الصراع الإيراني الإسرائيلي بين مبادرات بوتين وسيناريوهات التصعيد .. هل تنجح الدبلوماسية في تفادي الحرب؟
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
في خضم التصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل، تتعالى التحذيرات من انزلاق المنطقة نحو مواجهة إقليمية شاملة قد تعصف باستقرار الشرق الأوسط بأكمله. لكن وسط هذه الأجواء المتوترة، يطل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليطرح بصيص أمل، معلنًا عن مبادرات روسية قد تساهم في نزع فتيل الأزمة، بالتوازي مع تحركات دبلوماسية أمريكية وبريطانية، وسيناريوهات متعددة يطرحها الخبراء بشأن المستقبل القريب.
في كلمة ألقاها خلال الجلسة العامة لـ"منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي"، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تطرح "أفكارًا" للمساعدة في حل الصراع القائم بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن موسكو ليست بصدد لعب دور الوسيط، لكنها تسعى لتقديم رؤى يمكن البناء عليها لتحقيق التهدئة.
وأضاف بوتين أن "روسيا على تواصل يومي مع الأصدقاء الإيرانيين"، معبرًا عن أمله في تنفيذ الأفكار المطروحة. كما علّق على تهديدات إسرائيلية سابقة باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، مؤكدًا أن بلاده لطالما نادت باحترام سيادة الدول والحفاظ على أمنها دون المساس بسلامة الآخرين.
واشنطن ولندن تبحثان التصعيد.. وتنسيق مشتركعلى الجانب الغربي من المشهد، اجتمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنظيره البريطاني ديفيد لامي في واشنطن، حيث ناقشا تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الصراع الإيراني الإسرائيلي. البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أشار إلى أن الجانبين تناولا سبل التهدئة، إلى جانب ملف الحرب في أوكرانيا وقمة الناتو المقبلة.
اللقاء أكد أهمية تعزيز التعاون الدفاعي، وزيادة الإنفاق العسكري ضمن إطار حلف شمال الأطلسي، في ظل التوترات المتصاعدة في أكثر من جبهة حول العالم.
يرى الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل السيد أن السيناريو الأول المتمثل في العودة إلى طاولة المفاوضات لا يزال قائمًا، رغم التصعيد. ويعزو ذلك إلى احتمال تدخل دولي قوي، سواء من الولايات المتحدة أو من قبل الاتحاد الأوروبي، للضغط على الطرفين. ويشير السيد إلى أن إسرائيل، رغم حدة خطابها العسكري، لا تسعى لحرب شاملة قد تفتح عليها جبهات في أكثر من مكان، خصوصًا في ظل التوازنات الدولية المعقدة.
ويرى أن هذا السيناريو مرهون بوجود وساطة دولية فعالة، وتقديم تنازلات متبادلة، مثل تعليق إيران لأنشطتها النووية الأكثر حساسية، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية والحد من التصعيد على الجبهات.
سيناريو الضربات المحدودة.. الأكثر ترجيحًافيما يرى اللواء السيد أن السيناريو الأقرب إلى الواقع حاليًا هو استمرار الضربات الجوية والصاروخية المحدودة، سواء من قبل إسرائيل أو عبر أذرع إيران الإقليمية، وذلك بهدف تحقيق مكاسب ميدانية أو سياسية دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة. هذه الاستراتيجية، كما يصفها، تعتمد على التحرك تحت سقف الخطوط الحمراء المتعارف عليها.
سيناريو التدخلات الخارجيةويضيف السيد أن السيناريو الثالث ينطوي على تدخلات خارجية أوسع، في حال تعذر احتواء التصعيد أو إذا قامت إسرائيل بتوجيه ضربة كبيرة إلى منشأة نووية إيرانية. في مثل هذه الحالة، من المرجح أن ترد إيران بشكل أوسع، مما قد يستدعي تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر، أو تفتح جبهات إقليمية عبر حزب الله في لبنان والميليشيات الموالية لإيران في العراق واليمن، مما يعقد المشهد ويجعله أقرب إلى مواجهة إقليمية شاملة.
السيناريو النووي.. الكارثة الكبرىأما السيناريو الأخطر، بحسب اللواء السيد، فهو استخدام السلاح النووي أو التهديد به. ويؤكد أن هذا الاحتمال لا يزال بعيدًا نسبيًا، لكنه قد يصبح واقعًا إذا انهارت كل المسارات التفاوضية، أو في حال تأكد امتلاك إيران لسلاح نووي، أو قيام إسرائيل بمحاولة استهداف منشآت نووية مدفونة تحت الأرض بأسلحة خارقة أو نووية تكتيكية.
ويحذر من أن حدوث ضربة نووية، إن حصلت، سيكون بمثابة زلزال جيوسياسي، لن يقتصر أثره على المنطقة فحسب، بل سيدفع قوى كبرى كروسيا والصين للتدخل، ويعيد تشكيل خريطة التحالفات والنظام العالمي.
في ظل تشابك هذه السيناريوهات وتعقيداتها، تبقى المنطقة معلقة بين احتمالات التهدئة والتصعيد، فيما يراقب العالم بحذر تطورات قد تحمل معها تحولات تاريخية. وعلى الرغم من قتامة الموقف، إلا أن نافذة الحلول السلمية لا تزال مفتوحة، وإن كانت تحتاج إلى قرارات شجاعة وضغوط دولية فاعلة لتغليب صوت العقل على دوي السلاح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران إسرائيل الشرق الأوسط بوتين واشنطن
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يدعو سكان حي النصر بخانيونس للإخلاء الفوري
أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بيانا موجها إلى المدنيين المتواجدين في مناطق محددة داخل مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، دعاهم فيه إلى الإخلاء الفوري، محذرا من استمرار العمليات العسكرية في تلك المناطق.
وقال البيان، الذي نُشر عبر المنصات الرسمية للجيش، إن الإشعار يشمل جميع المتواجدين في المنطقة المحددة، بما في ذلك سكان الخيام المقيمين في حي النصر، بلوك 110، والجزء الشرقي من بلوك 89.
وأكد الجيش أن قواته "تواصل تنفيذ مناورة برية في المنطقة وتستخدم قوة نارية شديدة بهدف توسيع نطاق القتال"، مضيفًا أن "المنطقة لن تكون مشمولة ضمن وقف إطلاق النار المؤقت أو المحلي لأغراض إنسانية"، في إشارة إلى عدم شمولها بأي ترتيبات لتهدئة مؤقتة تسمح بمرور المساعدات أو تنقل المدنيين.
وشدد البيان على ضرورة الإخلاء الفوري باتجاه الغرب، مؤكدا في الوقت ذاته أن أمر الإخلاء لا يشمل مستشفى ناصر في خان يونس.
وتأتي هذه التعليمات في سياق التصعيد المستمر في جنوب قطاع غزة، حيث تشهد مناطق عدة عمليات عسكرية متواصلة، رغم الضغوط الدولية المتزايدة لفرض تهدئة إنسانية مستدامة.