دعا مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة رئيس الجمهورية قيس سعيد الى الاذن لمحكمة المحاسبات بمهمة رقابية معمقة لصندوق الودائع والامانات واتخاذ حزمة اجراءات أخرى، خاصة وان الصندوق وخلافا لقواعد التصرف الحذر موّل 8 مشاريع بقيمة 56 مليون دينار تتجاوز التزاماته، في كلّ منها، النّسبة المحددة بقرار وزير الاقتصاد والماليّة.

وطالب المرصد، في بيان نشره للرأي العام، بإلغاء صندوق الودائع والامانات واخضاعه لمراقبة معمقة نظرا لعدم توفّقه في الاضطلاع بالمهام الموكولة إليه وغياب نجاعة نظام حوكمته وعدم تحقيقه للأهداف المرسومة له وبالنظر إلى ضحالة نّتائج تدخلاته خاصّة في ما يتعلّق بإحداث المشاريع ودفع التنمية بالجهات في إطار المبادرة العموميّة أو الخاصّة.

وقد تجاوزت التزامات الصندوق في المشاريع التي بادر بها النسبة المضبوطة (40 %) وذلك بالنسبة إلى خمسة مشاريع بمبلغ جملي يساوي 74 مليون دينار. مثلما تمت إساءة التصرف في حالات تضارب المصالح ممّا ترتّب عنه إبرام الصندوق سبعة اتّفاقيات تتعلّق بعمليّات استثمارية بحوالي 82 مليون دينار مع شركات لها علاقة بأحد أعضاء هيئة المراقبة.

وبخصوص الاستثمارات ذات المصلحة العامّة لا تتوفّر لدى الصندوق وثيقة تضبط الشّروط العامّة للتّمويل بصفة مسبّقة ممّا ترتّب عنه إسناد تمويلات بنسب فائدة تختلف من مستفيد إلى آخر. وقد تمّ كذلك تمويل مؤسستين بواسطة رقاع قابلة للتّحويل إلى أسهم بمبلغ 27 مليون دينار دون المطالبة بضمانات لاستخلاص مستحقاته.

وتولّى تحرير تمويلاته الكبرى دفعة واحدة عوضا عن تحريرها حسب تقدّم إنجاز المشاريع بما من شأنه أن لا يضمن صرفها في الأغراض المخصّصة لها. وساهم الصندوق أيضا في تمويل بعض المؤسسات الصغرى والمتوسطة عبر عشرات الصناديق المشتركة للتوظيف في رأس مال تنمية، علما ان البعض من تلك الصناديق تواجه صعوبات وان عددا هاما من أصحاب المشاريع وبالأخص من بين الباعثين الشبان يتذمرون من تجاوزات القائمين على تلك الصناديق التي كان من المفروض التعامل معها بحذر كبير جدا باعتبار ان الامر يتعلق بالتصرف في أموال عمومية وخاصة.

ودعا المرصد، رئيس الجمهورية الى اعطاء الاذن لمحكمة المحاسبات بالقيام بمهمة رقابية معمقة وشاملة للتثبت من جدوى كل الاستثمارات التي ساهم فيها او مولها الصندوق وبالأخص الاتفاقيات المبرمة مع ما يسمى بالصناديق الاستثمارية وبالأخص المحدثة من قبل اطراف اجنبية والضمانات التي تحصل عليها والتثبت من المبالغ الموضوعة على ذمة بعض الصناديق الاستثمارية والتي تم استعمالها لتمويل استثمارات بفرنسا وليس بمناطق التنمية الجهوية

كما اكد ضرورة التثبت من وضعيات تضارب المصالح داخل الصندوق وتبعات ذلك واحالة الملف عند الاقتضاء على النيابة العمومية واعطاء الاذن لوزيرة العدل بالتعهد بتقرير دائرة المحاسبات عدد 31 لسنة 2019 المتعلق بالصندوق الى حين صدور التقرير الثاني اذا ما اذن رئيس الجمهورية بمهمة رقابية معمقة وشاملة وايضا التثبت من تأجير وامتيازات كل الذين عملوا بالصندوق ومدى شفافية عملية انتدابهم واحالة الملف عند الاقتضاء الى النيابة العمومية.

