مسقط- الرؤية

من المقرر أن يحظى طلبة المدارس الثانوية في سلطنة عُمان والبحرين بفرصة بناء شخصيتهم وتطوير مهاراتهم الأساسية مع قيام "مختبر التعلم" بتوسيع نطاق برنامج هارفارد المرموق "الشباب يقودون التغيير"؛ حيث سيتم تنظيم مؤتمر النخبة لتنمية المهارات القيادية الذي حوّل المراهقين الخجولين إلى رواد واثقين من أنفسهم في البلدين لأول مرة هذا الصيف.

وانعقد مؤتمر هارفارد الأول لبرنامج هارفارد "الشباب يقودون التغيير" في دول مجلس التعاون الخليجي في دبي في عام 2022، ويتمّ تنظيم تلك الفعاليات خلال شهري يوليو وديسمبر من كل عام منذ إطلاقها في المنطقة. وشهد برنامج تنمية الشباب الانتقائي للغاية نموًا كبيرًا في أعداد المشاركين والفعاليات على حد سواء، حيث استضافت الرياض في يناير الماضي أحدث مؤتمر في الرياض شمل أكثر من 100 طالب، معظمهم من المواطنين السعوديين.


 

ويوفر برنامج "الشباب يقودون التغيير" الذي ينظمه معهد القيادة في كلية هارفارد للشباب من سن 13 إلى 18 عامًا فرصة لتغيير حياتهم لتلقي التوجيه من طلبة من كلية Ivy League. يمكّن المؤتمر القادة الطموحين من التعرف على نقاط قوتهم وتحديد أهدافهم التي ستساعدهم على تحديد المهنة والمواضيع والجامعات التي تناسبهم في المستقبل.

ويشهد برنامج الفعاليات الطلبة يعملون من خلال مجموعات يقودها المرشدون للمشاركة في مجموعة من ورش العمل ودراسات الحالة والأنشطة القائمة على المشاريع لتعزيز التأمل الذاتي وبناء الثقة وتطوير مهاراتهم في حل المشكلات ومهارات تقديم العروض. من خلال الفهم المتبادل للفروق الدقيقة للنمو في القرن الحادي والعشرين، يقوم المرشدون بتوجيه المشاركين بمهاراتهم وخبراتهم التي لا تقدر بثمن في الحياة بعد المدرسة الثانوية. يتعاون المشاركون في إطار فرق متعددة الثقافات والتخصصات لتطوير مشاريع التغيير الاجتماعي التي يمكن أن تعالج بعض القضايا الأكثر إلحاحًا المتعلقة بالشباب.

وقالت جيهان إبراهيم، المشاركة في برنامج 2024، من مدرسة "جيمس آور أون إنجليش سكول": "لقد كان شرفًا لي أن أكون جزءًا من برنامج هارفارد "الشباب يقودون التغيير" وتكوين صداقات مع أفراد متشابهين في التفكير وتعلّم الكثير في هذه العملية. لقد كان كل من الطلبة موهوبًا للغاية في كل مجال، مما جعل من هذه المشاركة بيئة رائعة للتعلّم والنمو مع الآخرين. كان اللقاء مع مرشدي هارفارد، والتعرف على حياتهم في الحرم الجامعي وعملية التقدم باطلبات إلى الجامعات، إلى جانب مؤتمر القيادة، تجربة رائعة وأنا سعيدة بحصولي على هذه الفرصة".

وأفادت نيها كاول، والدة سمارا بهاردواج، إحدى المشاركات في برنامج هارفارد "الشباب يقودون التغيير" لعام 2023 والطالبة في الكلية الإنجليزية: "لقد كان برنامج هارفارد "الشباب يقودون التغيير" تجربة رائعة لسمارا. لقد استمتعت بالتفاعل مع جميع المرشدين والطلبة، وقد منحها ذلك ثقة أكبر بكثير. كان مفهوم العمل على مشروع اجتماعي رائعًا وجعلها تفكر في أشياء لم تفكر فيها من قبل".

