مبادرة فرنسية لاحتواء الحرب بين إيران وإسرائيل وتحذيرات من توسع الصراع
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
تشهد الساحة الدولية تحركات سياسية ودبلوماسية متسارعة في محاولة لاحتواء التصعيد العسكري الخطير بين إيران وإسرائيل، وسط تحذيرات من خطر توسّع النزاع إلى حرب إقليمية شاملة.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه من استمرار الضربات الإسرائيلية ضد أهداف في إيران "لا علاقة لها بالبرنامج النووي أو الصاروخي"، مؤكدا أن تصاعد العنف يهدد استقرار المنطقة.
وطلب ماكرون من وزير الخارجية جان-نويل بارو إطلاق مبادرة دبلوماسية عاجلة بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين "لتقديم مقترح تسوية تفاوضية تنهي النزاع".
وشدد الرئيس الفرنسي في بيان صادر عن الإليزيه عقب اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي على ضرورة "الوقف الفوري للعمليات العسكرية"، ووجّه الخارجية الفرنسية لاتخاذ إجراءات لتسهيل مغادرة الفرنسيين من إيران وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية للجزيرة إن الحل العسكري للملف النووي الإيراني "غير ممكن"، داعيا إسرائيل إلى "اعتماد الدبلوماسية"، ومؤكدا أن "أي محاولة لتغيير النظام الإيراني من الخارج تعد خطأ استراتيجيا".
تحذير أمميبدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أي تدخل عسكري إضافي في النزاع، قائلا إن "تداعياته ستكون هائلة على المنطقة بأسرها وعلى السلام والأمن العالميين".
وقال غوتيريش في بيان "أدعو الجميع بحزم الى تجنب أي تدويل اضافي للنزاع. أي تدخل عسكري إضافي قد تكون تداعياته هائلة، ليس فقط على الأطراف المعنية، بل على المنطقة بأسرها، وعلى السلام والأمن العالميين عموما".
وأوضح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن المقصود بـ"تدويل النزاع" هو انخراط دول جديدة فيه، في وقت يواصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترك الباب مفتوحا بشأن دعم بلاده لضربات إسرائيل ضد إيران.
إعلان دعوات دولية للتهدئةوفي السياق ذاته، أعلن الديوان الأميري القطري أن أمير الدولة، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تلقى اتصالا من رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، لبحث سبل خفض التصعيد بين إيران وإسرائيل، والتأكيد على "حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية".
أما الصين، فأعربت وزارة خارجيتها عن "قلقها الشديد" من خروج النزاع عن السيطرة. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن "السلوك الإسرائيلي الذي يتجاهل القانون الدولي تسبب في تفاقم الوضع بشكل مفاجئ"، مشددا على ضرورة التحرك لتجنب انزلاق المنطقة إلى "هاوية مجهولة".
كما أبلغ وانغ نظيره العماني برسالة مماثلة، قائلا إن بكين ومسقط "لا يمكنهما الوقوف مكتوفي الأيدي"، بينما اتهمت الخارجية الصينية ترامب بـ"صب الزيت على النار"، داعية مواطنيها لمغادرة إيران وإسرائيل فورا.
ومنذ فجر الجمعة، تشن إسرائيل هجمات جوية مكثفة على إيران، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية، أسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة والعلماء الإيرانيين.
وردّت طهران على العدوان بإطلاق صواريخ ومسيرات على مدينة حيفا وتل أبيب، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى في إسرائيل وإغلاق مطار بن غوريون الدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إیران وإسرائیل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توافق على احتلال غزة بالكامل.. القرار يفاقم الصراع ويشعل موجة احتجاجات دولية
وافق “الكابينيت” الإسرائيلي، اليوم الجمعة، على مقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باحتلال قطاع غزة بالكامل، في خطوة تمثل تصعيداً عسكرياً جديداً في الصراع المستمر منذ أكتوبر 2023.
وأعلن القرار وسط معارضة قوية من قادة الجيش، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير، الذي أكد أنه سيستمر في التعبير عن رأيه بشكل مستقل وموضوعي بشأن هذه الخطة، محذراً من تحميل الجيش مسؤولية أي فشل سياسي قد ينجم عنها.
وأعرب زامير عن قلقه من سعي نتنياهو لإلقاء المسؤولية عن فشل العمليات العسكرية، مثل “مركبات جدعون”، على المؤسسة العسكرية التي تسيطر حالياً على نحو 75% من القطاع وتفرض قبضتها الجوية والبرية والبحرية.
كما شدد على ضرورة توضيح الحدود بين المسؤولية العسكرية والسياسية داخل الحكومة الإسرائيلية المصغرة، في ظل غياب رؤية مشتركة.
الرئاسة الفلسطينية تدعو لاجتماعات طارئة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي
أعلنت الرئاسة الفلسطينية رفضها وادانتها الشديدة للقرار الذي أقرّه “الكابينيت” الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل وتهجير نحو مليون فلسطيني قسراً من مدينة غزة وشمال القطاع إلى الجنوب، معتبرة هذا القرار جريمة مكتملة الأركان تستمر في سياسة الإبادة الجماعية والقتل الممنهج والتجويع والحصار، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية، بحسب وكالة “وفا” الفلسطينية.
وحذرت الرئاسة من أن الخطط الإسرائيلية القائمة على القتل والتجويع والتهجير القسري ستؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، خاصة في ظل استمرار ما تقوم به قوات الاحتلال من استيطان في الضفة الغربية وضم الأراضي الفلسطينية، واعتداءات على المقدسات المسيحية والإسلامية، وحجز الأموال الفلسطينية، وتقويض مؤسسات الدولة الفلسطينية، وهي جرائم ضد الإنسانية تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن الحكومة الفلسطينية ستتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، وتدعو لعقد اجتماعات طارئة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مطالبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتحرك الفوري لإدخال المساعدات الإنسانية والوقود دون قيود لضمان وصولها لجميع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، في ظل الظروف المأساوية للنازحين والتهجير القسري.
وجددت الرئاسة التأكيد على أن السبيل الوحيد لوقف المأساة وضمان الأمن والاستقرار هو تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها الكاملة في الحكم والأمن في قطاع غزة، كجزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ضمن حل سياسي شامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي وينفذ قرارات الشرعية الدولية.
أردوغان: من تسببوا في تجويع أطفال غزة سيحاسبون أمام القانون والتاريخ
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس في أنقرة مع رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو، أن المسؤولين عن تجويع الأطفال الأبرياء في قطاع غزة حتى هزلت أجسادهم سيحاسبون “دون شك أمام القانون والتاريخ”.
وأشار أردوغان إلى معاناة المدنيين في غزة ووصفها بأنها “جحيم حقيقي”، مشدداً على أن تركيا ستواصل النضال من أجل وقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع.
وأضاف أن السنغال اتخذت موقفاً شجاعاً وحازماً ضد ظلم إسرائيل، مؤكداً أن بلاده لم تتخل عن الفلسطينيين، بل مدّت لهم يد العون ودعمت المبادرات في الأمم المتحدة، خاصة وأن السنغال تترأس منذ عام 1975 لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني.
كما أكد أردوغان أن صوت البلدين المسلمين الشقيقين أصبح مسموعاً بشكل أقوى في الساحات الدولية، مضيفاً: “أولئك الذين يحكمون على أطفال غزة بالجوع والموت لن يفلتوا من المحاسبة”.
هذا وتشير وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023 أسفرت عن مقتل نحو 61 ألف شخص وإصابة أكثر من 151 ألفاً.