فاينانشيال تايمز: الحرب بين إسرائيل وإيران تُفجر انقسامًا بين أنصار ترامب
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز البريطانية»، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن الحرب الراهنة بين إيران وإسرائيل فجرت انقسامًا بين أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فبينما تقترب لحظة الحسم بشأن التدخل العسكري، انقلب ضد الرئيس بعضٌ من أشد مؤيديه.
ونقلت الصحيفة، في سياق تقرير، عن النائبة مارجوري تايلور جرين، التي تُعد عادة من أكثر الشخصيات ولاءً للرئيس ترامب، قولها: «إن أي شخص يتحمس لتورّط أمريكا الكامل في حرب إسرائيل وإيران لا يمكن أن يكون من أنصار أمريكا أولاً أو ماجا.
وبالنسبة للكثيرين من أنصار ترامب المتحمسين، فإن هذا التوجه حسبما أبرزت الصحيفة يُعتبر خيانة واضحة لمبادئ حملته الأساسية، التي طالما تضمنت انتقادات لاذعة لما وصفه بـ«الحروب التي لا تنتهي»، ففي تصريح شهير له عام 2019، قال ترامب: «الذهاب إلى الشرق الأوسط كان أسوأ قرار تم اتخاذه على الإطلاق».
وأضافت فاينانشيال تايمز، أن هذا التناقض بين مواقف ترامب الحالية وسابق تصريحاته يهدد بتقويض وحدة حركة «اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا»، أو ما يسمى بـ«ماجا» ويفتح الباب لصراع داخلي سياسي قد يُغير ملامح الدعم الشعبي له في المرحلة المقبلة.
وكان العديد من السياسيين والمحللين المرتبطين بشدة بحركة «ماجا» قد أعلنوا معارضتهم الصريحة للتدخل الأمريكي الأعمق في الحرب على إيران. ومن بين المنتقدين تاكر كارلسون وستيف بانون وعضو الكونجرس السابق مات جيتز، وقد استخدم كارلسون رسالته الإخبارية ليقول: «اتركوا إسرائيل، دعوهم يخوضون حروبهم بأنفسهم ما سيحدث لاحقًا سيحدد مستقبل رئاسة دونالد ترامب».
ورصدت «فاينانشيال تايمز»، دلائل على أن اليمين المناهض للحرب يتحالف مع اليسار المناهض للحرب. فعندما قدّم توماس ماسي، عضو الكونجرس الجمهوري المحافظ، قرارًا في مجلس النواب يسعى إلى منع التدخل الأمريكي في الحرب هذا الأسبوع، حصل بسرعة على دعم عدد كبير من اليسار الديمقراطي، بمن فيهم عضوة الكونجرس ألكسندريا أوكاسيو كورتيز.
ورد ترامب نفسه على منتقديه من داخل «حركة ماجا، واصفًا كارلسون بـ المجنون» على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي هذه الأثناء، احتشد مؤيدو الدور التقليدي لأمريكا كشرطي عالمي- يُشار إليهم أحيانًا بالمحافظين الجدد- داخل الحزب الجمهوري لدعم نهج ترامب العدواني المتزايد تجاه إيران. ومن بين هؤلاء المؤيدين السيناتوران ليندسي جراهام وميتش ماكونيل.
كما امتد الانقسام داخل قاعدة ترامب إلى المشهد الإعلامي اليميني، فقد أدان جرين قناة فوكس نيوز وصحيفة نيويورك بوست لتشجيعهما التورط في الحرب. وفي غضون ذلك، استخدم كارلسون منصته الإعلامية الخاصة لمهاجمة المحافظين الجدد - حيث أجرى مقابلة عدوانية بشكل ملحوظ مع تيد كروز، اتهم فيها السيناتور الجمهوري عن تكساس بالتشجيع على حرب ضد دولة لا يعرف عنها شيئًا.
ومن المعروف أن نائب الرئيس، جيه دي فانس، كان متشككًا في جدوى الحرب مع إيران لعدة أشهر، في حين بدا فانس يحاول الآن أن يكون صانع سلام بين الفصائل المتصارعة داخل حركة "ماجا"، وناشد -في منشور على "إكس" - ترامب "بأن يكسب بعض الثقة في هذه القضية". كما حاول طمأنة مؤيدي "ماجا" القلقين بأن الرئيس "مهتم فقط باستخدام الجيش الأمريكي لتحقيق أهداف الشعب الأمريكي".
