أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
وتنوعت أحداث هذا الأسبوع بين حروب دامية غيّرت خريطة العالم، وعمليات عسكرية محكمة أعادت تشكيل معادلات الصراع، ووفاة أيقونة فنية هزّت ضمير العالم.
وتناولت حلقة (2025/6/22) من برنامج "في مثل هذا الأسبوع" تفاصيل هذه الأحداث التاريخية التي وقعت في هذا التوقيت من السنة عبر فترات زمنية مختلفة، موضحة تأثيرها على مسار البشرية وتشكيل الواقع الحالي.
وتوقفت الحلقة عند الحرب الكورية التي وقعت بين قوتين عالميتين كبيرتين وخلّفت 5 ملايين بين قتيل وجريح، ووصفت بـ"الحرب المنسية".
واندلعت هذه الحرب في 25 يونيو/حزيران 1950، نتيجة مباشرة للانقسام الذي شهدته شبه الجزيرة الكورية بعد الحرب العالمية الثانية.
وترجع جذور هذا الصراع إلى التقسيم الذي حدث في الجزيرة الكورية على طول خط العرض 38، حيث وقع الشمال تحت السيطرة السوفياتية بينما خضع الجنوب للرعاية الأميركية.
ولم يكن هذا التقسيم مجرد ترتيب جغرافي، بل كان انعكاسا للمخاوف الأميركية من السيطرة السوفياتية الكاملة على كوريا، مما أدى إلى ترسيخ الانقسام بإنشاء دولتين منفصلتين تمثل كل منهما الأيديولوجية التي تدعمها.
وعلى هذا الأساس، نشأت كوريا الشمالية الشيوعية المدعومة من موسكو وكوريا الجنوبية الرأسمالية المدعومة من واشنطن.
وفي عام 1950، قاد الزعيم الكوري الشمالي كيم إيل سونغ حملة لتوحيد كوريا بالقوة، وتمكن من إقناع الزعيم الروسي جوزيف ستالين بدعم هذا الهجوم بشرط أن تتدخل الصين في حال تدخلت الولايات المتحدة.
وبالفعل، اجتاحت قوات كوريا الشمالية الجنوب في 25 يونيو/حزيران، وسقطت العاصمة سول بسرعة مذهلة.
ولكن الولايات المتحدة ردت مباشرة، ليس فقط للدفاع عن حليفتها كوريا الجنوبية، بل خوفا من انتشار الشيوعية في آسيا ومن تأثير "الدومينو" الذي قد يُسقط دولا أخرى مثل اليابان وتايوان والفلبين.
إعلانوأدت سلسلة من التدخلات والهجمات المضادة إلى تحول الصراع من حرب خاطفة إلى حرب استنزاف طويلة، انتهت بتوقيع اتفاق الهدنة في يوليو/تموز 1953.
والأمر اللافت أن هذه الهدنة لم تكن معاهدة سلام، بل مجرد اتفاق مؤقت أوقف القتال من دون إنهاء الحرب رسميا، وحتى اليوم ما زالت المناوشات تحدث بين الكوريتين.
أسر شاليط
وبعد أكثر من نصف قرن من الحرب الكورية، شهد يونيو/حزيران 2006 حدثا آخر غيّر معادلات الصراع في منطقة أخرى من العالم.
ففي عام 2006، فازت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، وهذا دفع إسرائيل لفرض حصار اقتصادي فوري بينما أوقفت الولايات المتحدة دعمها المالي للسلطة الفلسطينية.
ورأت حماس أن الاتفاقيات السابقة لم تؤدِ إلى إقامة دولة حقيقية للفلسطينيين، بل زادت من سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الأرض.
وجاءت الشرارة المباشرة في التاسع من يونيو/حزيران 2006، عندما قصفت إسرائيل شاطئ غزة مما أدى إلى استشهاد 8 فلسطينيين من بينهم عائلة الطفلة هُدى غالية.
هذا المشهد المؤثر للطفلة وهي تصرخ بعد فقدان عائلتها بالكامل دفع كتائب المقاومة لإصدار بيان عسكري بدأ بجملة "استجابة لصراخات الطفلة هُدى غالية"، معلنة بداية عملية "الوهم المتبدد".
واعتمدت العملية على تخطيط دقيق استغرق عاما كاملا، بحفر نفق ينتهي خلف خطوط العدو في موقع كرم أبو سالم.
واختير لها 7 مقاتلين من 3 فصائل مختلفة، خضعوا لتدريب مكثف قبل التنفيذ، وفي فجر يوم العملية، تم أسر الجندي جلعاد شاليط في عملية لم تستغرق سوى دقائق لكنها شلّت الموقع العسكري الإسرائيلي بالكامل.
وأبرز ما يميز هذه العملية عن غيرها هو الإستراتيجية الذكية التي اتبعتها المقاومة في إخفاء شاليط لمدة 5 سنوات كاملة من دون تسريب أي معلومة عن مكانه.
