مع تزايد الضربات الإيرانية الموجعة.. الأنظار تتجه نحو البيت الأبيض بانتظار قرار ترامب
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
يونيو 20, 2025آخر تحديث: يونيو 20, 2025
المستقلة/- مع استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، وتزايد الضربات الصاروخية الموجعة الموجهة نحو الكيان الإسرائيلي، تتسارع وتيرة الأحداث والتحركات الدولية، فيما تتجه الأنظار نحو الدور الأمريكي الحاسم في هذا الصراع المتصاعد. فبعد أن كانت التكهنات تدور حول احتمالية تدخله، أصبح السؤال الآن هو “كيف” سيتدخل ترامب في هذه الحرب المشتعلة، وما هي تداعيات قراراته على المنطقة والعالم.
لقد اتسمت سياسة ترامب تجاه إيران وإسرائيل، منذ توليه الرئاسة، بالوضوح الشديد: دعم لا يتزعزع لإسرائيل، وتصعيد أقصى ضد إيران. هذا النهج، الذي شمل فرض أقصى العقوبات على طهران، يبدو الآن قد وصل إلى ذروته في ظل المواجهة العسكرية المباشرة.
موقف ترامب الحالي ومسار التدخل:
أكد الرئيس الأمريكي رونالد ترامب، في تصريحاته الأخيرة، عدم رغبته في التوصل إلى مجرد وقف لإطلاق النار، بل يطالب بـ”استسلام غير مشروط” لإيران. كما أشار إلى أنه يدرس بجدية الانضمام للضربات الإسرائيلية ضد إيران، لا سيما المواقع النووية والعسكرية، وأن قراره بشأن التدخل المباشر سيتخذ خلال أسبوعين. هذا التأخير قد يكون تكتيكياً لإعادة تموضع القوات الأمريكية أو لإتاحة الفرصة لإسرائيل لتقويض القدرات النووية الإيرانية بشكل أكبر.
وتشير التقارير إلى أن ترامب يركز على ثلاثة شروط أساسية قبل اتخاذ قرار التدخل العسكري المباشر:
أولا: أن تكون الضربة ضرورية حقًا لتحقيق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية.
ثانيا: عدم جّر الولايات المتحدة إلى حرب مستنزفة وطويلة الأمد في الشرق الأوسط.
ثالثا وهو الأهم: يجب أن تحقق العملية تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل.
لقد قامت الولايات المتحدة بالفعل بتحريك المزيد من الطائرات العسكرية والسفن الحربية إلى المنطقة، وهي خطوة تهدف إلى حماية إسرائيل والرد على التهديدات الإيرانية ضد المنشآت العسكرية الأمريكية. ورغم أن واشنطن أكدت عدم مشاركتها المباشرة في الضربات الإسرائيلية الأولية، إلا أن تصريحات ترامب الأخيرة تلمح إلى تحول في هذا الموقف، مع تأكيده على أن إيران “لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا”.
الانقسام في معسكر ترامب:
تثير احتمالات التدخل الأمريكي المباشر انقسامًا داخل قاعدة دعم ترامب، “الماغا” (Make America Great Again). ففي حين يدعو بعض الصقور، مثل السيناتور ليندسي غراهام، إلى “التدخل الشامل” لدعم إسرائيل وتدمير البرنامج النووي الإيراني، يعارض آخرون، بمن فيهم شخصيات إعلامية مؤثرة مثل تاكر كارلسون، أي تورط أمريكي جديد في حروب خارجية. هذا الانقسام يضع ترامب أمام تحدٍ سياسي كبير، حيث بنى قاعدته الانتخابية على وعود بإنهاء التدخلات الخارجية.
الدوافع والمخاطر:
إن دوافع ترامب للتدخل تتجاوز مجرد دعم إسرائيل؛ فهي تتضمن أيضًا الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة ومنع انتشار الأسلحة النووية. ومع ذلك، فإن المخاطر المحتملة للتدخل الأمريكي المباشر جسيمة، حيث يمكن أن يؤدي التدخل إلى حرب إقليمية أوسع نطاقًا، مع مشاركة أطراف أخرى مثل روسيا والصين، وباكستان واطراف أخرى مؤيدة لإيران،
إضافة الى ذلك فأن الحرب يمكن أن تكون مكلفة للغاية من الناحية الاقتصادية والبشرية للولايات المتحدة، التي تعاني أصلا من هذا الجانب. يضاف الى ذلك أن أي تدخل أمريكي سيواجه معارضة دولية واسعة، خاصة إذا تسبب في سقوط ضحايا مدنيين كثر.