وأشار استطلاع رأي أجرته مجلة «الإيكونوميست» بالتعاون مع معهد يوجوف YouGov قبل بضعة أيام إلى أن 53% من مؤيدي ترامب يعارضون انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب، بينما أيد 19% فقط المشاركة. وقد يتغير هذا الوضع إذا بدأت الطائرات الأمريكية بتنفيذ طلعات جوية فوق إيران - حسبما قالت الصحيفة البريطانية.
السفارة الأمريكية في إسرائيل: نعمل على إجلاء المواطنين الأمريكيين الراغبين في المغادرة
جيش الاحتلال الإسرائيلي: رصد إطلاق صواريخ من إيران
بسبب حرب «إسرائيل وإيران».. روسيا تحذر أمريكا | تفاصيل
أسعار النفط تتقلب في ظل الصراع الإيراني الإسرائيلي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل إيران الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران والعدوان الإسرائيلي آخر التطورات بين إيران وإسرائيل مجلة الإيكونوميست فاینانشیال تایمز
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: أميركا ستعاني من تعدي ترامب على الحقائق
اتهمت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"التعدي على الحقائق" عندما لا تكون في صالحه، مؤكدة أن البلاد ستدفع ثمن هذا النهج الذي يتبعه الرئيس، كما حدث في دول أخرى.
وقالت الهيئة في افتتاحيتها، الثلاثاء، إن ترامب يعامل الحقائق كما يعامل الناس، فهو يتوقع أن تصطف لتأييد أهدافه، وإذا لم تفعل فإنه يسعى للتخلص منها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مصور فلسطيني يصبح هدفا لحملة إسرائيلية ممنهجةlist 2 of 2كيف يعمل مدققو المعلومات وسط سيل لا يتوقف من الأخبار الكاذبة؟end of listوأوضحت أن الرياح أتت بما لا تشتهيه سفن ترامب الأسبوع الماضي، عندما أظهرت البيانات أن وتيرة نمو التوظيف في الولايات المتحدة تباطأت على مدى 3 أشهر.
وقالت إن رئيسا متزنا ربما كان سيفكر فيما تثيره هذه البيانات من شكوك بشأن سياساته، لكن ترامب أصر على أن الشكوك تتعلق بالبيانات ذاتها، واتهم المسؤولين في مكتب إحصاءات العمل بالضلوع في مؤامرة لزعزعة الثقة في إدارته، وأقال رئيسة المكتب.
وأكدت الصحيفة أن اتهامات ترامب بحق رئيسة المكتب إريكا ماكنتارفر لا أساس لها في الواقع، مشيرة إلى أن التقرير الشهري لبيانات سوق العمل يعده فريق غير حزبي في مكتب إحصاءات العمل، ويتم رصد الإحصاءات في كل قطاع اقتصادي على حدة، ثم جمعها معا في تقرير وطني.
والعزاء الوحيد في الأمر -وفقا للصحيفة- أن عزل ماكنتارفر لن يمنع بالضرورة هذا المكتب من مواصلة إصدار بيانات موثوقة.
ومضت نيويورك تايمز لتقول إن إدارة ترامب العمياء عن تاريخ تلفيق البيانات في دول واجهت أزمات اقتصادية شديدة مثل اليونان والأرجنتين، تنخرط في جهود واسعة لمحو بيانات أو الحيلولة دون جمع بيانات جديدة تتعارض مع أجندتها السياسية.
فقد اقترحت -على سبيل المثال- حجب التمويل عن مرصد هاواي الذي يرصد الزيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منذ عام 1958، وأغلقت قاعدة بيانات وطنية أُنشئت لتسجيل الانتهاكات التي يرتكبها رجال الشرطة الفدراليون.
إعلانوفي ختام المقال، قالت هيئة التحرير إنه لو كان الرئيس الذي يشكك في بيانات التوظيف ومصداقيتها مهتما في الحقيقة بمعالجة المشكلة لاقترح زيادة تمويل مكتب إحصاءات العمل -الذي طلب مرارا من الكونغرس زيادة ميزانيته- أو سعى لتحسين وسائله.
لكن ترامب لا يبالي كم وظيفة جديدة سيولدها الاقتصاد الأميركي هذا الشهر، وقد بيّن عندما أقال رئيسة مكتب الإحصاءات أنه لا يريد معرفة الإجابة.