وانتهت العملية بصفقة تبادل تاريخية شملت الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني، من بينهم قادة مؤثرون مثل يحيى السنوار الذي أصبح لاحقا من أبرز القادة في غزة.
وفي نفس الشهر، لكن بعد 3 سنوات، في 25 يونيو/حزيران 2009، شهد العالم حدثا من نوع مختلف تماما عندما أُعلن عن وفاة مايكل جاكسون.
وجعلت الظروف التي أحاطت برحيله -وكشف عنها الطب الشرعي لاحقا- وفاته حدثا صادما.
وتظهر قصة جاكسون الجانب المظلم للشهرة والنجاح، من طفل موهوب انضم لفرقة عائلية في سن الخامسة، إلى نجم عالمي حطم الأرقام القياسية بألبوم "إثارة" وحصد 8 جوائز غرامي في ليلة واحدة، ثم إلى إنسان محطم يعاني من الإدمان والعزلة.
كما دفعته الضغوط النفسية والاتهامات القضائية التي واجهها في التسعينيات والألفينيات إلى إدمان المسكنات والمهدئات، خاصة دواء البروبوفول المخدر الجراحي الذي لا يُستخدم إلا في المستشفيات.
وفي ليلة وفاته، أعطاه طبيبه الشخصي عدة أدوية بينها البروبوفول، مما تسبب في سكتة قلبية أنهت حياته عن عمر 50 عاما.
الصادق البديري22/6/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات یونیو حزیران
إقرأ أيضاً:
من الرجل الذي يؤخر دخول الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران؟
سلطت صحيفة عبرية الضوء على مسألة مشاركة الولايات المتحدة في الحرب الإسرائيلية الجارية مع إيران، متطرقة إلى مسؤول أمريكي سابق قالت إنه يؤخر دخول واشنطن في التصعيد العسكري المتزايد بين تل أبيب وطهران.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم": "قبل ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل قراره بشأن التدخل الأمريكي في الصراع بين إسرائيل وإيران، شوهد مستشاره السابق ومهندس حركة MAGA (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، ستيف بانون، في البيت الأبيض".
وتابعت: "بانون، الذي شغل في السابق منصب كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض ويعتبر الآن أحد أبرز الأصوات بين الحركة القومية المحافظة (نات كونز)، جاء لتناول العشاء مع الرئيس في وقت يدور فيه نقاش حاد بين قاعدة دعم ترامب حول قضية التدخل العسكري الأمريكي في الحملة الإسرائيلية المتصاعدة ضد إيران بشكل عام".
ولفتت الصحيفة إلى أن "بانون، الذي يعارض بشدة التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، صرّح لمجلة بوليتيكو بعد الاجتماع بأن "حركة MAGA في وضع جيد الليلة".
وذكر بانون أن الرئيس أخبره أنه يريد "استكشاف خيارات أخرى"، مضيفًا: "قبل أن يلجأ إلى الخيار العسكري، يدرس جميع الخيارات الأخرى. وهذا ما يجعله يحظى بشعبية كبيرة بين حركة MAGA.
وبحسب الصحيفة العبرية، حتى قبل لقائه بالرئيس ترامب، شارك بانون في فعالية نظمتها صحيفة كريستيان ساينس مونيتور يوم الأربعاء الماضي، ودعا ترامب إلى ضبط النفس: "إذا كنا نُجبر على تنفيذ ضربة عسكرية على فوردو، فليس من الضروري أن يحدث ذلك غدًا، أو بعد غد. على الرئيس أن يأخذ وقته ويدرس هذا الأمر بعناية مع مستشاريه". ومع ذلك، أشار إلى أن إسرائيل هي من يجب أن "تُنهي ما بدأته".
جاءت تعليقات بانون في أعقاب إعلان المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، عصر الخميس، أن ترامب سيتخذ قرارًا بشأن توجيه ضربة لإيران خلال أسبوعين، مشيرةً إلى وجود "إمكانية حقيقية للمفاوضات". وأكدت ليفيت: "إذا أتيحت فرصة للدبلوماسية، فسيغتنمها الرئيس، لكنه لا يخشى استخدام القوة".
ورحّب بعض مؤيدي ترامب في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" بتأجيل القرار. وأشاد تشارلي كيرك، وهو صوت بارز في اليمين الأمريكي، بالرئيس لنهجه غير المتوقع، وواصل مهاجمة مؤيدي تغيير النظام في إيران. وكتبت عضوة الكونغرس مارجوري تايلور غرين على شبكة إكس: "يسرني أن الرئيس ترامب يمنح الدبلوماسية وقتًا للعمل مع إيران وإسرائيل".
وختمت الصحيفة الإسرائيلية: "ليس من الواضح ما إذا كان تأجيل ترامب للقرار سينجح في تهدئة الانقسامات الداخلية داخل حركة "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، أم أنه سيؤدي فقط إلى تأجيل الصراعات الداخلية بشأن الهجوم على إيران إلى وقت لاحق".