وقال مؤسس مختبر التعلّم فارون جاين: "يعتبر برنامج هارفارد الشباب يقودون التغيير أحد أكثر البرامج التحويلية التي يمكن أن يكون طلبة المدارس الثانوية جزءًا منها في هذه المنطقة. بعد بضعة أيام فقط من التعلّم مع مرشدي هارفارد والتعاون مع أقرانهم، نرى الطلبة يخرجون بمزيد من الثقة والمهارات الحادة والتجارب الحقيقية في القيام بدور قيادي في قضية اجتماعية. يُعدّ البرنامج فرصة لا تقدر بثمن لوضع الطلبة على طريق النجاح الشخصي والمهني".

وتفتح هارفارد "الشباب يقودون التغيير" باب التقدّم بالطلبات للفعاليات القادمة التي سوف يتمّ تنظيمها في سلطنة عُمان خلال الفترة من 2 إلى 5 يوليو والبحرين خلال الفترة من 8 إلى 11 يوليو.

يُشار إلى أن مختبر التعلُّم "إيه ليرنينغ لاب" هو منصة لاستكشاف الحياة المهنية للمراهقين تقوم بإرشاد وتوجيه الطلبة خلال فترة انتقالهم من المدرسة الثانوية إلى الجامعة. يعمل مختبر التعلم في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، وقد نشأ مختبر التعلّم من عمل "معهد يوني هوك" الرائد في مجال استشارات القبول الجامعي والتحضير للاختبارات. من خلال مجموعة من فرص التعلم التجريبي والاكتشاف الوظيفي وتطوير المهارات، يقدم مختبر التعلم الدعم الشخصي والموارد المخصصة لإطلاق إمكانات الطلبة وتمهيد طريقهم نحو النجاح.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جيل زد وميثاق الأمل: شباب يهزون عرش السيسي ويعيدون الأمل للمشهد المصري

في الوقت الذي اعتقد فيه كثيرون أن الحالة الثورية في مصر قد شاخت، وأن الأمل بات رفاهية لا يملكها الجيل الجديد، خرجت حركة "Gen Z002" التي يتجاوز أغلب أعضائها بالكاد الخامسة والعشرين، لتعيد رسم حدود الممكن، وتحوّل اليأس إلى مشروع سياسي متكامل، وتضع النظام المصري أمام معادلة غير مسبوقة: جيل صغير في العمر.. كبير في التأثير.

أنس حبيب.. نموذج الشاب الذي هزّ نظاما كاملا

لم يكن أنس حبيب، أحد أبرز الوجوه في هذه الحركة، يملك مقومات الأحزاب التقليدية ولا أدوات المعارضة الكلاسيكية. شاب من جيل الإنترنت، يعمل بإمكانيات محدودة، ويخاطب الناس بلغتهم وبسقف الجرأة الذي لم يعد يخشاه جيل "Z". ومع ذلك، تمكن من هزّ نظام السيسي إعلاميا وأمنيا ونفسيا، وأجبر منظومة السلطة على الالتفات إلى ظاهرة جديدة لم تكن في حسبانها: شباب بلا تمويل، بلا ظهير سياسي، بلا تاريخ حزبي.. ومع ذلك يصل صوتهم إلى كل بيت.

إنها المرة الأولى منذ سنوات التي يشعر فيها المجتمع بأن صوت الشباب قادر على تحريك المياه الراكدة
لقد نجح أنس ومن معه في خطف انتباه الداخل والخارج عبر خطاب مباشر، وجمهور حقيقي، وجرأة في الطرح لم يعد يمتلكها كثير من السياسيين المخضرمين. إنها المرة الأولى منذ سنوات التي يشعر فيها المجتمع بأن صوت الشباب قادر على تحريك المياه الراكدة.

رؤية تتجاوز الثورة.. جيل يصنع مشروع دولة

على عكس الصورة النمطية التي حاول البعض إلصاقها بجيل "Z"، كشفت حركة "Gen Z002" أن هؤلاء الشباب لا يتحركون بدافع الغضب فقط، ولا يبحثون عن "ثورة" مؤقتة، بل قدموا ما بدا للكثيرين مفاجأة: رؤية سياسية، وبداية لمشروع متكامل، وهيكلا تنظيمي، وقرارا واعيا بدخول الحياة السياسية لا الاكتفاء بالاحتجاج.

ولعل أبرز دليل على نضج هذه الرؤية هو إعلانهم عن ميثاقهم والذي إطلاق عليه البعض "ميثاق الأمل"، والذي طرح للجمهور من أجل النقاش والتصويت، في خطوة نادرة في المشهد المعارض، تعكس احتراما للناس وإيمانا بأن المستقبل لا يُحتكر.

