35 ألف طفل أوكراني في عداد المختطفين... وأهالٍ يواجهون الخطر لاستعادتهم من روسيا
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
وسط غبار الحرب التي اندلعت بين روسيا وأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، تتكشف واحدة من الأزمات الإنسانية المعقدة وأكثرها إيلامًا: اختفاء جماعي لآلاف الأطفال الأوكرانيين، يُعتقد أن عددهم يصل إلى 35,000 طفل، يُرجَّح أنهم محتجزون داخل الأراضي الروسية أو في مناطق تسيطر عليها القوات الروسية. اعلان
منذ بداية النزاع، اختُطف الأطفال الأوكرانيون من دور الأيتام، ومن ساحات المعارك بعد مقتل ذويهم، أو أُخذوا بالقوة من أسرهم.
وفي شهادة مؤلمة لصحيفة الغارديان، روت ناتاليا، وهي أم أوكرانية، تفاصيل محاولتها اليائسة لاسترجاع ولديها المراهقين بعد أن احتُجزا لنحو ستة أشهر في معسكر روسي. بعد احتلال القوات الروسية لمسقط رأسها في خيرسون في أيلول/ سبتمبر 2022، نصحها أحد الجيران بإرسال الطفلين إلى مخيم للأطفال في مدينة أنابا الروسية، في رحلة مجانية مدتها 21 يومًا، على أن يعودا لاحقًا إلى خيرسون. لكنها تقول: "كان خطأً كبيرًا أن أسمح لهما بالذهاب".
عندما استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على خيرسون لاحقًا، علق الولدان خلف خطوط التماس، ورفض المعسكر إعادتهما من دون حضور والدتهما.
وبعد الحصول على جوازات سفر وأوراق رسمية بدعم من منظمة أوكرانية، سافرت ناتاليا بمفردها إلى روسيا، وقد مرّت عبر حواجز تفتيش روسية، وقدمت مبررات لوجودها وسط الجنود، لتصل بعد ستة أيام من التنقل، في شباط/ فبراير 2023، إلى المخيم وتستعيد أطفالها. وتقول: "لا يمكنك حتى أن تتخيل مشاعري... أطفالي هم كل ما أملك في هذه الحياة".
أرقام مقلقة ونظام تبنٍ مريبحتى الآن، لم يتمّ استرجاع سوى 1,366 طفلًا أوكرانيًا، بحسب منظمة "إعادة الأطفال". ويُقدر فريق من جامعة ييل أن العدد الإجمالي قد يصل إلى 35,000 طفل، أُخذ العديد منهم من دور الأيتام أو من الشوارع أو تحت ظروف القتال، وأُرسلوا إلى معسكرات أو مؤسسات رعاية روسية، وربما جرى تبني بعضهم من قبل عائلات روسية.
فريق الباحثين في جامعة ييل، بقيادة ناثانيل ريموند، المدير التنفيذي لمختبر الأبحاث الإنسانية، استخدم قواعد بيانات روسية ووثائق رسمية وخرائط أقمار صناعية لتحديد هويات آلاف الأطفال. وقد وصف ريموند ما يجري بأنه "أكبر عملية اختطاف جماعي للأطفال منذ الحرب العالمية الثانية، تشبه ما فعله النازيون بالأطفال البولنديين".
وتكشف شهادات الأطفال العائدين عن تلقيهم تدريبات عسكرية في المعسكرات، كما تعرّضوا لعقوبات عند التحدث بالأوكرانية. وتوضح داريا كاسيانوفا، رئيسة شبكة حقوق الطفل الأوكرانية، أن الأطفال يُخدعون أحيانًا برسائل تخويفية تقول إن أهاليهم سيواجهون العواقب إن لم يلتزموا بما يُطلب منهم.
Relatedصواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى أن بوتين يبحث غن مخرجروسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تنهار رهانات ترامب على الثروات المعدنية؟مقتل شخص وإصابة 17 آخرين في هجوم روسي على مدينة أوديسا جنوب أوكرانياوترى كاسيانوفا أن هذه الممارسات ليست جديدة، إذ سبق أن وثّقت اختطافات وترحيلات مماثلة خلال الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم عام 2014، عندما عملت على إجلاء أكثر من 40,000 شخص من دونيتسك ولوهانسك، من بينهم 12,000 طفل. تقول: "كانت ابنتي في الحادية عشرة حينها، وقد أُرسل بعض أصدقائها الذين بقوا هناك إلى معسكرات تابعة للجيش الروسي".
