أثار مقطع فيديو تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي موجة واسعة من التفاعل، بعد أن ظهرت فيه فتاة تشجّع المتابعين على تجربة استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي “شات جي بي تي” لتحليل ما يُعرف بـ”رقم مسار الحياة”، عبر كتابة جملة محددة له وطلب تحليل بناءً على تاريخ الميلاد.

وطلبت الفتاة من المستخدمين دخول الدردشة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وإعطائه أمر بتحليل رقم مسار الحياة، وبناء على التحليل، يُعطى أمر آخر بفك شفرة الحياة مع التحليل العميق، معبرة عن دهشتها من النتيجة الدقيقة لهذه الأوامر.

ما هو “رقم مسار الحياة”؟
رقم مسار الحياة هو مفهوم شائع في علم الأرقام (Numerology)، ويعتمد على إجراء عمليات حسابية بسيطة على تاريخ الميلاد للوصول إلى رقم يُعتقد أنه يكشف عن السمات العامة للفرد وصفاته الشخصية ومسار حياته.

ورغم أن هذا المجال يُصنَّف علمياً ضمن ما يُعرف بـ”العلوم الزائفة”، إلا أن الكثيرين يجدون فيه جانباً من الفضول الشخصي أو التسلية، خصوصاً مع وجود أدوات ذكية مثل ChatGPT تعيد صياغته بطريقة حديثة تُشعر المستخدم بأنه يتلقى تحليلاً شخصياً “عميقاً”.

ومن الناحية التقنية، تعتمد أدوات مثل ChatGPT على تحليل الأنماط اللغوية والنصوص السابقة، ولا تمتلك وعياً بشرياً أو إدراكاً فعلياً للمحتوى، وبالتالي فإن ما تنتجه من تحليلات لا يعكس معرفة بالشخص، بقدر ما هو توليد ذكي لمخرجات لغوية مدروسة على مستوى النمط، لكنها لا تمثّل تحليلاً نفسياً حقيقياً.

تفاعل واسع وانقسام في الرؤية
وحظي الفيديو بانتشار واسع خلال ساعات من نشره، وسط انقسام واضح في ردود الفعل، فبينما اعتبره كثيرون تجربة مسلية خفيفة لا تخلو من الفضول البشري لفهم الذات، أبدى آخرون تحفظهم على مثل هذه الدعوات، خصوصاً في ظل تنامي الاعتماد غير الواعي على الذكاء الاصطناعي في تقديم إجابات “مُخصّصة” رغم أنه لا يملك إدراكاً فعلياً أو معرفة شخصية بالمستخدمين.

البعض تعامل مع الفكرة بوصفها نوعاً من التجربة الاجتماعية الجديدة، بينما أثار الفيديو قلقاً لدى فئة أخرى من المستخدمين الذين نبّهوا إلى مخاطر مشاركة البيانات الشخصية، حتى تلك التي تبدو غير حساسة مثل تاريخ الميلاد، خاصة إذا ما تكررت عبر أدوات وتطبيقات متعددة.

بين التسلية والخصوصية: أين نقف؟
ورغم طبيعة الفيديو التي تبدو مرحة وتحفيزية، إلا أن ما أثاره من ردود فعل يعكس حاجة مجتمعية ملحّة للتمييز بين التفاعل الآمن مع التكنولوجيا، والانخراط المفرط الذي قد يفضي إلى تقديم معلومات شخصية دون وعي كافٍ بالمخاطر.

ويرى مختصون في أمن البيانات أن تعوّد المستخدمين على تسليم بياناتهم بشكل غير محسوب -حتى لو كانت مجرد تواريخ- يشكّل أحد أبرز التحديات الأخلاقية في عصر الذكاء الاصطناعي المفتوح للجميع، كما يُعرض هذه البيانات للاستغلال والسرقة بسهولة.

من ناحية أخرى، وبرغم انتشار محتوى علم الأرقام عبر المنصات الرقمية واعتباره لدى البعض وسيلة لاكتشاف الذات أو التنبؤ بالمسارات الشخصية، إلا أن مختصين يُحذرون من الانسياق وراء الاعتقاد بأنه يكشف المستقبل أو يستطلع الغيب.

فبحسب المراجع العلمية والدينية، لا يستند هذا المجال إلى أي منهج تجريبي موثوق، ويُصنَّف ضمن “العلوم الزائفة” التي تفتقر إلى الدقة والمرجعية.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

القبض على شخص روج مادة “الشبو”

قبضت دوريات الإدارة العامة للمجاهدين بالمنطقة الشرقية على مواطن لترويجه مادة الميثامفيتامين المخدر “الشبو”, وأوقف واتخذت الإجراءات النظامية بحقه، وأُحيل إلى جهة الاختصاص.

وتهيب الجهات الأمنية بالإبلاغ عن كل ما يتوافر من معلومات لدى المواطنين والمقيمين عن أي نشاطات ذات صلة بتهريب أو ترويج المخدرات، وذلك من خلال الاتصال بالأرقام “911” في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية و”999″ في بقية مناطق المملكة، ورقم بلاغات المديرية العامة لمكافحة المخدرات “995”، وعبر البريد الإلكتروني Email: 995@gdnc.gov.sa، وستعالج جميع البلاغات بسرية تامة.

مقالات مشابهة

  • “تطبيع الحياة”.. والي الجزيرة يدعو لنشر الثقافة القانونية
  • الذكاء الاصطناعي كلمة السر.. “بي تي” البريطانية تخطط لتسريح 40 ألف موظف
  • الصحفيون الجزائريون يتبرعون بدمهم تحت شعار “الصحافة في خدمة الحياة”
  • تيس جار “عمري البدندي” وقصف طهران!
  • إيران تكثف هجماتها الصاروخية على إسرائيل.. والاحتلال يتحدث عن “دمار غير مسبوق”
  • إعلام العدو يعترف بتعرض “تل أبيب” إلى دمار غير مسبوق بالصواريخ الإيرانية
  • 1.3 مليون درهم مساهمات مجتمعية لدعم حملة “وقف الحياة”
  • القبض على شخص روج مادة “الشبو”
  • “شرف دي جي” تتوسع بالذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية في الإمارات