كاتب بريطاني إسرائيلي: الهدف الخفي لهجوم إسرائيل على إيران
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
يرى كاتب بريطاني إسرائيلي أن هجوم إسرائيل على إيران لم يكن بدافع الخوف من امتلاك طهران السلاح النووي، بل كان بدافع الرغبة في إضعاف عدوها الإقليمي الأقوى لتحقيق طموحاتها في فلسطين المحتلة بسهولة.
ويقول الكاتب بن ريف المحرر الأول بمجلة 972+ اليسارية الإسرائيلية، إن إسرائيل تصف هجومها بأنه "وقائي"، رغم أن القانون الدولي لا يقر بهذا النوع من "الاستباق" ذريعةً للعدوان.
وأشار الكاتب في مقال له بمجلة "ذا نيو ستيتسمان" البريطانية إلى أن هذا الهجوم أسفر عن تصعيد غير مسبوق في تبادل الضربات بين الطرفين، وأدى إلى سقوط عشرات القتلى في الجانبين، واستهدف بنى تحتية مدنية وعسكرية على حد سواء.
غياب المساءلة
وأضاف أن الهجوم عرقل محادثات بين إيران والولايات المتحدة كانت تهدف إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني، وبلغ التصعيد ذروته باغتيال مفاوض إيراني بارز. ومع كل هذا، لا تواجه إسرائيل مساءلة حقيقية.
وأوضح أن عدم معاقبة إسرائيل من قبل المجتمع الدولي هو سبب رئيسي في استمرارها في عملياتها العدوانية الواسعة، التي بلغت أن هاجمت ست دول خلال فترة زمنية قصيرة.
وقال إن حسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد نجحت حتى الآن؛ إذ حظي الهجوم على إيران بدعم علني من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أشاد بالعملية ووفر لإسرائيل صواريخ متطورة قبيل الهجوم.
أما في بريطانيا، فقد تبنّت حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر التهدئة ظاهريا، لكنها في الواقع حرّكت قوات نحو الشرق الأوسط وفتحت الباب أمام دعم عسكري محتمل لإسرائيل.
غزة والضفة الغربية
وحذر بن ريف من أن هذا التصعيد يأتي في وقت تنفذ فيه إسرائيل عمليات عسكرية واسعة في غزة والضفة الغربية بعيدا عن أعين الإعلام، مستفيدة من انشغال العالم بالحرب مع إيران، وهذا هو السبب الحقيقي للهجوم على إيران.
إعلانفمنذ السابع من أكتوبر/تشرين 2023، تجاوز عدد القتلى في غزة 55 ألفا، ويُرجَّح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير. ومع أن إسرائيل كانت تزعم أن هدفها تحرير الرهائن، إلا أنها الآن لم تعد تخفي نيتها السيطرة الكاملة على القطاع، وتدميره بالكامل.
ففي الضفة الغربية، تسارعت وتيرة الاستيطان والعنف. فقد هجّرت القوات الإسرائيلية 40 ألف فلسطيني من مخيمات لاجئين، ودمرت مئات المنازل. كما أعلنت الحكومة خططًا لبناء 22 مستوطنة جديدة، وأطلقت عمليات تسجيل أراضٍ توصف بأنها تمهيد لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة.
ويخلص الكاتب إلى أن إسرائيل تستغل انشغال العالم بالحرب مع إيران لتوسيع نفوذها وتنفيذ سياسات تطهير عرقي بحق الفلسطينيين.
أميركا وبريطانيا
وحمّل الكاتب الحكومات الغربية، خصوصا بريطانيا والولايات المتحدة، مسؤولية تمكين إسرائيل من مواصلة هذه السياسات بالدعم العسكري والسياسي غير المشروط.
ولمنع الانجرار إلى حرب إقليمية أوسع، يدعو بن ريف إلى إجراءات حازمة: وقف صادرات السلاح لإسرائيل، وتعليق اتفاقيات التجارة معها، وفرض عقوبات على القادة الإسرائيليين الضالعين في جرائم الحرب.
وختم بأن هذه الإجراءات تحظى بتأييد شعبي في بريطانيا، وقد باتت ضرورية لكسر دائرة الإفلات من العقاب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات على إیران
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: نتنياهو يعوّل على ترامب لإنهاء الحرب
قال الكاتب الإسرائيلي أمير تيبون إن النشوة التي سادت خلال الساعات الأولى داخل إسرائيل بعد الهجوم على إيران بدأت تفسح المجال لفهم أكثر واقعية وتعقيدا للوضع الحالي، مبرزا أن تل أبيب تعول على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بأي شكل ممكن.
