اختبار الكرسي.. من ينجح ومن يسقط؟
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
سعيد بن حميد الهطالي
ليست كل الاختبارات تُجرى في قاعات دراسية أو عبر أسئلة مكتوبة، فبعضها يأتي على هيئة منصبٍ أو "كرسي"، يمنح لك في ظاهر الأمر مكانة وسلطة وهيبة ونفوذًا، بينما هو في حقيقته امتحان خفي للنفس وللقيم والأخلاق والمبادئ، كما قال الكاتب الروائي الإيطالي ألبرتو مورافيا: "إذا أردت أن تعرف أخلاق رجل، فضع في يده سلطة، ثم انظر كيف يتصرف".
وهذا القول رغم بساطته يختزل خلاصة تجربة طويلة في مراقبة الناس حين يتبدّل حالهم، وتوضع السلطة بين أيديهم، فمنهم من يجلس على الكرسي بتواضع الكبار لا تغيّره الألقاب ولا تنفخه المناصب، يظلّ وفيًا لوجهه الأول كالمعدن الأصيل تزداد أخلاقه حسنًا وصلبة، يظل ثابتًا في سلوكه وتعامله كالعطر الطيب الذي يترك أثرًا جميلًا.
وعلى الجهة الأخرى، هناك المتقلبون الذين يسقطون سريعًا في هذا الامتحان الصامت تتغير أخلاقهم مع تغير المناصب ، وتتبدل أحوالهم، ويبدأون في التعامل مع الناس وكأنهم لم يعرفوهم يومًا!
وهنا يقال قول بليغ يصلح أن يعلق على باب كل مكتب: "عندما يكون الشخص أكبر من المنصب تجده خدومًا ومتواضعًا ومنتجًا، وحين يكون المنصب أكبر من الشخص تجده مغرورًا وأجوفًا ومتسلطًا".
فحقًا لا المنصب يرفع من لا يحمل قيمة في داخله، ولا الألقاب تملأ فراغ الأخلاق!
لقد شهدت بنفسي مواقف كثيرة ومتباينة لا أرغب في الخوض في تفاصيلها، لكنها أكدت لي أن أعظم ما في هذا "الاختبار" أن النجاح فيه لا يتطلب جهدًا خارقًا، بل يكفي أن تبقى كما أنت إنسانًا، أن تظل قريبًا من نفسك الأولى، صادقًا في تعاملك، بعيدًا عن الترفع، عن التجاهل، لا تتعامل مع الناس بمكيالين.
فالكرسي لا يرفع الناس لكنه يفضحهم، والمناصب لا تمنح القيمة إنما تكشفها.
وفي الأخير: ما يبقى في ذاكرة من حولك ليس اسم منصبك، ولا صورتك في المكاتب المكيفة، إنما موقف إنساني بسيط ربما كان كلمة، أو ابتسامة، أو رد لطيف... وتذكرّ ما قاله الشاعر:
"إن المناصبَ لا تدومُ لواحد ... إن كنت تجهلُ ذا فأين الأولُ
فاغرس من الفعل الجميل فضائلًا ... فإذا عزلتَ فإنها لا تعزلُ"
فهل نجحت في اختبار الكرسي، أم أنك سقطت دون أن تدري؟
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
روسيا: زلزال هائل قد يكون سبب أول ثوران بركاني منذ 600 عام
(CNN)-- أفادت وكالة "ريا" الروسية الرسمية للأنباء وعلماء، الأحد، بأن ثوران بركان كراشينينيكوف في كامتشاتكا، الذي وقع ليلا، وهو الأول له منذ 600 عام، قد يكون مرتبطًا بالزلزال الهائل الذي ضرب أقصى شرق روسيا الأسبوع الماضي.
ونقلت الوكالة عن أولغا غيرينا، رئيسة فريق الاستجابة لثوران بركان كامتشاتكا، قولها: "هذا أول ثوران مؤكد تاريخيا لبركان كراشينينيكوف منذ 600 عام".
وأضافت أن الثوران قد يكون مرتبطا بالزلزال الذي وقع، الأربعاء الماضي، والذي أدى إلى إطلاق تحذيرات من موجات "تسونامي" في مناطق بعيدة مثل بولينيزيا الفرنسية وتشيلي، والذي أعقبه ثوران بركان كليوتشيفسكوي، البركان الأكثر نشاطا في شبه جزيرة كامتشاتكا.
وذكرت غيرينا على قناة تيليغرام التابعة لمعهد علم البراكين والزلازل، أن آخر تدفق للحمم البركانية من بركان كراشينينيكوف حدث عام 1463 – بزيادة أول أقل بحوالي 40 عاما- ولم يُسجل أي ثوران منذ ذلك الحين.
وأفاد فرع كامتشاتكا التابع لوزارة خدمات الطوارئ الروسية بأنه تم تسجيل تصاعد عمود من الرماد يصل ارتفاعه إلى 6 آلاف متر (3.7 ميل) عقب ثوران البركان. ويبلغ ارتفاع البركان نفسه 1856 مترا.
وأضافت الوزارة على تيليغرام: "انحرفت سحابة الرماد شرقا، باتجاه المحيط الهادئ. ولا توجد مناطق مأهولة بالسكان على طول مسارها".
وأوضحت الوزارة أن ثوران البركان إدى إلى إعلان رمز طيران برتقالي، مما يشير إلى ارتفاع خطر الطيران.