ميثاق الأمل.. حين يعود الأمل إلى الشباب

أثار الميثاق موجة واسعة من النقاش، وأعاد إلى آلاف الشباب شعورا افتقدوه طويلا: أن تغيير مصر ممكن، وأن جيلهم قادر على امتلاك مشروع بديل، وأن الصوت الفردي يستطيع أن يصنع فارقا.

لقد تحول التفاعل الجماهيري مع الميثاق إلى حراك شبابي جديد، ليس على مواقع التواصل فحسب، بل في المساحات المغلقة للوعي الجمعي، حيث يبدأ التغيير الحقيقي.

خارطة طريق قيد الإطلاق.. ومشروع سياسي يكتمل

تستعد الحركة -بحسب ما أعلنته- لإطلاق خريطة طريق شاملة تمثل المرحلة التالية من مشروعهم السياسي. وهي خطوة تعني ببساطة أن ما بدأ كمبادرة شبابية أصبح اليوم مشروعا وطنيا ذا أركان واضحة.

وإذا كان أي تغيير حقيقي في مصر يتطلب وجود كتلة صلبة من الشباب، فإن "Gen Z002" يقدم اليوم هذه الكتلة، بسقف وطني واضح ووعي سياسي غير مسبوق
ورغم حداثة سنهم، فإن قادة "Gen Z002" أظهروا وعيا سياسيا لافتا عبر إعلانهم أنهم غير منتمين ولا تابعين لأي طرف، وأنهم مستعدون للتحالف مع القوى المعارضة الفاعلة بشرط أن يكون الهدف واحدا: إنقاذ مصر وصناعة مستقبل يليق بجيلهم.

دورهم في الحراك الثوري.. ومحورية هذا الجيل في تحديد مصير مصر

إن دخول هذه المجموعة إلى مسرح السياسة لا يمثل مجرد إضافة، بل تحولا نوعيا في الحراك المعارض. فجيل "Z" يمتلك ما لا تمتلكه الأجيال الأخرى: الجرأة، والسرعة، والخيال، والقدرة على التنظيم الرقمي، والقدرة على خلق موجة لا يمكن احتواؤها بالأساليب الأمنية التقليدية.

وإذا كان أي تغيير حقيقي في مصر يتطلب وجود كتلة صلبة من الشباب، فإن "Gen Z002" يقدم اليوم هذه الكتلة، بسقف وطني واضح ووعي سياسي غير مسبوق.

لقد أعادت حركة "Gen Z002" وسعيها لإقرار ميثاق الحركة تعريف أن السياسة في مصر: ليست حكرا على الكبار، ولا حبيسة مقرات الأحزاب، ولا رهينة ميزانيات ضخمة. بل يمكن أن تبدأ من شاب يفتح كاميرته على هاتفه المحمول.. وتهتز من خلفه دولة.

هذا الجيل لا يطالب بالمستقبل فقط، بل يشارك في صناعته. وفي بلد تبحث عن أمل منذ سنوات طويلة، قد تكون هذه الحركة الشبابية هي بداية الطريق الذي ينتظره الجميع.

مقالات مشابهة

  • بدعم من "النهضة للخدمات".. برنامج "جوهر" يعزز مهارات 100 شابة عمانية
  • صور| "الطراخين" يتوج بطلا بكأس اتحاد شباب الأقصر
  • هكذا سيكون برنامج اللقاء التاريخي للبابا لاوون مع شباب لبنان في بكركي
  • وزارتا الشباب والبيئة تطلقان مبادرة "إيكو ريادة" على مستوى الجمهورية
  • كيف حوّل شكري نعمان أمن الحوبان إلى شركة جباية داخل مصنع “كميكو”؟ومن هي الشبكة التي تحميه من التغيير ؟
  • جيل زد وميثاق الأمل: شباب يهزون عرش السيسي ويعيدون الأمل للمشهد المصري
  • برامج لتنمية مهارات شباب الشرقية
  • إليكم برنامج الزيارة الرسمية والرعوية التي يقوم بها البابا لاوون الرابع عشر في لبنان
  • القومي للمرأة يشهد فعاليات إطلاق النسخة الثالثة من برنامج قادة المناخ
  • الشباب والرياضة: أندية الوقاية من الإدمان تواصل أنشطتها بعدد من المحافظات