وأضاف في مقال له بصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إسرائيل صدمت إيران، وفاجأتها، وتسببت في أضرار كبيرة لجيشها واقتصادها وأجزاء من برنامجها النووي، كما أن سلاح الجو الإسرائيلي فرض سيطرة شبه تامة على الأجواء الإيرانية بطريقة غير مسبوقة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدويري: إرسال حاملة طائرات أميركية رسالة تهديد لإيران هذا مضمونهاlist 2 of 2"تخلوا عن إسرائيل".. هكذا يُقسّم التصعيد العسكري مع إيران قاعدة ترامبend of listلكن في المقابل -يتابع الكاتب- فإن الصواريخ الباليستية الإيرانية ألحقت أضرارا غير مسبوقة في مناطق مختلفة من إسرائيل، وأكدت للإسرائيليين أن هذه ستكون حربا مؤلمة، وليست مجرد سلسلة هجمات ناجحة على أراض معادية.
وتابع أن إسرائيل لا تمتلك بالضرورة القوة الكافية لتدمير كل جزء من البرنامج النووي الإيراني، كما أن قدرة سلاح الجو على مواصلة حملة القصف المكثف بهذا البُعد عن الحدود الإسرائيلية لها حدود أيضا، يوضح تيبون.
ماذا سيفعل ترامب؟ويزيد أن هذا الوضع يدفع الجميع لطرح سؤال مهم: هو ماذا سيفعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟
"هل سيستجيب لطلب إسرائيل المعلن ويرسل قاذفات أميركية لاستكمال ما بدأته إسرائيل، أم سيعتبر مشاركة أميركا في الدفاع عن إسرائيل كافية، ويرفض توجيه ضربات داخل الأراضي الإيرانية إلا إذا ارتكبت إيران خطأ كبيرا وهاجمت أهدافا أميركية في الشرق الأوسط؟"، يتساءل تيبون.
ويؤكد الكاتب أن تصريحات ترامب العلنية حتى الآن توحي بأنه أقرب إلى الخيار الثاني، مفضلا دعم إسرائيل لكن دون تورط مباشر في الحرب، مع مواصلة التأكيد على الرغبة في استئناف المفاوضات مع إيران والتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
ويتابع أنه من المرجح أن الإيرانيين لا يصدقونه في هذه المرحلة، إذ من الواضح أن ترامب ومبعوثه الخاص ستيفن ويتكوف عملا مع إسرائيل لخداع الإيرانيين، باستخدام المفاوضات ذاتها التي يُعرض الآن استئنافها كوسيلة للتمويه والتضليل.
إعلانأيضا، ومن الناحية السياسية، يواجه ترامب ضغوطا من جناحين متناقضين داخل حزبه، الجناح المتشدد المتحالف مع نتنياهو في الحزب الجمهوري يدفعه للانضمام الفعلي إلى الحرب، بينما يقود الجناح الآخر، الذي يضم شخصيات مثل تاكر كارلسون وستيف بانون، دعوات لـ"ترك الإسرائيليين يقاتلون في حربهم بأنفسهم"، يشرح الكاتب تيبون.
الدعم الأميركي أساسيومن دون المساعدة الأميركية -يتابع الكاتب- سيتعين على إسرائيل استخدام قوات برية لتدمير الموقع، وهي مهمة شديدة الخطورة، حتى مقارنة بكل ما قامت به حتى الآن داخل الأراضي الإيرانية.
وقال إن أكبر أمل لدى الجانب الإسرائيلي هو أن يرتكب الإيرانيون خطأ قاتلا ويهاجموا القوات الأميركية.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين قد صرح مؤخرا بأن إسرائيل بحاجة إلى قرار من الرئيس ترامب بمساعدتها في تدمير منشأة فوردو النووية.
وأضاف المتحدث أن إسرائيل وجهت "ضربة قاصمة للإيرانيين، لكن إسقاطهم بالضربة القاضية بيد أميركا وحدها".
كما صرحت هيئة البث الإسرائيلية أمس الأحد أن إسرائيل طلبت رسميا من الولايات المتحدة مساعدتها في تدمير هذه المنشأة النووية الحصينة التي تقع في عمق جبال منطقة فوردو، بعدما قصفت مواقع نووية أخرى.
تزامن ذلك مع تأكيد مسؤول أميركي للجزيرة اليوم الاثنين أن حاملة الطائرات "نيميتز" ومجموعتها الضاربة تتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط.
نيميتزوأوضح المسؤول الأميركي أن حاملة الطائرات "نيميتز" ستنضم إلى الحاملة فينسون لتعزيز إجراءات الحماية للقوات الأميركية.
وأشار إلى أن حاملة الطائرات نيميتز تغادر منطقة المحيطين الهندي والهادي في مهمة لم تكن معدّة مسبقا، في حين أكد مسؤولان أميركيان -لرويترز- أن "نيميتز" متجهة إلى الشرق الأوسط.
وأضاف المسؤولان أن الجيش الأميركي نقل عددا كبيرا من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا لتوفير خيارات للرئيس دونالد ترامب مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، وفق رويترز.
وقد نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن اهتمام الإدارة الأميركية يتركز حاليا على حماية قواتها فقط.