أعلنت بعثة الولايات المتحدة في العراق عن تقليص إضافي لعدد أفرادها، في ذروة مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، وبعد ساعات من توجيه واشنطن ضربات لمنشآت نووية في إيران.

وقال مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الإجلاء يأتي "بسبب الحذر الشديد وتصاعد التوترات"، مؤكدًا أن السفارة الأميركية في بغداد والقنصلية في أربيل ما زالتا تعملان رغم تقليص عدد الموظفين.

وأضاف أن عمليات الإجلاء الإضافية تندرج في إطار العملية المستمرة التي بدأت في 12 يونيو/حزيران الجاري عشية بدء إسرائيل هجومها على إيران.

وأطلقت إسرائيل حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران في 13 يونيو/حزيران، مؤكدة امتلاكها معلومات استخباراتية تفيد بأن برنامج إيران النووي شارف "نقطة اللاعودة".

وردّت طهران بدفعات مدمّرة من الصواريخ والمسيرات التي طالت مدنا إسرائيلية عدة، كان آخرها صباح الأحد، بعد ضربات أميركية على منشآت نطنز وأصفهان وفوردو.

وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 400 شخص على الأقل في إيران منذ بداية الحرب، وفق حصيلة رسمية، في حين أسفرت الضربات الإيرانية على إسرائيل عن مقتل 25 شخصا، وفقا للحكومة الإسرائيلية.

ودان العراق الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، محذرا من أن التصعيد يشكّل "تهديدا خطيرا للأمن والسلم" في المنطقة و"يعرّض الاستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة".

وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان إن العراق يشدد على أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلا عن الحوار والدبلوماسية، وأن استمرار هذه الهجمات من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمسّ استقرار المنطقة والعالم".

عدم السفر إلى العراق

وأمس السبت، كشفت برقية داخلية أميركية أن المئات من الرعايا الأميركيين غادروا إيران الأسبوع الماضي باستخدام طرق برية، في حين قالت الخارجية الأميركية إنه لا ينبغي لمواطنيها السفر إلى العراق لأي سبب، وذلك في ظل المواجهة بين طهران وتل أبيب.

إعلان

وتوضح البرقية الداخلية لوزارة الخارجية الأميركية -التي اطلعت عليها رويترز- يوم الجمعة أنه بينما غادر العديد من الأميركيين إيران دون مشاكل، "واجه الكثير تأخيرات ومضايقات" أثناء محاولتهم الخروج.

وذكرت البرقية المؤرخة في 20 يونيو/حزيران الجاري، أن عائلة واحدة (لم تحدد هويتها) أبلغت عن احتجاز اثنين من المواطنين الأميركيين الذين حاولوا مغادرة إيران.

وتذكر رويترز أن البرقية الداخلية تسلط الضوء على التحدي الذي تواجهه واشنطن في محاولة مساعدة مواطنيها في بلد لا تربطها به علاقات دبلوماسية.

كما نقلت رويترز عن الخارجية الأميركية دعوتها المواطنين الأميركيين إلى عدم السفر إلى العراق لأي سبب، وأنها تنصح بالخروج البري من إيران عبر أذربيجان أو أرمينيا أو تركيا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في وقت متأخر من يوم الجمعة تعليقا على سؤال عن البرقية "بسبب القيود المفروضة على الخدمات القنصلية في إيران، يتعين على المواطنين الأميركيين الراغبين في المغادرة الاستفادة من الوسائل المتاحة لمغادرة إيران".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخارجیة الأمیرکیة

إقرأ أيضاً:

إيران: نحتفظ بحق الرد الكامل بعد الضربات الأميركية على منشآتنا النووية

 اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الولايات المتحدة "انتهكت بشكل جسيم" القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، محذرًا من أن بلاده "تحتفظ بكامل حقها في الرد واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادتها".

جاء ذلك في أول رد دبلوماسي رسمي على الهجوم الأميركي الذي استهدف منشآت نووية إيرانية صباح اليوم،

وقال عراقجي، في بيان رسمي: إن الضربات التي نفذتها القوات الأميركية تمثل "تصعيدًا خطيرًا واستفزازًا مرفوضًا"، مضيفًا أن "الاعتداء على منشآت نووية سلمية يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وانتهاكًا واضحًا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)".

