يبدو أن موافقة مجلس الوزراء اللبناني على الأهداف الواردة بالورقة الأميركية سيضع لبنان في قلب سجال داخلي لا يعرف مصيره، خاصة على ضوء تمسك كتلة حزب الله البرلمانية بموقفها واعتبار محاولات التعرض لسلاح المقاومة بأنه خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي.

ووصف الكاتب والمحلل السياسي، أسعد بشارة في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" قرار الحكومة بأنه "خشبة خلاص حقيقية"، مشيرا إلى أن عماد الورقة الأميركية هو تطبيق القرارات الدولية والدستور وسحب السلاح، والهدف الثاني هو انسحاب إسرائيل بشكل كامل ووقف الأعمال العدائية، لكن "مشروع حزب الله هو التمسك بالسلاح إلى الأبد".

وكانت موافقة مجلس الوزراء على الأهداف الواردة بالورقة الأميركية التي تتحدث عن تثبيت وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل مع جدول زمني لنزع سلاح حزب الله، دفعت الوزراء المحسوبين على حزب الله وحركة أمل إلى الانسحاب من الاجتماع.

وأضاف بشارة أن دعم فكرة الدولة لكي تمسك قرارها على الحدود هو الخيار الذي يجب أن يدعمه اللبنانيون، وأن هناك فرصة الآن لوضع الجيش اللبناني على الخط الأزرق بضمانات أميركية وعربية حتى لا يتحول لبنان إلى ساحة يطحن فيها أهله، كما قال بشارة.   

وشدد على أن "الورقة الأميركية هي في مصلحة لبنان 100% إذا لم يكن هناك تمسك بسلاح خارج الدولة"، موضحا أن هناك 4 مراحل متزامنة، انسحاب إسرائيلي من مجموعة من التلال مقابل سحب السلاح وسيطرة الدولة، وانسحاب آخر كامل مقابل سحب السلاح بشكل كامل، ثم يعقد مؤتمر عربي ودولي لمساعدة لبنان اقتصاديا، ثم علاقات دافئة مع سوريا لحسم ملف الحدود العالق.

مستقبل لبنان

وفي الجهة المقابلة، انتقد المحلل السياسي، علي حيدر، بشدة قرار مجلس الوزراء، وقال "إسرائيل استطاعت أن تحقق إنجازا نوعيا من خلال اختراق المنظومة الرسمية اللبنانية عبر الولايات المتحدة الأميركية"، باعتبار أنها أعلنت قبل وخلال وبعد الحرب أن هدفها الإستراتيجي هو تدمير قدرات حزب الله ونزع سلاحه.

إعلان

وذكّر بأن حزب الله يطالب أيضا بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية وبسط سلطة الدولة اللبنانية، ولكنه طرح تساؤلات بشأن مستقبل لبنان في ظل منطقة تعصف بها المتغيرات، وقال إن إسرائيل الحالية تختلف كليا عن إسرائيل خلال العقود السابقة.

وربط خطوات حزب الله وحلفائه بعد قرارات الحكومة بما ستقدم عليه الأخيرة، بشأن مدى مراعاتها للدستور ولخطاب القسم وللورقة اللبنانية التي قدمت للأميركيين ورفضوها.

وبينما أكد أن الواقع صعب جدا والضغوط كبيرة جدا على لبنان، قال المحلل السياسي إن ذلك لا يعني "التخلي عن الحد الأدنى من السيادة ونترك إسرائيل عبر الولايات المتحدة أن تملي علينا مستقبل لبنان".

ويذكر أن حزب الله كان قد رفض موقف الحكومة التي قررت في اجتماعها السابق -الثلاثاء- تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام الجاري، وعرضها على مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر الجاري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات مجلس الوزراء حزب الله

إقرأ أيضاً:

لبنان يكلف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة

 بيروت (زمان التركية)ــ قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن الحكومة كلفت الجيش بوضع خطة لتقييد الأسلحة في يد الدولة بحلول نهاية العام، وهي خطوة غير مسبوقة تمهد الطريق لنزع سلاح حزب الله.

وبعد جلسة لمجلس الوزراء استمرت قرابة ست ساعات برئاسة الرئيس جوزيف عون لمناقشة نزع سلاح حزب الله، قال سلام إن الحكومة “كلفت الجيش اللبناني بوضع خطة تنفيذية لحصر الأسلحة” في الجيش وقوات الدولة الأخرى “قبل نهاية هذا العام”.

وأضاف في مؤتمر صحفي عقب الجلسة الماراثونية أن الخطة سيتم عرضها على مجلس الوزراء بحلول نهاية أغسطس/آب لمناقشتها والموافقة عليها.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي سعى إلى إنهاء أكثر من عام من الأعمال العدائية بما في ذلك شهرين من الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله، قد نص على أن سلطات الحكومة اللبنانية مثل الجيش وقوات الأمن والشرطة المحلية هي “الحاملة الحصرية للأسلحة في لبنان”.

وقال سلام إن مجلس الوزراء سيواصل هذا الأسبوع مناقشاته بشأن اقتراح المبعوث الأميركي توم باراك الذي يتضمن جدولا زمنيا لنزع سلاح حزب الله.

وقال وزير الاعلام بول مرقص ان مجلس الوزراء “حدد مهلة حتى نهاية العام لتجميع السلاح بيد الدولة اللبنانية”.

وقال إن وزير الصحة التابع لحزب الله راكان ناصر الدين ووزيرة البيئة تمارا الزين التابعة لحليفتها حركة أمل “انسحبا من الجلسة لعدم موافقتهما على قرار مجلس الوزراء”.

وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قد قال قبل وقت قصير، أثناء انعقاد جلسة الحكومة، إن “أي جدول زمني يتم تقديمه للتنفيذ في ظل العدوان الإسرائيلي لا يمكن الموافقة عليه”.

وأضاف أن “من ينظر إلى الصفقة التي جاء بها باراك لا يجد فيها اتفاقا بل يملي”، مشيرا إلى أنها “تزيل قوة وقدرات حزب الله ولبنان بشكل كامل”.

Tags: اتفاق وقف إطلاق النارالجيش اللبنانيحصر السلاح بيد الدولةنواف سلام

مقالات مشابهة

  • برلماني عن حزب الله: خطوات الحكومة مستعجلة والورقة الأميركية استسلام
  • الحكومة اللبنانية توافق على الورقة الأمريكية… و«حزب الله» يصف القرار بـ«الخطيئة الكبرى»
  • لبنان يوافق على إنهاء الوجود المسلح بما فيه حزب الله
  • لبنان.. خطة أميركية لنزع سلاح حزب الله وانسحاب إسرائيل
  • جلسة حاسمة لمجلس الوزراء اللبناني لبحث ورقة المبعوث الأمريكي
  • لبنان.. غارات إسرائيلية على الجنوب والحكومة تناقش الورقة الأميركية
  • حزب الله يزور كرامي: الورقة الأميركية إسرائيلية شكلاً ومضمونًا والحزب يقيم التطورات بهدوء
  • لبنان يكلف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة
  • حكومة لبنان تكلف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية 2025