة روضة وتعتني ببيت صغير مليء بالصور والألوان.

تقول: "بيتي كان وطن، واليوم أنا بلا زوج ولا وطن اعيش مع أطفالي من نزوح الي اخر ".

تعيش مرام في خيمة مشتركة مع 15 شخصًا، وتصف ليل النازحين: "صوت بكاء الأطفال ما بيفارقنا... ما في نوم ولا راحة".

"مجزرة المساكن" تحذير أممي أطلق المقرر الخاص للأمم المتحدة للحق في السكن اللائق، بلاكريشنان راجاغوبال، تحذيرًا شديد اللهجة من حجم الدمار المتراكم في قطاع غزة، واصفًا ما يحدث بأنه "مجزرة مساكن ممنهجة" تشكّل جزءًا من الإبادة الجماعية بحق المدنيين.

وأكد أن استهداف الأحياء السكنية لا يقتصر على مناطق الاشتباكات، بل يمتد بشكل يثير القلق الدولي إلى مناطق باتت تحت السيطرة الكاملة للقوات الإسرائيلية، في ما يعزّز التساؤلات حول الطابع المتعمّد لعمليات الهدم.

وبحسب المسؤول الأممي، أصبحت مئات آلاف العائلات بلا مأوى، فيما يعيش معظم النازحين في خيام أو ملاجئ مكتظّة تفتقر إلى أبسط مقوّمات الحياة، وسط انهيار كامل للبنية التحتية ونقص شديد في المياه والغذاء والدواء.

كارثة إنشائية غير مسبوقة في بيان رسمي، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن القطاع يواجه ما بين 65 و70 مليون طن من الركام والأنقاض، تشمل منازل ومنشآت ومرافق حيوية مدمّرة.

وأشار البيان إلى وجود أكثر من 20 ألف جسم متفجّر غير منفجر، ما يجعل غزة وفق توصيفه أمام "أكبر كارثة إنشائية وإنسانية في التاريخ الحديث".

ويرى المكتب أن حجم الدمار بلغ مستوى غير مسبوق، وأن الأنقاض باتت تعيق وصول المساعدات وتشلّ جهود الإنقاذ والإغاثة.

صورة أكبر لمأساة مستمرة ما بين تصريحات الأمم المتحدة وشهادات الناجين، تبدو الصورة واضحة غزة تتعرض لعملية تدمير واسعة النطاق، تُسلب معها المساكن والأمان والحياة الطبيعية.

خيام تتسرّب منها الأمطار، شوارع تحوّلت إلى ركام، وأطفال فقدوا القدرة على الشعور بالأمان.

ويبقى السؤال معلّقًا: إلى متى تستمر "مجزرة المساكن"؟ وإلى أي مدى يمكن للعالم أن يواصل تجاهل كارثة تعيد تشكيل حياة شعب كامل تحت وطأة الانتظار والبرد والجوع وانعدام اليقين؟

مقالات مشابهة

  • غسل 100 مليون في العقارات.. لماذا استأنفت النيابة على براءة حسن راتب؟
  • بالتفصيل.. "البنية التحتية" بالرياض يستعرض تجارب التخطيط الحضري
  • «رواسي البناء للاستثمار» و«زد تي إي» الصينية تبحثان التعاون في مشاريع البنية التحتية للطاقة والاتصالات
  • أسعار اشتراكات وتذاكر المترو لعام 2026 | تعرف عليها
  • تنفيذ مبادرات مجتمعية في صنعاء وتعز والحديدة لتعزيز البنية التحتية
  • بيوت تُمحى وأسر تُشرّد..مجزرة المساكن وجه آخر للحرب في غزة
  • التمثيل التجاري المصري: البنية التحتية ركيزة أساسية لتعزيز الاستثمارات في الدول
  • رئيس جامعة القاهرة: تحديث البنية التحتية لقصر العيني الفرنساوي
  • متحدث الوزراء: تعزيز العلاقات مع الجزائر في مشروعات البنية التحتية والصناعة خلال الفترة المقبلة
  • سفير أستراليا بالقاهرة للإذاعة المصرية: نثمن جهود السيسي في تطوير البنية التحتية