غزة - خاص صفا

"لسعات الشمس أحرقت جلودنا، وصرنا نهرب منها بين الخيام وكأنها ضربات سيوف حامية"، تقول سعاد أبو نصيرة، ممتعضة من موجة الحر التي استشرفت على الخيام لتزيد عذابات أسرتها النازحة فوق مأساتها.

تضيف أبو نصيرة النازحة بمواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة لوكالة "صفا"، "حرّ فوق الحرّ والخيمة كفرن الطينة، تكاد تحترق من شدة الشمس، مللنا ولا مغيث لنا إلا الله".

وتشهد فلسطين موجة شديدة الحرارة بدأت منذ أمس الجمعة، وتستمر لمدة أسبوع، ستصل فيها درجات الحرارة للأربعين.

وتُحوّل أشعة الشمس الحارقة خيام النازحين إلى دفيئات تحتبس داخلها الحرارة، لدرجة لا تحتملها أجسادهم طوال النهار.

جلود متسلخة 

الصيف من بدايته لا يُعد ضيفًا مرحبًا به بين الغزيين، الذين أضحى ما يزيد عن 80‎%‎ منهم نازحين في خيام مهترئة، بأوضاع مزرية وحياة تفتقر لأدنى مقوماتها، بفعل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة.

محمود الحاج النازح من رفح يتساءل: "متى سينتهي هذا العذاب؟، نموت جوعًا وعطشًا وجلودنا تسلخت من الشمس".

ويطلب من "أحد العرب والعجم أن يأتي ليقضي دقيقة واحدة في الخيمة بالصيف"، علّهم يشعرون أو يتحرك لهم ضمير، فيوقفوا الحرب عن غزة.

يضيف بحرقة وقد بانت كل عروق جسده لهزله "نحن نموت من سنتين في الخيام، عدنا مرة واحدة لرفح وأيضًا لخيمة، وأخرجونا من سنة تحت القصف ولليوم فيها".

إيمان شلح النازحة في منطقة بئر 19 بمواصي خانيونس، تحضر حوضًا به ماء، وتضع أطفالها فيه، علّها تخفف عن أجسادهم لسعات الشمس الحارة.

تقول لوكالة "صفا": "ثالث صيف على هذا الحال، ومن بدايته وأنا أدعوا الله أن يقلب الصيف بردًا علينا".

تتابع بقهر "تركنا القريب والغريب ولا أحد يعلم معاناتنا إلا الله".

وتعدّ أيام مرحة الحر "سنوات حتى تنتهي، ونرجوا أن ينتهي الصيف".

الغرق أرحم

"غرق الشتاء أرحم"، يقول أبو رامي الرقب النازح في خيمة مصنوعة من القماش، لا تقطع بردًا ولا حراً.

ويضيف "غرقنا في الشتاء عامين، وجاء الصيف بمرضه وعذابه، هو قطعة من النار، والله يخلصنا منه في القريب".

وفي ظل تصاعد حرب الإبادة، يتلهف النازحون لوقفها، ليخفف عنهم ذلك معاناتهم وحياتهم التي تفتقر لكل شي، كالنازح محمد دراز الذي يقول: "خيام تحترق من الحرّ وغيرها من القصف".

ويرجوا بشدة "أن تنتهي الحرب، فنفضي أنفسنا ونلتهي بحياتنا التي فرضوها علينا، دون أن يقف أحد معنا".

وتشكل أزمة المياه المعاناة الثانية بعد حر الصيف، لكونها الوسيلة الوحيدة التي يواجهونه بها، ويقطع معظم النازحين مسافات بعيدة من أجل الحصول عليها.

كما يشكل الذباب معاناة مضافة مع تصاعد موجات الحر خلال أغسطس الجاري، في ظل انعدام المبادرات الفردية والمؤسساتية للقضاء عليه، وسط مكرهة بيئية وصحية تنعكس على صحة النازحين.

وتشكل هذه المأساة التي لا يبدو لها حلولًا قريبة، لعدم توفر بدائل للخيام، خطرًا على حياة النازحين، الذين تمنع "إسرائيل" إدخال أي مسكان بديلة لهم، بل إنها تواصل هدم المزيد من المنازل وزيادة أعداد النازحين وتكدسهم جنوبًا، وهو ما سيجعل الوضع كارثيًا في ظل مخطط احتلال غزة.

ومنذ أكتوبر للعام 2023 ترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية وجريمة تجويع، أدت لاستشهاد ما يزيد عن 61 ألف شهيد، بالإضافة لما يزيد عن 145 ألف إصابة، وما يزيد عن 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: موجة الحر النازحين خيام یزید عن

إقرأ أيضاً:

موجة حر شديدة تضرب الأردن الجمعة وتحذيرات من الأمن والأزمات

صراحة نيوز – تشهد المملكة ابتداءً من الجمعة موجة حارة وجافة، نتيجة كتلة هوائية شديدة الحرارة قادمة من شبه الجزيرة العربية، تستمر عدة أيام، حيث ترتفع درجات الحرارة ما بين 7–8 درجات مئوية فوق معدلاتها، مع طقس شديد الحرارة في معظم المناطق.

المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات ومديرية الأمن العام حذّرا من مخاطر التعرض المباشر للشمس، ودعوا للإكثار من شرب السوائل، وتجنب إشعال النيران في المناطق الحرجية، وعدم ترك الأطفال أو المواد القابلة للاشتعال داخل المركبات، إلى جانب اتخاذ إجراءات لحماية الثروة الحيوانية والزراعية.

كما أكدت الجهات المختصة ضرورة تجنب السباحة في البرك الزراعية أو الأماكن غير المخصصة، والابتعاد عن الأعشاب الكثيفة التي تشكل بيئة للزواحف، مع الاتصال الفوري على رقم الطوارئ (911) عند الحاجة.

مقالات مشابهة

  • مع الإرتفاع الكبير في الحرارة... تقيّدوا بهذه الارشادات
  • موجة الحرّ تضرب كالسيوف القواضب على أجساد نازحي الخيام بغزة
  • موجة حر شديدة تضرب الأردن الجمعة وتحذيرات من الأمن والأزمات
  • هل يجب تناول مكملات “فيتامين الشمس” في فصل الصيف؟
  • من بينها العاصمة ..موجة حر تضرب 12 ولاية
  • “الأمن” يُحذّر من موجة الحر خلال الأيام المقبلة
  • الحر الشديد يزيد من معدلات الاكتئاب والأفكار الانتحارية خاصة لدى النساء
  • لماذا تحتاج الشفاه لعناية خاصة في فصل الصيف؟
  • الداخلية بغزة: إسقاط مظلات المساعدات يدمر الخيام ويقتل المواطنين