وبحسب الخبراء، غيّرت روسسيا قوانينها مؤخرًا بما يسمح بتبنّي الأطفال الأوكرانيين من قبل مواطنين روس، ما يعقّد جهود الإعادة ويُهدد باختفاء هؤلاء الأطفال إلى الأبد داخل منظومة قانونية وإدارية روسية، يصعب اختراقها.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي روسيا البرنامج الايراني النووي إسرائيل دونالد ترامب إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي روسيا البرنامج الايراني النووي تجنيد الأطفال روسيا أوكرانيا خطف أطفال الحرب في أوكرانيا إسرائيل دونالد ترامب إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي روسيا البرنامج الايراني النووي قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أوكرانيا غزة بنيامين نتنياهو فلسطين
إقرأ أيضاً:
روسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تنهار رهانات ترامب على الثروات المعدنية؟
في ضربة استراتيجية لأوكرانيا، استولت القوات الروسية مؤخرًا على مستودع ليثيوم في منطقة دونيتسك شرقي البلاد. يقع المستودع قرب قرية شيفتشينكو غرب دونيتسك، وتمّ تأكيد ذلك استنادًا إلى تحليلات مرئية أجرتها مجموعات مراقبة مستقلة تتابع تقدم القوات الروسية ميدانيًا. اعلان
ورغم أن المستودع لا يتعدى 100 فدان، إلا أنه يُعد من بين أغنى رواسب الليثيوم في أوكرانيا، ما يجعله موردًا بالغ الأهمية في السوق العالمي لتقنيات الطاقة المتقدمة، ولا سيما البطاريات الكهربائية.
وتعتبر الولايات المتحدة الليثيوم عنصرًا استراتيجيًا في اقتصادها وأمنها القومي، وهو ما دفع إدارة ترامب إلى توقيع اتفاقية تاريخية مع كييف، تتيح لواشنطن أولوية الوصول إلى الثروات المعدنية الأوكرانية.
هل تتهاوى الصفقة تحت وقع التقدم الروسي؟الاتفاق الأمريكي الأوكراني ينص على تأسيس صندوق استثماري مشترك لتمويل مشاريع التعدين، ويهدف إلى تقليص الاعتماد على الصين التي تسيطر على جزء كبير من سلاسل التوريد العالمية. خلال المفاوضات، سعى المسؤولون الأوكرانيون إلى ربط الصفقة بدعم عسكري إضافي من الولايات المتحدة، بحجة أن حماية موارد البلاد المعدنية تصب في مصلحة الطرفين، لكن واشنطن رفضت هذا الربط مرارًا.
في محاولة لإظهار جدية التعاون، وافقت الحكومة الأوكرانية الأسبوع الماضي على الخطوات الأولى لفتح مستودع ليثيوم كبير مملوك للدولة أمام الاستثمارات الخاصة، لكن الخطوة تبدو متأخرة في ظل التصعيد العسكري.
ومع احتلال القوات الروسية ما يقارب خمس الأراضي الأوكرانية، باتت موسكو تسيطر فعليًا على عدد من رواسب المعادن الحيوية، مثل التيتانيوم والمنغنيز، بالإضافة إلى استيلائها على بعض أكبر مناجم الفحم. ويشير تحليل صادر عن معهد دراسات الحرب، ومقره واشنطن، إلى أن القوات الروسية تقترب من الوصول إلى مواقع جديدة غنية باليورانيوم والتيتانيوم، ما يضع مزيدًا من الضغوط على أوكرانيا.
عوائق متراكمةلا تزال لدى كييف احتياطات ليثيوم واعدة وسط البلاد، بعيدة عن الجبهات الساخنة. لكن التحديات لا تقتصر على الجغرافيا، إذ يحذّر محللو الصناعة من عقبات كبيرة تعيق تنفيذ الاتفاق، من بينها تعقيدات في تراخيص الاستخراج واعتماد البلاد على مسوحات جيولوجية قديمة، لا تعكس بدقة القيمة الفعلية لمواردها.
Relatedموجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد السكان والمنشآتصواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى أن بوتين يبحث غن مخرجعودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملية تبادل جديدة مع روسياأما رواسب شيفتشينكو، التي باتت اليوم تحت سيطرة موسكو، فتتميّز بتركيزها العالي من معدن السبودومين، الغني بالليثيوم، والمستخدم على نطاق واسع في صناعة التعدين الأسترالية، ما يزيد من أهميتها الجيواستراتيجية.
وفي ظل هذا المشهد، تزداد الشكوك حول قدرة أوكرانيا على تحويل ثروتها المعدنية إلى ورقة ضغط اقتصادية، ما دامت رقعة السيطرة الروسية تتوسع على الأرض.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة