تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن النهاية غير واضحة
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
تحليل بقلم أورين ليبرمان من شبكة CNN
(CNN)-- كان من المستحيل إخفاء الابتسامة على وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فبعد دقائق من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة قصفت 3 منشآت نووية إيرانية، أشاد نتنياهو بالزعيم الأمريكي بحماس، واصفًا إياه بأنه شخص يمكن لقراراته أن تقود المنطقة إلى "مستقبل من الرخاء والسلام".
ومنذ أن شنّت إسرائيل هجماتها على المنشآت النووية الإيرانية وأهداف أخرى، حرص نتنياهو والقيادة السياسية الأخرى في البلاد على عدم اعتبارهم مشجعين لترامب على حرب أخرى في الشرق الأوسط.
وفي النهاية، يمكن القول إن انضمام الولايات المتحدة إلى العملية الإسرائيلية - ونسب الفضل إلى نفسها في النتائج - يُعدّ نجاحًا أكبر لنتنياهو، الذي أشرك القوة العظمى في العالم في ما كان يُمثّل مهمةً إسرائيليةً في الماضي.
لقد تحدث نتنياهو عن التهديد الإيراني طوال مسيرته السياسية، مستعرضًا وسائل بصرية أحيانًا - مثل رسم كاريكاتوري لقنبلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 - لمساعدة جمهوره لكن الانتقاد الدائم كان أن خطاب نتنياهو كان مجرد كلام فارغ.
وعلى الرغم من كل الحديث عن التهديد الذي تشكله إيران على إسرائيل والمنطقة، لم يشن نتنياهو عملية عسكرية كبرى.
بدلًا من ذلك، أذن بعمليات متفرقة عالية المخاطر والقيمة من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، بما في ذلك اغتيال علماء نوويين إيرانيين وسرقة الأرشيف النووي للبلاد.
لكن البرنامج النووي الإيراني نجا سالمًا إلى حد كبير، وتُرك نتنياهو لسنوات دون تحقيق إنجاز يُذكر في قضية اعتبرها تهديدًا وجوديًا لإسرائيل.
وأعادت الأيام العشرة الأخيرة كتابة السيناريو.
ووصف أفيف بوشنسكي، الذي عمل مع نتنياهو خلال فترة ولايته الأولى في أواخر التسعينيات، الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية بأنها "بلا شك أعظم إنجازاته".
وبدأت موجات الهجمات الإسرائيلية الأولى، وفرضها تفوقا جويًا على إيران، سلسلة واضحة من النجاحات العسكرية، انضمت إليها إدارة ترامب في النهاية.
وقال بوشنسكي لشبكة CNN: "يُنظر إلى نتنياهو على أنه شخصٌ نجح في القيام بهذه العملية من البداية إلى النهاية".
كان حجم النجاح هائلًا لدرجة أن بوشنسكي قال إنه جعل نتنياهو واحدًا من أبرز قائدين أو ثلاثة قادة في بلاده منذ تأسيسها عام 1948.
وأضاف بوشنسكي أن "وصمة" الفشل في وقف الهجوم الذي قادته حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول لا تزال تلاحق نتنياهو، لكن الهجوم على إيران أصبح على الفور جزءًا من إرثه.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية البرنامج النووي الإيراني الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية الحكومة الإيرانية بنيامين نتنياهو دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
تحذيرات لنتنياهو من احتلال غزة.. رهان خطير على حساب الجيش والاقتصاد
تتصاعد ردود الأفعال حول قرارات الاحتلال الإسرائيلي بفرض سيطرته على غزة واحتلالها بشكل كامل، بعد موافقة مجلس الوزراء الأمني على خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هدفها "السيطرة" على مدينة غزة.
وذكرت صحيفة جيروزالم بوست أن حكومة نتنياهو تضع الخطة في مواجهة مع تقييم الجيش للوضع، حيث أكد نتنياهو وحكومته أن السيطرة الكاملة على غزة ستعجل بإطلاق سراح الأسرى، كما أنها تشير إلى نهاية حماس.
