أحمد عاطف وشعبان بلال (القاهرة)

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: دعم جهود ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة القوقاز أرض الحوار

تواصل دولة الإمارات دورها الفاعل في دعم جهود السلام العالمي وحل النزاعات بالطرق السلمية.
واستضافت أبوظبي اجتماعاً بين رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، في لحظة فارقة في مسار طويل من التوترات الممتدة لعقود بشأن إقليم «ناغورنو قره باغ»، مما يعكس الثقة المتزايد في دور الإمارات باعتبارها وسيطاً محايداً وقادراً على مد جسور التواصل بين الأطراف المتنازعة.


وشدد خبراء ومحللون على أن استضافة الإمارات لهذا الاجتماع تمثل ثمرة لنهج دبلوماسي متزن تتبناه الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والذي جعل من الحوار والتهدئة ركيزتين أساسيتين في سياسة خارجية تسعى لتحقيق سلام دائم بدلاً من حلول مؤقتة.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن اختيار الإمارات لهذا الدور يعكس مكانتها المتميزة بوصفها دولة محورية تتمتع بعلاقات متوازنة مع أرمينيا وأذربيجان، فضلاً عن شراكات اقتصادية قوية مع الجانبين، إلى جانب سجلها الحافل بالمبادرات الدبلوماسية في أزمات عالمية كبرى، مثل الحرب في أوكرانيا.
وكانت الإمارات قد لعبت دوراً مهماً في التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين إثيوبيا وإريتريا عام 2018، وأسهمت بشكل فعال في تهدئة التوتر بين الهند وباكستان في محطات حرجة، وهو ما يؤكد أن الدور الإماراتي في تعزيز السلام العالمي ليس موسمياً أو ارتجالياً، بل جزء من رؤية استراتيجية طويلة المدى تضع الاستقرار الإقليمي والدولي في صلب أولوياتها.

مكانة مرموقة
اعتبر أستاذ العلوم السياسية، الدكتور تيسير أبو جمعة، أن استضافة الإمارات مباحثات بين أذربيجان وأرمينيا يُعد مؤشراً بالغ الدلالة على المكانة المرموقة التي تحظى بها الدولة على الساحة العالمية، مما يجعلها دولة جديرة بالثقة، وقادرة على التأثير في الملفات المعقدة إقليمياً ودولياً.
وأوضح أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التحرك الإماراتي لا يأتي من فراغ، بل يُعد جزءاً من رؤية استراتيجية متكاملة يتبناها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تقوم على تعزيز دور الدولة في إدارة النزاعات، عبر أدوات دبلوماسية ناعمة تعتمد على بناء الثقة والتواصل الهادئ، والعمل خلف الكواليس لتقريب وجهات النظر، من دون ضجيج إعلامي أو استعراض سياسي.
وأشار إلى أن هذا النوع من الوساطات يعكس تحولاً نوعياً في طبيعة الدور الإماراتي، من دور إغاثي وإنساني تقليدي، إلى فاعل رئيس في هندسة الاستقرار الإقليمي، مؤكداً أن دور الإمارات لا يقف عند حدود تقديم المساعدات، بل بات يؤسس لمسارات سياسية جديدة قادرة على تغيير معادلات التوتر، مثلما هو الحال في التوتر بين أرمينيا وأذربيجان.
وقال أستاذ العلوم السياسية، إن المباحثات بين أرمينيا وأذربيجان في أبوظبي يعزز النموذج الإماراتي باعتباره قوة إقليمية رشيدة تؤمن بالحوار والاحترام المتبادل، وترفض الاصطفاف وراء النزاعات والصراعات، إضافة إلى أنه يعكس فلسفة متجذرة في سياسة الإمارات، قائمة على تغليب صوت الحكمة على طبول الحرب.
وأضاف أن ما تقوم به الإمارات اليوم تأسيس لمسار سلام طويل الأمد في جنوب القوقاز، ستكون له انعكاسات إيجابية تتجاوز المنطقة، مما يعزز دور الدولة باعتبارها لاعباً مؤثراً، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.

سياسة راسخة تتسم بالحكمة والهدوء
قال الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، هاني الجمل، إن الجهود الإماراتية لتقريب وجهات النظر بين أرمينيا وأذربيجان تعكس بوضوح سياسة راسخة تتسم بالحكمة والهدوء والبعد عن التوتر، وهو ما جعل الإمارات لاعباً فاعلاً في ملفات إقليمية ودولية بالغة التعقيد.
وأضاف الجمل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن اللقاء الذي استضافته أبوظبي بين رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا، يعكس الثقة الدولية المتزايدة في دبلوماسية الإمارات الهادئة، التي باتت تُصنف ضمن أفضل عشرة نماذج عالمية في مجال الوساطة السياسية الفاعلة، خاصة بعد نجاحاتها المتكررة في التوسط بين روسيا وأوكرانيا، وإتمام أكثر من عملية لتبادل الأسرى رغم استمرار الحرب.
وأشار إلى أن الجهود الإماراتية لا تقتصر على الوساطة السياسية فحسب، بل تنبع من فلسفة واضحة تضع الإنسان في جوهرها، وفق المبادئ الخمسين التي أرستها الدولة، والتي تؤكد على احترام الكرامة الإنسانية والعمل الخيري والتنموي من دون تمييز، وهو ما يجعل من الدولة لاعباً محورياً في صناعة السلام، سواء في القوقاز أو في غيره من مناطق التوتر.
ونوه الجمل بأن سياسة الإمارات التي تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وتحرص على بناء علاقات متوازنة مع كل من باكو ويريفان، أوجدت بيئة مواتية للحوار بين الطرفين، بعيداً عن الضغوط والمزايدات.
ولفت إلى أن الإمارات لم تعد تكتف بلعب دور الوسيط التقليدي، إذ تتبني نموذجاً فريداً في إدارة الصراعات، يرتكز على الدبلوماسية الهادئة، والعمل الإنساني، والتمكين التنموي، وهو ما يجعلها شريكاً موثوقاً في تعزيز الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.
واكتسبت الإمارات، من خلال دبلوماسية ناعمة وفعالة، نفوذاً وثقلاً على المستويين الإقليمي والدولي، مما جعلها وسيطاً يتمتع بالمصداقية لدى مختلف أطراف النزاعات، حيث كان لها دور محوري في تسهيل اتفاقات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وقدمت دعماً إنسانياً واسع النطاق للمتضررين من الحرب من دون الانحياز لأي طرف، وهي مواقف أكسبتها احتراماً متزايداً في الدوائر السياسية والإنسانية الدولية.

