تاجر المخدرات في القفص.. اعتقال وسيم الأسد يفجر جدلا حول العدالة والانتقام
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
ورغم أنه لم يكن الأكثر إجراما أو فسادا في العائلة التي جثمت على قلوب السوريين لأكثر من 50 عاما، إلا أنه كان الأكثر ظهورا وإثارة للجدل، بحسب مراقبين.
وتربط وسيم بعائلة الأسد علاقة قرابة تتمثل في أنه ابن بديع الأسد أحد أبناء عمومة حافظ الأسد، وتطورت مسيرته "الإجرامية" من مجرد تاجر مخدرات بسيط إلى شخصية بارزة ازدهرت أعمالها وبرزت مواهبها مع اندلاع الثورة السورية.
ووفقا للاتهامات الموجهة إليه، فإن وسيم متهم بالضلوع في شبكات تهريب المخدرات، وخاصة الكبتاغون، انطلاقا من الساحل السوري، ولم يكن هذا النشاط مجرد تجارة فردية، بل جزء من شبكة معقدة تستغل الموقع الجغرافي والنفوذ السياسي.
وتتسع دائرة الاتهامات لتشمل إشرافه على معتقلات سرية في ريف اللاذقية ضمن مقار مليشيا "الدفاع الوطني"، مما يكشف كيف تداخلت الأنشطة الأمنية مع "الشبكات الإجرامية".
كما اتهمه ناشطون بإدارة مجموعات مسلحة تتحرك كعصابات، تنفذ عمليات قتل واختطاف وابتزاز لتجار ومعارضين.
وتعتبر رغبته في الحضور الدائم على وسائل التواصل الاجتماعي واستفزازه المستمر للسوريين أبرز ما جعله مختلفا عن باقي أفراد عائلته.
فقد اشتهر بقيادة مسيرات لدعم المخلوع بشار الأسد خلال الثورة، ودعواته المتكررة لسحب الجنسية من المعارضين، وتهديده لهم عبر فيديوهات منشورة.
وساهم هذا السلوك الاستفزازي في جعله وجها مكروها لدى شريحة واسعة من الشعب السوري، مما فسر حجم التفاعل الكبير بين السوريين مع اعتقاله.
وبحسب البيان الرسمي، فقد أُلقي القبض على وسيم بعد عملية أمنية محكمة نفذتها الاستخبارات العامة بالتعاون مع وزارة الداخلية. وقد وصفت الجهات الأمنية العملية بأنها "استدراج" تم فيه جذب وسيم إلى كمين ثم اعتقاله.
تحقيق العدالة
وبعد انتشار صورة وسيم في السجن، أجمع مغردون على أهمية تحقيق العدالة وضرورة محاسبة المجرمين، لكنهم اختلفوا حول الطرق والأساليب المتبعة.
إعلانوأبرزت حلقة (2025/6/22) من برنامج "شبكات" ترحيب كثيرين بهذه الخطوة باعتبارها بداية حقيقية للعدالة الانتقالية، بينما حذر آخرون من خطورة تجاوز القانون أو خيانة العهود، مؤكدين على أن تطبيق العدالة يجب أن يتم وفق المعايير القانونية الصحيحة لتجنب الانزلاق نحو الفوضى أو الانتقام.
وفي هذا السياق، رحبت المغردة ريا بالخطوة وغردت تقول: "العدالة بدأت تتحقق، ونأمل أن تكون هذه بداية لتطهير المشهد السياسي والأمني من رموز الاستغلال والفساد".
وتماشيا مع هذا التوجه، أكد الناشط محمد على أهمية الالتزام بسيادة القانون وكتب يقول: "يجب أن نتذكر أن القانون هو الحصن الوحيد لاستقرار المجتمع، لا يجب أن نجعل العاطفة تدفعنا للانتقام خارج إطار العدالة، فالتفعيل المنصف للقانون وحده يحمي المجتمع من الفوضى".
وفي المقابل، عبرت المغردة رند عن تحفظات جدية حول الطريقة المتبعة، مؤكدة على نقطتين مهمتين. أولا، حذرت من عدم الاكتفاء بملاحقة كبار المجرمين فقط، قائلة: "ملاحقة عتاة المجرمين فقط لا تكفي، غياب المحاسبة للمجرمين ممن ثبت إجرامهم ولو كان جرمهم قتل شخص واحد، يفتح الباب للانتقام الذاتي والفوضى".
وثانيا، شككت في شرعية أسلوب الاستدراج المستخدم، متسائلة: "هذا ليس استدراجا، هذا خيانة للعهد الذي أعطيتموه للرجل بغض النظر عن سلوكه. أعطيتموه الأمان ثم غدرتموه؟ الاستدراج هو أن يتم دون علمه بالمصير".
ومن الموقع الرسمي، جاء تأكيد وزير الداخلية السوري أنس خطاب عبر منصة إكس قائلا: "لن نتهاون في ملاحقة كبار رموز الانتهاكات ضد الشعب السوري، وإخضاعهم لمحاكمات عادلة تضمن تطبيق العدالة الانتقالية".
الصادق البديري22/6/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
السلطات السورية تعلن توقيف وسيم الأسد ابن عم الرئيس السابق
دمشق- أعلنت السلطات السورية السبت 21 يونيو 2025، توقيف وسيم الأسد، ابن عم الرئيس السابق بشار الأسد، وأحد أبرز المتهمين بالضلوع في تجارة المخدرات في عهد الحكم السابق.
وأفادت وزارة الداخلية في بيان انه "في إطار عملية أمنية مُحكمة، تمكن جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع الجهات المختصة في وزارة الداخلية من استدراج المجرم وسيم الأسد، الذي يُعتبر من أبرز تجار المخدرات والمتورطين في عدة جرائم خلال فترة النظام البائد".
وأفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس أن وسيم الأسد أوقف من خلال "كمين محكم" في منطقة تلكلخ في محافظة حمص قرب الحدود مع لبنان.
ويعد الأسد الذي لم يكن يتبوأ أي منصب رسمي، أول شخصية بارزة من الدائرة المقربة في عائلة الرئيس السابق، يُلقى القبض عليها منذ الإطاحة بالحكم السابق في كانون الأول/ديسمبر.
ووصفت وزارة الداخلية توقيفه بأنه يعكس "تصعيد السلطات الانتقالية جهودها لمحاسبة المتورطين في جرائم المرحلة السابقة".
وخلال السنوات الماضية، اعتاد وسيم الأسد على نشر صور عبر منصات التواصل الاجتماعي، تظهره إلى جانب سيارات فارهة ومجموعات مقاتلة بلباس عسكري، يحمل السلاح ويطلق النار.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات بحقه في العام 2023، قائلة إنه قاد وحدة شبه عسكرية وكان "شخصية محورية" في شبكة إقليمية لتهريب المخدرات، بدعم من الحكم السابق.
ومنذ وصولها إلى السلطة، تعلن الإدارة الجديدة بين الحين والآخر إلقاء القبض على مسؤولين أمنيين سابقين.
وبعد الاطاحة بالحكم السابق، لجأ عدد من معاوني بشار الأسد وكبار ضباطه إلى دول مجاورة، بينما لجأ آخرون الى بلداتهم وقراهم داخل سوريا.