وأضاف الصحفية في تقريرها أن رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، ، صرح في اجتماع عقد الثلاثاء بأن الاقتراح لن يؤدي فقط إلى زيادة حادة في خسائر القوات، بل سيعرض الأسرى للخطر.
وتابع تقرير الصحيفة أن إسرائيل على مفترق طرق، وأنه لا بد من تغيير أسلوب إدارة الحرب في غزة على مدار العامين الماضيين تقريبًا.
وبحسب التقرير أن نتنياهو يعتقد أن احتلال غزة سيعيد الأسرى إلى ديارهم ويسحق حماس، لكن التجربة والتحليل العسكري يُشيران إلى خلاف ذلك، حيث شبه الجنرال الأمريكي المتقاعد ديفيد بترايوس الحملة البرية في غزة بـ"مقديشو المُكثّفة"، محذرا من تصاعد سريع في أعداد الضحايا والفوضى.
وتابع أن احتلال غزة بالكامل لن يؤمن إسرائيل، بل سيوقعها في فخها، ومن المرجح أن يعزز احتلال أوسع نطاقا قدرة حماس على التخفي وإعادة تنظيم صفوفها، مقايضة السيطرة على الأراضي بتمردٍ غير متكافئ.
وأضاف التقرير أن خبراء عسكريون حذروا من أن إسرائيل ستغرق في حربٍ مكلفة مفتوحة بلا نهاية في الأفق، حيث لقد ألحقت الحرب بالفعل أضرارا جسيمة بالاقتصاد الإسرائيلي.
ووفقًا لبنك إسرائيل، فإن جميع الأنشطة المرتبطة بالحرب - من تعبئة الاحتياط، وتقليص العمالة، وتعطيل سلسلة التوريد التكنولوجية المُتقدّمة - تكلف أكثر من 600 مليون دولار أسبوعيا، أو حوالي 6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في الوقت الفعلي، وتشمل التوقعات عبئا اقتصاديا تراكميا يتراوح بين 53 و67 مليار دولار بحلول نهاية عام 2025، أي ما يُقارب 10بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
كارثة طويلة الأمد على إسرائيل
وأشار التقرير إلى أنه بالنسبة لنتنياهو، قد يرضي هذا المسار ضغوطًا سياسية قصيرة المدى، لكنه كارثة طويلة الأمد على إسرائيل عسكريًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا، فالمصلحة الوطنية الحقيقية لا تكمن في التموضع المستدام في غزة، بل في الدبلوماسية، ومفاوضات وقف إطلاق النار، وتسوية قابلة للتطبيق بعد الحرب.
وأردف التقرير أن الاحتلال الكامل يتناقض مع المصالح الاستراتيجية طويلة الأمد لإسرائيل، ويجمع مسؤولون أمنيون محنكون على أن استمرار الحرب، ناهيك عن التوسع من خلال الاحتلال، يُعرّض مكاسب إسرائيل العسكرية واستقرارها الاقتصادي وشرعيتها الأخلاقية للخطر.
وقالت الصحيفة أن احتلال غزة لن يقضي على حماس؛ بل سيؤجج المقاومة وحرب العصابات في المناطق الحضرية الكثيفة، مما يزيد من الخسائر الإسرائيلية ويُعرّض الرهائن لخطر أكبر.
وتابعت الصحفية أن الاحتلال الذي يقترحه نتنياهو يخاطر بزج إسرائيل في صراع دون استراتيجية خروج، وهو مسار خطير من شأنه أن يُحوّل غزة بالتأكيد إلى فيتنام إسرائيلية، ولن يؤدي الاحتلال إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة فحسب، بل سيمنح حماس أيضًا نصرًا دعائيًا، يصوّر إسرائيل كمحتل دائم، ويحشد أجيالًا جديدة على "المقاومة".