مسؤولان بالبنتاغون يعرقلان ضغوط دفع أميركا لضرب إيران
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
واشنطن – بعد خبرة العراق وأفغانستان الأليمة، التي احتلت فيها أميركا الدولتين، وحاربت قرابة 19 عاما قُتل فيها نحو 7 آلاف عسكري أميركي، ووقع 52 ألفا من الجرحى والمعاقين، وتكلفة قُدرت بـ7 تريليونات دولار، إضافة لقتل وجرح أكثر من مليون عراقي وأفغاني، خرج تيار قومي انعزالي من رحم الحزب الجمهوري يعارض توجهات المحافظين الجدد العسكرية، ويطالب بضبط التورط الأميركي في الشرق الأوسط.
ويأتي نائب وزير الدفاع للسياسات ألبريدج كولبي، ونائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط مايكل ديمينو على قائمة أبرز وجوه ورموز هذا التيار في البنتاغون حاليا.
وجاء تعيين هذين المسؤولين، اللذين يمثلان علنا تيار "ماغا"، في فريق السياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب محبطا لأنصار إسرائيل ولوبياتها، خاصة بعد فشل الضغوط لإثناء ترامب عن ترشيحهما لمنصبيهما، اللذين أقرتهما أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ.
نفوذ الرجلينوفي خلفية انقسام الجمهوريين بين تيار انعزالي يخشى من أن تدخل واشنطن ضد إيران قد يجر أميركا إلى حرب جديدة في المنطقة، وتيار آخر من "الصقور" يؤيد الخطوات العسكرية ضد إيران، ويراها ضرورية لردع التهديد النووي الإيراني، يلعب المسؤولان دورا كبيرا في دعم التيار الانعزالي، ويعرقلان جهود الضغط على ترامب لمشاركة إسرائيل هجماتها على إيران.
إعلانورغم أن بعض المعلّقين يرون أن بيت هيجسيث، وزير الدفاع أكثر تشددا تجاه إيران، فإن مسؤولين مثل ديمينو وكولبي يوفرون المعلومات ويطرحون البدائل أمام هيجسيث، وسيلعبون دورا رئيسيا في وضع السياسة.
وبحكم مناصبهم، سيكون للمسؤولين نفوذ هائل، إذ يتواصلون مع عواصم المنطقة، ويتحكّمون في الموارد والتحضيرات والخيارات، ودفع ذلك بعض أنصار إسرائيل للادعاء بأن "لديهم قدر هائل من القوة التي يمارسونها بطرق خفية، هذه السياسة الخارجية هي نفس سياسة باراك أوباما الخارجية في الشرق الأوسط".
كولبي ورؤيتهفي منصبه، يعد كولبي المستشار الرئيسي لوزير الدفاع في مسائل الدفاع والسياسة الخارجية، وتشمل واجباته قيادة تطوير إستراتيجية الدفاع الوطني والإشراف على تنفيذه، ومسؤول أيضا عن عدد من الإستراتيجيات والمراجعات ذات الصلة، التي تركّز على تخطيط القوة المشتركة وموقفها وإدارتها، ويمثل كولبي أيضا وزارة الدفاع في النقاشات بين الوكالات الأميركية المختلفة والحكومات الأجنبية.
ويعارض كولبي العمل العسكري الأميركي المباشر ضد إيران، ويجادل بأن احتواء إيران النووية "هو هدف معقول وعملي بارز".
وقبل توليه منصبه، كان كولبي مؤسسا مشاركا لمبادرة ماراثون، وهي مؤسسة بحثية تركّز على إعداد أميركا لعصر من المنافسة المستمرة للقوى العظمى، وفي الأثناء، شكّل كولبي أحد الأصوات الرائدة لاتباع نهج أكثر واقعية ومنطقية للسياسة الخارجية والدفاعية لأميركا.
وخلال حكم ترامب الأول، شغل كولبي منصب نائب مساعد وزير الدفاع للإستراتيجية وتطوير القوات المسلحة بين عامي 2017 و2018.
وقاد بمنصبه تطوير ونشر إستراتيجية الدفاع الوطني للإدارة لعام 2018، التي أعادت توجيه الوزارة لإعطاء الأولوية للتهديد الذي يشكّله الحشد العسكري التاريخي للصين، وأكدت الحاجة المُلحة إلى تقاسم أعباء الحلفاء بشكل أكبر.
ويؤيد كولبي تقليص الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي يصفها بأنها "غير مهمة نسبيا" من وجهة نظر جيوسياسية، وكذلك سحب القوات الأميركية من الخليج العربي، بحجة أن أميركا يمكنها مواجهة إيران "بشكل أكثر كفاءة" عبر "تعزيز القدرات العسكرية لشركائها في المنطقة".
إعلانوقبل هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دعا كولبي إلى "إعادة ضبط" علاقة أميركا مع إسرائيل، قائلا: إن على أميركا ترك إسرائيل تعتمد على نفسها بطريقة أكبر لمواجهة تحدياتها الأمنية، وأنه في حين يجب على واشنطن أن تكون مستعدة لتقديم الدعم المادي والسياسي لإسرائيل، يجب أن تؤكد لها أنها "لا تتحمل التورط في حرب أخرى بالشرق الأوسط، وستقوم فقط بدور داعم".
