كشف الدكتور أحمد فوزي، خبير تكنولوجيا المعلومات، عن أرقام مقلقة لاستخدام تطبيق "تيك توك" داخل مصر، موضحًا أن من بين 50.7 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، هناك نحو 41 مليون مستخدم نشط للتطبيق الصيني الشهير، معظمهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا.

البلوجرز خلف القضبان| كيف تحول الـ تيك توك لمنصة مشبوهة؟.

. خبيرة قانونية توضحأحمد كريمة: أموال تيك توك والسوشيال ميديا حرام وكسب خبيث


وأشار فوزي، خلال صباح البلد إلى أن هذا الانتشار الكبير يدعو للتساؤل حول طبيعة تأثير "تيك توك" على المجتمع، سواء من حيث الثقافة أو القيم المجتمعية أو حتى أمن البيانات الشخصية للمستخدمين.

منصات بلا توجيه.. وإهدار لطاقات الشباب المصري

خلال لقائه مع الإعلامي أحمد دياب في برنامج "صباح البلد" على قناة صدى البلد، أبدى فوزي قلقه من أن هذه الأعداد الضخمة من المستخدمين تمثل طاقات كامنة يمكن استغلالها في خدمة الدولة وتنمية قدرات الشباب، بدلًا من الانسياق خلف محتوى سطحي أو مسيء، يقدمه التطبيق دون رقابة كافية.
وأكد أن غياب التوجيه، وانتشار مقاطع لا تقدم أي قيمة معرفية أو تربوية، يعزز من تفريغ الشباب من الانتماء والهوية، مشيرًا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية توظيف هذا الجمهور الكبير في قنوات إيجابية وهادفة.

حجب تيك توك.. بين ضبط القيم وحماية الخصوصية

طرح الدكتور فوزي سؤالًا جوهريًا خلال اللقاء: "هل الغرض من الدعوة لحجب تيك توك هو فقط حماية القيم المصرية والعربية، أم أن المسألة تتعلق أيضًا بأمن البيانات الشخصية للمواطنين؟". 

وأوضح أن الجدل لا يقتصر فقط على طبيعة المحتوى، بل يمتد إلى ما هو أعمق، وهو السيطرة على عقول شريحة ضخمة من المجتمع، أصبحت متأثرة تمامًا بثقافة تفرضها منصات خارجية.
ولفت إلى أن الدخول إلى هذا العالم دون رقابة أو استراتيجية واضحة يمثل تهديدًا حقيقيًا للسيادة الثقافية والفكرية، حيث لم يعد الأمر مجرد تطبيق للترفيه، بل أصبح وسيلة لتشكيل آراء وسلوكيات جيل بأكمله.

المحتوى الأخلاقي في خطر.. ومطالب بتحرك عاجل

أشار فوزي إلى أن العديد من الدول قررت بالفعل حجب تيك توك أو تقنينه بسبب المحتوى غير الأخلاقي أو المخالف لقيمها، مشيرًا إلى أن مصر ليست بمعزل عن هذا التحدي. وأضاف: "المحتوى في مصر خلال الفترة الأخيرة أصبح غير أخلاقي بشكل صارخ، ويخالف تقاليد المجتمع، وكان لا بد من وقفة حاسمة".
وختم تصريحه بالتأكيد على أن تيك توك ليس مجرد تطبيق، بل هو مساحة ضخمة للتأثير الثقافي، ما يستدعي تحركًا وطنيًا جادًا لحماية الشباب ومواجهة ما وصفه بـ"الانفلات القيمي"، سواء عبر الحجب أو بوضع ضوابط صارمة تحكم آلية عمل التطبيق داخل مصر.

طباعة شارك تيك توك مخاطر السوشيال ميديا حجتب التيك توك

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تيك توك مخاطر السوشيال ميديا تیک توک إلى أن

إقرأ أيضاً:

نهوض جيل “زيد” في السودان.. شباب ينتفض ويحول رماد الحرب لإنجاز عبر منصات التواصل الاجتماعي

برز جيل جديد من الشباب السوداني، تقدم الصفوف رقمياً وميدانياً، رافضاً الاستسلام رغم الواقع القاتم، في ظل مشهد سوداني يتفاقم سياسياً واقتصادياً، وسط حرب مدمرة اندلعت في أبريل/ نيسان 2023.