إطلاق أكثر من 30 صاروخًا من إيران تجاه إسرائيلإيران تطالب مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ بعد الهجوم الأمريكي على منشآتها النوويةوزير خارجية إيران: الضربة الأمريكية ستكون لها عواقب وخيمةترامب ينشر لقطات من إشرافه شخصيًا على الضربة الأمريكية على إيران | شاهد

وفي تغريدة نشرها عبر منصة "إكس"، شدد الوزير الإيراني على أن "ما حدث هذا الصباح فظيع، وستترتب عليه عواقب وخيمة"، داعيًا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى "التحرك الفوري لوضع حد لهذا السلوك الإجرامي والخارج عن القانون".

وأضاف: "يجب على جميع أعضاء الأمم المتحدة أن يشعروا بالقلق العميق من هذا التصرف الخطير، الذي يهدد أسس القانون الدولي والنظام العالمي".

واختتم عراقجي تصريحاته بالتأكيد على أن "إيران تحتفظ بكل الخيارات المشروعة للدفاع عن سيادتها وشعبها ومصالحها الوطنية، وفقًا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة"، مشيرًا إلى أن "الضربات الأميركية ستكون لها تداعيات دائمة".

طالبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأحد، بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، على خلفية الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية داخل إيران.

وجاء الطلب الإيراني بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مقاتلات بلاده نفذت "هجومًا ناجحًا للغاية" على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، ضمن عملية عسكرية تهدف إلى "تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم".

وفي رسالة رسمية وجهتها البعثة الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي، طالبت طهران بعقد اجتماع عاجل "حفاظًا على السلم والأمن الدوليين"، لبحث ما وصفته بـ"العمل العدواني السافر وغير القانوني"، داعية المجلس إلى "إدانته بأشد العبارات واتخاذ جميع التدابير اللازمة في إطار المسؤوليات الموكلة إليه بموجب ميثاق الأمم المتحدة".

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور نشره عبر منصته "تروث سوشيال" أن "درة تاج البرنامج النووي الإيراني، فوردو، قد انتهت"، في إشارة إلى حجم الدمار الذي ألحقته الغارات بتلك المنشأة شديدة التحصين، الواقعة جنوب العاصمة طهران.

وفي تصريحات لاحقة خلال كلمة متلفزة، وجه ترامب تحذيرًا مباشرًا للقيادة الإيرانية، قائلًا: "إما أن يكون هناك سلام أو مأساة بالنسبة لإيران أكثر بكثير من التي شهدناها في الأيام الثمانية الماضية". واعتبر ترامب أن نجاح العملية العسكرية يمثل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة في عمق إيران، مع الحفاظ على سلامة قواتها.

وأضاف ترامب: "جميع الطائرات في طريق العودة للوطن بسلام. نهنئ محاربينا الأمريكيين العظماء"، مشيدًا بكفاءة الجيش الأمريكي في تنفيذ العمليات المعقدة.

طباعة شارك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم الأميركي الذي استهدف منشآت نووية إيرانية إيران الولايات المتحدة إيران وإسرائيل

مقالات مشابهة

  • ماكرون يترأس اجتماعاً لمجلس الدفاع عقب الضربات الأميركية على إيران
  • العراق: استهداف منشآت نووية إيرانية يعرّض الاستقرار الإقليمى لمخاطر جسيمة
  • إيران: نحتفظ بحق الرد الكامل بعد الضربات الأميركية على منشآتنا النووية
  • إيران تهدّد باستهداف مفاعل ديمونة وتحذر واشنطن من التدخل العسكري
  • واشنطن تؤكد مغادرة مئات الأميركيين إيران وتحذر من السفر للعراق
  • الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأميركية بحال تدخل واشنطن في الحرب بين إسرائيل وإيران
  • الخارجية الأميركية: لا ينبغي للمواطنين الأميركيين السفر إلى العراق لأي سبب
  • الخارجية الأمريكية تطالب مواطنيها بعدم السفر إلى العراق لأي سبب
  • واشنطن: يجب على المواطنين الأمريكيين عدم السفر إلى العراق