تحول نوعي
أوضحت نورهان شرارة، المحللة السياسية، أن استضافة أبوظبي لاجتماع بين رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا تمثل تتويجاً للسياسة الخارجية الإماراتية، والتي باتت تلعب أدواراً محورية في نزع فتيل الأزمات الإقليمية والدولية. 
وذكرت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات ليست مجرد طرف داعم لجهود السلام، بل أصبحت فاعلاً أساسياً في هندسة الحلول وتهيئة الظروف اللازمة لإنجاح المفاوضات، مستفيدة من شبكة علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف المتنازعة، إضافة إلى مصداقيتها المتزايدة في المحافل الدولية.
وأشارت إلى أن الدبلوماسية الإماراتية تميزت في السنوات الأخيرة بنهج هادئ وواقعي يركز على النتائج لا على الشعارات، وهو ما جعل أبوظبي منصة مفضلة للحوار، خصوصاً في الملفات الحساسة التي تتطلب بيئة محايدة وضامنة. 
وأضافت أن اللقاء بين باشينيان وعليف في أبوظبي ليس مجرد اجتماع رمزي، بل فرصة حقيقية لوضع نهاية لأحد أكثر النزاعات تعقيداً واستنزافاً في منطقة جنوب القوقاز، مشددةً على أن دور الإمارات في هذا الملف يكرس نهجاً جديداً في إدارة الأزمات، قوامه الثقة والانفتاح والعمل بعيداً عن الاصطفافات والمحاور.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أرمينيا الإمارات وأرمينيا أذربيجان الإمارات وأذربيجان نيكول باشينيان رئيس أذربيجان إلهام علييف الدبلوماسية الإماراتية ناجورنو كاراباخ محمد بن زايد رئيس الدولة أرمینیا وأذربیجان دور الإمارات لـ الاتحاد وهو ما إلى أن

إقرأ أيضاً:

«آي كابيتال» تفتتح مقرها الإقليمي في «أبوظبي العالمي»

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «كابيتال دوت كوم»: الإمارات الأولى أوسطياً في حجم التداولات الإلكترونية للمشتقات المالية عاجل.. منتخبنا يقصي حامل اللقب ويتأهل إلى نصف نهائي كأس العرب

تفتتح «آي كابيتال - iCapital» الشركة الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا المالية، مقرها الإقليمي الأول في الشرق الأوسط، ضمن أبوظبي العالمي (ADGM)، بعد حصولها على الموافقة المبدئية من أبوظبي العالمي لتقديم خدمات الاستشارات والترتيبات ولحين الحصول على الموافقة النهائية من سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي.
وقال ماركو بيزّوزيرو، رئيس الشؤون الدولية وعضو اللجنة التنفيذية في «iCapital»، إن هذا التوسع يأتي تتويجاً لرؤية استراتيجية عميقةٍ، تجسّد التزام الشركة الراسخ تجاه دولة الإمارات والمنطقة ككل، كما تعزّز قدرة الشركة على تقديم حلول استثمارية خاصة ومبتكرة، مصممة خصيصاً لتلائم احتياجات المصارف ومديري الثروات ومكاتب العائلات المستثمرة في نطاق دول مجلس التعاون الخليجي، والاستفادة من الإطار التنظيمي المعترف به عالمياً والنظام البيئي الديناميكي لأبوظبي العالمي.  ومن جهته صرح أرفيند رامامورثي، رئيس شؤون الأسواق في أبوظبي العالمي بأن اختيار الشركة أبوظبي العالمي للانطلاق، يمثل تأكيداً على مكانة أبوظبي مركز مالي عالمي، تستقطب ثقة المؤسسات المالية الرائدة بإطارها التنظيمي المتين وبيئتها المالية الحيوية.

مقالات مشابهة

  • «آي كابيتال» تفتتح مقرها الإقليمي في «أبوظبي العالمي»
  • رئيس اليمن الأسبق يكشف أسرار القصر المشؤوم والخلافات السياسية في جنوب اليمن
  • نيابةً عن رئيس الدولة.. نهيان بن مبارك يرأس وفد الإمارات في مؤتمر ومنتدى السلام والثقة 2025 بتركمانستان
  • مصر تعزز التحول الأخضر بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للعمران والبناء المستدام
  • «أبوظبي للدفاع المدني» تعزز إجراءات الوقاية والسلامة في «ليوا الدولي»
  • مستقبل وطن : الجمهورية الجديدة تعزز حقوق الإنسان برؤية شاملة
  • قمة «بريدج 2025».. الإمارات تعزز الانفتاح والابتكار وروح التعاون
  • «مهرجان أم الإمارات».. تجارب استثنائية في كورنيش أبوظبي
  • «جمارك أبوظبي» تعزز انسيابية تنظيم سباق فورمولاـ 1
  • وزارة الدفاع الصينية: الدوريات الجوية الصينية – الروسية تعزز السلام والاستقرار الإقليميين