حرب إيران وإسرائيل | تل أبيب تواصل القصف.. وطهران تهاجم بـ أساليب جديدة
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
شهد اليوم تصاعدا مقلقا في المواجهة المستمرة بين إيران وإسرائيل، حيث تتواصل تداعيات الغارات الإسرائيلية الأخيرة على العمق الإيراني، ويتزايد القلق من تصعيد إضافي.
وفي طهران، ما زال سكان العاصمة يتدفقون نحو المناطق الشمالية، وسط مخاوف من استمرار القصف الذي شمل منشآت عسكرية ونووية، مما دفع آلاف المدنيين إلى الفرار من المنازل بحثا عن الأمان.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن السلوك الإسرائيلي يعد سلوكا إجراميا بامتياز، وأقصى ما قد تقدم عليه إسرائيل في هذا السياق هو السعي لإسقاط النظام الإيراني، إلا أن مدى قدرة النظام الإيراني على الصمود والاستمرار سيكون مرهونا بتماسك الجبهة الداخلية الإيرانية.
وأضاف طارق فهمى خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن لعب جهاز "الموساد" الإسرائيلي دورا بارزا في إدارة هذه المواجهة، غير أن من الضروري عدم المبالغة في تقدير هذا الدور، إذ إنه جاء مدعوما بشكل كبير من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، وهو ما يسلط الضوء على التعاون الاستخباراتي الغربي مع إسرائيل في مثل هذه الأزمات.
الدور الأمريكي والتحكم الإسرائيلي بالمشهدوأشار فهمي، إلى أن من اللافت أيضا أن إسرائيل هي من تتخذ القرار بشأن أمنها القومي، وليست الولايات المتحدة، وقد نجحت في جر الإدارة الأمريكية إلى واجهة المواجهة العسكرية، وتابع قائلا: "أما الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة فكانت أقرب إلى "ضربة استهلالية"، تستخدم لجسّ نبض الطرف المقابل، دون الانخراط الكامل في صراع مفتوح".
واختتم: "الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب، وتعمل على تقييم المشهد من مختلف جوانبه، وهي في حالة ترقب للخطوة التالية التي قد تتخذها إيران، سواء من خلال الرد المباشر أو عبر أدواتها الإقليمية".
وفي تطور جديد بشأن الملف النووي الإيراني، شدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، اليوم الإثنين، على ضرورة العودة العاجلة إلى طاولة المفاوضات مع طهران، من أجل ضمان عدم امتلاكها للسلاح النووي على المدى الطويل.
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس محافظي الوكالة، أعرب جروسي عن استعداده التام للتوجه فورا إلى إيران، رغم استمرار الخلافات بين الطرفين، مؤكدا أن الحوار هو السبيل الوحيد لمنع التصعيد النووي في المنطقة.
ودعا جروسي إلى وقف الأعمال العدائية داخل إيران، حتى يتسنى للوكالة إرسال فرقها الفنية لتقييم الوضع في المواقع النووية المتضررة، والتي تعرضت مؤخرا للقصف من قبل الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن إيران قد أبدت قدرا من التعاون في ما يتعلق بمراقبة هذه المواقع الثلاثة، وأن مفتشي الوكالة جاهزون للقيام بمهامهم بمجرد التوصل إلى اتفاق مع الجانب الإيراني بشأن الترتيبات الفنية والأمنية.
وفي السياق ذاته، أصدرت وزارة الخارجية في سلطنة عمان بيانا كشفت فيه عن اتصال هاتفي جرى بين السلطان هيثم بن طارق ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تناول آخر تطورات الأزمة بين إيران وإسرائيل.
وأكد الزعيمان، خلال الاتصال، على أهمية تعزيز التنسيق الإقليمي والدولي بهدف احتواء التصعيد المتسارع بين الطرفين، مشددين على أن أي تصعيد إضافي ستكون له عواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة برمتها.
كما عبرا عن رفضهما للهجمات الأمريكية على إيران، واعتبرا أنها تمثل تصعيدا خطيرا من شأنه أن يعرقل جهود التهدئة ويفاقم التوترات، محذرين من تداعيات قد تشمل تهديد الأمن الإقليمي والدولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران الاحتلال إسرائيل السلوك الإسرائيلي النظام الإيراني الولايات المتحدة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
إسواتيني تستقبل مرحّلين جدد من الولايات المتحدة
يتحدى نشطاء الاتفاق السري بين إسواتيني وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مبابان، عاصمة إسواتيني.
وقد أكدت حكومة إسواتيني -يوم الإثنين- أنها استقبلت 10 مرحّلين من الولايات المتحدة لا يحملون جنسية المملكة.
وجاء ذلك بعد إرسال 5 مرحّلين آخرين إلى إسواتيني في يوليو/تموز الماضي.
وأكّد البيت الأبيض عملية الترحيل، مشيرا إلى أن الأفراد ارتكبوا جرائم خطيرة.
لم تؤكد الولايات المتحدة ولا إسواتيني جنسيات المرحّلين الذين وصلوا يوم الإثنين، لكن المحامي الأميركي المختص بالهجرة "تين ثانه نغوين" قال إنهم 3 أشخاص من فيتنام، وشخصا من الفلبين، وآخر من كمبوديا.
وقد أدانت منظمات حقوقية طريقة التعامل مع المجموعة الأولى من المرحّلين إلى إسواتيني والتي شملت أفرادا من فيتنام، جامايكا، لاوس، كوبا، واليمن مشيرة إلى أنهم احتُجزوا في الحبس الانفرادي ولم يُسمح لهم بالتواصل مع محامين.
وقال نغوين إنه يمثل اثنين من المرحّلين الجدد واثنين من المجموعة السابقة، لكنه لا يزال غير قادر على التواصل معهم.
وأضاف نغوين "لا يمكنني الاتصال بهم، لا يمكنني مراسلتهم عبر البريد الإلكتروني، لا يمكنني التواصل عبر محامٍ محلي لأن حكومة إسواتيني تمنع أي وصول قانوني".
في إطار حملة الترحيل الجماعية، أصبحت إدارة ترامب تعتمد بشكل متزايد على إرسال المرحّلين إلى دول ثالثة عندما يتعذر قانونيًا إعادتهم إلى أوطانهم الأصلية.
وقد طعن نشطاء حقوقيون في هذه الممارسة، خشية أن تترك المرحّلين في دول لا يتحدثون لغتها وقد لا يُمنحون حقوقهم القانونية.
إلى جانب إسواتيني، أرسلت إدارة ترامب مرحّلين إلى دول ثالثة أخرى مثل جنوب السودان، وغانا، ورواندا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أبيغيل جاكسون، إن المجموعة الأخيرة التي أُرسلت إلى إسواتيني أدينت بارتكاب "جرائم شنيعة"، منها القتل والاغتصاب، وأضافت "هؤلاء لا ينتمون إلى الولايات المتحدة"، بحسب جاكسون.
إعلانوفي إسواتيني، أدان نشطاء الصفقة السرية بين الحكومة والولايات المتحدة، وأطلقوا دعوى قانونية لإلغاء الاتفاق.
من جهتها، أكدت إدارة السجون في إسواتيني أنها "ملتزمة بمعاملة جميع الأشخاص في عهدتها بطريقة إنسانية".
وأوضحت الإدارة أن المرحّلين سيُحتجزون في منشآت إصلاحية إلى حين إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.