ديمينو والشرق الأوسطيشغل مايكل ديمينو منصب المستشار الرئيسي للسياسات بوزارة الدفاع في جميع القضايا الدفاعية والأمنية المتعلقة بالشرق الأوسط، وهو مسؤول عن أكثر من 12 دولة، بينها إسرائيل وإيران.
في السابق، عمل ديمينو محللا عسكريا في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، ومسؤولا في وزارة الدفاع خلال إدارة ترامب الأولى، وكان باحثا في "أولويات الدفاع"، وهي مؤسسة فكرية قومية انعزالية تمولها عائلة كوخ الجمهورية الشهيرة.
وخلال تاريخه المهني، ركّز ديمينو على ضرورة تقاسم الأعباء في سياق التعاون الأمني الإقليمي، تمكّن الحلفاء من تحقيق أهدافهم الأمنية عبر زيادة قدراتهم المحلية.
ونشر دراسات تتعلق بإعطاء الأولوية لمصالح الأمن القومي الأميركية الأساسية، والدفاع عن الوطن، وردع الصين، وتنشيط القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية.
كما عمل ديمينو على بلورة سياسات وسيناريوهات لتحييد التهديدات، التي تشكلها جماعات المليشيات المدعومة من إيران على القوات الأميركية وحلفائها في الشرق الأوسط.
ويؤمن ديمينو بأن أميركا لديها مصالح حيوية "ضئيلة أو معدومة" في المنطقة، حيث دعا لتقليص الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وجادل بأن أميركا ليس لديها أي مصالح حيوية في المنطقة.
وأعلن أن الشرق الأوسط ليس في الحقيقة منطقة ذات أهمية لمصالح بلاده الحيوية، بحجة أنه يمكن لأميركا منع التهديدات الإرهابية المنبعثة من المنطقة دون وجود عسكري كبير، وبدلا من ذلك يمكن تحقيق أهدافها باستخدام الدبلوماسية.
إعلان
رفض مهاجمة إيران
وقال ديمينو، في مقابلة إذاعية خلال فبراير/شباط 2024، إن "الأشخاص الذين يحاولون إخبارك أن إيران ستسيطر بطريقة ما على الشرق الأوسط، يثيرون الخوف، وأعتقد أنها مزحة لا تدعمها الحقائق".
ورفض، بعد الرد الإيراني بالهجوم الصاروخي الباليستي الثاني على إسرائيل في أكتوبر/تشرين أول الماضي، إدانة الهجوم باعتباره ردا "معتدلا إلى حد ما" على العمليات الإسرائيلية ضد طهران والجماعات الوكيلة لها، وأشار إلى أن إيران تتراجع.
وعارض ديمينو علنا مهاجمة البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن هجوما إسرائيليا قد يدفع إيران إلى إطلاق "ضبط النفس".
وأشاد في أماكن أخرى بالرئيس السابق جو بايدن لضغطه على إسرائيل لعدم مهاجمة المواقع النووية في أبريل/نيسان 2024، وحذَّر مرارا من أن الهجمات الإسرائيلية على إيران ووكلائها تعرّض القوات الأميركية في المنطقة للخطر، بالحث على الانتقام المدعوم من إيران ضد القواعد الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الشرق الأوسط وزیر الدفاع فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
أميركا تنقل طائرات تزويد الوقود وتحرك حاملة طائرات للمنطقة
غادرت حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس نيميتز" صباح الإثنين، مياه بحر الصين الجنوبي متجهة غربا، نحو منطقة الشرط الأوسط، وسط الصراع الجاري بين إسرائيل وإيران.
ووفقا لبيانات موقع تتبع السفن "Marine Traffic"، بدأت حاملة الطائرات بالاتجاه غربا، وذلك بعد إلغاء زيارة كانت مقررة إلى مدينة دانانغ في وسط فيتنام هذا الأسبوع.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الاستقبال الرسمي الذي كان مقررا في 20 يونيو تم إلغاؤه، بعد أن أخطرت السفارة الأميركية في هانوي الجهات المعنية بـ"متطلبات عملياتية طارئة" حالت دون تنفيذ الزيارة.
وكانت المجموعة القتالية لحاملة الطائرات "نيميتز" قد نفذت في الأسبوع الماضي عمليات أمنية بحرية في بحر الصين الجنوبي، في إطار ما وصفته قيادة الأسطول الأميركي في المحيط الهادئ بأنه جزء من الوجود الروتيني للبحرية الأميركية في منطقة الهندو-باسيفيك.
وأظهرت بيانات حركة الملاحة صباح الاثنين أن "نيميتز" تتجه غربا نحو الشرق الأوسط، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا غير مسبوق بين إسرائيل وإيران.
طائرات الوقود
ومن جهتهما، كشف مسؤولان أميركيان لوكالة "رويترز"، الإثنين، أن الجيش الأميركي نقل عددا كبيرا من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا، في خطوة تهدف إلى توفير خيارات للرئيس دونالد ترامب مع تصاعد التوتر العسكري في الشرق الأوسط.
وأكد المسؤولان أن حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" تتجه نحو الشرق الأوسط، وسط تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، إلا أن أحدهما أوضح أن التحرك المتعلق بالحاملة تم التخطيط له مسبقا.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الخليج والمنطقة الإقليمية برمتها توترا متزايدا، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة قد تشمل أطرافا دولية.