موقع النيلين:
2025-06-22@13:24:51 GMT

البشير: حين يغيب القائد المهني

تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT

لا يُولد الفراغ، بل تتمدّد الظلال.

حين يغيب القائد، لا يتكوّن الفراغ فجأة، بل تبدأ الظلال بالامتداد؛ ظلالٌ من التردّد، ومن الحذر، ومن اجتهادات فردية تمضي دون هدى، تتخبّط في غياب البوصلة.
ومع مرور الوقت، لا تبهت القيادة وحدها، بل تضمحلّ معها تلك المعاني التي تمنح الحياة للمؤسسات: روح المبادرة، حسّ المسؤولية، ونور القرار الذي يحسم ولا يؤجّل.

في مؤسساتنا اليوم، لم يعُد كافيًا أن يجلس أحدهم على كرسي القيادة ليصنع الأثر.
كثيرون يشغلون المناصب، لكنهم يختبئون خلف اللوائح والتعليمات،
وكأنّ تجنّب الخطأ أهم من ابتكار الحل.
من أُوكلت إليهم مسؤولية القرار ينتظرون الضوء الأخضر، ومن أُتيح لهم هامش المبادرة، آثروا الوقوف على الهامش.
غدت المبادرة مثل طيفٍ عابر؛ تظهر وتختفي في بيئة مرتجفة، تُحبّ الجمود وتهاب الحركة، ويُثقلها الروتين.

مشكلتنا ليست في نقص القوانين، بل في غياب من يملك الشجاعة والعقل الراجح لتفعيلها، ولا في غياب الكفاءات، بل في قِلّة من يحرّرونها من عقدة الخوف، ومن نظامٍ يُكبّل لا يُمكّن.

فهل نحن أمام أزمة أفراد؟ أم أمام أزمة أعمق من ذلك… أزمة ثقافة؟

غالبًا، هي أزمة ثقافة؛ ثقافة تمجّد الامتثال وتكافئ الصمت، وتُفضّل النسخ على الإبداع، والانتظار على الإقدام.
ثقافة تعتقد أن إدارة الأمور تكفي، بينما تغفل أن القيادة تعني أكثر من التنسيق والجدولة؛ إنها تعني الإلهام، وتحريك الساكن، والجرأة على السير في دربٍ لم يُجَرّب بعد.

بالرّغم من ذلك، هناك ومضات أمل…
نراها في أولئك الذين لا يصنعون الضجيج، بل يمضون بالفعل، في من يؤمن أن القيادة ليست موقعًا ولا رتبة، بل خُلُقٌ يُمارَس، وبصيرةٌ يُهتدى بها، كما ان استعادة القيادة لا تأتي من جلد الذات، بل من إعادة البناء:
نبني بيئة عمل تُكرِّم السؤال ولا تُخيف منه،
وتعليمًا يُعلّم التفكير لا الحفظ، ويربّي على المسؤولية لا على الامتحان، ونظام مساءلة يحمي النزاهة دون أن يخنق الاجتهاد، ووعيًا عامًا يدرك أن القائد ليس من يُصدر الأوامر فقط، بل من يحمل الهمّ، ويُشعل الفكرة، ويُمهد الطريق للآخرين.

فلنسأل أنفسنا ببساطة وصدق:
ما الذي يعيد للقيادة معناها؟
هل هو تعليم يُوقظ العقول؟
أم مساءلة عادلة تنبّه ولا تُهين؟
أم مناخٌ يحتضن الجرأة ولا يعاقبها؟

ربما كلّ ذلك…
وربما، قبل كل شيء، هو الإيمان بأن غياب القائد لا يعني الغياب الكلي، بل لحظة ينبغي أن توقظ فينا جميعًا إحساس المسؤولية، فالقائد، في النهاية، ليس شخصًا يُنتظر،
بل ثقافة تُتَشارَك.
ولن نستعيد المعنى الحقيقي للقيادة،
إلا حين نكفّ عن البحث عن “القائد”،
ونبدأ في صناعة القيادة في كل زاوية من مؤسساتنا، في كل قرارٍ صغير، في كل لحظة مسؤولية.
عندها فقط،
لن تكون القيادة لقبًا على ورق، بل روحًا تنبض في كل تفصيلة.
لن تكون ظلًّا يتبع فردًا، بل حضورًا يسكن الجماعة.
لا رتبة تُطلب، بل معنى يُعاش.