جيل “زيد” السوداني، المولود بين عامي 1997 و2012، والذي نشأ وسط صخب الثورات والانقلابات والاحتجاجات، ولا يزال يعيش أعنف مراحل التحولات السياسية والاجتماعية في تاريخ السودان الحديث.
ويظهر هذا الجيل وجهاً مزدوجاً أحدهما يئن تحت وطأة الضياع النفسي وانعدام الأفق الأكاديمي والمهني، وآخر ينبض بالحياة من خلال الهواتف الذكية، حيث يواصل شبان وفتيات البث، والتوثيق، وصناعة المحتوى، معركة يومية لإثبات الوجود والتشبث بالأمل.

حضور رقمي وثوري لافت
يعتبر جيل “زيد” السوداني اليوم حاضر بقوة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. عبر مقاطع توثق المعاناة أو تسخر منها، وتمزج بين الترندات العالمية والخصوصية الثقافية السودانية. كما يتم خلالها النقاش السياسي، والتعليم عن بعد، والتجارة البسيطة.
جيل يتعلم رغم غياب الدولة
في ظل توقف شبه كامل للمؤسسات التعليمية وتردي البنية التحتية، لجأ أبناء الجيل إلى تطوير الذات من خلال الإنترنت، وتعلّم اللغات، والبرمجة، والتصميم، والتسويق الرقمي. وبموازاة الانشغال السياسي، أولى شباب “زيد”أهمية لإحياء التراث، من خلال محتوى يعكس الموروث الشعبي والموسيقي واللغوي، في محاولة للحفاظ على الهوية الثقافية وسط عالم رقمي سريع التبدل.
من منصات الحرب إلى ساحات الإغاثة
مع بداية الحرب، انخرط العديد من شباب هذا الجيل في جهود الإغاثة الميدانية، من توزيع للغذاء والمياه إلى تنظيم مراكز إيواء، في ظل غياب واضح لمؤسسات الدولة. وعلى المستوى الرقمي، تحوّل هؤلاء الشباب إلى مراسلين مستقلين، يوثقون يوميات القصف والنزوح والدمار، بينما استمرت وسائل الإعلام الرسمية في الغياب أو التعتيم.

المحتوى الكوميدي
يرى بعض الشباب أن المحتوى الكوميدي الذي يقدمه ليس مجرد وسيلة للضحك، بل أداة للتخفيف عن الناس ومقاومة الواقع القاسي.وأن الحرب الأخيرة شكّلت أكبر اختبار لصناع المحتوى في السودان، خاصة مع التعتيم الإعلامي الدولي حول الأزمة السودانية.
أصوات من الداخل والخارج
يتحدث جيل “زيد” عن واقع الحرب بمرارة التي حوّلت كل شيء إلى رماد. وصارت المدارس ملاجئ أو أنقاض، وفرص التعليم والعمل تلاشت وباتت منصات التواصل الاجتماعي الوسيلة الوحيدة للتوثيق.
ويرى محللون أن جيل “زيد”في السودان يمثل “ظاهرة استثنائية” في التعبير والتكيّف، حيث أعاد هذا الجيل تعريف المقاومة، ليس فقط عبر التوثيق، بل بتحويل الحرب إلى محتوى رقمي يعكس الواقع ويمنح صوتاً للمهمشين.
ورغم كل شيء، لا يزال جيل “زيد” في السودان يحتفظ بإرادة الحياة، ويواصل كفاحه عبر شاشات الهواتف، وفي الميدان، وبين ركام المدارس والمنازل. هو جيل تتقاذفه الأزمات، لكنه لم يفقد صوته، ولا توقه إلى التغيير.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • خبير تكنولوجيا: الذكاء الاصطناعي يكشف المحتوى الموجّه والممول ويحمي الوعي الرقمي
  • خبير تكنولوجيا: حروب الجيل الخامس تستخدم الشائعات كسلاح لتفكيك المجتمعات
  • خبير تكنولوجيا: الدولة تتحرك قانونيًا وتقنيًا لمواجهة الإسفاف الرقمي
  • خبير تكنولوجيا: شركات وهمية تموّل صُنّاع الإسفاف الرقمي وتُخفي مصادر أموالهم
  • خبير تكنولوجيا يحذر: الإنترنت المظلم والعملات المشفرة وراء تمويل المحتوى الهابط
  • نهوض جيل “زيد” في السودان.. شباب ينتفض ويحول رماد الحرب لإنجاز عبر منصات التواصل الاجتماعي
  • خبير تكنولوجيا: تيك توك تحول إلى بوابة للتربح غير الأخلاقي ويهدد القيم المجتمعية
  • لماذا إعادة احتلال قطاع غزة “فخ إستراتيجي”؟ خبير عسكري يجيب
  • لماذا إعادة احتلال قطاع غزة فخ إستراتيجي؟ خبير عسكري يجيب