يذكر ان التقرير الرقابي السنوي الاخير الذي أصدرت الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية، كشف ان الصندوق أسند حوالي 53 بالمائة من تمويلات الاستثمارات المباشرة الى 4 شركات تشكو صعوبات مالية وهو ما لا يتماشى مع مبدأ الدخول في المشاريع التي لها ديمومة اقتصادية. وحسب التقرير الرقابي السنوي السابع والعشرين 2020/2021 وافق الصندوق على تمويل احدى الشركات بمبلغ 5ر6 مليون دينار في شكل رقاع قابلة للتحويل الى أسهم، بالرغم من كونها تشكو عجزا هيكليا على مستوى راس المال المتداول إضافة الى تمويل مؤسسات لها هيكلة مالية غير متوازنة وذات نسبة تداين مرتفعة مقارنة بأموالها الذاتية.

 

*وات

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: ملیون دینار

إقرأ أيضاً:

"ساما": 2.8 % نمو للسيولة في الاقتصاد السعودي

سجلت السيولة المحلية «النقود المتاحة» في الاقتصاد السعودي نموًا ملحوظًا خلال الربع الأول من عام 2025، حيث ارتفعت على أساس سنوي إلى نحو 3.0556 تريليون ريال بنسبة نمو بلغت 8.2%، مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2024 والتي سجلت خلالها السيولة مستوى 2.8 تريليون ريال.

وعلى أساس ربعي، ارتفعت السيولة بقيمة تُقدَّر بـ134.4 مليار ريال، بنسبة نمو 4.6%، مقارنة بنحو 2.9 تريليون ريال بنهاية الربع الرابع من عام 2024، وذلك استنادًا إلى بيانات النشرة الإحصائية الشهرية الصادرة عن البنك المركزي السعودي «ساما» لشهر مارس.

وأظهرت البيانات نموًا شهريًا للسيولة بنسبة تُقارب 1%، بزيادة قيمتها حوالى 22.2 مليار ريال، لتُسجِّل بذلك أعلى مستوياتها تاريخيًا، ويعكس هذا النمو في السيولة عرض النقود بمفهومه الواسع والشامل (ن3).

وبتحليل مكونات عرض النقود (ن3)، جاءت «الودائع تحت الطلب» في صدارة المكونات بنسبة مساهمة بلغت 48%، وبقيمة نحو 1.5 تريليون ريال بنهاية الربع الأول من عام 2025، تلتها «الودائع الزمنية والادخارية» التي بلغت نحو 1.1 تريليون ريال، بنسبة مساهمة 35%.

وسجلت «الودائع الأخرى شبه النقدية» مستوى حوالى 266.9 مليار ريال، بنسبة مساهمة 9%، وجاء «النقد المتداول خارج المصارف» في المرتبة الرابعة بنحو 251.5 مليار ريال، بنسبة مساهمة بلغت نحو 8%.

يذكر أن الودائع شبه النقدية تشمل ودائع المقيمين بالعملات الأجنبية، والودائع مقابل الاعتمادات المستندية، والتحويلات القائمة، وعمليات إعادة الشراء الريبو المنفذة مع القطاع الخاص.

كما يتضمن عرض النقود بمفهوم (ن1) النقد المتداول خارج البنوك بالإضافة إلى الودائع تحت الطلب فقط، بينما يشمل (ن2) كلًا من (ن1) والودائع الزمنية والادخارية، ويعكس (ن3) التعريف الأوسع بإضافة الودائع الأخرى شبه النقدية.

مقالات مشابهة

  • "ساما": 2.8 % نمو للسيولة في الاقتصاد السعودي
  • بعد فضيحة بيع الشواهد الجامعية.. المجلس الأعلى للتربية والتكوين يدعو إلى مراجعة شاملة لقانون التعليم العالي
  • صعود مثير للجنيه المصري أمام الدولار يفجر مخاوف من مراجعة صندوق النقد
  • الإعمار تعلن عن المشاريع التي ستفتتح قريباً ضمن حزمة فك الاختناقات
  • المدن الصناعية الاردنية تستقطب 211 استثمار جديد خلال العام 2024 بقيمة 240 مليون دينار
  • مالية البرلمان: ملف الرواتب لن يشهد اضطراباً.. والوضع الحالي لا يدعو للقلق
  • 1.9 مليار دينار حوالات مالية عبر المحافظ الإلكترونية
  • افتتح منتدى إدارة المشاريع..الحقيل: 133 ألف منشأة و1.6 مليون فرد بقطاع التشييد
  • متحدث الوزراء: انتهاء المراجعة الخامسة لصندوق النقد الدولي قريبًا
  • أرباح أجيليتي الكويتية تصل إلى 11.6 مليون دينار كويتي في الربع الأول 2025