للحديث بقية في الحلقة القادمة، “عبد المأمور”

م. عامر البشير – وكالة عمون الإخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

صدمة للأهلي.. نجم الفريق يغيب عن مواجهة بورتو المصيرية

تلقى الإسباني خوسيه ريبيرو المدير الفني لفريق الأهلي، ضربة قوية بغياب نجم الفريق أمام بورتو البرتغالي، في المباراة المقررة في الرابعة فجر الثلاثاء المقبل بتوقيت القاهرة، ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة كأس العالم للأندية، المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويغيب مروان عطية، لاعب الفريق، عن مباراة الأهلي أمام بورتو البرتغالي بسبب الإيقاف، بعدما حصل على البطاقة الصفراء الثانية في المواجهة السابقة أمام بالميراس البرازيلي.

وحصل مروان عطية، على البطاقة الصفراء الأولى في لقاء إنتر ميامي في افتتاح مباريات بطولة كأس العالم للأندية.

الفرق المتأهلة إلى دور الـ 16 في كأس العالم للأندية 2025قرار عاجل من إدارة الأهلي حول الإسباني ريبيرو بعد الخسارة من بالميراس فى مونديال الأنديةترتيب مجموعة الأهلي في كأس العالم للأندية قبل الجولة الأخيرةالأهلي يواصل الاستعدادات لمواجهته المرتقبة أمام بورتو البرتغالي


وخاض الأهلي، مواجهتين في بطولة كأس العالم للأندية، أمام إنتر ميامي الأمريكي، ثم بالميراس البرازيلي.

وخسر الأهلي من بالميراس البرازيلي بهدفين دون رد، في اللقاء الذي جمع الفريقين مساء الخميس ضمن منافسات الجولة الثانية.

وهي الهزيمة التي صعبت مهمة الأهلي في بلوغ دور الـ16، بعدما تجمد رصيده عند نقطة واحدة من تعادل سلبي في الجولة الأولى أمام إنتر ميامي الأمريكي.

ويحتاج الأهلي إلى الفوز على بورتو مع انتظار نتيجة مواجهة إنتر ميامي وبالميراس التي تُقام في التوقيت ذاته على ملعب "ميتلايف"، لمعرفة مصيره في سباق التأهل، حيث ما زال الأمل قائمًا وإن كان ضعيفًا بسبب فارق الأهداف.

ترتيب مجموعة الأهلي قبل الجولة الأخيرة:

بالميراس – 4 نقاط (فارق أهداف +2)

إنتر ميامي – 4 نقاط (فارق أهداف +1)

بورتو البرتغالي – نقطة واحدة (فارق أهداف -1)

الأهلي – نقطة واحدة (فارق أهداف -2)

طباعة شارك الأهلي كأس العالم للأندية بورتو البرتغالي بورتو مونديال الأندية مروان عطية

مقالات مشابهة

  • مبابي يغيب عن ريال مدريد في مواجهة باتشوكا بكأس العالم للأندية
  • إيران: أمريكا تتحمل المسؤولية عن عواقب عملها العدواني
  • إيران :الولايات المتحدة و إسرائيل تتحملا المسؤولية الكاملة عن انتهاكهما السافر للقوانين الدولية
  • الزلال : مباراة سالزبورغ مفصلية للهلال وعلى اللاعبين أن يستشعروا المسؤولية .. فيديو
  • جينيفر أنيستون تكشف عن حلمها المهني المتبقي
  • مبابي يغيب عن ريال مدريد في دور المجموعات بكأس العالم للأندية
  • صدمة للأهلي.. نجم الفريق يغيب عن مواجهة بورتو المصيرية
  • “لا البرهان هو البشير ولا السلطة في يد الكيزان”
  • حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 21 يونيو 2025 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي
  • عراقجي: نطالب الموقعين على اتفاق جنيف بتحمل المسؤولية حيال القصف الإسرائيلي