ومع بقاء جميع الاحتمالات مفتوحة فأن الأيام المقبلة ستكشف عن المسار الذي تسلكه الولايات المتحدة في هذه الحرب، وما إذا كان تدخل ترامب سيسهم في إنهائها أو يزيد من تعقيدها وتوسيع نطاقها في منطقة متوترة بالفعل.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: ترامب يحسم قراره بشأن مهاجمة إيران خلال أسبوعين
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الرئيس دونالد ترامب يتابع عن كثب تطورات الملف الإيراني، وسيُتخذ قرار حاسم خلال الأسبوعين المقبلين بشأن الخيار العسكري المحتمل.
وقالت ليفيت -خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم الخميس- إن الرئيس سيُجري تقييمًا خلال الأسبوعين القادمين لبحث إمكانية تنفيذ ضربة عسكرية محدودة ضد منشآت نووية إيرانية، إذا لم تُظهر طهران بوادر جدية تجاه الحلول الدبلوماسية.
وأكدت أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة، ولكننا نُعطي الأولوية للمسار الدبلوماسي ما دام ذلك ممكنًا" مضيفة أن "الوقت ليس مفتوحًا، ولن نسمح لإيران بكسب المزيد من الوقت للمضي قدمًا في برنامجها النووي".
واستشهدت المتحدثة الأميركية برسالة من ترامب قال فيها "بناءً على وجود احتمال كبير لإجراء مفاوضات مع إيران، قد تُعقد أو لا تُعقد في المستقبل القريب، سأتخذ قراري بشأن الذهاب إلى هناك (العمل العسكري) من عدمه خلال الأسبوعين المقبلين".
وبشأن اتفاق نووي مع إيران، قالت ليفيت إن الولايات المتحدة لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن وقفًا كاملًا لتخصيب اليورانيوم، مشيرة إلى أن طهران باتت تملك المقومات التقنية لإنتاج سلاح نووي.
وأضافت "لقد وجهنا رسائل مباشرة إلى إيران عبر قنوات مختلفة، أوضحنا فيها أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمرت طهران في تجاوزاتها النووية".
وأوضحت ليفيت أن واشنطن تعتبر وقف التخصيب عنصرًا غير قابل للتفاوض في أي اتفاق مستقبلي، قائلة "لقد وصلت إيران إلى مستوى من تخصيب اليورانيوم يجعلها على بعد خطوات من امتلاك سلاح نووي، وهذا تهديد مباشر للأمن الإقليمي والدولي".
وأضافت أن الإدارة الأميركية ترى أن أي حل لا يشمل تفكيك البرنامج النووي الإيراني، ووقف التخصيب تمامًا، سيكون مجرد تأجيل للخطر وليس إنهاءً له.
إعلانوعند سؤالها عن دعم الولايات المتحدة لتغيير النظام في إيران، قالت ليفيت إن أولوية الإدارة هي ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي.
وأكدت أن واشنطن لا ترى في الوقت الحالي أي مؤشرات على أن الصين ستتدخل عسكريا لدعم إيران، مشددة على أن الرئيس لديه علاقة محترمة للغاية مع بكين "ونشترك معها في العديد من المصالح الإستراتيجية".
ونفى ترامب -في وقت سابق اليوم- ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" بشأن منحه الضوء الأخضر لتنفيذ خطط هجومية ضد إيران، مؤكدا أنه لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن المسار الذي سيسلكه في التعامل مع طهران.
وكانت الصحيفة الأميركية قد ذكرت، أمس الأربعاء، أن ترامب وافق على خطة عسكرية لاستهداف إيران، لكنه أجّل إصدار الأوامر النهائية في انتظار ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي.
وبدأت إسرائيل فجر 13 يونيو/حزيران الجاري، بدعم أميركي ضمني، هجوما واسعا على إيران بقصف مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين.
ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وخلفت إلى جانب القتلى والجرحى أضرارا مادية كبيرة، وفق مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي.